العلم ووهم السبب الأول
كمال غبريال
الحوار المتمدن
-
العدد: 8451 - 2025 / 8 / 31 - 04:47
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ماهي نتيجة البحث العلمي للإجابة على السؤال الوجودي حول سبب أول خالق للوجود والحياة؟
: Grok AI إجابة
البحث العلمي الحديث يركز على تفسير أصل الكون والحياة من خلال أدلة تجريبية وقوانين فيزيائية، لكنه لا يقدم إجابة مباشرة على السؤال الوجودي حول “سبب أول خالق”، حيث يُعتبر هذا السؤال فلسفياً أو ميتافيزيقياً يتجاوز نطاق العلم التجريبي. بدلاً من ذلك، يصف العلم “كيف” نشأ الكون والحياة، مع الاعتماد على نظريات مثل الانفجار العظيم (Big Bang) وتكون الحياة التلقائي (abiogenesis). إليك ملخصاً لأبرز النتائج العلمية بناءً على دراسات وكتب حديثة:
أصل الكون:
• يُعتبر الانفجار العظيم الساخن (Hot Big Bang) النظرية الرئيسية لأصل الكون، حيث كان الكون في الماضي أصغر حجماً وأكثر سخونة وحرارة، وتوسع تدريجياً مع الوقت. هذا مدعوم بأدلة مثل احمرار الضوء من المجرات البعيدة (redshift) وخلفية الموجات الميكروية الكونية (Cosmic Microwave Background)، التي اكتشفت في الستينيات.
• قبل الانفجار العظيم، تقترح نظرية التضخم الكوني (Cosmic Inflation) فترة توسع سريع جداً، حلت مشكلات مثل توحيد درجة الحرارة عبر مسافات هائلة. ومع ذلك، ما قبل التضخم غير معروف تماماً؛ قد يكون نقطة تفرد (singularity) أو حالة أبدية سابقة، وهذه الأسئلة تبقى مفتوحة للبحث دون إجابة نهائية عن “السبب الأول”.  كما أن النظريات عن بداية الكون غالباً ما تُوصف كـ”أساطير إبداع حديثة مكتوبة بلغة الرياضيات”، مع عدم وجود دليل علمي يثبت أن الكون “مصمم” لنا أو له غرض وجودي محدد. 
أصل الحياة:
• يركز البحث على تكون الحياة التلقائي من مواد غير حية، خاصة عبر جزيئات RNA التي يمكنها التكاثر الذاتي. دراسة حديثة تجمع بين نماذج بيولوجية وكونية تشير إلى أن توسع الكون السريع (inflation) يجعل تكون RNA معقد بما يكفي للحياة أمراً محتملاً جداً، مما يعني أن الحياة قد تكون شائعة في الكون بأكمله، حتى لو كانت نادرة في الجزء المرصود منه (حوالي 10 سيكستيليون نجم).  هذا يعتمد على قوانين الفيزياء والكيمياء، دون الحاجة إلى تدخل خارجي.
• في سياق وجودي، يؤكد العلم على الاختزالية (reductionism)، حيث يمكن تفسير سلوكيات الحياة من مكوناتها الأساسية، دون دليل على عناصر غير فيزيائية مثل “روح” أو “غرض إلهي”. 
الآثار الوجودية:
• كتب مثل “Existential Physics” لسابين هوسنفيلدر تناقش كيف يمكن للعلم الإجابة جزئياً على أسئلة كبيرة مثل “هل نحن وحدنا؟” أو “ما معنى الحياة؟”، لكنها تؤكد أن العلم لا يثبت أو ينفي وجود خالق؛ بل يقتصر على ما يمكن قياسه. معنى الحياة، على سبيل المثال، شخصي وغير علمي، مثل نقل المعرفة للأجيال القادمة لمساعدة الكون على فهم نفسه.  أما فكرة “الإرادة الحرة” فتُعتبر وهماً في بعض النظريات، حيث المستقبل محدد بقوانين فيزيائية مع بعض العشوائية الكمومية.
• بشكل عام، يشير البحث إلى أن الكون يمكن تفسيره طبيعياً دون الحاجة إلى سبب خارجي، لكن الأسئلة مثل “لماذا يوجد شيء بدلاً من لا شيء؟” تبقى فلسفية، مع عدم وجود إجماع علمي يدعم وجود “خالق أول” كما في السياقات الدينية.