أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - تناقض فى الكتابات المقدسة-جزء 3-الأديان بشرية الفكر والهوى والهوية.















المزيد.....

تناقض فى الكتابات المقدسة-جزء 3-الأديان بشرية الفكر والهوى والهوية.


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 4322 - 2013 / 12 / 31 - 15:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تناقضات فى الكتابات المقدسة – جزء ثالث.
الأديان بشرية الفكر والهوى والهوية (16).

عندما نقول أن الأديان نتاج فكر بشرى فلا يكون قولنا هذا تعسفاً أو إدعاء بل حقيقة يمكن تلمسها بدون عناء من دراسة الأساطير والقصص التى تروج لوجود كائنات ميتافزيقية خرافية كإله وشيطان وجن وعفاريت وملائكة دون أن تقدم فى مقابل ذلك أى إثبات على وجودها بالرغم من عظم تلك الإدعاءات والقصص المروية عنها وذيوعها , كما لا تكتفى بشرية الأديان بحجم القصص الخرافية بل تقذف لنا بحجم لا بأس به من المغالطات العلمية التى يفضحها العلم كالشمس التى تشرق وتغرب وتدور حول الأرض المسطحة, وتلك السماء التى بمثابة سقف مرفوع على أعمدة فى بعض الميثولوجيات وبدون أعمدة مرئية فى ميثولوجيا أخرى لتلتصق بها النجوم كمصابيح إضاءة,كما يضاف لبشرية الأديان طرحها لمنظومات تشريعية وسلوكية وفكرية تتعاطى مع واقعها وتؤطر لمجتمعاتها لم تعد تتناسب مع أنساقنا العصرية ,وإذا كان هذا يعنى شئ فهو أننا أمام تصورات ورؤية إنسان قديم عن الوجود, هكذا كانت حدود معرفته وتصوراته وتعاطيه مع واقعه لينسج قصص وخيالات وشرائع لا تخرج عن طبيعة فكره ومستوى معارفه فلا يغيب هذا عن أى عقل مطلع على النص التراثى والباحث بموضوعية لم يصيبها التخدير والإنبطاح أمام المقدس ,,أى عقلية حيادية متزنه وضعت الحصان أمام العربة ولم تتبع العكس .

دعونا فى هذا البحث نعرض مشاهد من الكتب المقدسة تثبت بجلاء بشرية النص ولن نطالب هنا أن يتحلى أحد بعقلية حيادية نزيهة ولا أن يتخلص من نظرته المقدسة , فالمشهد بما يحمله من جلاء ووضوح كفيل ان يثقب العيون الغافلة ويصفع العقول المخدرة بسكرة المقدس بمشاهده الفجة ذات التناقض الحاد والتى لن يجدى معها أى مرواغات وإلتفافات باحثة عن تبرير وتلفيق فهى لن تترك سوى الحرج الذى سيُلجم ويجعل العقل يتحرر قليلا من شرنقته متحسساً رؤيتنا عن بشرية الأديان .
هذا الجزء الثالث سيسير على نهج الجزأين السابقين فى إبراز التناقض فى الكتابات المقدسة ولن يكون سبيلنا الإتكاء على حالة غموض أو إلتباس فى فهم النص تستنتج التناقض , فالتناقض من الفجاجة والوضوح تجعله لا يقبل أى تأويل أو مرواغة فهى تصريحات إلهية تتعلق بالحدث لتصرح بشئ فى موضع وتذكر خلافه فى موضع آخر ,أى أننا سنتناول تضارب الحدث والمشهد الإخبارى الذى يدل على بشرية كاتب إعتراه السهو والغفلة وعدم التركيز .

- أيهما أولا العجل أم الصاعقة.؟!
لدينا تناقض غريب لن يجد من يبرره فهو يضع سيناريو لحدث فى آية ثم يغيره فيما بعد فى آية أخرى ففى سورة البقرة نقرأ (وإذ قال موسى لقومه يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم" باتخاذكم العجل" فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم إنه هو التواب الرحيم وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة "فأخذتكم الصاعقة "وأنتم تنظرون) لنجد مشهد اتخاذ العجل للعبادة قد سبق مشهد أخذ الصاعقة لبني اسرائيل ثم نقارن هذا بما ورد في الآية 153(يسألك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتابا من السماء فقد سألوا موسى أكبر من ذلك فقالوا أرنا الله جهرة فأخذتهم الصاعقة بظلمهم" ثم اتخذوا العجل" من بعد ما جاءتهم البينات فعفونا عن ذلك وآتينا موسى سلطانا مبينا.) أى أن الصاعقة أخذتهم ثم اتخذوا العجل فى قول لا يحتمل اللبس بقوله (ثم اتخذوا العجل ) .
نحن أمام مشهد متناقض شديد الغرابة لا يترك أى مساحة للتفسير والتبرير فهو لا يعتنى بنسخ حكم مثلا بل مشهد تاريخى ذو سيناريوهين متضاربين.!

-التناقض والإختلاف فى حضور المسلمين واليهود والنصارى فى الجنه.
على نفس شاكلة العجل والصاعقة نجد إخباريات متضاربة فى نسبة حضور أهل الكتاب والمسلمين فى الجنه لنجد قوله فى سورة الواقعة ( ثُلَّةٌ مِن الأوَّلين وقليلٌ مِن الآخِرين) سورة الواقعة 56: 13 والثلة هى الجماعة والأولين هم اليهود والنصارى أما الآخرين فهم المسلمون بينما فى نفس السورة ( ثُلَّةٌ مِنَ الأَوَّلِينَ وَثُلَّةٌ مِنَ الآخِريِنَ) سورة الواقعة 56: 39 -وبالرغم من تناقض الآيتان فى تحديد نسبة الحاضرين من المسلمين وأهل الكتاب فى الجنه إلا هناك تناقض ثالث ( مَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الخَاسِرِين ) سورة آل عمران 3: 85.
فهل حضور المسلمين فى الجنه أقل من الآخرين أم متساوى الحضور أم أن الآخرون معدومى الوجود .؟!!
هذه الآيات واضحة المعنى والتحديد تختص بيوم القيامة كحدث مستقبلى يدركه الله بإعتباره كلى المعرفة ليخبر المؤمنين به أى أن الأمور لا تقبل ولا تسمح بالمراوغة لهذا الخلل لأننا أمام مشهد إخبارى يذكر فيه الله حضور المسلمين واليهود والنصارى فى الجنه .
يمكن تفسير هذا التناقض باننا أمام كتابات بشرية وصل بها الحال أن تتغير وتتبدل وتتناقض بناء على تأثير الجمهور المتابع فنقرأ من كتب التراث تناول لهذا المشهد برواية الإمام أبو محمد بن أبي حاتم: حدثنا أبي ، حدثنا محمد بن عيسى بن الطباع ، حدثنا شريك ، عن محمد بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، قال : لما نزلت ثلة من الأولين وقليل من الآخرين شق ذلك على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت ثلة من الأولين وثلة من الآخرين فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة ، ثلث أهل الجنة ، بل أنتم نصف أهل الجنة - أو شطر أهل الجنة وتقاسمونهم النصف الثاني " .!

- هل ينطقون أم لا ينطقون .؟!
فى مشهد إخبارى أيضا عما سيدور فى يوم القيامة للكافرين نجد مشهد متناقض فالله يقول ( يوم نختم على أفواههم ) و أيضاً (هذا يوم لا ينطقون ولا يؤذن لهم فيعتذرون) وكذلك (ووقع القول عليهم بما ظلموا فهم لا ينطقون) مما يدل على أن الكفار فى يوم القيامة ممنوعون من الكلام حتى للدفاع عن أنفسهم ..ولكننا نجد في آية أخرى أنهم ينطقون ويتكلمون بحرية (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلانَا مِنَ الْجِنِّ وَالإنسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الأَسْفَلِينَ - فصلت)وفى آية أخرى (ثُمَّ لَمْ تَكُن فِتْنَتُهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ وَاللّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ - الأنعام) وفي آية ثالثة (وَلَوْ تَرَىَ إِذْ وُقِفُواْ عَلَى النَّارِ فَقَالُواْ يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ - الأنعام).
إذن لدينا آية تقول بإخراس الكفار عن النطق فى يوم القيامة ( يوم نختم على أفواههم ) وآيات أخرى نجدهم ينطقون ويتكلمون فما معنى هذا سوى اننا أمام تناقض وتضارب شديد لن تجد من يسعفه أو يبرره فهو يتناول مشهد إخباري من علم الله لذا لن تخرج الامور عن وصف بشري لمشهد متخيل، تأثر هذا الوصف بما يعتمل في نفس هذا الشخص من مشاعر وانفعالات لحظة التأليف .

- يتساءلون أم لا يتساءلون .!
فى نفس مشهد يوم القيامة نجد القرآن يخبرنا عن حال البشر (فلا أنساب بينهم يومئذٍ ولا يتساءلون) كما يسترسل فى سرد المشهد الرهيب ليوم القيامة بقوله ( يوم يفر المرء من أخيه، وأمه وأبيه، وصاحبته وبنيه) ليتضح أن هول الموقف لن يسمح لإلتفات المرء فيه لأخيه أو أمه وأبيه فضلاً عن أن إنشغاله بباقي الناس مما يؤكد قوله " لا يتساءلون ".ولكننا نجد القرآن في آية أخرى يقول( وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون)ويقول أيضاً ( فأقبل بعضهم على بعض يتلاومون ) مما يدل على أن الكفار يتساءلون ويتلاومون ..فهل يتساءل الكفار يوم القيامة أم لا؟!

- إساءة تقدير أم ماذا ؟!! .
عندما نفتش فى التراث الدينى سنصل إلى توقفات مدهشة ,فمن ضمن هذه المواقف التى تعنينا فى بحثنا أن هناك تصريح بأن يوم القيامة سيكون قريباً معاصراً لأهل الأسطورة ..!
دعونا نقرأ بعض النصوص الدينية فى المسيحية والأسلام
فى المسيحية
" الحق اقول لكم لا يمضي هذا الجيل حتى يكون هذا كله " - وفى الاصحاح 16 من نفس انجيل متى يقول يسوع لتلاميذه ان بعض منهم لن يذوق الموت حتى يرى بعينيه هذه الامور ليروا مجئ يسوع مع ملائكته فى اللحظات الاخيرة التى تسبق نهاية العالم :( فان ابن الانسان سوف ياتي في مجد ابيه مع ملائكته و حينئذ يجازي كل واحد حسب عمله الحق اقول لكم " ان من القيام ههنا قوما لا يذوقون الموت حتى يروا ابن الانسان اتيا في ملكوته")
هكذا قال يسوع المسيح فلا يوجد أى مجال للألتباس والأستنتاج .
وماذا عن الأسلام .
ينذر محمد الكافرين فى زمنه عذابا "قريبا" إنا أنذرناكم عذابا قريبا يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا " النبأ4 وفى آية أخرى "فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء أشراطها فأنى لهم إذا جاءتهم ذكراهم " محمد 18
ومن الأحاديث التى تعطيك دلالات قوية على قرب يوم القيامة فى زمن النبى .جاء فى صحيح البخارى – الادب –"حدثنا ‏ ‏عمرو بن عاصم ‏ ‏حدثنا ‏ همام ‏عن ‏ ‏قتادة ‏‏عن ‏‏أنس ‏أن رجلا من أهل البادية أتى النبي ‏ صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقال يا رسول الله متى الساعة قائمة قال ويلك وما أعددت لها قال ما أعددت لها إلا أني أحب الله ورسوله قال ‏‏إنك مع من أحببت فقلنا ونحن كذلك قال نعم ففرحنا يومئذ فرحاً شديداً فمر غلام ‏‏للمغيرة ‏‏وكان من أقراني فقال إن أخر هذا فلن يدركه الهرم حتى تقوم الساعة ."
أذن ماذا نسمى هذه التصريحات على لسان المسيح ومحمد ..هل نقول أنهم أخطأوا التقدير والحساب أم ماذا ؟! .
أتصور أن إدعاء الأنبياء بقرب يوم القيامة هى عملية ترهيب بكل معنى الكلمة بخلق جو من الرعب والفزع فى جموع البشر بغية إنسحاقهم وإنبطاحهم تحت نعال المشروع الدينى الأجتماعى ولا يخلو الأمر من إستحضار روح ثقافة باسكال بمعنى إننا لن نخسر شيئا إذا صدقنا هذا النبي وتجاوبنا مع إطروحاته فلعل كلامه يكون صحيحاً ونواجه أهوال يوم القيامة حينئذ نكون جاهزين لمواجهة ويلات هذا اليوم ولكننا سنخسر كثيرا إذا ضربنا بكلامه عرض الحائط وكان هناك مثل هذا اليوم .
أتلمس كل العذر لأجدادنا الذين إنسحقوا وراء هذه الخرافة ..فمازال أحفادهم ينسحقون وراء هذا الكلام القديم ويجددوا روح باسكال على الدوام .

- هل الإيمان إطمئنان أم وجل .؟!
يقول القرآن في وصف المؤمنين (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله، ألا بذكر الله تطمئن القلوب - الرعد) وهذا وصف جميل يجد صداه لدى أهل الإيمان وكثيراً ما يتم ترديده بأن القرآن وذكر الله يمنح الطمأنينة والأمان ونرى هذه الدعاية والتوصيف تجد سبيلها أيضا عند كل أصحاب الإيمان فالمسيحى واليهودى يجد طمأنينة وسلام عند تعاطيه مع الكتاب المقدس فالانسان رهين أوهامه يستطيع أن يطوع عقله وعواطفه ليتقبل ما يريد أن يتقبله , ولكن القرآن لا يحافظ على هذه البشارة التى قدمها بأن القرآن وذكر الله يجلب الطمأنينة لنجده فى آية أخرى في سورة الأنفال تقول (انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وَجلت قلوبهم) فنحن هنا أمام معضلة, فالفعل هو ذات الفعل وهو ذكر الله، والفاعل هو نفس الفاعل وهو المؤمن، ولكن الله يقرر في الآية الأولى أن ذكر الله يطمئن القلوب ثم يذكر في الثانية أنه يصيب القلوب بالوجل وهو الخوف والاضطراب.

-هل ملاك واحد أم عدة ملائكة بشروا مريم ؟!
فى سورة آل عمران-( إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ ) لتشير الآية هنا إلى عدة ملائكة تقوم بالبشارة , بينما فى سورة مريم:( فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا 17قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا18قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا 19قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا 20 قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَّقْضِيًّا ) لتشير إلى ان حامل البشارة ملاك واحد .
فهل ملاك واحد قدم البشارة أم ثلة من الملائكة . ؟!

- هل عذب الله عاد يوماً واحداً أم عدة ايام ؟!
فى سورة فصلت نجد أن الله عذب فى عدة أيام ( فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ لِّنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنصَرُونَ ) بينما فى سورة القمر إكتفى بيوم واحد ( كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ 18إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ 19)

* تناقضات الكتاب المقدس .
طالما إحترنا مع القرآن فى مشهد الملاك المبشر كونه ملاكا واحدا أو عدة ملائكة فالكتاب المقدس أكثر ثراء من القرآن فى تلك التناقضات الفجة التى تتناقض فى سرد الحدث التاريخى الذى من البديهى أن لا يقبل إلا حالة واحدة فلسنا بصدد قراءة تفسيرية لنص يقبل اللغط بل حدث إخبارى تاريخى لا يقبل الا وجه واحد من الحقيقة ولكن مع الكتاب المقدس يوجد دائما أقوال أخرى.!
- قصة الطوفان .
فى التجهيز للطوفان يأمر الله نوح أن يصحب معه زوجين من الحيوانات والطيور (ومن كل حيّ من كل ذي جسد اثنين من كلّ تدخل الى الفلك لاستبقائها معك.تكون ذكرا وانثى) سفر التكوين – اصحاح 6 - 19
ولكنه يغير رأيه فى الإصحاح الذى يليه مباشرة بطلب إصطحاب سبعة سبعة من الحيوانات ذكر وانثى ( من جميع البهائم الطاهرة تأخذ معك سبعة سبعة ذكرا وانثى )سفر التكوين – اصحاح 7. فهل المطلوب اثنين أم سبعة ؟!.. عالعموم يبدو أن نوح كبر دماغه كما نقول مع هذا الإله المتردد فإصطحب معه زوجاً من كل نوع مع تحفظنا على هذا الهراء فى إصطحاب المملكة الحيوانية التى تتعدى الربع مليون نوع ليبقى إعتنائنا هنا بالإله الذى يطلب مرة زوج ومرة سبعة .

- تحريض دواد على محاربة اسرائيل بأمر من الله أم الشيطان .؟
فى صموئيل الثاني اصحاح 24 نجد الرب يأمر بالمحاربة وإحصاء اسرائيل ( وعاد فحمي غضب الرب على اسرائيل فأهاج عليهم داود قائلا امض واحص اسرائيل ويهوذا) بينما فى سفر أخبار الأيام اصحاح 21 (ووقف الشيطان ضد اسرائيل واغوى داود ليحصي اسرائيل) – حاجة غريبة .

- ثلاثة سنين جوع أم سبع سنين .؟
فى سفر صموئيل الثاني 13:24نجد نصا إخباريا بحلول سبع سنين جوع ( فَأَتَى جَادُ إِلَى دَاوُدَ وَقَالَ لَهُ: «أَتَأْتِي عَلَيْكَ سَبْعُ سِنِي جُوعٍ فِي أَرْضِكَ، أَمْ تَهْرُبُ ثَلاَثَةَ أَشْهُرٍ أَمَامَ أَعْدَائِكَ وَهُمْ يَتْبَعُونَكَ، أَمْ يَكُونُ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَبَأٌ فِي أَرْضِكَ؟ فَالآنَ اعْرِفْ وَانْظُرْ مَاذَا أَرُدُّ جَوَاباً عَلَى مُرْسِلِي».)
أما فى سفر أخبار الأيام الأول 21: 11( فَجَاءَ جَادُ إِلَى دَاوُدَ وَقَالَ لَهُ: «هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: اقْبَلْ لِنَفْسِكَ إِمَّا ثَلاَثَ سِنِينَ جُوعٌ, أَوْ ثَلاَثَةَ أَشْهُرٍ هَلاَكٌ أَمَامَ مُضَايِقِيكَ وَسَيْفُ أَعْدَائِكَ يُدْرِكُكَ, أَوْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ يَكُونُ فِيهَا سَيْفُ الرَّبِّ وَوَبَأٌ فِي الأَرْضِ, وَمَلاَكُ الرَّبِّ يَعْثُو فِي كُلِّ تُخُومِ إِسْرَائِيلَ. فَانْظُرِ الآنَ مَاذَا أَرُدُّ جَوَاباً لِمُرْسِلِي».)

- المقاتلون مع وضد يهوذا ؟
فى صموئيل الثاني اصحاح 24 يذكر الكتاب المقدس ان خمسمائة ألف من رجال يهوذا فى مواجهة ثمانمائة ألف من رجال إسرائيل ( فدفع يوآب جملة عدد الشعب الى الملك فكان اسرائيل ثمان مئة الف رجل ذي بأس مستل السيف ورجال يهوذا خمس مئة الف رجل) أما فى سفر أخبار الأيام الأول اصحاح 21 – 5 فتتغير الأعداد إلى أربعمائة وسبعين ألف ( فدفع يوآب جملة عدد الشعب الى داود فكان كل اسرائيل الف الف ومئة الف رجل مستلّي السيف ويهوذا اربع مئة وسبعين الف رجل مستلّي السيوف

-كم شخص قُتل بالرمح السحرى ليوشيب .؟!
فى سفر صموئيل الثاني اصحاح 23 - 8 نجد مشهد من الفنتازيا السحرية للخيال الدينى عندما يتوهج ويشط حيث قتل يشبعام ثمانمائة بضرب رمح واحدة ( هذه اسماء الابطال الذين لداود.يوشيب بشبث التحكموني رئيس الثلاثة.هو هزّ رمحه على ثمان مئة قتلهم دفعة واحدة ) ولكن فى سفر أخبار الأيام الأول اصحاح 11- 11 يكتفى الرمح بقتل ثلاثمائة ( وهذا هو عدد الابطال الذين لداود.يشبعام بن حكموني رئيس الثوالث.هو هزّ رمحه على ثلاث مئة قتلهم دفعة واحدة) -فهل لنا معرفة قتلى هذا الرمح السحرى .!

- إختلاف فى تحديد حدث لا يقبل السهو .
المسيح صعد إلى الجبل مصطحباً معه بطرس ويعقوب ويوحنا ليختلف واضعى الاناجيل فى ميقات الصعود ففى انجيل مرقس في [ 9 : 2 ] : (وبعد ستة أيام أخذ يسوع بطرس ويعقوب ويوحنا وصعد إلي جبل عال منفردين )إلا أن لوقا في [ 9 : 28 ] له تقدير آخر ( وبعد هذا الكلام بنحو ثمانية أيام أخذ يسوع بطرس ويوحنا ويعقوب وصعد إلي الجبل )
فى الحقيقة أن الكتاب المقدس ثرى بالتناقضات التى تتناول تباين الحدث الواحد لذا سنكتفى بما أوردناه .

. ماذا يعنى هذا الكم من التناقضات الفجة ؟!
هذا الجزء من تناقضات الكتابات المقدسة هو إمتداد للجزأين السابقين الذى يعتنى بالتناقض والتضارب البشع عند التعامل مع الحدث فلسنا بصدد آيات تتناول منهجية سلوك ونهج إلهى متردد حتى يأتى النصابون ليقولوا أن الله بدل من قراره ومنهجه أو أنه تحت تأثير الظرف القاهر تجاوب معه ورضخ له بل نحن أمام مغالطة فى تسجيل المشاهد والأحداث التاريخية التى لا تقبل اى وجه آخر إلا التحديد وهذا يعطينا دلالة قوية على بشرية النص التى لم يكتفى صاحبها فى رسم الاله كما يريد بل من فرط سذاجته وغفلته وسهوه وقع فى أخطاء لا يقع فيها أى كاتب مبتدأ لديه قليل من الفطنه والتركيز.

دمتم بخير وعام سعيد عليكم .
-"من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته " حلم الإنسانية القادم فى عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع .



#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فى العشوائية والنظام-نحو فهم للوجود والحياة والإنسان.
- وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ-;- لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ –الدين ...
- تناقضات فى الكتابات المقدسة-الأديان بشرية الفكر والهوى والهو ...
- ثقافة -إنت مال أهلك- المفقودة-الدين عندما ينتهك إنسانيتنا.
- فى المعنى والقيمة والغاية-نحو فهم للوجود والحياة والإنسان.
- قضية للنقاش–الإسلام جانى أم مجنى عليه.
- قضية للنقاش-الإسلام الوسطى أكذوبة أم خالق توازن أم منسق أدوا ...
- سأكتب لكم خطاياكم-الأديان بشرية الفكر والهوى والهوية.
- القبح ليس سلوك شخصى بل ثقافة –الدين عندما ينتهك إنسانيتنا.
- تنبيط –خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم.
- وهم العدالة والرحمة الإلهية-الأديان بشرية الهوى والهوية.
- شرعنة النفاق والإنتهازية والوصولية والزيف-الدين عندما ينتهك ...
- نحو فهم للوجود والحياة والإنسان-ماهية العقل والفكر.
- إيمان وثقافة مُدمرة–الدين عندما ينتهك إنسانيتنا (45).
- نحو فهم الوجود والحياة والإنسان–تصحيح مفاهيم مغلوطة.
- هوا مفيش عقل خالص- هوان العقل الدينى(2)
- نحو فهم الوجود والحياة والإنسان بعيداً عن الخرافة- المادة وا ...
- إيمان يحمل فى أحشاءه عوامل تحلله وهدمه-خربشة عقل على جدران ا ...
- هوا مفيش عقل خالص(1)- لماذا نحن متخلفون.
- من دهاليز الموت جاءت الآلهة – لماذا يؤمنون؟


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - تناقض فى الكتابات المقدسة-جزء 3-الأديان بشرية الفكر والهوى والهوية.