هل تحترم الأحزاب الديمقراطية والتقدمية واليسارية والعمالية استقلالية التنظيمات الجماهيرية؟.....23


محمد الحنفي
الحوار المتمدن - العدد: 7997 - 2024 / 6 / 3 - 21:36
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية     

ماذا نقول في التنصيص على المبادئ الصحيحة، في وثائق التنظيمات الجماهيرية، وعدم الالتزام بها:.....4

وللعمل من أجل التطابق بين الفكر والممارسة، في العمل الجماهيري، حتى يتم الالتزام بالمبادئ، التي تنص عليها الوثائق المصادق عليها، في إطار الأجهزة التقريرية للتنظيم، لا بد من:

1) التفعيل المستمر للمبادئ المصادق عليها، في إطار الأجهزة التقريرية للتنظيم، حتى تتم المحافظة على هوية التنظيم، التي تجسدها مبادئ: الديمقراطية، والتقدمية، والجماهيرية، والاستقلالية، والوحدوية، التي، بدونها، يصير التنظيم بيروقراطيا، ورجعيا، ونخبويا، وتابعا، أو جزءا من التنظيم الحزبي. الأمر الذي يترتب عنه: عندما يتم إعادة الاعتبار إلى المبادئ الجماهيرية، التي ترفع مكانة التنظيم، في صفوف الجماهير الشعبية الكادحة، وفي صفوف العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وفي صفوف الشعب المغربي الكادح.

2 ) الحرص على تصعيد القيادات المبدئية المبادئية، التي تحرص على حفظ هوية التنظيم الجماهيري، وتفعيل مبادئه، أنى كانت، وكيفما كانت، حتى يصير التنظيم، على مستوى الممارسة: ديمقراطيا، تقدميا، جماهيريا، مستقلا ،ووحدويا. وممارسة التنظيم الجماهيري، عندما تصير كذلك، يصير التنظيم الجماهيري مقصدا للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ومقصدا للجماهير الشعبية الكادحة، ومقصدا لأبناء الشعب الكادح، لأن كل هؤلاء، يسعون إلى الاستعانة بالتنظيمات الجماهيرية، المبدئية المبادئية، وتنخرط فيها، من أجل أن تقود نضالاتها، ضد العبودية، والاستبداد، والاستغلال، في أفق التحرر، والديمقراطية، والاشتراكية.

غير أن القيادات التحريفية، عندما تتمكن من الوصول إلى القيادة، في أي تنظيم جماهيري، تعمل على تجميد مبادئ التنظيمات الجماهيرية، التي تصير بدون دلالة تذكر، وبدون تأثير في التنظيم الجماهيري، وفي الساحة الجماهيرية، ومن أجل أن يصير التنظيم الجماهيري، في خدمة مصالح القيادة، وفي خدمة مصالح نخبتها، التي تحرص على تحقيق تطلعاتها الطبقية، من وراء الانخراط في التنظيم الجماهيري، اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، حتى تتصنف القيادة، مع نخبتها، إلى جانب الأثرياء الكبار، بصفة خاصة، ووصول التنظيم الجماهيري، إلى أن تصير المبدئية المبادئية، متجسدة في الممارسة، فإن على المنخرطين في التنظيمات الجماهيرية، أن يعملوا على جعل الممارسة، منطلقا لحماية المبادئ الجماهيرية، من التحريف، ولجوء القيادة، إلى تجميد المبادئ، شكل من أشكال التحريف. وعلى المنخرطين، في التنظيمات الجماهيرية، المذكورة، أن يحاربوا تجميد المبادئ، كشكل من أشكال التحريف، لجعل التنظيم الجماهيري، في خدمة القيادة، وفي خدمة نخبتها.

3) الحرص على تحقيق الأهداف التنظيمية، والأهداف الجماهيرية، حتى يزداد التنظيم الجماهيري، أي تنظيم جماهيري، مبدئي مبادئي، ارتباطا بالجماهير الشعبية الكادحة، ومنها العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وبالشعب الكادح، حتى يتأتى للتنظيم الجماهيري، أن يتطور، و أن يعمل على تطوير الجماهير الشعبية الكادحة، والشعب المغربي الكادح.

والتطور، لا يعني إلا امتلاك الوعي بضرورة مقاومة التحريف: الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، من أجل قطع الطريق أمام القيادات التحريفية، التي تضطر إلى التخلي عن ممارسة التحريف، الذي يستهدف المبدئية المبادئية. ويظهر ذلك على مستوى الفكر، وعلى مستوى الممارسة. الأمر الذي يجعلنا نعود إلى جادة الصواب، ولكن بدون ممارسة النقد، والنقد الذاتي، الذي يسجل فيه القائد، ومعه أعضاء القيادة، أو القاعدة، ومعها أعضاء القيادة، عزمها على التخلي عن كل أشكال التحريف، التي مارستها في حق التنظيم الجماهيري، المبدئي المبادئي، وسعيا إلى خدمة مصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وفي خدمة مصالح الجماهير الشعبية الكادحة، وفي خدمة مصالح الشعب المغربي الكادح، لإظهار إخلاص القيادة للتنظيم الجماهيري، الذي يسعى، بنضالاته المتوالية، إلى تحقيق الأهداف الجماهيرية المختلفة.

ويترتب عن عدم التطابق بين الفكر، والممارسة، أو عن اعتماد المبادئ، في التنظيم الجماهيري، وعدم احترام تلك المبادئ، من قبل القيادات المتعاقبة:

1) عدم التطابق بين الفكر، الذي تدعيه القيادة، في التنظيم الجماهيري، وبين الممارسة، التي لا علاقة لها بذلك الفكر، وبين اعتماد مبادئ: الديمقراطية، والتقدمية، والجماهيرية، والاستقلالية، والوحدوية، وبين جعل تلك المبادئ جامدة، أو يتم تحريفها، حتى لا تكون في خدمة العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وحتى لا تكون في خدمة الجماهير الشعبية الكادحة، وحتى لا تكون في خدمة الشعب المغربي الكادح، ومن أجل أن تصير في خدمة مصالح القيادة التحريفية: اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، وفي خدمة مصالح نخبة القيادة.

2) الحرص على التكوين المستمر، في العمل الجماهيري، على مستوى القوانين التنظيمية، وعلى مستوى البرامج، وعلى مستوى الأهداف القريبة، والمتوسطة، والبعيدة، حتى يميز التنظيم بين المناضل الذي يتكون باستمرار، وبين العضو الذي يرتبط بالتنظيم، من أجل مشاكله: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية.

فالتكوين، يشمل مجال الاقتصاد، ومجال الاجتماع، ومجال الثقافة، ومجال السياسة، كما يشمل مجال التنظيم، ومجال القوانين التنظيمية، ومجال الصراع الطبقي، في مستوياته: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، واللغوية، ومجال التشكيلة الاقتصادية، والاجتماعية، في تطورها، كما يشمل التكوين: المجالات الثقافية المختلفة، والمجالات الصناعية المختلفة، وحقوق الإنسان، وحقوق الشغل، على أساس أن يتم تكوين تنظيمات جماهيرية، مبدئية مبادئية، بموضوعاتها، حتى يستطيع كل إطار جماهيري، مبدئي مبادئي، تكوين منخرطيه، تكوينا صحيحا، حسب الإمكانيات المتوفرة لديه.

3) التكوين النظري، في مجال العمل الجماهيري، حتى يستطيع المناضل الجماهيري، التمييز بين التنظيم الجماهيري الصحيح، والتنظيم الجماهيري المحرف، انطلاقا من الحاجة إلى التنظيم الصحيح، حتى يسعى المناضلون الأوفياء، إلى تغيير الواقع، تغييرا سليما: اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، أو حين يسعى إلى الحفاظ على إنتاج نفس الواقع القائم، بتخلفه: الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، بناء على حاجة العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وحاجة الجماهير الشعبية الكادحة، وحاجة الشعب المغربي الكادح، إلى تحسين الأوضاع المادية، والمعنوية: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، وإلى جعل المجتمع المغربي متطورا، ومتقدما، ومتفاعلا مع التنظيمات الجماهيرية، المؤدية إلى تقدمه، وإلى تطوره، حتى يقف هو، بدوره، وراء تقدمها، وتطورها.

4) الحرص على تطور، وتطوير التكوين، في مجال العمل الجماهيري، حتى يكون مواكبا، ومنسجما مع تطور، وتطوير الواقع: الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي؛ لأن عدم الرغبة، في تطور، وتطوير العمل الجماهيري، في الوقت الذي يعرف فيه الواقع، تطورا، وتطويرا، في جميع المجالات، وعلى جميع المستويات، ويجعل العمل الجماهيري متخلفا، وغير مواكب، لتحولات الواقع، ولا يستطيع أن ينتج فكرا، وممارسة، متطورين، يستطيع الواقع التفاعل معها، حتى يستطيعا مواكبة الواقع، مواكبة، يتم فيها التفاعل بين الفكر، وبين الممارسة، من جهة، وبين ما يجري في الواقع، من تحولات اقتصادية، واجتماعية، وثقافية، وسياسية، من جهة ثانية. وهذا التفاعل: من هذا النوع، هو الذي يؤدي إلى تطور العمل الجماهيري، من جهة، وتطور الواقع، من جهة أخرى، ولأن العمل الجماهيري المتقدم، والمتطور، يؤدي إلى تطور الواقع، على مستوى الفكر الجماهيري، وعلى مستوى الممارسة الجماهيرية: اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا؛ لأن الواقع، لا يتمثل إلا في تجلياته: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية.

وللإجابة على السؤال:

ماذا نقول: في التنصيص على المبادئ الصحيحة، في وثائق التنظيمات الجماهيرية، وعدم الالتزام بها؟

عملنا على مناقشة كون الديمقراطية، من مبادئ التنظيمات الجماهيرية، من منطلق: أن التنظيم الجماهيري، إن لم يكن ديمقراطيا، على مستوى منخرطيه، وعلى مستوى علاقة التنظيم الجماهيري بالعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وعلاقة التنظيم الجماهيري، بالجماهير الشعبية الكادحة، وعلاقة التنظيم الجماهيري، بالشعب المغربي الكادح، ووقفنا، كذلك، على كون القيادة، التي، غالبا، ما تكون مريضة بتطلعاتها الطبقية، تعمل على عدم تفعيل مبادئ التنظيم، أو تحريفها، حتى تجعل التنظيم في خدمة مصالحها الطبقية، الهادفة إلى تحقيق تطلعاتها الطبقية، وخدمة مصالح النخبة، التي تنتمي إليها: اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، ووقفنا، كذلك، على كون التقدمية، من مبادئ التنظيم الجماهيري؛ لأن الديمقراطية، شرط في صيرورة التنظيم الجماهيري تقدميا، ومن تقدمية التنظيم الجماهيري، الإخلاص إلى العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وإلى الجماهير الشعبية الكادحة، وإلى الشعب المغربي الكادح.

وإذا كانت القيادة الجماهيرية، تعمل على تجميد التقدمية، وعلى تحريفها، لخدمة مصالحها الطبقية، أو لخدمة مصالح نخبتها. والقيادة، إذا لم تكن مخلصة للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وكل الجماهير الشعبية الكادحة، وكل الشعب المغربي الكادح، فإنها تعمل على تحريفها، أو تجميد تفعيلها، لجعل التنظيم في خدمة مصالحها، وفي خدمة مصالح نخبتها: اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، كما عملنا على كون مبدإ الجماهيرية، من مبادئ التنظيمات الجماهيرية، المبدئية المبادئية، التي تجعل التنظيم الجماهيري، المبدئي المبادئي، يتوسع في صفوف العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وفي صفوف الجماهير الشعبية الكادحة، وفي صفوف الشعب المغربي الكادح.

وإذا كانت القيادة، لا تحترم مبدأ الجماهيرية، فإنها تعمل، كذلك، على تحريفه، أو على تجميده، وعدم تفعيله، لجعل التنظيم الجماهيري، في خدمة القيادة، وفي خدمة مصالحها: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، وفي خدمة مصالح النخبة التي تنتمي إليها.

ومن مبادئ التنظيمات الجماهيرية: الاستقلالية، في الفكر، وفي الممارسة، لأن التنظيم الجماهيري، المبدئي المبادئي، إذا لم يكن مستقلا، لا يستطيع أن يكون جماهيريا، كما لا يستطيع أن يكون ديمقراطيا، كما لا يستطيع أن يكون تقدميا، خاصة، وأن مبادئ التنظيم الجماهيري، تتفاعل فيما بينها، من أجل أن تكون فاعلة في التنظيم، وفي الواقع: الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي. وإذا كانت القيادة الجماهيرية تعمل على تحريف مبدإ الاستقلالية، أو العمل على عدم تفعيلها، فإنها تحرص على جعل التنظيم في خدمتها: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، وفي خدمة مصالح نخبتها.

ومن مبادئ التنظيمات الجماهيرية، المبدئية المبادئية: الوحدوية، في الفكر، وفي الممارسة. وهذا المبدأ، يهدف إلى العمل الوحدوي، الذي ينتجه التنظيم الجماهيري، على مستوى الفكر، وعلى مستوى الممارسة، تجاه الجماهير، وعلى مستوى البرنامج المفعل، وعلى مستوى التقرير، والتنفيذ، وعلى مستوى التعبئة، وعلى مستوى خوض المعارك النضالية، وعلى مستوى المفاوضات، وغير ذلك. والقيادة المريضة بالتطلعات الطبقية، البورجوازية الصغرى، التي لا تفعل مبدأ الوحدوية، تعمل على تجميد تفعيله، أو تحريفه، لتجعل التنظيم يخدم مصالحها: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، ويخدم مصالح النخبة، التي تنتمي إليها القيادة التحريفية.

وللعمل من أجل التطابق بين الفكر، والممارسة، في العمل الجماهيري، سعيا إلى الربط بين القول، والعمل، حتى يتم الالتزام بمبادئ العمل الجماهيري، سعيا إلى الربط بين القول، والعمل، حتى يكتسب التنظيم الجماهيري مصداقية. وإذا كانت القيادة التحريفية، لا تربط بين الفكر والممارسة، أو بين القول والعمل، فإنها لا تستفيد منه، ولا تستفيد منه نخبتها، وهي لا تربط بينهما؛ لأنها، هي التي تحرص على الاستفادة من عدم الربط بين الفكر، والممارسة، أو بين القول، والعمل، كما تستفيد نخبتها من ذلك.

أما إذا قام التضارب بين الفكر، والممارسة، أو بين القول، والعمل، فإن ذلك الربط، بين الفكر والممارسة، أو بين القول والعمل، يخدم مصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ومصالح الجماهير الشعبية الكادحة، ومصالح الشعب المغربي الكادح، كما يخدم التنظيم الجماهيري، الذي يصبح باعه طويلا؛ لأن العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ولأن الجماهير الشعبية الكادحة، ولأن التنظيم الجماهيري، يصبح مقصدا للجميع، من أجل الانتظام فيه، حتى يصير أكبر تنظم مبدئي مبادئي، على المستوى الوطني.

إما إذا كان عدم التطابق، بين الفكر، والممارسة، أو بين القول، والعمل، فإن التنظيم لا يكون إلا في خدمة القيادات البيروقراطية، أو القيادات الحزبية، أو قيادات الجهة، التي يتبعها التنظيم الجماهيري، ليبقى العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ولتبقى الجماهير الشعبية الكادحة، وليبقى الشعب المغربي الكادح، على الهامش، مما يجعل الانتباه الجماهيري، إلى ممارسة القيادة، التي قد تكون خبيثة، حتى تقوم الجماهير الشعبية الكادحة، بمواجهة ممارسة القيادة المتسلطة، على قيادات التنظيمات الجماهيرية، المبدئية المبادئية.