بوب أفاكيان – الثورة عدد 73 : كراهيّة السود للمهاجرين . هراء و أسوأ من أناس يجب أن تكون معرفتهم أفضل


شادي الشماوي
الحوار المتمدن - العدد: 8079 - 2024 / 8 / 24 - 12:27
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية     

جريدة " الثورة " عدد 867 ، 19 أوت 2024
https://revcom.us/

من الأشياء المثيرة للجنون و المفجعة هذه الأيّام هي سماع السود الذين عانوا بشكل رهيب جدّا في ظلّ هذا النظام ، يعبّرون عن كراهيّة للمهاجرين – متحدّثين عن كيف يُفترض أنّ المهاجرين يفتكّون مواطن الشغل و الموارد التي يتعيّن أن تتوجّه إلى السود و يخرّبون الأحياء حيث عاش السود لأجيال .
حينما ينتهى هذا إلى سمعى ، لا أستطيع إلاّ أن أفكّر في ما حدث لمّا حصلت الهجرة الكبرى للسود من الجنوب بداية عقب الحرب العالميّة الأولى ، قبل قرن من الزمن من الآن . و هم يردون إلى مدن الشمال ، كان السود بصفة متكرّرة و بخبث يتعرّضون للهجوم من الغوغاء العنصريّة من البيض ، زاعمين أنّ السود كانوا يفتكّون مواطن الشغل من البيض ، و أنّ السود كانوا يخرّبون المدن ، و ببساطة يرفضون " البقاء في أماكنهم ".
ألا يبدو هذا أمرا معتادا ؟
الشيء نفسه حدث عقب الحرب العالميّة الثانية ، في خمسينات و ستّينات القرن العشرين ، عندما كان السود يتحرّكون في أحياء تفرقة عنصريّة " كلّها للبيض " ، أو يمضون إلى المدارس التي كانت سابقا كلّها للبيض ، و كانوا عادة ما يتمّ الهجوم عليهم بخبث و عنف من غوغاء البيض العنصريّين – حتّى فيما كان ، من الجهة الأخرى ، عديد البيض يساهمون بنشاط في القتال ضد التفرقة العنصريّة و التمييز و الإضطهاد العنصريّين عامة .
و اليوم ، خاصة مع الماغا – [ MAGA/ جعل أمريكا عظيمة من جديد ] الفاشيّة لأتباع ترامب ، نشاهد عنصريّة سافرة و عدوانيّة – ضد السود و ضد المهاجرين من ما سمّاه ترامب بلدان " فتحات التغوّط " ( و تعرفون ما يعنيه بذلك – تعرفون أنّه لا يعنى النرويج )!
لذا لديّ سؤال لكلّ شخص أسود اليوم الواقع في براثن كراهيّة المهاجرين : هل تريد حقّا أن تكون مثل البيض العنصريّين المتطرّفين ؟
أم ، هل ترغب في وضع نهاية لهذا الجنون – و أنت و المهاجرون ضحاياه ؟
هذا النظام هو الذى جعل السود يعيشون في الجحيم لقرون ، و لا يزال يجعلهم يعيشون في هذا الجحيم .
و هذا النظام هو النظام الرأسمالي- الإمبريالي الذى يحوّل حياة جماهير المهاجرين إلى جحيم – جاعلا عشرات الملايين غير قادرين على الحياة حياة كريمة – و مجبرا إيّاهم على مغادرة ديارهم و أوطانهم في بحث يائس عن حياة كريمة ، و تاليا يستغلّهم و يميّز ضدّهم إن بلغوا البلد الذى هو المسؤول الأكبر عن وضعهم البائس : هذا البلد ، الولايات المتّحدة الأمريكيّة الإمبرياليّة .
و بدلا من القبول بالتلاعب بكم لتكرهوا بعضكم البعض و تتقاتلوا ، يحتاج جميع المضطهَدين و المستغَلّين و المهمّشين و المظلومين و المعذبين و المتعرّضين للإرهاب في ظلّ هذا النظام – و جميع الذين يهتمّون حقّا بالعدالة – إلى الوحدة لينهضوا ضد و يضعوا نهاية لهذا الذى يمثّل سبب كلّ هذا الجنون و الظلم و الفظائع .
إنّنا نحيا في زمن من الممكن فيه أن ننجز ثورة بوسعها أن تضع نهاية لهذا النظام ، و تنشأ نظاما مغايرا راديكاليّا و أفضل بكثير حيث تُلبّى الحاجيات الأساسيّة و تتحقّق في الواقع أعلى تطلّعات الناس من أجل التحرير و نمط حياة ملهم . و كلّ الغضب الذى يشعر به الناس و كلّ الأمل و العمل بجدّ من أجل طريق أفضل ، يحتاجون أن نكرّس لهم جهودنا و حياتنا و أن نركّز على النضال في سبيل إنجاز ثورة تحريريّة .