بعد إقرار قانون انتخابات
مجالس المحافظات في العراق , بدأت القوى السياسية بمختلف توجهاتها
بالإعداد لخوض هذه الانتخابات . المؤشرات التي تم ملاحظتها تؤكد إن
الأحزاب الحاكمة في العراق تواجه رفضاً واسعاً من لدن المواطن العراقي
الذي يتلمس يوماً بعد آخر أن هذه الأحزاب التي منحها ثقته لم تحقق له
أياً من طموحاته التي كان يعتقد إمكانية إنجازها بعد سقوط النظام
البعثي السابق. يتجسد هذا الرفض , على سبيل المثال لا الحصر , في عدم
قيام الكثير من العراقيين بمراجعة مراكز تجديد المعلومات الانتخابية أو
تسجيل أنفسهم في قوائم الناخبين وان الكثير منهم كان يردد أن لا شيء
سوف يتغير إذا ما تم انتخاب الأحزاب الحاكمة نفسها مرة أخرى وان كل ما
تسعى إليه هو تحقيق مصالحها الحزبية والخاصة على حساب مصالح المجتمع ,
إضافة إلى إشاعتها لأجواء الاصطفاف والاستقطاب الديني والطائفي والقومي
بين مكونات الشعب العراقي , وأنها تسعى لإقامة دولة تنعدم فيها مظاهر
المدنية والديمقراطية الحقيقية فيما أصبحت الخدمات العامة والصحة
والتعليم المواصلات والاتصالات وتوفير فرص العمل للبطالة الواسعة
ومعالجة تفاقم عدد الفقراء والمعوزين والمشردين والمهجرين قسراً من
القضايا التي لا يتم ذكرها إلا لمجرد خداع المطالبين بتوفير هذه
الخدمات باعتبارها من المسائل الأساسية التي لا يمكن للإنسان بدونها أن
يديم حياته بيسر وأمان.
إن الرفض الواسع الذي
تواجهه أحزاب الإسلام السياسي والقومي يقترن بعملية تفتت وصراعات
مستمرة في صفوفها وتفكك تحالفاتها السياسية. ولا بد أن تدفعنا هذه
الحالة الجديدة للبحث عن البديل الذي يمكنه أن يحقق مطالب المواطن
العراقي وطموحاته ، خصوصا وان مسيرة ما يقرب من ست سنوات من الاحتلال
ومن سلطة الأحزاب الإسلامية والقومية السياسية الحاكمة قد بينت أن هذه
القوى لا تمتلك بديلا جذريا يمكنه أن يجعل العراق والعراقيين في وضع
مغاير وأفضل مما كانوا عليه في ظل حكم البعث الفاشي.
ما الذي
يعنيه أجراء أنتخابات في بلد خاضع للاحتلال ، وهل أن هذه الانتخابات
تصب في صالح المحتل ام في صالح العراق والعراقيون؟ كيف ترى فرص القوى
اليسارية و الديمقراطية والعلمانية القائمة في العراق والتي هي خارج
السلطة الحالية ، هل تقدم هذه القوى بديلا يمكنه أن يدفع بالناخبين
لاختيارها بدلا عن الأحزاب الحاكمة حاليا؟ بأشتراكها بشكل من الاشكال
في الانتخابات ؟
أم جعلها مناسبة لرفضها ومقاطعتها واعلان عصيان جماهيري و رفع
المطاليب الشعبية امام سلطات الاحتلال المطالبة بدستور مدني علماني
وإلغاء المحاصصات و توفير الخدمات و كشف الفاسدين و تقديمهم الى القضاء,
هل يمكن للقوى والتيارات اليسارية والعمالية والعلمانية و الديمقراطية
أن تتجاوز خلافاتها وتتوحد حول مجموعة من المطالب الأساسية الملحة التي
تدفع بالناخب العراقي إلى اختيار مرشحيها أم أن هذه القوى ستكون بعيدة
عن كل ما يجري لكون العراق بلد محتل وان العملية السياسية وصراعاتها لا
تعنيها , لكنها في الوقت نفسه بعيدة كل البعد عن مصالح ومشكلات
الجماهير الواسعة أيضاً؟
ما الذي يمكن أن تفعله
الأحزاب الحاكمة حاليا حتى تتمكن من البقاء في السلطة ، هل ستمارس
الترهيب أو التزوير أو استغلال الدين وزج المرجعيات الدينية أو اللعب
على أوتار الظلم القومي ؟ أم أنها ستقبل بما يختاره الناخب بروح
ديمقراطية شفافة ولا تمارس الأساليب غير الشرعية للبقاء في الحكم ؟
وكيف يمكن نشر الوعي
الانتخابي عند المواطن العراقي للممارسة حقه في تقرير مصير ومصير
المجتمع بعد خمس سنوات من حملات التشويه الديني وإشاعة مظاهر الرجعية
وسلطة شيوخ الدين وفرض التراجع على المرأة وإشاعة أجواء الخوف وسلطة
المليشيات ، كيف ترى اختيارات الناخب العراقي الآن ، هل سيعيد انتخاب
نفس القوى لدوافع طائفية أو قومية ما ، أم انه سيدفع بهذه القوى إلى
الهامش كونها فشلت في تحقيق طموحاته وآماله ؟
أم أن تعديل ما سيحصل على نسب توزيع الممثلين في مجالس المحافظات
لصالح القوى المدنية والديمقراطية نسبياً؟ هل تعتقد أن الانتخابات
المزمع إجراؤها ستجري في أجواء سليمة وحضارية دون تدخل تحسمها سلفا
لصالح جهات معينة كما حدث في الانتخابات السابقة؟
نتطلع الى مشاركتكم ,
ونرجو ان ترسل المواضيع باستخدام نظام الاضافة مع
كتابة ملاحظة ان الموضوع للملف
https://www.ahewar.org/debat/add.art.asp?cid=225
- 2333 - عدد المواضيع الموجودة في هذا المحور
|