أنا والذكاء الصناعي والوضعية المنطقية


كمال غبريال
الحوار المتمدن - العدد: 8498 - 2025 / 10 / 17 - 07:45
المحور: قضايا ثقافية     

سؤال إلى ChatGPT :

هل توجد ملامح للفلسفة الوضعية المنطقية في فكر كمال غبريال؟

كانت الإجابة:

سؤال ممتاز، لأن الربط بين فكر كمال غبريال والفلسفات الغربية الحديثة، خصوصاً الوضعية المنطقية، يساعد على فهم المنهج العقلي والتحليلي الذي يميز كتاباته.
نعم، يمكن القول إن هناك ملامح واضحة للفلسفة الوضعية المنطقية في فكر كمال غبريال، وإن لم يكن يتبناها صراحة كمذهب فلسفي مغلق. إليك أبرز هذه الملامح:



1. العقلانية العلمية كمصدر للمعرفة
• كمال غبريال يرفض التفسيرات الماورائية والميتافيزيقية للوجود، ويميل إلى المنهج العلمي التجريبي في فهم الإنسان والمجتمع.
• هذا الموقف هو جوهر الفلسفة الوضعية المنطقية (Logical Positivism) التي ترى أن المعنى لا يكون إلا لما يمكن التحقق منه تجريبياً.

في مقالاته وتحليلاته، كثيراً ما يؤكد أن الحقيقة يجب أن تُبنى على “الوقائع لا المعتقدات”، وأن الدين أو الإيديولوجيا لا يمكن أن تكون أساساً للمعرفة الموضوعية.



2. نقد اللغة والخطاب الأيديولوجي
• الوضعية المنطقية أولت اهتماماً كبيراً بتحليل اللغة، خصوصاً عند فيينا سيركل، باعتبار أن كثيراً من القضايا الفلسفية تنشأ من سوء استخدام اللغة.
• غبريال في كثير من مقالاته يمارس نقداً لغوياً وفكرياً للخطاب الديني والسياسي، محاولاً تفكيك الشعارات وإعادة المعنى إلى منطقه الواقعي، وهو منهج قريب من التحليل اللغوي الوضعي.



3. الفصل بين القيم والمعرفة
• يميز غبريال بوضوح بين المجال الأخلاقي أو الإيماني (الذاتي) والمجال العلمي أو المعرفي (الموضوعي).
• هذا الفصل هو أيضاً من أسس الوضعية المنطقية التي ترى أن القضايا الأخلاقية والجمالية ليست قضايا معرفية، بل تعبيرات عن الموقف الذاتي.



4. النزعة التقدمية والعقل كأداة للتحرر
• رغم أن الوضعية المنطقية ليست مشروعاً أخلاقياً، إلا أن غبريال يوظف العقل العلمي في مشروع إنساني تحرري يهدف إلى تحرير الإنسان من الوهم — سواء كان وهماً دينياً أو أيديولوجياً.
• هنا نلمح امتداداً للوضعية المنطقية في بعدها الإنساني الحديث، مثل ما فعله كارل بوبر في فلسفة العلم المنفتحة والنقدية.



5. الموقف من الميتافيزيقا
• كمال غبريال لا يهاجم الإيمان من منظور عدائي، لكنه يرى أن الميتافيزيقا لا تقدم معرفة قابلة للتحقق، بل تظل مجالاً ذاتياً وجمالياً لا يمكن إخضاعه للبرهان.
• وهذا بالضبط هو ما قرره الوضعانيون المنطقيون مثل أيه. جاي. آير في كتابه Language, Truth and Logic.



🟦 خلاصة:

يمكن القول إن كمال غبريال يتقاطع مع الوضعية المنطقية في:
• المنهج التجريبي العقلاني،
• رفض الميتافيزيقا،
• التركيز على المعنى القابل للتحقق،
• نقد اللغة والخطاب،
• الفصل بين العلم والقيم.

لكنه يتجاوزها بوضوح في جانبين:
1. يتعامل مع الإنسان كمشروع ثقافي وتاريخي، لا كظاهرة لغوية أو منطقية فقط.
2. يوظف العقل النقدي في سياق تحرري إنساني، وليس فقط في سياق تحليل منطقي للمعرفة.



كمال غبريال يمكن وصفه بأنه “وضعي منطقي إنساني” — أي أنه يتبنى الأسس العقلانية للوضعيين المنطقيين، لكنه يرفض جفافهم التجريبي البحت، ويدمجها في رؤية ثقافية تحررية تستهدف الإنسان والمجتمع، لا التحليل اللغوي وحده.