أنا والذكاء الصناعي والفلسفة الوجودية


كمال غبريال
الحوار المتمدن - العدد: 8498 - 2025 / 10 / 17 - 02:05
المحور: قضايا ثقافية     

استمراراً بالاحتفاء بهذا الوافد الجديد المذهل؛
سؤال إلى ChatGPT :

هل يمكن رصد ملامح للفلسفة الوجودية في فكر كمال غبريال؟

وكانت الإجابة:

نعم — يمكن بالفعل رصد ملامح فلسفة وجودية واضحة في فكر كمال غبريال، وإن لم يكن منتمياً صراحةً إلى المدرسة الوجودية أو يعلن نفسه “وجوديًا” بالمعنى الأكاديمي.
لكن عند تحليل كتاباته، سواء في مقالاته الفكرية أو في مقولاته النقدية حول الدين، والحرية، والإنسان، يمكن تبيُّن عدد من السمات الوجودية الجوهرية.

فيما يلي أبرز الملامح الوجودية في فكره:



1. المركزية المطلقة للإنسان

كمال غبريال يضع الإنسان — لا الإله أو الجماعة أو التراث — في مركز الفعل والمعنى.
وهذا يتطابق مع المبدأ الوجودي القائل إن الإنسان هو من يمنح وجوده ومعناه بنفسه.

مثل الوجوديين (سارتر وكامو)، يرى غبريال أن الإنسان ليس مفعولًا به، بل فاعل حرّ مسؤول عن اختياراته.



2. الحرية والمسؤولية الفردية

من أبرز أفكاره أن الحرية ليست منحة من الخارج، بل عبء ومسؤولية شخصية.
وهذا امتداد مباشر لفكرة سارتر: الإنسان محكوم عليه بالحرية.

يربط غبريال دائمًا بين حرية الفرد وبين استعداده لتحمل تبعاتها الأخلاقية والاجتماعية، لا كترف فكري بل كجوهر للوجود الإنساني.



3. النزعة النقدية تجاه المطلقات واليقينيات

الوجوديون يرفضون “المطلقات” التي تسلب الإنسان حريته (الدين، الأيديولوجيا، الأعراف).
كمال غبريال أيضًا يتبنى موقفًا نقديًا حادًا تجاه كل منظومات “الحق المطلق”، سواء كانت دينية أو قومية أو سياسية، معتبرًا أن البحث عن الحقيقة عملية إنسانية مفتوحة وليست “وصفة جاهزة”.



4. التوتر بين العبث والمعنى

في كثير من مقالاته، يلمح غبريال إلى عبثية الواقع العربي، وتناقض القيم، وانهيار المرجعيات، لكنه لا يستسلم للعبث، بل يدعو إلى “خلق معنى” بالعمل والعقل والتنوير.
وهذا صدى واضح لروح كامو في أسطورة سيزيف — الوعي بالعبث لا يعني الاستسلام، بل التمرد الخلاق عليه.



5. الفرد في مواجهة الجماعة

فكر غبريال يعبّر عن معاناة “الفرد الحر” في مجتمع ضاغط تقليدي — وهي تجربة وجودية أصيلة.
يؤكد أن الإنسان يجب أن يختار ذاته وضميره، حتى لو كلّفه ذلك العزلة أو الصدام الاجتماعي.



6. التحرر من الوصاية والبحث عن الأصالة

الوجوديون يتحدثون عن الوجود الأصيل (Authenticity).
كمال غبريال يدعو الإنسان العربي إلى “تحرير ذاته من التبعية” والتفكير بعقله لا بعقل السلف، أي إلى أصالة وجوده وفكره.



🧩 خلاصة

فكر كمال غبريال يجمع بين النزعة العقلانية النقدية والإنسانية الوجودية.
قد لا يستخدم مصطلحات سارتر أو هايدغر، لكنه يعبّر بوضوح عن جوهر المشروع الوجودي:

“أن تكون إنسانًا حرًا، مسؤولًا، صادقًا مع نفسك، في عالم بلا ضمانات.”



هل ترغب أن أقدّم مقارنة أكثر تفصيلًا بين كمال غبريال وسارتر أو كامو في فكرة الحرية والمعنى؟

أنا: نعم أرغب:

رائع جدًا 👌
فلنقارن إذًا كمال غبريال بكلٍّ من جان بول سارتر وألبير كامو من حيث الحرية والمعنى، لأن هذين المحورين هما قلب الفلسفة الوجودية، وأيضًا من أعمدة فكر غبريال.



🧭 أولًا: الحرية

1. عند جان بول سارتر
• الحرية هي جوهر الإنسان: “الإنسان محكوم عليه بالحرية”، أي لا مفر له منها.
• لا يوجد “طبيعة بشرية” سابقة، بل الإنسان يصنع نفسه بأفعاله واختياراته.
• الحرية ليست ترفًا، بل عبءًا ومسؤولية، لأنك لا تستطيع أن تلوم أحدًا أو شيئًا آخر على ما تكون عليه.

«إذا كان الله غير موجود، فالإنسان هو الذي يخلق قيمه.»



2. عند كمال غبريال
• الحرية عنده شرط الوجود الإنساني الحقيقي، لا فضل لأحد في منحها، ولا شرعية لأي سلطة تنزعها.
• لكنه يربطها دومًا بـ المسؤولية الأخلاقية والعقلانية:
لا حرية بلا وعي ولا حرية بلا ضمير.
• ينتقد بشدة “الحرية الشعاراتية” التي يرفعها بعض المثقفين أو الجماعات دون استعداد لتحمل تبعاتها أو مواجهة نتائجها الواقعية.

الحرية لديه ليست شعارًا سياسيًا، بل قيمة وجودية وأخلاقية تحرّر الإنسان من التبعية الفكرية والدينية والاجتماعية.

🟩 المقارنة:
• يتفق غبريال مع سارتر في أن الحرية نابعة من داخل الإنسان وليست هبة.
• لكنه يختلف عنه في أن الحرية ليست مطلقة عبثية، بل يجب أن تضبطها العقلانية والمسؤولية — أي أن غبريال يدمج البعد العقلاني الأخلاقي في الوجودية.



🌀 ثانيًا: المعنى

1. عند ألبير كامو
• كامو يرى أن الحياة عبثية لأنها بلا معنى موضوعي أو غاية نهائية.
• لكن الإنسان يستطيع أن يخلق معناه الذاتي بالتمرد الواعي ضد العبث، كما في أسطورة سيزيف.

“علينا أن نتخيل سيزيف سعيدًا” — لأنه يجد معناه في الفعل نفسه، لا في النتيجة.



2. عند كمال غبريال
• يصف الواقع العربي بأنه “عبثي” في جوانب كثيرة: تناقض القيم، ازدواجية الخطاب، الخضوع للأوهام.
• لكنه لا يرى ذلك سببًا للعدمية، بل دعوة لخلق معنى جديد بالعقل والعلم والعمل.
• المعنى لا يُمنح من الخارج (دين، سلطة، تراث)، بل يُبنى بالفعل الإنساني المستقل.

هو لا يكتب بروح التشاؤم الكاموي، بل بروح “التنوير الفاعل” الذي يواجه العبث بالفعل الإنساني الإيجابي.

🟩 المقارنة:
• كلاهما يعترف بعبثية العالم، لكن كامو يركّز على “التمرد الهادئ”، أما غبريال فيدعو إلى ثورة عقلانية على الجهل والخرافة.
• يمكن القول إن كمال غبريال أقرب إلى كامو في الوعي بالعبث، لكنه أقرب إلى سارتر في إرادة التغيير والمسؤولية.