بوب أفاكيان – الثورة عدد 66 : كلّ شيء مرتهن بإيجاد شعب ثوريّ


شادي الشماوي
الحوار المتمدن - العدد: 8059 - 2024 / 8 / 4 - 19:50
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية     

بوب أفاكيان – 20 جويلية 2022 ؛ جريدة " الثورة " عدد 863 ، 22 جويلية 2024
https://revcom.us/en/bob_avakian/bob-avakian-revolution-66-everything-depends-bringing-forward-revolutionary-people

سيكون ذلك حيويّا في ما إذا قد توجد إمكانيّة واقعيّة لظفر ثورة في هذا الزمن النادر و الفوضويّ و صاخب الذى نعيشه الآن .
و لنحلّل هذه النقطة الحيويّة :
كلّ شيء مرتهن بإيجاد شعب ثوريّ ، من ضمن المضطهَدين بأكثر مرارة ، و كافة أنحاء المجتمع ، أوّلا بالآلاف و تاليا بالملايين ، كقوّة ثوريّة عتيّة ، منظّمة من البداية و منسجمة مع أفق يشمل البلد بأسره ، مأثّرة في المجتمع بأسره و مغيّرة إطار كيف تنظر الجماهير الشعبيّة إلى الأشياء و كيف يجب على كلّ مؤسّسة أن تردّ . و ينبغي التركيز الآن على أن نوجد عمليّا هذه القوّة الثوريّة و ننظّمها .
و مثلما شدّدت كذلك في عديد المناسبات : بالآلاف منظّمين في صفوف الثورة ، يمكن كسب الملايين إلى الثورة ؛ و مع كسب الملايين إلى الثورة ، يمكن أن توجد إمكانيّة واقعيّة لظفر هذه الثورة .
و مثلما تناولت بصفة و مباشرة و معمّقة في الرسالة 61 ، سيحدث فارقا حيويّا – يمكن أن يحدث الفارق كلّه – في ما يتّصل بما إذا هناك فرصة فعليّة للثورة ، إذا تقدّم الناس ليلتحقوا بالثورة ، و يساعدوا في بناء قوى منظّمة من أجل هذه الثورة ، الآن و بشكل متواصل . و كما قلت في تلك الرسالة :
" هذا هو التحدّى ... هذه هي الإمكانيّة ... هذه فرصة ثمينة لا يجب التفريط فيها – فرصة نادرة للقيام بالثورة - لا ينبغي تفويتها ( إضاعتها ، تبديدها ) بل يجب أن يغتنمها بنشاط كلّ شخص يتطلّع إلى عالم مغاير جذريّا و تحريريّا. "
و لئن بدا كلّ هذا غير واقعي ، مبالغ فيه و يشبه الخيال ، فكّروا في كافة الأشياء التي حصلت و السنوات القليلة الأخيرة التي تبدو أيضا أنّها تأتى " من لامكان " ، و ربّما بدت غير ممكنة ...إلى أن تحدث ! فكّروا فقط في سنة 2020 بالإحتجاجات المليونيّة الغاضبة على القتل الوحشي بدم بارد لجورج فلويد على يد رجال شرطة خنازير و لا رحمة في قلوبهم . و لاحقا في السنة نفسها أتى رفض ترامب القبول بنتائج الانتخابات التي خسرها و محاولة إنقلابه التي كادت تنجح ليبقى في السلطة – شيء لم يحدث أبدا قبل في تاريخ هذه البلاد .
و قبل ذلك في تلك السنة ذاتها ، ضرب وباء الكوفيد المدمّر هذه البلاد و العالم ككلّ . و التمزّقات الكبرى التي تسبّب فيها هذا الوباء قد شدّدت أكثر و عمّقت الإنقسامات العدائيّة القائمة بعدُ .
ثمّ في 2022 ، حدث ما أكّد الكثير من الناس أنّه لن يحدث أبدا – دوس حقّ الإجهاض بقرار المحكمة العليا التي يهيمن عليها الفاشيّون و الإنقلاب على رو مقابل وايد . و في تلك السنة عينها ، جدّ غزو روسيا لأوكرانيا ما أدّى إلى حرب تصاعدت و أضحت بأبعاد خطيرة للغاية ، ممثّلة خطرا واقعيّا جدّا بمواجهة عسكريّة مباشرة بين الولايات المتّحدة ( وحلفائها في الناتو ) من جهة ، و روسيا من الجهة الأخرى ، بإمكانيّة حقيقيّىة لخروج كلّ هذا عن السيطرة التي يجرى فيها الآن ، و عمليّا يُفضى إلى حرب نوويّة بوسعها أن تخلّف حتّى نهاية الحضارة الإنسانيّة كما نعرفها .
و هذه السنة ، (2024) ، حصلت المذبحة الإباديّة الجماعيّة المريعة للفلسطينيّين و الفلسطينيّات على يد إسرائيل و بدعم تام من الولايات المتّحدة ، و إحتجاجات جماهيريّة تمّت الدعوة إليها لمعارضة ذلك .
و تاليا تأتى محاولة إغتيال دونالد ترامب . و تبعات هذا ضخمة بعدُ ، حتّى و كلّ ما قد يعنيه هذا لم يتوضّح بعدُ . لكن ما هو واضح بشأن محاولة الإغتيال هذه هو التالى : " مهما كانت الدوافع الفعليّة لمطلق النار ، و ما مهما كان ما قد يكون متّصلا بهذا ، ليست له صلة بأيّ تغيير إيجابي ، و بالتأكيد لا صلة له بتغيير تحريريّ للمجتمع ، يمكن أن ينشأ عن ثورة يُشارك فيها ملايين الناس و تهدف إلى التخلّص من النظام برمّته و تعويض علاقاته و مؤسّساته الإستغلاليّة و الإضطهاديّة، و ثقافته الفاسدة ، بعلاقات و مؤسّسات و ثقافة تحريريّين و ملهمين . "
كلّ هذا يبيّن بشكل دراماتيكي أنّ هذه ليست "أوقات عاديّة " – هذه أنواع أوقات فيها تغييرات كبرى و عادة غير متوقّعة تماما تحصل بإستمرار ، بطريقة متسارعة النسق بإستمرار . هذه أنواع أوقات فيها ما كان يُعتبر سابقا غير مرجّح إلى أقصى الحدود ن إن لم يكن غير ممكن ، يحدث عمليّا ، و يحدث بصفة متكرّرة أكثر .
و كما بيّنت الإحتجاجات الجماهيريّة الشرعيّة ، في 2020 و في 2022، و مرّة أخرى هذه السنة ( 2024) ، هذه التطوّرات التي " لم يُشهد لها مثيل قبلا " ليست من النوع السلبيّ فقط بل أيضا من النوع الإيجابي جدّا . و الحقيقة هي ، خاصة في زمن مثل هذا ، ما يبدو غير ممكن يصبح ممكنا ، و حتّى يتحقّق في الواقع – و هذا ينسحب كذلك على إمكانيّة الثورة التي نحتاجها بصفة إستعجاليّة لوضع نهاية لكافة الفظائع و الجنون الذين يقترفهما بصورة مستمرّة هذا النظام الرأسمالي- الإمبريالي .
و يؤكّد هذا مجدّدا على هذه الحقيقة الحيويّة القائلة بأنّ إمكانيّة ثورة فعليّة ترتهن بإيجاد شعب ثوريّ ، من ضمن المضطهَدين بأكثر مرارة ، و كافة أنحاء المجتمع ، أوّلا بالآلاف و تاليا بالملايين ، كقوّة ثوريّة عتيّة ، منظّمة من البداية و منسجمة مع أفق يشمل البلد بأسره ، مأثّرة في المجتمع بأسره و مغيّرة إطار كيف تنظر الجماهير الشعبيّة إلى الأشياء و كيف يجب على كلّ مؤسّسة أن تردّ . و ينبغي التركيز الآن على أن نوجد عمليّا هذه القوّة الثوريّة و ننظّمها .
Get the latest social media message from BA on Substack, Instagram, Facebook, X, Telegram, Threads, TikTok, WhatsApp and YouTube
@BobAvakianOfficial