حمزة الشمخي
الحوار المتمدن-العدد: 3012 - 2010 / 5 / 22 - 14:42
المحور:
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
منذ السابع من آذار الى يومنا هذا ، ولعبة شد الحبل مستمرة بين القوائم الفائزة في الإنتخابات النيابية ، دون إحترام أصوات الملايين العراقية بعد أن حصلوا عليها ، والتي أوصلتهم الى هذه المواقع والمراكز ، وجعلت منهم من المتنافسين على السلطة والنفوذ والقرار .
كل هذا الصراع والفوضى وتأخير تشكيل الحكومة ، من أجل منصب رئيس مجلس الوزراء ، لا من أجل تحقيق الأمن والبناء ، وتوفير العمل والماء الصالح للشرب والكهرباء ، بل من أجل المنصب الأول في السلطة ، وهذا هو حال أغلب من حكموا العراق من قبل ، كل شئ من أجل أعلى الكراسي لا من أجل الشعب .
من المعروف على السياسيين المرموقين ، أن يحترموا إرادة شعوبهم ، وعلى سبيل المثال ، قبل أيام حصلت إنتخابات في بريطانيا ليوم واحد فقط ، وفاز بها حزب المحافظين على حزب العمال بمقاعد لا تؤهله بتشكيل الحكومة لوحده ، إلا بالتحالف مع حزب الديمقراطيين الأحرار ، وهذا ما حصل خلال خمسة أيام ، أما نحن تجاوزنا الشهرين والنصف دون أن تتم حتى المصادقة على نتائج الإنتخابات! .
أن حالة العراق اليوم ، ومن خلال ممارسات قادة الكتل الفائزة ، المتنافسة على رئاسة الوزراء والوزارات السيادية ، تعيدنا الى ماضي الفردية والتسلط ، دون الإهتمام بمصالح الشعب وتطلعاته ، وهل من المعقول أن يرهن شعب بكامله بيد زعيم هذه الكتلة السياسية أو تلك ، من أجل الحصول على ما يريد من منصب ؟ .
لا يجوز السكوت بعد كل هذه التجاوزات ، التي تتعارض مع إبسط مبادئ الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة ، وحق الشعب في إختيار من يقود السلطة السياسية الإجتماعية في البلاد .
وهل من الصحيح أن يختصر العراق ، بكل تاريخه وثرواته وإمكاناته وطاقات شعبه بشخص رئيس الوزراء ؟ ، والذي بسبب النزاع على هذا المنصب ، لم تتشكل الحكومة العراقية الجديدة لحد الآن ، وهل أن مصالح الأفراد أهم من مصالح الشعب والوطن؟ .
#حمزة_الشمخي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟