بوب أفاكيان – الثورة عدد 85 : المناظرة بين ترامب و هاريس : رجل مجنون خطير مقابل قاتلة جماعية و سجّانة جماعيّة - عقلانيّة -


شادي الشماوي
الحوار المتمدن - العدد: 8109 - 2024 / 9 / 23 - 21:29
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية     

جريدة " الثورة " عدد 871 ، 16 سبتمبر 2024
https://revcom.us

هذا بوب أفاكيان – الثورة عدد 85 .
في المناظرة التي جرت يوم الثلاثاء الفارط ( 10 سبتمبر ) بين دونالد ترامب و كمالا هاريس ، تكشّف مرّة أخرى أنّ ترامب عنصريّ و مضطهِد للمهاجرين و كاره للنساء و مدمرّ للبيئة و مجنون معادي للعلم و مريض بالكذب – بينما ، خاصة في تعارض مع ترامب ، ظهرت كمالا هاريس على أنّها عقلانيّة .
لكن ما الذى تعنيه كلمة " عقلانيّة " في إطار التنافس على رئاسة الولايات المتّحدة ؟ و مثلما بيّنت من خلال هذه الرسائل – و قد تحّدثت عن ذلك بشكل خاص في الرسالة عدد 81 ، و توضيح لماذا لم أترشّح لسباق الإنتخابات الرئاسيّة و لا أرغب في أن أكون رئيسا : أن يكون المرء على رأس هذا النظام الرأسمالي – الإمبريالي يعنى أن يكون مستغِلاّ خبيثا و مضطهِدا سفّاحا للجماهير الشعبيّة . و هذا يعنى أن يكون مدمّرا كبيرا للبيئة ( لاحظوا كيف يرفع ترامب نداء " إستخرجوا النفط ، إستخرجوا " في حين تتشدّق هاريس بأنّها إلى جانب بايدن كرئيس و هي كنائبة رئيس ، الولايات المتّحدة هي المنتج للنفط القيادي في العالم ) .
و هذا يعنى دفع الإنسانيّة إلى حافة التدمير بواسطة خطر الحرب النوويّة .
و كلّ الغاية من الحفاظ على الولايات المتّحدة الأمريكيّة كقوّة رأسماليّة – إمبرياليّة مهيمنة على العالم و الرقم واحد في نهب الشعوب و كذلك البيئة .
هذا هو " وصف لمهمّة " رئيس هذه البلاد – رئيس هذه الإمبراطوريّة من الإستغلال و الإخضاع و الإضطهاد و التدمير الكبير .
في الرسائل عدد 71 و 72 و 74 و 75 و 76 وصولا إلى 79 ، بيّنت كيف ينطبق هذا على الرئيس الحالي ، جو بادين و نائبة الرئيس ، كمالا هاريس ، التي تبحث الآن عن أن تصبح رئيسة . و بيّنت كيف أنّ وصف القاتلة الكبيرة للفلسطينيّين و غيرهم و السجّانة الكبيرة – خاصة للسود و اللاتينو – يكثّف بدقّة ما كانت عليه عمليّا هاريس في " خدمتها " لهذا النظام و دوره المهيمن على العالم .
و في ما يتّصل بالإنتخابات القادمة ، و مع تكشّف مرّة أخرى بعدُ ما يمثّله دونالد ترامب عمليّا ، يجب قول إنّ مساندة المرء ترامب أن يكون هذا الشخص حقير حقّا . و مهما كان ترامب فظيعا ، فإن مساندة هاريس و الحزب الديمقراطي يعنى: التواطؤ العمد في الحرب العدوانيّة لرأسماليّ’ – إمبرياليّة الولايات المتّحدة للبقاء رقم واحد فى الإستغلال و الإضطهاد و نهب الشعوب و البيئة ، حتّى بثمن المخاطرة بمستقبل الإنسانيّة و وجودها ذاته .
لا هاريس و لا ترامب – و لا أيّ مرشّح لمسؤوليّات الحكم ، خاصة " أعلى المسؤوليّأت " في ظلّ هذا النظام – يمكن حتّى أن يتحدّث عن تحرير الإنسانيّة : وضع نهاية لكلّ أشكال الإستغلال و الإضطهاد ، المعتمد على الطبقة و العرق و الجنس و الجندر و تجاوز جميع الإنقسامات و النزاعات المرتكزة على القوميّة و البلاد ... لأنّ ذلك مبنيّ في أسس هذا النظام .
لهذا نحتاج بصفة إستعجاليّة لثورة للإطاحة و القضاء على كامل هذا النظام و تعويضه بنظام مغاير جوهريّا و أفضل بكثير لا يقوم على و لا يقتضى ، و يهدف إلى التخلّص التام من الإستغلال بلا رحمة و القتل و التدمير الكبيرين الوحشيّين .
لذا ، كما أوضحت في الرسالة عدد 81 ، لهذا بدلا من البحث عن أن نكون جزءا من – فما بالك بأن نكون على رأس – هذا النظام الوحشيّ للرأسماليّة – الإمبرياليّة ، أنا أعمل يوميّا بكلّ ما لديّ لتقديم القيادة الضروريّة لهذه الثورة التحريريّة حقّا ، لإنشاء نظام مغاير جوهريّا و أفضل بكثير .
و :
المبادئ الأساسيّة و الخطوط العمليّة العريضة لهذا النظام معروضة بالملموس في " دستور الجمهوريّة الإشتراكية الجديدة في شمال أمريكا " ، الذى ألّفته . و هذا النظام المغاير جوهريّا يجب أن نؤكّد عليه و نقاتل في سبيله – و لا نقبل بشيء أقلّ من ذلك – إذا كنّا نرغب حقّا في وضع نهاية لكلّ الجنون و العذابات غير الضروريّة التي تتعرّض لها جماهير الإنسانيّة ، في هذه البلاد و عبر العالم ، و نمضي بدلا من ذلك على الطريق الممكن و الواقعي الوحيد لتحرير الإنسانيّة جمعاء .