بوب أفاكيان – الثورة عدد 76 : مؤتمر الحزب الديمقراطي : المندوبون يُنشدون - نحبّ الإبادة الجماعيّة - !


شادي الشماوي
الحوار المتمدن - العدد: 8086 - 2024 / 8 / 31 - 10:29
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية     

جريدة " الثورة " عدد 868 ، 26 أوت 2024
https://revcom.us/

هل أنشد المندوبون في مؤتمر الحزب الديمقراطي هذا " نحبّ الإبادة الجماعيّة " ؟ لا ، لكنّهم يمكن كذلك أن يكونوا فعلوا ذلك : في إفتتاح المؤتمر ، أنشدوا بصفة متكرّرة أنّهم يحبّون جو بادين الإبادي الجماعي – الذى كرئيس ، كان مسؤولا عن تسليح إسرائيل وز دعمها دعما كلّيا في إبادتها الجماعيّة ضد الشعب الفلسطيني – بأكثر من أربعين ألف تمّ قتلهم في غزّة، بما في ذلك أعداد هائلة من الأطفال . و في ضوء هذه الطقوس العربيديّة من الحبّ لهذا المجرم قاتل أعداد كبيرة من البشر، جو بايدن ، يجدر بنا أن نكرّر مجدّدا التالى من الرسالة – الثورة عدد 74 :
" توقّفوا و سجّلوا هذه الصورة بالتمام في ذهانكم : يتعرّض ملايين الفلسطينيّين في غزّة إلى الرعب اليومى من جانب إسرائيل و هم مُجبرون على العيش وسط أنهار تزخر بالأمراض بفعل النفايات الإنسانيّة و قذارات أخرى ، بالقليل من الغذاء و خدمات الرعاية الصحّية محطّمة – و كلّ يوم تتطاير أطراف الأحبّاء و رؤوسهم جرّاء القنابل الإسرائيليّة الكثيفة و أسلحة أخرى تزوّد بها حكومة الولايات المتّحدة إسرائيل . أكثر من 15 ألف طفل فلسطيني تمزّقت أشلاؤهم على هذا النحو . "
و كما لو أنّ ذلك لم يكن فظيعا بما فيه الكفاية ، قبل مدّة قصيرة من المؤتمر القومي الديمقراطي هذا ، أصدرت مجموعة حقوق الإنسان الإسرائيليّة بيتسلام تقريرا عنوانه " مرحبا بكم في جهنّم " وقد وثّق هذا التقرير واقع أنّ السجون الإسرائيليّة التي أغلقت أبوابها على أعداد هائلة من المدنيّين الفلسطينيّين ، تحوّلت الآن بشكل تام إلى غرف تعذيب أين المساجين الفلسطينيّين – المدنيّين و الكثير منهم أطفال – يعنّفون بشكل منهجي و بصفة متكرّرة بأشنع الطرق و منها بإغتصابهم بأشياء متنوّعة .
و ينبع كلّ هذا – وهي " الإمتداد المنطقي " ل – طبيعة إسرائيل كدولة صهيونيّة ( عنصريّة ، للتفوّق اليهودي ) ، وهي تبرّر الفظائع الجماعيّة بإنكار إنسانيّة أبناء و بنات الشعب الفلسطيني .
هذه هي دولة إسرائيل التي واصل جو بايدن و إلى جانبه كمالا هاريس ، و كامل الحكم في هذه البلاد ، دعمها دعما تاما ، رغم الكلمات المنافقة التي لا معنى لها التي تطلقها بعض الأفواه في مناسبات و القائلة بالإنشغال بعذابات المدنيّين الفلسطينيّين. و علاوة على مليارات الدولارات من المساعدات التي وفّرتها بعدُ إدارة بايدن لإسرائيل في مذابحها الإباديّة الجماعيّة الجارية ضد الفلسطينيّين و الفلسطينيّات ، منح بايدن حديثا 20 بليون دولار إضافي كمساعدة عسكريّة لإسرائيل.
لكنّ الأمر ليس مجرّد طبيعة فاسدة لهؤلاء السياسيّين – الديمقراطيّين و الجمهوريّين . ما هو أكثر جوهريّة هو مسألة أنّ هذا النظام الرأسمالي – الإمبريالي يتطلّب أناسا يرغبون في إقتراف هذه الأعمال الوحشيّة . و مرّة أخرى من رسالتى عدد 74 :
" يُجبر هذا النظام الناس الذين يصعدون إلى قمّته و يحكمونه أن يكونوا تماما – دون أيّ مبالغة – مستغلّون سفّاحون ، مضطهِدون مجرمون على نطاق واسع ، و نهّابون بلا هوادة للناس و البيئة ، بصرف النظر عن العذابات التي يتسبّب فيها ذلك لجماهير البشر . بالنسبة إلى الرأسماليّين الأفراد ، و بالنسبة إلى الطبقات الحاكمة للبلدان الرأسماليّة ، إذا لم يضربوا و يسحقوا ، بكلّ الوسائل مهما كانت وحشيّة ، ستتمّ الإطاحة بهم . و هذا لا يمكن " إصلاحه " و لا يمكن تغييره بتغيير الناس الذين يحكمون هذا النظام – ستدفعهم جميعا ذات طبيعة هذا النظام و ذات " منطقه " و ديناميكيّته و متطلّباته .
ليس ممكنا تغيير هذا إلاّ بالثورة – للإطاحة بهذا النظام القضاء عليه ، و تعويضه بنظام مختلف جوهريّا و أفضل بكثير، لا يقوم على و لا يقتضى و إنّما يهدف إلى التخلّص من الإستغلال بلا رحمة و القتل و التدمير الوحشيّين المريعين .
المبادئ الأساسيّة و الخطوط المرشدة العمليّة لهذا النظام جرى عرضها بشكل ملموس في " دستور الجمهوريّة الإشتركيّة الجديدة في شمال أمريكا " ، الذى ألّفته . و هذا النظام المغاير جوهريّا الذى ينبغي أن نؤكّد عليه و نقاتل من أجله – و لا نقبل بأقّل من ذلك – إذا كنّا نريد حقّا أن نضع نهاية لكافة الجنون و العذابات غير الضروريّة الذين تتعرّض لهم جماهير الإنسانيّة ، في هذه البلاد و عبر العالم ، و المضيّ بدلا من ذلك على الطريق الوحيد الذى الممكن و الواقعي لتحرير الإنسانيّة جمعاء .