الرجل الأخضر من الألوهية الزراعية نحو المسيحية
أمجد سيجري
الحوار المتمدن
-
العدد: 6333 - 2019 / 8 / 27 - 14:25
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
في العصر الحجري الحديث "النيوليت Neolithic " كانت الألهة الأنثى هي الألهة المسيطرة أو بتعبير أخر " كان الله امرأة " وفي فترات لاحقة بدأت تتحول الألهة الأم من ألهة كبرى رئيسية الى أقل مرتبة من اله ذكوري أكبر وهذا الإنقلاب ظهر جلياً في الملحمة البابلية إنوما إليش في منتصف عصر البرونز مع قتل مردوخ للألهة الأم تيامات وإعتباره ملكاً لجميع الألهة.
ترافقت أسطورة الألهة الأم مع إبن لها مرتبط بها إرتباطاً كلياً ناتج عن التخصيب الذكوري الشمسي للألهة الأم التي كانت في بداياتها تعبر عن الأرض فكان زواج الأرض بالطاقة الذكورية الشمسية نوعاً من التخصيب الذي ينتج عنه الغطاء النباتي الأخضر الذي تم ربطه في معظم الحضارات بالإله النباتي الذي سندعوه الأن اصطلاحاً بالرجل الأخضر الذي ارتبطت حياته بالإله الاب المعبر عن الشمس فكانت حركة الشمس الظاهرية طبعاً والتبعيات المناخية الخاصة بها في دورات الفصول هي المحدد الهام في حياة هذا الرجل الأخضر فكان انتصار النور و الشمس الأب على الظلام يحدد ولادته وهزيمة النور والشمس يعبر عن موت الإله الابن.
في معظم تقاليد الرجل الأخضر حول العالم كان الإحتفال بولادته هذا الإله تتم في 25 كانون الأول ففي يوم يوم الإنقلاب الشتوي في 22 كانون اﻷول تكون الشمس في كوكبة الصليب " كروس " النجمية فتبقى فيها ثﻼثة أيام ثابتة كما لو انها تصلب ثم ترتفع للأعلى قليلاً ويحمل هذا الإرتفاع تفوق النهار على الليل في 25 كانون الاول وتبدأ مع هذا اليوم أطوار تشكل الرجل الأخضر في رحم أمه الارض البكر ليعلن عن ولادته الفعلية وقيامته بعد الإعتدال الربيعي في 21 آذار ففي هذا هو الوقت الذي يساوي فيه الضوء و الظلام ويتحد قطبية الذكورة الشمسية بالأنوثة الارضية التي كانت تعبر في بدايتها عن الظلام قبل ربطها بالشر بالتالي ينتج ضخ جديد لقوة الحياة لتغطية الأرض وتخصيبها ويصبح جسد الرجل الأخضر جاهزاً للخروج من رحم أمه الأرض في شكل براعم الربيع الرقيقة الجديدة التي تترافق مع ظهورها إحتفالات القيامة السنوية .
نتيجة إنتصار نور الأب على الظلام يتوحد الرجل الأخضر مع نور أبيه الشمس ويغدوان كلاًّ واحداً مختلفان في الشكل متفقان بجوهر واحد هو الحياة يخصبان الأرض الأم مرة أخرى مما يؤدي إلى ضخ ثاني لقوة الحياة المبطنة على الأرض ويتجلى في تكاثر ثانٍ للنباتات ونمو الثمار من ثم نضوجها ومن بعدها قطاف وحصاد تلك الثمار والتي ستؤدي في نهاية المطاف على تسريع زوال الرجل الأخضر الذي توحد مع نور والده الشمس ويسير معه وينتصر بإنتصاراته حتى يوم الإعتدال الخريفي حيث سيتساوى النور والدفئ والخير مع الظلام والبرد والشر وبعد الإنقلاب تنحسر قوة الأب وتتضائل قوته بالنسبة لنظيره الظلام الأنثوي الارضي وسرعان ما ينفصل الأب عن الأبن و يموت الأبن مرة أخرى ويعود ليدفن في جوف أمه مع موت النباتات وسقوط أوراق الخريف هذه الدورة الزراعية المنتقلة من الإخصاب الأول بين الأرض والشمس ثم الولادة والقيامة ثم ما رافقها من إخصاب ثاني بعد اتحاد الأب والأبن بعد القيامة وجني محاصيل الإخصاب الثاني وقطاف الثمار التي اعتقد الإنسان القديم أنها تسرع موت النباتات وتساهم في هزيمة الشمس مقابل الظلام فإعتقد أن مساهمته في نزول و موت الأبن هو خطيئة أدت لعدم خلود الحياة نتيجة تناول هذه الثمار كعقاب على تناولها لذلك نجد منذ الأساطير الأولى في المجتمعات الزراعية كان من يبحث عن الخلود يبحث عن نبتة الخلود تحديداً ليعيد ما فعلته خطيئته الأصلية والتي نراها تبدو واضحة في قصة أدم وحواء في الكتاب المقدس حيث نتجت الخطيئة الأصلية عن طريق أكل الثمرة والتي أدت إلى سقوط أدم من الجنة للعالم الأرضي السفلي وتخليه عن حياته الأبدية والمترابطة بقوة مع موت و نزول الرجل الأخضر للعالم السفلي نتيجة أكل ثماره من قبل البشر.
في نهاية العصر الحجري الحديث عندما نشأت الحضارات بدلاً من الثقافة الزراعية البحتة توسعت الأسطورة القديمة للإلهة والإنسان الأخضر وإتخذت مظاهر دينية اعقد و أصبحت أسطورة قياسية كانت تتلى سنوياً وعرضت بشكل مثير في المعابد والمدارس الغامضة في المدن والأمم والإمبراطوريات الناشئة الجديدة .
عموماً حافظت القصة على خطوها الأساسية التي ذكرناها سابقاً لكن لا يخلو الامر من بعض الإختلافات و التطورات .
لكن الاطار العام كما أسلفت يمكن إختصاره بتخصيب ثم ولادة في باطن الأرض ثم قيامة ثم توحد مع نور الأب وتخصيب أخر - ثم ولادة ثانية - خطيئة أصلية أو صراع مع قوى الظلام ثم نزول للعالم السفلي لتتم في العام القادم تخصيب جديد ثم ولادة فقيامة فموت.
- من أشهر الأمثلة الموثقة عن الرجل الأخضر في التاريخ البشري و أقدمها كان في بلاد الرافدين مع الإله Dumuzid / Tammuz دوموزي / تموز ومعنى اسمه الأبن المخلص ارتبط تموز مع الخصوبة والرعي والغطاء النباتي ونتيجةً لإرتباطه بالنباتات كان يعاني سنوياً من الموت والولادة ويعتقد أن الصيف الحار والجاف في بلاد ما بين النهرين كان سبب وفاته السنوي لذلك سمي بإسمه أي " تموز " الشهر الذي يبدأ الخضار فيه بالزوال حيث كان الناس في جميع أنحاء بلاد ما بين النهرين ينخرطون في الطقوس العامة والحزينة من أجله بينما كانوا يحتفلون فرحاً بولادته و بقيامته في الربيع بإحتفالات الأكيتو والتي كانت تنتج من الزواج المقدس بين الإله الأب كبير الألهة الممثل الشمسي مع ربة الخصب إنانا أو عشتار.
عموماً أبوة تموز لاتظهر في النصوص المسمارية لكن نجد علاقة مميزة بين تموز و إله الشمس أوتو فنجد مثلاً في أسطورة هبوط إنانا أن تموز في محنته إستجدى فقط، بإله الشمس لينقذه بالتالي نعود لذات القضية التي طرحتها في الإطار العام لقصة الرجل الأخضر المعبر عن إرتباط الرجل الأخضر بإله الشمس.
إنتشرت عبادة دوموزيد لاحقاً في بلاد الشام واليونان حيث أصبح معروفاً تحت اسم أدونيس وكما هو واضح ياخذ اﻻسم شكﻼً يونانياً بإنتهائه ب " يس "ις لكن هذه اﻷسم اليوناني ذو أصل كنعاني من كلمة "adōn" والتي تعني " السيد " أو " الرب " وحتى اليوم يتخذ اليهود من كلمة " أدون " الكنعانية إسماً ليهوه الذي ﻻ يجرء العامة على نطقه فعند ذكر إسمه يقولون " אֲדֹנָי أدوناي . "
ولد أدونيس من شجرة المر كان المر رمزاً للموت بسبب إرتباطه بعملية التحنيط بالتالي كان وﻻدته حياة من موت كما كان أدونيس إله الخصوبة الشاب فقد كان شاباً وسيماً أحبته ألهة الخصوبة عشتروت (في النسخة الإغريقية افروديت والرومانية فينوس) كان يمثل الموت و البعث في في العبادة الزراعية الشرقية عرفت عبادته في البداية في فينيقية ثم قبرص ثم في اليونان القديمة في القرن السادس ق . م .
عموما كون أدونيس إلهاً زراعياً فقد إرتبط بالطاقة الشمسية التي يدمرها الشتاء على مبدأ الشر البارد وهو الذي تم تمثيله بالخنزير " الذي قتل أدونيس لذلك يبدو ان بعض الحضارات التي انتشرت اسطورته فيها قد حرمت لحم الخنزير الذي يمثل الشر فأعتبر نجساً باﻹضافة لﻸثار السلبية للخنزير في العملية الزراعية فهو يقوم بإتﻼف المحاصيل الزراعية .
أعلنت افروديت مهرجان أدونيا ﻹحياء ذكرى وفاة أدونيس المأساوية والتي احتفلت بها النساء كل عام في بداية الصيف في شهر تموز والذي انتقل إلى اليونان القديمة فكانت النساء اليونانيات كل عام يزرعن في أواني فخارية صغيرة مجموعة متنوعة من النباتات سريعة النمو مثل الخس والشمر أو حتى الحبوب سريعة النمو مثل القمح والشعير وذلك على سطوح وشرفات منازلهم وكانت تدعى " حديقة أدونيس " بوضع اﻷواني الفخارية تحت حرارة شمس الصيف حيث تنبت بعد فترة هذه النباتات في ضوء الشمس ولكنها تموت بسرعة بسبب الحرارة .
عندها كانت النساء تبدأ بالحزن والصراخ بصوت عالٍ على وفاة أدونيس و يمزقن مﻼبسهن ويضربن صدورهن في عرض عام للحزن .
اعتبر البعض أن عبادة أدونيس بأنها تقابل عبادة اﻹله الفينيقي بعل كونه إله زراعي يعاني الموت والقيامة كما أن كلمة " بعل " تعني " السيد " " في العالي " ( بعل = أدون ) ويظهر هذا الإرتباط الزراعي لبعل في اسطورة دورة البعل التي تعد تفسيراً رمزيًا لدورة الفصول في كنعان - فينيقيا التي تعبر عن العملية الطبيعية للكون التي يقتطعها كل من " موت " و " يم " الفوضى والموت بالتالي كان هذا اﻹقتطاع رمزاً إلى فترات الجفاف والفيضانات والمجاعة واﻻمراض في اﻷرض بالتالي قدمت هذا الدورة تفسيرات لما يحدث في اﻷرض من أحداث طبيعية تعبر في بعض التفسيرات عن سنوات القحط وسنوات الخير في المجتمع الزراعي كما كانت تعبر عن فصول السنة والفترات التي تمر بها المحاصيل الزراعية مثلها مثل قصة تموز " ديموزي " وهبوطه إلى العالم السفلي وقيامته ليحمل الخضرة إلى النباتات بصفته إلهاً للخضرة والنباتات بالتالي يعيد النظام الطبيعي لﻼرض المتمثل بالحياة بعد الخروج من عالم الموت وإنهاء الفوضى الحاصلة من غيابه وكان إنهاء الفوضى وبث النظام يتم عن طريق قتل وحش الفوضى لوتان.
ارتباط بعل الزراعي ظاهر حتى اليوم في المواسم الزراعية البعلية أي المروية من مطر السماء فكان بعل فيما بعد هو الخضر أو مارجرجيرس " الرب المزارع " الاسطوري في الأديان السماوية قاتل تنين الفوضى جالب الخير للمواسم الزراعية .
الإله أتيس attis كان أحد اﻹله الشمسية المطابق لﻺله السوري أدونيس حيث كانوا في اليونان القديمة و روما يبادلون بأسمائهما لتطابق حكايتهما كونهما إلهان نباتيان مرتبطان بالرعي والماعز و مرتبطان بالجمال الشديد وحب اﻷلهة لهما وكﻼهما يموتان بسبب خنزير بري وكﻼهما يعيشان الموت والقيامة إرتبط أتيس بشجرة الصنوبر التي كانت تعبر عن رمز ذكوري التي تمثل اﻹله اﻻب المرتبط باﻷلهة اﻻم اﻻرض و ينتج عنهما مخروط الصنوبر المرفق بغصن الذي نراه بكثرة في التمثيﻼت القديمة اﻻشورية والبابلية ويعبر عن رمز قضيبي يمثل الطاقة الذكورية الشمسية الناتجة من هذا الزواج المقدس .
كان أتيس يموت تحت أغصان شجرة الصنوبر دائمة الخضرة في إشارة إلى موت الشمس في اﻹنقﻼب الشتوي ويستمد هذا اﻹله الشمسي قيامته من الشجرة دائمة الخضرة التمثيل الارضي للأبدية الشمسية الممثلة للإله اﻷب الذي سيعيد الحياة لإبنه الرجل الأخضر أتيس ويبشر بقيامته .
وفي النسخة المصرية من الرجل الأخضر أوزوريس تم ربط ألوهيته بالخصوبة ، الزراعة ، الآخرة ، الموتى ، القيامة ، الحياة ، والغطاء النباتي في الدين المصري القديم .
تم تصويره كلاسيكياً على أنه إله ذي لون أخضر مع لحية فرعون كان قدوم أوزوريس كان مرتبطاً بظهور نجم المشرق المرتبط بفيضان نهر النيل مبشراً بقدوم الخصب للمجتمع الزراعي المصري بالتالي كان قدوم وأوزوريس مرتبطاً بقوة التجدد للمجتمع الزراعي .
كان الإله الشمسي أتوم جَدّاً لأوزوريس أورثة سلتطه وقوته كما أن موت أوزوريس كان على يد أخيه الإله سيت إله الشر والظلام حيث يقوم بقتله والسطو على عرشه ومن ثم يغرق سيت اﻷرض بالفوضى لذلك كانت إعادة إحياء اوزوريس من قبل زوجته وأخته الأم إيزيس بمساعدة إبنهما اﻹله الشمسي حورس هي عملية قيامة لأوزوريس وإعادة النظام الذي سببه الشر والظلام بالتالي كانت قيامته تحمل معها الخضرة والحياة لوادي النيل .
ومن الأمثلة المهمة أيضاً للرجل الاخضر الإله Mithra كان ميثرا إلهاً أرياً للعهود والقسم والإتفاقات والصداقة بالإضافة لألوهيته الأساسية المرتبطة بالشمس و النور كان وصياً على الماشيه والمياه والزراعة والحصاد وكلمة ميترا أو ميثرا هي كلمة هندو - أوروبية وتعني الصداقة و اﻹتفاق والعقود وتقول أسطورة ميثرا أن نور الأب سقط على صخرة فخصبتها ولد منها ميثرا على هيئة طفل عار يحمل بإحدى يديه مشعﻼً يدل على أصله الشمسي.
تطورت عبادة ميثرا في العالم الروماني و أصبحت إحدى ديانات الأسرار " الميثرائية " Mithraism " ظهرت العبادة السرية ﻷول مرة في أواخر القرن اﻷول الميﻼدي ومن أقدم معاقلها كان كليكية في شمال غرب سورية و إنتشرت في شبه الجزيرة اﻹيطالية والمناطق الحدودية في جميع أنحاء اﻹمبراطورية الرومانية كانت تفاصيل هذه العبادة سرية حيث قدس أتباع هذه الطائفة اﻹله مبثرا وإعتبروه مخلصاً لهم ينقلهم نحو الخلاص الروحي عن طريق الأرتقاء والتوحد مع الإله ميثرا عن طريق تناول جسده المتمثل بالخبز وشرب دمه المُمَثل بالنبيذ .
كانت معابد المثرائية غالباً ما يتم بناؤها في الكهوف المخفية عن أعين عن العامة لكي تمثل الولادة من رحم الأرض البكر.
تم التسامح مع سرية العبادة من قبل السلطات وخاصة من قبل اﻷباطرة الرومان ﻷنها كانت تخدم مصالح اﻹمبراطورية في الغالب .
وقد تمت مطابقة ميثرا مع إله الشمس الكﻼسيكي هيليوس في صيغته اﻷخيرة باعتباره الشمس التي ﻻ تقهر، وانتزع منه لقب " سول إنفيكتوس ."
تم العثور على أكثر من 200 معبد ميثرائي تمتد من سوريا إلى بريطانيا ولكن تتركز معظمها في إيطاليا على نهر الراين والدانوب بعد تبني المسيحية من قبل العالم الروماني تضائلت أهمية ديانة اﻷسرار الميثرائية حيث تم تشييد الكنائس فوق المعابد المثرائية أو تم تدميرها من قبل المسيحيين مع مﻼحظة أن الفاتيكان نفسه بني على معبد ميثرائي من أهم المشاهد المعبرة عن هذه الديانة هو مشهد قتل ميثرا للثور المعروف بإسم "tauroctony" وقد عثر على 650 منحوتة تمثل هذا المشهد في العالم .
كان للثور رمزية كما في كل الحضارات للقوة والخصوبة أما السكين التي يذبح بها الثور هي أشعة الشمس المستقيمة العمودية التي تمثل أشعة اﻹعتدال الربيعي حيث تكون الشمس عمودية على خط اﻹستواء فقد كان أداةً ﻹعادة الوﻻدة وخصوصاً في المجتمعات الزراعية لذلك يرمز هذا المشهد بالمنظور العام إلى التضحية بالدماء المقدسة من أجل الخصب والتجدد بالتالي يرمز بالمفهوم الخاص إلى تأسيس نظام كوني جديد قائم على عبادة الشمس " سول إنفيكتوس "و التضحية بالقمر الرعوي الذي يرمز له بالثور عادة نتيجة لقرونة التي تبدو كالهﻼل .
في الديانات السماوية نجد بقايا حكاية الرجل الأخضر في حكاية السيد المسيح والذي يعتقد أنه ابن الله المختلف معه بالأقنوم المتفق معه في الجوهر كما أن حكايته تحمل في طياتها كثيراً من الرموز الخاصة بالعبادة الشمسية الخاصة بالمجتمعات الزراعية لنتذكر بعض الخطوط العريضة :
- اليوم المقدس في المسيحية هو الأحد يوم الشمس او يوم الإله شمش sun - day.
- حملت به عذراء وهي تمثيل رمزي للأرض البكر الغير مخصبه التي تحمل بذور الحياة في سنابلها التي تعيش فوقها والتي تموت بنهاية دورة الرجل الاخضر لتدفن ومن ثم تخصب لتجلب حياة جديدة والتي تم نقل تمثيلها للسماء عن طريق مرور الشمس في برج العذراء حيث كان برج العذراء هو برج السنبلة لذلك في كثير من الرسوم تمثل العذراء إمرأة جميلة تحمل سنبلة في دلالة عن الأرض التي تحمل السنابل.
- بشر بولادته نجم المشرق النجم سيريوس و ملوك ثلاثة كانوا يتتبعون هذا النجم لبلوغ المخلص وهذا التفصيل كالموجود في حكاية أوزوريس الذي يبشر بقدومه نجم المشرق الذي يكون خطاً واحداً مع الملوك الثلاثة من نجوم حزام اوريون في مجموعة الجبار تلك النجوم الثلاثة التي بنيت الأهرام الثلاثة الكبرى لوافقها مع ظهور نجم المشرق وسمي نجم المشرق لانه في يوم 22 كانون الاول سيكون على خط واحد مع الملوك الثلاثة ومكان شروق الشمس.
- ولد المسيح في 25 كانون الأول مثله مثل معظم المخلصين الزراعين لنفس السبب الذي شرحناه في الأطار العام لأسطورة الرجل الأخضر.
- تلقى المسيح العمادة التي تمثل الري شتاءً وتم تمثيلها فلكياً بدخول الشمس في شهر شباط شهر الأمطار الممثل لبرج الدلو .
-صلب المسيح بعد الإعتدال الربيعي وغدا مخلصاً فعلياً بوصفه حملاً للرب أي بدخول الشمس في برج الحمل معلناً بداية الربيع ومن ثم قيامته التي تمثل قيامة المجتمع الزراعي في الربيع.
بالعودة للميلاد في 25 كانون الأول حتى منتصف القرن الثالث ميلادي لم يحدد أباء الكنيسة تاريخ ميلاد يسوع حتى العام 354 حيث أقر البابا ليبيروس بيوم 25 كانون الاول يوماً لميلاد يسوع متأثراً على ما يبدو بالديانة السابق للديانة المسيحية في العالم الروماني وهي الديانة الميثرائية بالرغم من أن إنجيل لوقا يذكر خروج الرعاة للمراعي في يوم ميلاد يسوع بالتالي يعبر ميلاده عن يوم ربيعي لكن في كلا الحالتين ماذكروه إشارة للاسطورة الزراعية للرجل الاخضر ف 25 كانون الاول كما شرحنا يشير الى بداية انتصار الشمس و خلق الرجل الاخضر في بطن امه الارض والربيع يمثل قيامة الرجل الأخضر وخروجه من رحم الارض لكن لماذا نقترح أن الميثراوية هي المؤثر المباشر لا غيرها بالرغم من وجود تشابهات مع قصص الالهة الزراعية الأقدم ببساطة خﻼل القرون الثﻼثة اﻷولى للميﻼد كانت الميثرائية هي المنافس الرئيسي للمسيحية وذلك بسبب التشابه الكبير في معتقداتهما فكﻼهما كان يؤمن بخلود الروح وبالبعث والعالم اﻵخر وبإله مخلِّص يؤدي اﻻتحاد به إلى الخﻼص من الموت المادي هذه التشابهات جعلت بعض الأباء المسيحين يعتبرون الميثرائية من صنع الشيطان ليزعزع إيمانهم .
تمت المطابقة بين ميثرا و سول انفيكتوس " الشمس التي لا تقهر " وهو لقب وصفت به عدد من الألهة الشمسية في الأمبراطورية الرومانية وهذه المطابقة كانت تتم لتُكسب الشرعية لاي إله جديد تتم عبادته في الإمبراطورية فكانت هذه المطابقة كالتي تمت مع الحجر الأسود الحمصي " الإله إيل جبل" الذي نقل عبادته الأمبراطور الحمصي إيل جبل من حمص لروما بالتالي يظهر لدينا حجم التقديس الذي حظيت به الشمس في المجتمعات الرومانية بالتالي كان اي إله يحتاج لشرعية في المجتمع كان يتم دمجه بالشمس وهذا ماجرى في عهد الأمبراطور قسطنطين الذي هدف على ما يبدو إلى توحيد اﻹمبراطورية دينيّاً بعد أن أعاد إليها الوحدة السياسية فالتفت كما فعل من سبقه إلى اﻹله سول إنفيكتوس فعبادة الشمس توحيدية في جوهرها فهي كما نعلم تشرق على كامل الإمبراطورية وهي الهة تمت عبادتها عند جميع الشعوب وخصوصاً في المجتمعات الزراعية كما أن عبادتها لم تختفي يوماً كما أنه لاحظ النزوع العالمي نحو المسيحية فدمج شخص المسيح في سول إنفيكتوس .
وفي عام 324 صك قسطنطين نقوداً معدنية عليها صور الإله سول انفيكتوس وتوجت عملية التوحيد هذه في سنة 325 في مؤتمر نيقية حين تم إعلان الوهية المسيح بالتالي من حينها كان المسيح انبعاثاً أو اقنوماً متفقاً مع جوهر الإله الواحد الأب الممثل للشمس سول إنفيكتوس.