كمالا هاريس و الولايات المتّحدة و إسرائيل : - المصالح المشتركة - و - القيم المشتركة - في التعذيب و الإرهاب و الإبادة الجماعيّة


شادي الشماوي
الحوار المتمدن - العدد: 8074 - 2024 / 8 / 19 - 23:27
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية     

آلان غودمان ، جريدة " الثورة " عدد 867 ، 19 أوت 2024
https://revcom.us/

يسلّط تقرير هام جديد لمنظّمة حقوق الإنسان الإسرائيليّة بيتسلام معنون " مرحبا بكم في الجحيم : نظام السجون الإسرائيليّة كشبكة معسكرات تعذيب " ( “Welcome to Hell: The Israeli Prison System as a Network of Torture Camps)، يسلّط الضوء على مدى و نطاق فظاعة الجرائم ضد الإنسانيّة التي تقترفها إسرائيل في السجون – أقبية التعذيب . ( أنظروا مقال ، Important Report Exposes Vast Network of Israeli Torture Camps for Palestinians)
و كمالا هاريس تدير ظهرها لهذا التقرير و للتعذيب الذى تقترفه إسرائيل و تغطّى عليه و تبرّره و تسمح بالتمادى فيه .
الدفاع عن التعذيب الإبادي الجماعي الإسرائيلي و التغطية عليه و السماح بالتمادى فيه :
في 10 أوت 2024 ، عقب صدور تقرير بيتسلام ، و تحوّل شبكة أقبية التعذيب الإسرائيليّة إلى فضيحة عالميّة ، نشرت كمالا هاريس مستشارة الأمن القومي على منصّة آكس ( تويتر سابقا ) تعليقا معبّرة عن رأيها . و لم نجد في هذا التعليق ما مفاده أنّ هذا التعذيب يجب أن يتوقّف حالا . و كذلك لم تتعهدّ بأنّه إن وقع إنتخابها ، ستعمل جهدها لإيقاف التجاوزات الإسرائيليّة لحقوق الإنسان . و بدلا من ذلك ، نشر الناطق باسم كمالا هاريس على منصّة آكس :
إنّ تقارير التجاوزات في السجون الإسرائيليّة تبعث بشكل كبير على الإزعاج و تتطلّب تحقيقا سريعا و موثوقا به . ( التشديد مضاف )
فكّروا في هذا مليّا . قول إنّ " تقارير التجاوزات " تحتاج إلى " تحقيق موثوق به " هراء تماما . ما يجرى في إسرائيل هو تعذيب منهجي للفلسطينيّين و الفلسطينيّات و ممارسة الإرهاب ضدّهم و تعنيفهم و إحداث صدمات لكافة المجتمع الفلسطيني عن عمد و قصد . و هذا شيء دلّلت عليه بحوث موثوقة ، في عمل مجموعات حقوق الإنسان كثيرة و تتمتّع بالإحترام ، و في تقرير بيتسلام .
" القيم المشتركة " و " المصالح المشتركة " في عالم إستغلال و إضطهاد قائم على التعذيب :
سنة 2020 ، عندما كانت تشارك في سباق تعيين مرشّح الرئاسة في الحزب الديمقراطي ( سباق إنتهى بكسبه جو بايدن الإبادي الجماعي ) ، أكّدت كمالا هاريس موقفها الأساسي حول إسرائيل : " إسرائيل صديق حيويّ و حليف للولايات المتّحدة . أنا أقف مع إسرائيل ... نظرا للقيم المشتركة بيننا ، وهي جوهريّة للغاية لتأسيس أمتينا كلاهما ". و قالت في الأساس الشيء ذاته وهي نائبة رئيس ، و أعادت ذلك حديثا مرّة أخرى الآن وهي تشارك في سبقا الرئاسة .
الآن و كمالا هاريس ( و كلّ من يوجد في موقع سلطة جدّية في هذه البلاد ) تحيل على المفترضة " قيم " الولايات المتّحدة، لا تشير إلى التعذيب و الإرهاب و الإبادة الجماعيّة .
إنّها تشير إلى أشياء من مثل أنّ التعذيب ( العقاب الهمجيّ و غير العادي ) رسميّا ممنوع في دستور الولايات المتّحدة .
لكن من اليوم الأوّل ، " نمط الحياة الأمريكيّة " الذى تمدحه كمالا هاريس بُني على الإبادة الجماعيّة و العبوديّة . و قد كان إستعباد الأفرو أمريكيّين [ الأمريكيّن من أصول أفريقيّة ] في حدّ ذاته شكلا مريعا من التعذيب و فُرض بالتعذيب بما في ذلك وسم الناس بحديد حامي ، و ضربهم بالسوط بوحشيّة و الإغتصاب المُمَأسَس .
و " نمط الحياة الأمريكيّة " الذى تحتفى به كمالا هاريس مبنيّ على أكبر إستغلال بلا رحمة حول العالم ، من المعامل الهشّة المميتة في البنغلاداش إلى الإستغلال القاتل لعمل الأطفال في جمهوريّة الكنغو الديمقراطيّة . و هذا الإستغلال تفرضه عبر العالم أنظمة أقبية تعذيب بلا شفقة ركّزتها و دعّمتها الولايات المتّحدة .
إسرائيل ، بمخزونها من الأسلحة النوويّ ، و جيشها الهمجي المسلّح بأسلحة عالية التقنية ، و سكّان يهود يعيشون على قسم من غنائم إمبراطوريّة الولايات المتّحدة ، " مؤسّسة " فريدة في قيمتها في فرض " مصالح " إمبراطوريّة الولايات المتّحدة. خاصة في الشرق الأوسط ، و في أماكن حيث لا ترغب الولايات المتّحدة في أن تلطّخ يديها مباشرة بالدماء ( أنظروا مقال،
The U.S. ... Israel ... and Crimes Around the World )
لذا كمالا هاريس على حقّ : للولايات المتّحدة و إسرائيل مصالح مشتركة ، لهما قيم مشتركة . و هذه المصالح و القيم المشتركة تخدم الإستغلال و الإضطهاد و تعوّل على التعذيب . في حال إسرائيل ، إتّخذ التعذيب أقصى أشكاله اليوم وهو مفتاح في الحفاظ على إضطهاد الميز العنصري / الأبارتايد و تنفيذ الإبادة الجماعيّة ضد الشعب الفلسطيني !
و يجرّنا كلّ هذا إلى حاجة الناس لأن يواجهوا بجدّية الإجابة التي تقدّ/ بها بوب أفاكيان ، القائد الثوري و مؤلّف الشيوعيّة الجديدة ، للمسألة الأساسيّة في رسالته على وسائل التواصل الاجتماعي ، " الثورة " عدد 7 ( التي صدرت قبل تعويض كمالا هاريس جو بايدن كمرشّحة للحزب الديمقراطي في سباق الرئاسة ، لكن ما قاله بوب أفاكيان ينسحب ببساطة عليها مثلما ينسحب على أمثالها ) :
" لماذا يدعم بايدن و أساسا كامل الحكومة و الطبقة الحاكمة في الولايات المتّحدة إسرائيل في إرتكاب الإبادة الجماعيّة ضد الشعب الفلسطينيّ على مرأى ومسمع من العالم قاطبة ؟ و إليكم الإجابة عن هذا السؤال الحيويّ :
لا يعزى ذلك إلى" قوّة اللوبي اليهوديّ " - أو لفهم سخيف و فاحش بأنّ " اليهود يتحكّمون في كلّ شيء ". و إنّما يُعزى إلى كون إسرائيل تنهض ب " دور خاص " كقلعة مدجّجة بالسلاح لدعم إمبرياليّة الولايات المتّحدة في جزء إستراتيجيّا هام من العالم ( " الشرق الأوسط " ). و قد كانت إسرائيل قوّة مفتاح في إقتراف الفظائع التي ساعدت على الحفاظ على الحكم الإضطهادي للإمبرياليّة الأمريكيّة في عديد أنحاء العالم .
" إنّه النظام ! هذا النظام الرأسمالي – الإمبريالي الذى يجسّد و يفرض تفوّق البيض و التفوّق الذكوري البطرياركي و إضطهاد عنيف آخر – هذا النظام الذى يقوم على إستغلال قاسى يسرق حياة الجماهير الشعبيّة في هذه البلاد و تماما حياة مليارات البشر عبر العالم ، بمن فيهم 150 مليون طفل – كلّ هذا يُفرض بعنف و تدمير شديدين على الشعوب و البيئة بما يمثّل تهديدا حقيقيّا جدّا لمستقبل الإنسانيّة و وجودها .
و هذا النظام هو الذى يحتاج إلى أن نطيح به في أقرب وقت ممكن بواسطة ثورة فعليّة . "
و في رسائل بوب أفاكيان على وسائل التواصل الاجتماعي التي تلت هذه الرسالة ، تعمّق مباشرة في لماذا هذه الثورة ممكنة ، في هذا الزمن ، و ما الذى نحتاج إلى القيام به الآن ، حتّى نوفّر إمكانيّة حقيقيّة لظفر هذه الثورة .