من عمق الذاكرة السحيق


كمال غبريال
الحوار المتمدن - العدد: 8387 - 2025 / 6 / 28 - 23:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

مازلت أذكر الأستاذ ألبير الچنتلمان اليهودي السكندري،
الذي كان ضمن صحبة والدي،
الذين يجلسون معه للسمر في العصاري والأمسيات أمام صالون عم محمود عفيفي الحلاق، أبو محمد زميلي في اللهو واللعب، وفي الفصل الدراسي بمدرسة الإبراهيمية الابتدائية.
قبل يتفشى في مصر والإسكندرية الكوزموبوليتانية عبث الأيادي الملوثة بالجهل والعنصرية.
لتفسد التركيبة الأصيلة للشعب المصري الثري بتنوعه وحضارة الشمال الآخذة في الانصهار في بوتقته.
مازلت أذكر رغم مرور حوالي 68 عاماً،
يوم فاجأ ألبير الصحبة بأنه سوف يهاجر من مصر.
وتوقفت أنا عن اللعب على الرصيف بجوارهم،
لأنصت إليهم وهم يحاولون إقناعه بالعدول عن قراره.
وهو يجاوبهم حزيناً كسيراً،
بأنه مضطر لهذا من أجل مستقبل أولاده!!