أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نضال الربضي - قراءة في الوجود – 4 – بين وعي المادة و هدفها.















المزيد.....

قراءة في الوجود – 4 – بين وعي المادة و هدفها.


نضال الربضي

الحوار المتمدن-العدد: 4875 - 2015 / 7 / 23 - 18:06
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


قراءة في الوجود – 4 – بين وعي المادة و هدفها.

كنت ُ في سلسلة "قراءة في الوجود" قد قدَّمت ُ ثلاثة َ مقالات هي: الوعي، الحياة و الموت، و ذهبت ُ فيها بأن َّ الوعي وعيان: أولهُما ما نعرفهُ من وعي الإنسان و الذي دلالتاه ُ العقل ُ و اللغة، كون َ الوعي منتوجا ً دماغيا ً ماديا ً و صفة ُ من صفات ِ العقل، و الذي يظهر ُ في سلوك ِ الإنسان ِ و في كلامه و لغته، و ثانيهما وعي المادة ِ غير العاقلة، و هو الوعي الذي يظهرُ في قدرتها على التفاعل ِ مع نفسها ِ في أجزائها الكائنة، كحركة ِ الجزيئات ما تحت َ الذرية، و كتفاعلات ِ الخلية ِ الحية ِ في عملياتها الداخلية، و كتفاعلات ِ الخلية ِ البشرية ِ أو الحيوانية ِ مع خلايا من كائنات ٍ أخرى، و كقدرة ِ الكائن الحي على تمثيل ِ غذائِه بهضم عناصر هذا الغذاء الآتي من كينونة ٍ أخرى، و كسير ِ المادة ِ في قوانينها الفزيائية و الكيميائية ِ و البيولوجية ِ و المغناطيسية ِ و الذرية و الكوانتية، التي تصف ُ الطريقة َ التي يمضي بها الكون.

لكن الوعي الثاني: وعيَ المادة غير العاقلة، قد يُنشِأ لدى المُتأمِّل ِ حيرة ً شديدة ً من حيث ُ أنه يبدو "مُصمَّما ً" و "مضبوطاً" و بالتالي لا بد أن يكون له "قصدٌ مُرتبط ٌ بتصميمه" و بالتالي نتيجة ٌ نهائية ٌ يذهب إليها أو ينشُدها أو يسعى إليها، و سيترتب ُ على ذلك أسئلة ٌ كثيرة ٌ منها: "من يا ترى قد صمَّم َ هذا الوعي في غير العاقل؟"، "كيف تعمل ُ المادة ُ غير العاقلة بل كيف تعرفُ أن تعمل؟"، "ما هو هدفُ المادة ِ غير العاقلة؟"، بل إننا سنذهب ُ أبعد َ من ذلك َ لنسأل: "إن الوعي الإنساني العاقل يعمل ُ في الإنسان ِ جنبا ً إلى جنب مع وعي الخلايا الحية و الأنسجة و الأعضاء التي تتحرك لا إراديا ً كالرئة ِ و القلب في وعيها غير العاقل، فكيف يعمل ُ الوعيان ِ معا ً؟"

إن الأسئلة َ السابقة أسئلة ٌ قديمة ٌ قِدم َ العقل ِ المُدرك في الإنسان، و الذي نعلم ُ من خلال ِ الأبحاث ِ و الاكتشافات ِ العلمية ِ أنه قد وصل إلى شكله ِ الإنساني الحالي و المعروف باسم Homo Sapiens قبل ما يقارب المئة ألف عام قبل الميلاد ِ فقط، كما و نعلم ُ من خلال علوم الأنثروبولوجيا و النفس و مقارنات الأديان أنه قد توصل َ بعقله البسيط على انعدام ِ أدواته ِ في البحث و غياب ِ المنظومة ِ العلمية إلى أن يعتقد َ أن لكل ِّ شئ ٍ روحا ً تحركه، و هو ما يُطلق عليه اسم Animism أو "الإحيائية"، بينما نجد ُ في الديانات ِ الأكثر تطورا ً و منها جذور الديانات الإبراهيمية أن الإله يقيِّضُ لكل ِ شئٍ ملاكا ً من لدنه، يحرك السحاب و يسوق الريح، و يُوكلُ بخزائن ِ المطر ِ و الثلج ِ و الماء، و هو ما نجده واضحا ً في سفر ِ أخنوخ غير القانوني مثلا ً، و في روح التوراة و نصوصها التي تقولُ بتسبيح ِ الكائنات، و في كتابات قديسي المسيحية عن الملائكة الموكلة بالبشر و الطبيعة، و في قرآن الإسلام الذي يقول بتسبيح ِ الجمادات و الحيوانات و أحاديثه الخاصة بملاك السحاب و سجودِ الشمس، و التي في جوهرها ليست سوى الامتداد ِ المتطور لمفهوم الإحيائية لكون بثوب ٍ إبراهيمي بطريركي يتناسب مع ثقافات الدول و الشعوب و القبائل التي نشأت فيها الأديان ُ الإبراهيمية مقابل بدائية مفهوم الإحيائية عند أصحابه.

ينبغي هنا عند تقريرنا لاستخدام ِ كلمة "الوعي" لوصف ِ سلوك المادة غير العاقلة أن نُوضح أننا لا نقصد ُ أبدا ً أن هذه المادة "تُدرك" وجودها كما يدركه العقل ُ البشري، أو أنها "تختارُ" أن تتعامل مع بعضها بالطريقة ِ التي تسير ُ فيها واقعاً، كاختيار ٍ من مجموعة ٍ خيارات، أو أنها تمضي نحو هدف ٍ عاقل ٍ يخدمُ هدفا ً أكبر يمكن أن يُطلق عليه لفظ ُ "هدف ٍ أخلاقي" أو "هدف ٍ بنائي" أو "هدف ٍ تطوري مقصود لذاتِه".

فالحقيقة ُ التي نراها بالمراقبة و الدراسة العلمية تخبرنا أن المادة ليست مُخيَّرة لتأخذ َ سلوكا ً من "مُمكنات ٍ سلوكية"، إنما تتصرفُ في نفس الظروف ِ ذات َ التصرف الذي تصفه لنا قوانين ُ العلم، مما يدفعنا للاستنتاج ِ بأن ما أطلقنا عليه ِ كلمة َ وعي لا يعدو أن يكون مجرد َ "تمظهُر" و "إبراز" و "كشف" و "انعكاس" لطبيعة المادة، إي بعبارة ٍ أخرى إن هذا الوعي َ في ذاتِه لا يعدو أن يكون "المادة كما هي طبيعتُها".

و يُستتبَع ُ من هذا بالضرورة ِ أن نعود َ لقولي السابق الذي أنفي فيه أن للمادَة ِ هدفا ً أخلاقيا ً أو بنائيَّا ً أو تطوريا ً مقصودا ً، لأفحصه على ضوء الحقيقة ِ الأولى التي توصلنا إليها و هي كون َ سلوك ِ المادة ِ مجرد َ تعبير ٍ عن طبيعتها، لنجد أن هذا التعبير َ عن الطبيعة ِ حينما يتترجم ُ إلى سلوك ٍ يظهر ُ باستقلال ٍ تام ٍ عن أيِّ إطار ٍ أخلاقي،،،

،،، و لنأخذ هذا المثال: المطر ُ حينما ينهمر ُ على أرض ِ المزارع ينهمر ُ بمقدار تجمُّعه ِ في السُّحب خاضعا ً لقوانين الطقس، و بذلك يأتي إمَّا مُعتدلا ً في كمِّيته، أو قليلا ً أو فيضانا ً لا يبقى و لا يرحم، فسلوك ُ جزئيات ِ الماء ِ هنا مستقل ٌ عن الإطار الأخلاقي الذي نحكم ُ فيه ِ على فعلها، لأن هذه الجزيئات ِ لا تدري عن المزارعِ و لا عن حاجتِه لريِّ أرضه بمقدار ٍ محدد، و لا عن ضيقته المالية التي يرجو من المطر ِ أن يساهم في حلها إذ يُراد ُ له أن يهطُل َ بكميات ٍ تروي الأرض لكفايتها و لا تُغرقها، حتى ينبت َ المحصولُ، و يتم َّ حصادُهُ أو قِطافُه، ثم بيعُه، ثم الانتفاع َ بثمنِه في دفع أقساط الجامعة ِ للابنة ِ المُجتهدة، أو في علاج ِ رفيقة ِ الدرب من مرض ٍ أورثتها سنوُّ التعب و الكد، أو في سداد ِ ديون ٍ قديمة. و لا علاقة َ لحاجة ِ المزارع باتخاذ ِ أي قرار ٍ بخصوص ِ الكمية التي ستنزل من تجمع كميات المطر من السحاب، لأن المطر ليس "كينونة ً شخصية" أو "كائنا ً مُستقلا" أو "كيانا ً واعياً لذاته و محيطه"، فالمطر لا يعرفُ أنه مطر، و لا يعقلُ وجوده، و لا يُدرك ُ علاقته بما حوله، و لا يتخذ قرارا ً كم سيُنزِل ُ من "نفسه" أي من "كمياتِه" و "أين َ" سينزلها، و "من" سيستفيدُ منها،،،

،،، لأن َ المطرَ في وعي جزيئاتِهِ هو مجردُ ذرات ِ الهيدروجين ِ و الأوكسجين التي تترابط ُ بقوانين ِ الكيمياء، و التي تتجّمع ُ و تُساق ُ بقوانين الفيزياء، لتهطُل بقوانين الجاذبية، لتمتصها الأرض و لتتبخر َ من جديد بحرارة ِ الشمس، في دورة ٍ آليه ٍ لا هدفَ لها، و لا تنسجم ُ في إطار ٍ أخلاقي، و لا يمكن ُ أن ننظرَ إليها من زواية "الغاية" أو من موضِع ِ مُراقبة ِ "الهدف"،،،

،،، إنه فقط المُركَّب ُ الكيميائيُّ المُستجيبُ للقوانين و هذا بالضبط هو وعيُه: تعريفا ً و وظيفة ً و حدودا ً و إمكانيات ٍ.

و لعلنا َ نُحسن ُ أن نأتي َ بمثال ٍ آخر على وعي ِ المادة ِ كاستجابة ٍ لطبيعتها حين َ ننظر ُ إلى مهنة ٍ قديمة ٍ عرفها الإنسانُ منذ فجر ِ الدول ِ الأولى، و هي مهنة ُ الحِدادة، فالحدَّادُ يضع ُ الحديد في النار، و الذي ما أن تبلغ َ الأخيرة ُ حدَّا ً حراريا ً مُعينا ً حتى تلين َ القوى التي تربط ُ جزيئاتِهِ فيستجيب َ للطرقِ و التشكيل و إعادة ِ التشكيل،،،

،،، و هنا تتجلى براعة ُ الحدَّادِ في الصناعة ِ، فيجعل ُ من الحديد ِ سِكَّة ً للحراثَّة ِ لكي يُعين بها الفلاح َ على الأرضِ ليحرثها و يزرعها لتُخرج َ له طعامَه لتحيا الجماعة،،،

،،، أو يجعل َ من الحديد ِ سيوفا ً و رماحا ً يأخذُها الرجال ُ ليقتلوا فيها قوما ً من خارج ِ دولتهم و يستعبدوا أطفالهم و يستغلوا نساءهم، و يجعلوا أرضهم خرابا ً يبابا ً،،،

،،، و في كلتا الحالتين من التشكيل جاء َ الحديدُ مطواعا ً ليد ِ الحدَّاد، لأن من خصائصِ الحديد ِ و من طبيعتِه ِ أن يستجيب َ للحرارة ِ بهذه الطريقة، و هو بذلك "واعٍ" و هذه فقط حدود ُ وعيه، و هي مستقلَّة ٌ استقلالا ً تاما ً عن أي "أخلاق ٍ" أو "هدف ٍ" أو "غاية ٍ" أو "مُشاركة ٍ في قصد ٍ نهائي"، فالحديدُ لن يسأل الحدَّادَ: "في أي شأن ٍ ستجعلني؟ " و لن يتمرَّد َ عليهِ إن جاء قصد ُ الحدَّاد ِ من التشكيل مُخالفا ً لـ "مبدأ" الحديد الأخلاقي، لأن الحقيقة َ أن الحديد لا يُدرك، و لا يعقِل، و لا يتخذُ المواقف، و لا يملك ُ مبدأ ً، و لا يحيا بقصد، و لا يشارك ُ في غاية، فهو "مادة تُعبِّرُ عن خصائصها" و "تسلك ُ بحسب جوهر ِ طبيعتها"، فهو "مادة كائنة" فقط، و تصف ُ القوانين ُ سلوكَه ُ وصفا ً.

و من هنا نمضي لنقول َ أن كلمة َ "الوعي" التي استعرناها للدلالة ِ على سلوك ِ المادة و تفاعلها مع بعضها، لا تعني أبدا ً "الإدراك العاقل" أو "الإدراك القاصد" أو "الإدراك المُختار"، و أن َ الكون لا يملك ُ "وعيا ً شموليا ً" أو "وعيا ً عاقلا ً" أو "وعيا ً قاصداً"، على الرغم ِ من وجود كائنات ٍ عاقلة ٍ في الكون، كائنات ٍ واعية ٍقاصدة ٍمُدركة تصنع غايتها بنفسها، مثل الإنسان بالدرجة ِ الأعلى، و مثل كائنات ٍ أقل عقلا ً و أبسط وعيا ً بدرجات ٍ – كما يفيدنا العلم - مثل قرود البونوبو و الشيمبانزي و الغوريلات و إنسان الغاب و الدلافين و الفيلة ِ و الخنازير.

و إمعانا ً منا في الفهم و الوصول ِ للصورة ِ الشمولية، لا بُدَّ أن نتساءَل َ هنا:
كيف يُنتج ُ غيرُ العاقِل ِ العاقل َ؟
أي: الكونُ لا "يقصد" و لا "يُريد" و هو "يمضي" بحسب ِ القوانينِ، و مع ذلك فيه "كائنات ٌ عاقلة تقصد و تريد"، فكيف َ أتت العاقلاتُ من غير العاقل؟

إن الإجابة َ على هذا السؤال تكمن ُ في العودة ِ لما أسميناه ُ في هذا المقال بـ: "طبيعة ِ المادة"، فالمادة ُ عندما تجتمع ُ مع بعضها في مُكوِّنات ٍ عضوية: كربون، هيدروجين، و تسري بينها الشحنات ُ الكهربائية، تُظهر ُ قدرةً فريدة ً على امتصاص ِ الطاقة ِ و إنتاجِها، و تتحولُ بنفسهِا إلى طاقة في تفاعلاتها، و إلى موادَّ أخرى، أي أنها تُخبرنا بوضوح بأن العلاقة َ بينها كمادة و بين الطاقة هي علاقة ُ "طبيعة"، إنها علاقةُ تحوُّل ٍ من شكل إلى آخر، ضمن طبيعة ٍ واحدة، و هي الطبيعة ُ التي تجمع ُ بين المادة الواعية العاقلة التي لها القدرة على التعامل مع الطاقة، و بين المادة الحية غير العاقلة التي لها أيضا ً القدرة ُ على التعامل ِ مع الطاقة في تفاعلاتها الكيميائية، و بين المادة غير الحية و غير العاقلة و التي تستجيب ُ بدورها أيضا ً لقوانين الطاقة و الحرارة و تتعامل ُ جزيئاتها ما تحت الذرية بنفس فيزياء الكوانتية التي تستجيب ُ لها جزيئات ُ الحي و العاقل،،،

،،، فالعاقل ُ و الحي و غير الحي يتركب ُ جميعُهم من نفس الذرات و من نفس الجزيئات الذرية و ما تحت الذرية و يخضعون لذات ِ قوانين الكون،،،

،،، أي أنهم جميعا ً من ذات الطبيعة ِ المادِّية بالضبط فلا عجب َ أن يصدر العاقل ُ من غير العاقل، و أن يُنتج العاقل ُ غيرَ العاقل، فكما أن الكون غيرَ العاقل ِ أنتج الإنسان َ العاقل، فإن َّ الإنسان َ العاقل يُنتج ُ كلَّ يوم ٍ في مصانعه أدوات ٍ غير عاقلة و اختراعات ٍ غير حية، ما دام َ أن الكون َ و العاقل َ و الحي َّ و غير الحي هم من ذات الطبيعة ِ الواحدة.

إذا ً فأنا أقول أن موطن َ استغراب ِ و تعجُّب ِ أنصار "المبدأ ِ الأوَّل ِ العاقل" و الذي منه تخرج ُ الأشياء، هو في عدم تميزهم لوحدة ِ الطبيعة الوجودية، في العاقل ِ و الأحياء و في غير الأحياء، إنها ذات الطبيعة، ذات المادة، و التي تخضع ُ لذات ِ القوانين، لكن الأحياء لديهم القدرة على التعامل ِ مع الطاقة، لأن الخلية الأولى قبل مليار و نصف عام قد جاءت من ظروف ٍ تفاعلت فيها المكونات ُ غير ُ الحية من غازات، و بقوة ٍ تيار ٍ كهربائي ٍّ أنتجت الأحماض الأمينية َ الأولى، و التي في تفاعلاتها لاحقا ً أنتجت الخلية َ البسيطة َ الأولى الواعية وعي الطبيعة ِ الحية، لكن غير العاقلة، و التي بواسطة ِ كل التغيرات ِ الكيميائية و البيولوجية و بمرور ِ ملاين ِ و مئات ِ ملاين السنين ِ من التطور ِ و التفاعل ِ و الفعل ِ و رد ِّ الفعل، طورت وعيا ً مُدركا ً وعيا ً عاقلا ًوعياً دماغيا ً يفهم المقاصد و يُدرك الاختيارات و يمضي نحو هدفه، كما تشرحُه ُ لنا علوم الأرض و البيولوجيا و الأعصاب و النفس و الأحافير و التطور،،،،

،،، كلُّ هذا ضمن َ تمظهر ٍ للطبيعة ٍ و كشف ٍ منها لخصائصها!

إن خروج َ الوعي ِ العاقل عن الوعي غير العاقل، لا ينبغي أن يُنظر إليه على أنه شئٌ مستحيل ٌ أو مناف ٍ للمنطق، فهو ليس كذلك، لأن العلم َ يؤكده، و مشاهداتنا المعرفية المتراكمة تؤكده، و تأمُّل ُ الإطار ِ الديناميكي الحركي للكائنات ِ الحية و غير الحية يشي بوضوح بأن مسير غير الحي و مسير الحيِّ غيرَ العاقل ما هو إلا القوانين التي تعمل، بينما مسير ُ الحي العاقل هو ذات ُ القوانين نُضيف ُ إليها خياراتِه ِ التي يتخذها و التي تُنتجُ بدورها مؤثرات ٍ فاعلة في دورة لا نهائية من السبب و النتيجة و القوانين.

السابقُ هو وعي المادةِ كما أراه.



#نضال_الربضي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بوح في جدليات – 11 – في مديح ِ عشتار - نحن ُ الإنسان!ّ
- قراءة في اللادينية – 6 – مقدِّمة في مظاهر ما قبل الدين عند ا ...
- بوح في جدليات – 10 – ثلاثة ُ أيام ٍ بعد.
- قراءة في اللادينية – 5 – جذورُ: الإحيائية، الطوطم و التابو ف ...
- قراءة من سفر التطور – 5 – من ال 24 إلى ال 23
- قراءة من سفر التطور – 4 – من ال SIV إلى ال HIV
- المرأة الفلسطينية – بين الأمومة و السياسة.
- بوح في جدليات - 9 - ديك أسكليبيوس.
- عشتار - 4 – انبثاقُ الحياة.
- عمَّا بين النقد المُنفلت و نجاعة التأثير - 2
- الفيلا في وسط الغابة –الياكيم، باراك، أوباما و التاريخ.
- في نجوى معاذ
- عمَّا بين النقد المُنفلت و نجاعة التأثير.
- قراءة في القداسة - 3 - عن المقدس و الطاهر و العلاقة بينهما.
- ذات َ كأس ِ قهوة - 2
- قراءة في القداسة - 2 - عن المقدس و الطاهر و العلاقة بينهما.
- قراءة مغايرة في إرهاب شارلي إبدو.
- قراءة في القداسة – عن المقدس و الطاهر و العلاقة بينهما.
- ذات َ كأس ِ قهوة
- قراءة في الوجود – 3 – عن الموت.


المزيد.....




- فيديو يظهر لحظة انفجار ضخم في ميناء -الشهيد رجائي- جنوبي إير ...
- رأي.. عمر حرقوص يكتب: بندر عباس.. مرفأ بيروت يحضر بالصورة
- انتهاء الجولة الثالثة من المفاوضات الإيرانية الأمريكية في عُ ...
- فيرجينيا جيوفري تضع حدًا لحياتها.. انتحار أشهر ضحايا جيفري إ ...
- رحلة عبر التاريخ والقداسة.. ماذا نعرف عن كنيسة سانتا ماريا م ...
- انتحار فيرجينيا جيوفري التي اتهمت الأمير أندرو وجيفري إبستين ...
- روسيا تعلن استعادة كورسك وتعترف لأول مرة بمشاركة جنود من كور ...
- الحوثيون: استهدفنا حاملة طائرات أمريكية بمسيّرات وهاجمنا بمس ...
- ترامب مهاجما -نيويورك تايمز-: أي صفقة في أوكرانيا حتى لو كان ...
- -يعمل ضد حكومته أو يخادع-.. الخارجية الروسية تعلق على عمل سف ...


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نضال الربضي - قراءة في الوجود – 4 – بين وعي المادة و هدفها.