وزارة الزندقة


صلاح زنكنه
الحوار المتمدن - العدد: 8057 - 2024 / 8 / 2 - 00:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني     

ديوان الزندقة أو وزارة الزندقة وفق المفهوم المعاصر, كان جهازا عسسيا ذا طابع بوليسي مخباراتي, للتتبع الأشخاص من المفكرين والأدباء والشعراء ذوي الأفكار والعقائد التنويرية المختلفة عن السائد العام, تحت شعار مكافحة الشك والكفر والخلاعة والمجون, ومحاربة المتكلمين الملاحدة, وقد أنشأه الخليفة العباسي المهدي ابن ابي جعفر المنصور, الذي جعل من هذا الجهاز القمعي وسيلة لملاحقة الخصوم السياسيين والمعارضين فكريا والبطش بهم, ومن ضحايا الزندقة ابن الرواندي وابن المقفع وبشار بن برد الذي قال ..

وإنني في الصلاة أحضرها .. ضحكة أهل الصلاة إن شهدوا
أقعدُ في الصلاة إذا ركعوا .. وأرفع الرأس إن هم سجدوا
ولستُ أدري إذا إمامهم .. سلم كم كان ذلك العددُ

ومن أقوال ابن الرواندي ...
1- ليس بواجب على الله أن يرسل الرسل أو يبعث أحداً من خلقه, ليكون نبيه ويرشد الناس إلى الصواب والرشد، لأن في قدرة الله وعلمه أن يجعل الإنسان يرقى ويمضي إلى رشده وصلاحه بطبعه.
2- الطواف حول الكعبة لا يختلف عن الطواف عن غيره من البيوت.

ومن أقوال ابن المقفع ...
1- وجدت الأديان والملل كثيرة من أقوام ورثوها عن آبائهم, وآخرون مكرهون عليها وآخرون يبتغون بها الدنيا ومنزلتها، فرأيت أن أواظب علماء كل ملة لعلي أعرف بذلك الحق من الباطل, ففعلت ذلك وسألت ونظرت فلم أجد من أولئك أحدا إلا يزيد في مدح دينه وذم دين من خالفه, ولم أجد عند أحد منهم عدلا وصدقا يعرفها ذو العقل ويرضى بها.
2- إن الذين يطوفون حول الكعبة هم رعاع وبهائم.