أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - كامل كاظم العضاض - يا زمال إلنركبه يطلع قبة














المزيد.....

يا زمال إلنركبه يطلع قبة


كامل كاظم العضاض

الحوار المتمدن-العدد: 3017 - 2010 / 5 / 28 - 16:47
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


عنوان هذه المقالة القصيرة قد يبدو غريبا، فهو مثل شعبي باللغة الدارجة البغدادية الشهيرة منذ أواخر العهد العباسي والعثماني بعد ذلك. ولتفسير هذا المثل نوجز بالقول، بأن الزمال، ( أي الحمار، والمُسّمى لدى بعض الناس بأبي صابر!)، هذا الحيوان المحترم، بعيون الكثير من الناس الذين يعرفون قدره، " تره هم يزاغل، إذا تزهك روحه"، ولكن على الأغلب حقة، لأن إذا هو مو آدمي، بإعتباره زمال، لكن اللي يركبه المفروض بيه أنه هو آدمي بس يتصرف بحيونة دون حيونة الزمال الراقية. لذلك يضطر هذا الزمال المستباح ان يزاغل، فيعاند ويحجم عن الحركة عند الطلب على رغم السياط الذي تلهب جسده، او يغيّر إتجاه سيره، أو ينتقم من خلال قذف راكبه بعنفصة أصلية، تتبعها ركلات هوائية، لو مست فارسه المصروع لقتلته، ولكنه غالبا ما يجعل رفساته هوائية للتخويف. ومن وسائل هذا الزمال الصبور لتبزيع صاحبه أو من يتولاه، هي القيام بالنهيق في الوقت غير المناسب، أو السماح لتصاعد شبقه الجنسي، حينما يرى زمالة حلوة في وقت الربيع في طريقه، فيرمي أحماله ويذهب إليها، مسببا رميها لإحمالها هي الأخرى، فيخلقان بذلك فوضى عارمة محترمة!
ولكن حتى هذا المثل الدارج الذي قيل بدون حق عن أبي صابر، حُرّف عن معناه الأصلي، ليطبق، هذه المرة عن حق على الأوادم، البشر المحترمين مظهريا، والمناكفين وغير المخلصين في عملهم، أو المنافقين وغير الموفين بعهودهم، وغير المؤتمنين على ما إئتُمنوا عليه، في سلوكهم الواقعي المخفي والظاهر أحيانا! واليوم يتحدث الناس المنكوبين بسياسي هذا العهد الإحتلالي الأمريكي، يتحدثون عنهم بإعتبارهم "قبة"، أي أنهم يستحوذون على العلف، ولا يقدمون خدمة، بل وبسرقون حتى "العليجة" التي علفوا منها! وهنا نحن نعلن تأييدنا لهذا التحريف بالمثل الشعبي عن الزمايل، وخصوصا الحساوي منهم، ذلك لأن أبي صابر، يصبر كثيرا ويفني حياته بالخدمة والكد والسياط تلهب كل أطراف جسده، الى أن تزهك روحه ويكوم يزاغل عن حق. اما معظم قادة اليوم، فالمفروض فيهم أن يشيلوا الناس على أكتافهم، بإعتبارهم أنذروا انفسهم لخدمة أبناء وطنهم الغالي، ولكنهم يعنفصون ويرفسون الأول والتالي في سبيل مصالحهم، فالفساد والرشوة والتمسك حتى الموت بالإمتيازات والمناصب، وتزييف المفاهيم الديمقراطية وتوظيفها لخدمة مصالحهم، ببطانات الطائفية والمذهبية والعرقية المقنعة الآن بعد إفتضاحها خلال الهدّة الأولى من تحكمهم في العراق الجديد، ورسوبهم المجلجل في إمتحان بناء الديمقراطية الحقيقي في العراق. ولو سأل سائل بأنه ليس كل سياسي هذا العهد الجديد بهذا السؤ، نقول نعم، ولكن نتائج الإنتخابات بعد سبع سنوات من المرارات والموت والدمار والفشل، يعود اللاعبون الفاشلون ذاتهم للتحكم في اللعبة السياسية، لتشكيل مستقبل العراق للسنوات الأربع القادمة. وهذا الأمر إذ يعني شيئا، إنما يعني بأن السياسيين والقادة المخلصين والديمقراطيين بحق وإيمان، هم بالقياس بمثابة ريشة بائسة في الميزان، حيث لم يحرّكهم إيمانهم الصادق لبذل الجهود والتضحيات الإستثنائية الكافية لمواجهة سقوط المرحلة الأولى في مستنقع الفشل والإرهاب والفساد والنهب، للمساهمة في تحقيق أمل ولو مرحلي لخلاص شعبنا من كوارثه وضياع موارده ومستقبل أبنائه. ليتفرج الجميع على مسرحية تشكيل الحكومة الحالية والتي مرّ على عرضها على خشبة المسرح العراقية المهزوزة الآن حوالى ثلاثة أشهر، والمساومات جارية، بينما الإرهاب وضياع الفرص والتمتع بالإمتيازات، وعقود نهب الموارد النفطية ماضية بدون رقيب أو حسيب. يعني مو حرام نحجي على أبو صابر وهو شيّال إثقالنا من صدك، وبمقابل علف لايكلف صاحبه سوى أفلاس! ولكن يبقى الفرق بالمثل الشعبي الذي ظلم عزيزنا الزمال أبو صابر، هو أنك تركبه وتهينه فيعاند، أما ساسة اليوم، فحينما تريد تركبة حتى يشيل حملك، فهو اللي يركبك! وهذا فرق عظيم، نقوله إنصافا لإبي صابر.
كامل العضاض
مايس 2010
[email protected]



#كامل_كاظم_العضاض (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطية بين اللفظ والسلوك، ( كما ترويها مجريات الإنتخابا ...
- من لا يؤمن بالديمقراطية لا يفهمها، ومن لا يفهمها لا يؤمن بها
- لا ترشدوا قبل أن ترشدوا
- طوينا أوراقنا ولم نطو عزائمنا ولا آمالنا---قصة محاولة تشكيل ...
- طوينا أوراقنا ولم نطو عزائمنا ولا آمالنا_ - قصة محاولة تشكيل ...
- متى يتوقف الجزارون عن الجزر في بلادي؟
- أحبتنا يرحلون بصمت
- هل وزير النفط العراقي الآن في الميزان؟
- العقل والذات والضرورة
- ما هي طبيعة البرامج التي يتحدث عنها المرشحون في الإنتخابات ا ...
- عندما تكون المقدمات خاطئة...حالة العدوان على غزة
- بين النسبي و المطلق، كيف يجزم الإنسان بقناعاته
- الحذاء لا يبني وطن!
- حوارية الحوار المتمدن
- نحو استراتيجية لبناء تيار ديمقراطي علماني في العراق


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - كامل كاظم العضاض - يا زمال إلنركبه يطلع قبة