سوريا رحم العروبة
أمجد سيجري
الحوار المتمدن
-
العدد: 6325 - 2019 / 8 / 19 - 02:56
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
ايضاحات حتى نكون منصفين .......
- سورية تحتوي العروبة وليس العكس فالعرب هم مكون بشري من سكان غربي نهر الفرات أي منطقة البادية السورية ما يسمى في خريطة بطليموس ارابيا فنجد أن اﻹراميين و اﻵشوريين والبابليين يتفقون في تحديد مكان " بﻼد العرب " أي ما يسمى اليوم بـ " بادية الشام " وهي البادية الواسعة الممتدة من نهر الفرات إلى تخوم الشام حيث أطلقوا على القسم الشرقي من هذه البادية وهو القسم الخاضع لنفوذ الفرس اسم " بيت عرباية " beth arb aya " ومعناها " أرض العرب " وقد استعملت هذه التسمية في المؤلفات اليونانية المتأخرة .
بالنسبة للفظة " عرب " أصل الكلمة ما يزال غامضًا فالبعض يراها مشتقة من الفعل الثلاثي " عَربَ " مضارعه " يعرب " أي، بمعنى يفصح في الحديث ومن ثم فقد أصبحت تدل على العرب لفصاحتهم إﻻ أن هناك من يعارض هذا اﻻتجاه ويرى أن العكس هو الصحيح، وأن الفعل " يعرب " هو الذي اشتق من كلمة " عرب " ، ذلك أن المرء عندما يعبر عن أفكاره باللسان، فإنه إنما يعبر عن رأيه ، وهناك من قال أن كلمة " عرب " إنما هي مشتقة من أصل سامي قديم بمعنى " الغرب " وأن القاطنين في بﻼد الرافدين هم الذين أطلقوا عليهم هذا اﻻسم ﻷنهم يقيمون في البادية الواقعة إلى الغرب من العراق، والتي كان يطلق عليها " أرض أريبي " ويدعم هذا الإقتراح قيام السومريون الموجودين في الشرق بتسمية الأموريين بالأسم " مارتو "بالأكادية " أمورو " ويعني " الغرب " وهو اﻻسم الذي عرفوا به في التاريخ بل إن البابليين توسعوا في استعمال كلمة " أمورو " فأطلقوها على كل سورية القديمة كما سموا البحر اﻷبيض المتوسط " بحر أمورو العظيم " وأما عاصمتهم فقد كانت مدينة " ماري " العظيمة و كلمة ماري هي كلمة سومرية من جهة اﻻشتقاق شبيهة باسم البﻼد " مارتو " و " أمورو " أي بﻼد الغرب .
وهناك من يرى أن كلمة " عربي " ترتبط بكلمة " عبري " ارتباطًا لغويًّا متينًا ﻷنهما مشتقان من أصل واحد، ويدﻻن على معنى واحد فهما مشتقان من الفعل الثﻼثي " عبر " بمعنى قطع مرحلة من الطريق أو عبر الوادي أو النهر ﻷن العرب والعبريين كانوا في اﻷصل من اﻷمم البدوية الصحراوية التي ﻻ تستقر في مكان بل ترحل من بقعة إلى أخرى بإبلها وماشيتها بحثًا عن الماء والكﻸ، ومن هنا فإن كلمة عربي وعبري مثل كلمة بدوي، أي ساكن الصحراء أو البادية حتى أن المنطقة غرب الفرات كانت تسمى في المدونات الأشورية " عبر النهر " .
إذا توجد عدد من الخيارات معظمها تشير للجغرافية أكثر من كونها تشير للعرق تاريخياً اقدم ذكر للعرب كان في الالواح المسمارية الاشورية في القرن التاسع قبل الميلاد فوردت بالصيغة matu a-ra-bi، "Matu arabaai "ماتو" أو " " متو " تعني أرض فيكون المعنى أرض عربي أو أرض العرب أو بﻼد العرب أو بﻼد اﻷعراب بتعبير أصدق وأصح إذ قصد بها البادية وعلى كل حال فإن اﻵشوريين كانوا يقصدون بكلمة " عربي على اختﻼف أشكالها بداوة ومشيخة كانت تحكم في أيامهم البادية تمييزًا لها عن قبائل أخرى كانت مستقرة في تخوم البادية في وصفها للمجموعات البشرية الساكنة غربي الفرات فالعروبة حالة مكانية أكثر من كونها حالة عرقية علماً أقدم نص يصف العرب نفسهم كحاله قومية بالمفهوم الحديث هو نقش النمارة حيث يوصف امرء القيس بملك العرب جميعاً .
-بالنسبة للغة العربية هي لغة شمالية تشكلت ضمن الرحم الأرامي وتتضمن كمّاً من التأثيرات الاكادية والكنعانية فهي اذاً كالسريانية التي تشكلت في ذلك الرحم الارامي لكن السريانية تعتبر الوريثة الشرعية للأرامية مع الإنتباه أن تطور العربية لم يكن مباشر من الأرامية الأم كما السريانية انما كان عن طريق بنتها الأرامية النبطية فاللغة الارامية النبطية كانت اللغة الرسمية في التدوين التي تكلم بها ودون عرب جنوب سوريا قبل تشكل العربية او مرافقة لها لاندري طبعاً الكلام حسب النقوش المكتشفة فاقدم النقوش اللغوية العربية القرآنية المكتوبة بالخط النبطي تعود للقرن الثاني ميلادي و اهمها والذي اوضح تميز العربية كان في القرن الرابع ميلادي في نقش النمارة وما يخفيه المستقبل قد يغير ما تم إكتشافه حتى الآن لكن يظهر في كثير من المواضع عدد مهم من التأثيرات الحميرية اليمنية بداخلها نتيجة الهجرات المتأخرة التي حدثت في المنطقة من الجنوب نحو الشمال وبصراحة وهذا يدلنا على مكان نشوء الاسلام الحقيقي أي شمال شبه الجزيرة العربية وجنوب سوري تحديداً حيث نجد الكثير من الأثار التي تطابق ما تم سرده في السيرة فنجد بكة ونجد أول النقوش العربية بالكتابة القرآنية فنجد أركيولوجيا تعبر عم الوسط الذي وجد فيه الإسلام أكثر من مركز الحدث الذي حدده لنا كتب التراث.
- العرب الجنوبيون كما دعوهم إصطلاحاً لاصلة لهم بالعروبة فلم يعرفوا أنفسهم كعرب إﻻ بعد اعتناقهم اﻻسﻼم عندما تبنوا لغة القرآن كحل ﻻختﻼف لهجاتهم فالنصوص العربية الجنوبية وردت فيها لفظة " أعرب " بمعنى " أعراب " ولم يقصد بها قومية أي علم لهذا الجنس المعروف الذي يشمل كل سكان بﻼد العرب من بدو ومن حضر، فورد مثلاً عبارة " وأعرب ملك حضرموت " أي " وأعراب ملك حضرموت " ،كما وردت " وأعرب ملك سبأ " أي " وأعراب ملك سبأ ." وكالذي ورد في نصّ " أبرهة " نائب ملك الحبشة على اليمن ؛ ففي كل هذه المواضع ومواضع أخرى، وردت بمعنى أعراب .
أما أهل المدن والمتحضرون، فكانوا يعرفون بمدنهم أو بقبائلهم، وكانت مستقر في الغالب . ولهذا قيل " سبأ " و " هَمْدَان " و " حِمْيَر " وقبائل أخرى، بمعنى أنها قبائل مستقرة متحضرة تمتاز عن القبائل المتنقلة المسماة " أعرب " في النصوص العربية الجنوبية مما يدل على أن لفظة " عرب " و " العرب " لم تكن تؤدي معنى الجنس والقومية ذلك في الكتابات العربية الجنوبية المدونة والواصلة إلينا إلى قُبيل اﻹسﻼم بقليل 449" م " 542" م بالتالي الجنوبي الحضريين لم يعرفوا أنفسهم كعرب إلا بعد دخولهم الإسلام .
- تم انشاء العديد من المدن والممالك في غربي الفرات في منطقة ارابيا او الصحراء العرببة منها مملكة اﻷنباط .. ومملكة تدمر .. وخرج من تلك المنطقة الكثير من الفﻼسفة والشعراء الذين كتبوا باللغة اليونانية مثل الامبراطور فيليب العربي .. و" العربي" كما اسلفنا صفة مكانية لمنطقة في سورية اما البدو " الأعراب " فهم الأقوام الذين امتهنوا الرعي في غربي الفرات والتصق اسم العروبة بهم كقوم ونلاخظ حتى اليوم في سورية تطلق الاقوام الحضرية على البدو لفظة عرب كما قدم البدو الحماية للقوافل التجارية التي كانت تقطع البادية السورية على طريق الحرير .
- نلاحظ ان النقوش والكتابات العربية قبل اﻻسﻼم أنها قد كتبت معظمها بالخط الارامي النبطي وبخط الجزم أب الخط القرآني وتم العثور على معظمها في الجنوب السوري كما أن كل آلهة العرب قبل اﻻسﻼم هي آلهة سورية وأكبر مثال الﻼت التي تعد الرمز القومي للعرب والتي تكنى فيها العرب الى يومنا هذا لم يعثر على أي تمثال لها خارج سوريا وبالنسبة للخط العربي المشتق من خط الجزم جد الخطوط العربية بالرغم من تقاربه مع المسند الموصول ينحو أكثر نحو الخط النبطي والتأثيرات اللغوية الارامية تظهر بشكل واضح اكثر من العربية الجنوبية في عربية القرآن عربية ال التعريف.
نلاحظ حتى اليوم وجود عدد كبير من المفردات الأكادية والكنعانية الأرامية طبعاً منها ذات أصل سامي مشترك وقسم منها هو المهم موحود ببعض من هذه اللغات دون الأخرى طبعاً كل هذه المفردات منصهرة في المحدد العام للغة العامية وهي اللغة الأقوى تاثيراً و اللغة الرسمية اي اللغة العربية القرآنية و التي كان من تبني الإسلام لها مصدر قوة وانتشار لها حيث انتصرت هذه اللغة بنصره مع محافظة اللهجات العامية طبعاً على الإطار القواعدي للغات القديمة في كل منطقة من المناطق التي سبق وإنتشرت بها تلك اللغات .
قبل سيطرة العربية كانت اللغة السريانية المنبثقة من الأرامية هي المسيطرة على المنطقة السورية والعراقية بلهجاتها الشرقية والغربية اما العربية كانت عبارة عن لغة خجولة حسب عدد نقوشها التي وجدت معظمها في الجنوب السوري بالنسبة للسريانية لكن كما أسلفنا كان الانتصار الاخير للغة العربية الخجولة بانتصار الدين الاسلامي الذي تبناها ودون كتابه المقدس بها بالتالي غدت لغة مقدسة لها مرجع مقدس معياري لها قواعدها ونحوها الذي تم وضعه في العصر الإسلامي وما قصص الشعر الجاهلي واللغة الموغلة بالقدم والمدونة بالمعلقات الا إنتحالات جائت في مرحلة متأخرة بعد الاسلام وللاستزادة في هذا الموضوع يرجى مراجعة كتاب طه حسين ( في الشعر الجاهلي )لكن حتى أكون منصفاً لمن يرغب بقراءة النقيض من رأي طه حسين ليقرأ كتاب مصادر الشعر الجاهلي لناصر الدين الأسد.
مرجع للإستزادة :
1- المفصل بتاريخ العرب قبل الإسلام الجزء1 ، الدكتور جواد علي ، ذكر :
* Margoltouth, The Relations between Arabs and Israelites Prior to the rise of Islam,
* Erich Ebling und Bruno Meissner, Reallexikon der Assyriologte, Erster Band,
Berlin and leipzig 1922,
* W. Muss Arnolt, j assyriach - english - Deutscbes handwort-erbuch, Berlin, 1903
* A Religios Encylopaedla´-or-Dictionary of Biblical, Historical Doctorinal, and Practical Theology, by,
Philip Schaff, 1894, Vol I.
* phemeris, 2-34, nabia,
* Plate, 2, dussaud, in rev Archeologique, II, "1902",
* Arabes en syrie avant l islam, * montgoery, Arabia and the bible, p. 28
2- دراسات بتاريخ العرب القديم، محمد بيومي مهران.
مقالات مرتبطة :
*تاريخ الخط العربي و مكان نشوء الإسلام.
http://www.m.ahewar.org/s.asp?aid=644293&r=0
* قصي بين الاركيولوجيا والتراث، هل سوريا رحم الإسلام
http://www.m.ahewar.org/s.asp?aid=600947&r=0