الخامة المصرية والحضارة


كمال غبريال
الحوار المتمدن - العدد: 8394 - 2025 / 7 / 5 - 19:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

الردة عن بذرة الحضارة التي نبتت في أوائل القرن التاسع عشر حتى النصف الأول من القرن العشرين على يد أسرة محمد علي باشا، لم تحدث من أعلى.
فالضباط الأشرار وجماعة الإخوان المسلمين الأشرار الذين وضعوا معاً مصر على طريق هاوية مازالت موغلة فيه،
جاءوا من القاعدة.
هم أبناء الشعب المصري وصفوته،
زحفوا من قاعدته نحو قمته،
مدعومين بالجسد المصري الهائل الذي يتقهقر حضارياً.
هي ردة الشعب المصري عن مستوى حضاري لا يطيقه.
وهذا ذاته حدث في ثورة يناير 2011 وماتلاها من نكبات.
*****
هناك مشكلة في الخامة. القماشة material .
لكي تصنع جسم سيارة تحتاج لنوع معين من الصلب.
ولكي تصنع جسم طائرة تحتاج لنوع مختلف أكثر قدرة على التحمل.
ولكي تصنع جسم سفينة فضاء تحتاج لمادة مختلفة تماماً.
*****
للخامة البشرية المصرية حدود للتحضر تحتملها ولا ترتقي فوقها.
ولها كذلك حدود للتخلف لا تنخفض عنها.
تلك الحدود الدنيا التي جعلت أغلبية الشعب المصري الكاسحة تهب في 30 يونيو 2013 لتسقط حكم الإخوان المسلمين.
لكي تنكفئ بعد ذلك على وجهها،
أيضاً على يد صفوتها وأبنائها!!
***
النظرة البسيطة السطحية ترى الشعب المصري مظلوماً مفعولاً به.
من قبل قوى شريرة خارجية وداخلية.
لكن نظرة متعمقة للأحوال، تكشف أن الشعب وقاعدته بكل مكوناتها هم الفاعل الأصلي.
هم الفاعل والمفعول به معاً.
هم من ينتج نخباً وصفوة لا تدفعهم للأمام، وإنما تسحبهم للخلف.
سواء تلك النخب التي تمسك قلماً أم مسبحة أم مسدس ودبابة!!