الانقلاب اللاهوتي في مجمع نيقية 325 م
كمال غبريال
الحوار المتمدن
-
العدد: 8450 - 2025 / 8 / 30 - 20:18
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
نستعرض فيما يلي نص قانون الإيمان الرسولي قبل النيقاوي Apostles Creed
يتضح من نص هذا القانون، أن مسألة الآلهة الثلاثة مستقلة الذوات، أو ما يُزعم أنه إله واحد مثلث الأقانيم، أن هذا التصور منقطع الصلة بتلاميذ يسوع، وحتى الجيل الرابع.
وأن هذا الإله العجيب الغامض المثلث من اختراع عبقرية الجيل الرابع في مجمع نيقية عام 325 م.
يقول نص هذا القانون الذي كان دستور المسيحية قبل مجمع نيقية:
أؤمن بالله الآب القدير، خالق السماء والأرض.
أؤمن بيسوع المسيح، ابنه الوحيد، ربنا، الذي حُبل به من الروح القدس، ووُلِد من مريم العذراء.
تألم في عهد بيلاطس البنطي،
وصُلب ومات ودُفن؛
ونزل إلى الجحيم.
وفي اليوم الثالث قام من بين الأموات.
وصعد إلى السماء،
وجلس عن يمين الله الآب القدير.
ومن هناك سيأتي ليدين الأحياء والأموات.
أؤمن بالروح القدس،
والكنيسة الجامعة المقدسة،
وشركة القديسين،
ومغفرة الخطايا،
وقيامة الأجساد،
والحياة الأبدية. آمين.
*****
لا نجد هنا ثلاثة آلهة ولا ثلاثة أقانيم متساوية في الجوهر.
نجد إلهاً واحداً خالق الكون.
ونجد ابنه المخلوق المولود منه عن طريق حلول الروح القدوس ببطن العذراء مريم ليولد لنا يسوع.
مفهوم غاية في الوضوح والبساطة لطبيعة الإله وبشخصية يسوع!!
فلا أثر هنا لأزلية يسوع. فقد بدأت بنوته للآب بحلول الروح القدس في عملية حبل مريم بيسوع. وليست تلك الولادة الأزلية التي نقرأ عنها الآن ضمن تهويمات وشطحات إنجيل يوحنا.
*****
تعود جذور قانون الإيمان الرسولي إلى أسئلة المعمودية المسيحية المبكرة وملخصات الإيمان التي استخدمتها الكنيسة الرومانية في القرنين الثاني والثالث. كانت هذه الأشكال المبكرة، المعروفة باسم "قوانين المعمودية"، تسأل الموعوظين عما إذا كانوا يؤمنون بجوانب رئيسية من العقيدة المسيحية، ومع تكرار هذه التأكيدات وتسجيلها، تطورت إلى قوانين إيمان أكثر رسمية. يُعد ما يسمى بـ "قانون الإيمان الروماني القديم" من القرن الثاني السلف المباشر لقانون الإيمان الرسولي، وقد استُخدم بشكل خاص في طقوس المعمودية.
ملخص من AI
*****
بسؤال ChatGPT عن متى بدأ اللاهوت المسيحي يذهب لتأليه يسوع ومساواته بالآب، أجاب بما يلي:
1. العهد الجديد (القرن الأول)
في الأناجيل والرسائل الأولى لا نجد صياغة واضحة عن “مساواة يسوع بالآب” بالمعنى الفلسفي واللاهوتي اللاحق.
لكن هناك نصوص تُشير إلى مكانة يسوع الفائقة: مثل يوحنا 1: “في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله”، ورسائل بولس التي ترفع المسيح إلى مقام الخلاص الكوني.
مع ذلك، التمييز بين “الآب” و”الابن” حاضر جدًا، فبولس مثلًا يتحدث عن “إله واحد الآب… ورب واحد يسوع المسيح” (1 كورنثوس 8:6).
2. الآباء الرسوليّون والآباء الأوائل (القرن الثاني)
بدأ بعض المفكرين المسيحيين (مثل يوستينوس الشهيد) يطورون مفهوم “الكلمة” (اللوغوس) كوسيط إلهي بين الله والخلق.
لم تكن المساواة المطلقة مع الآب واضحة، بل كان الابن يُفهم أحيانًا ككائن إلهي ثانوي أو “إله منبثق” من الآب.
3. القرن الثالث: تطورات وصراعات
أوريجانوس (185–254م) صاغ فكرة “ولادة الابن الأزلية” من الآب، لكنه ميّز بينهما، واعتبر الابن دون الآب في المرتبة.
في نفس الوقت بدأت تُطرح تساؤلات حول كيفية التوفيق بين وحدانية الله وتأليه المسيح.
4. القرن الرابع: مجمع نيقية (325م)
هنا حدث التحول الحاسم: الأريوسية قالت إن الابن مخلوق وأدنى من الآب.
بالمقابل، أثناسيوس ومن تبعه شددوا على أن الابن “مساوٍ للآب في الجوهر” (ὁμοούσιος).
مجمع نيقية أقرّ هذه العقيدة رسميًا، وهنا تم تثبيت لاهوت تأليه يسوع ومساواته الكاملة بالآب ضمن الإيمان النيقاوي.
5. ما بعد نيقية
في مجمع القسطنطينية (381م) استُكملت العقيدة لتشمل الروح القدس أيضًا، مما أسس لصياغة “الثالوث”.
من هنا صار تأليه المسيح ومساواته بالآب جزءًا مركزيًا من الأرثوذكسية المسيحية.
✅ الخلاصة:
البذور: القرن الأول (نصوص يوحنا وبولس).
التطور الفلسفي: القرن الثاني والثالث (اللوغوس، أوريجانوس).
التثبيت الرسمي لمساواة المسيح بالآب: مجمع نيقية سنة 325م.