باسم - السلام - : تُغرق الولايات المتّحدة حتّى أكثر الشرق الأوسط بأسلحة القتل و الدمار مشدّدة من خطر حرب أشمل و خطر فقدان حياة عشرات الملايين


شادي الشماوي
الحوار المتمدن - العدد: 8075 - 2024 / 8 / 20 - 21:41
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية     

جريدة " الثورة " عدد 867 ، 19 أوت 2024
https://revcom.us/

في الوقت الحاضر بالذات تغرق الولايات المتحدة الشرق الأوسط بحتّى المزيد من أسلحة القتل و الدمار ، مصعّدة جدّيا من الخطر الكبير بحدوث حرب إقليميّة .
و فقط هذا الشهر ، الولايات المتّحدة :
- أرسلت سرب آخر من الطائرات المقاتلة ، و المزيد من الطّرادات و المدمّرات البحريّة ، و حاملة الطائرات أبراهام لينكولن إلى الشرق الأوسط . و قد تُرسل الولايات المتّحدة أيضا المزيد من الجنود و الأنظمة المضادة للصواريخ . (1)
- و بدايات شهر أوت ، سافر رئيس القيادة المركزيّة للولايات المتّحدة إلى إسرائيل لمقابلة أعلى المسؤولين العسكريّين و التنسيق معهم .
- وفي 12 أوت ، وزير الدفاع لويد أوستين أمر بإرسال غوّاصة بحريّة مجهّزة بصواريخ تحمل رؤوسا نوويّة موجّهة إلى المنطقة . (2)
و كلّ هذا يجرى على قمّة وجود قوى كبيرة منتشرة للولايات المتّحدة في المنطقة و كلّ الطائرات و القنابل و الصواريخ و الذخيرة و غيرها من التجهيزات التي زوّدت بها فارضها بالمنطقة إسرائيل .
الحفاظ على السلام ؟ أم الإعداد للحرب ؟
تزعم إدارة بايدن أنّها تبذل كلّ ما بوسعها لمنع إيران من شنّ هجوم على إسرائيل و التسبّب في حرب إقليميّة . إلاّ أنّها تتجاهل واقع أنّ إسرائيل قد صعّدت بعدُ الوضع بقيامها بعمل حربيّ ضد إيران بإغتيال رئيس مفاوضى حماس ، في العاصمة الإيرانيّة طهران ، في ذات يوم إلقاء الرئيس الجديد القسم !
فقط تصوّروا ما سيكون ردّ الولايات المتّحدة إن كانت إيران إغتالت قائد حليف مقرّب من الولايات المتّحدة بينما هو في واشنطن دى سى ، مقيما في " بيت آمن " تضمنه الولايات المتّحدة ، يوم تسلّم رئيس الولايات المتّحدة مقاليد الحكم !
الحقيقة هي : بعيدا عن أن تحاول بيأس الحفاظ على السلام ، الولايات المتّحدة ترسل قوّات عسكريّة للمنطقة في مسعى لمزيد إخافة إيران من الردّ على إسرائيل ، و و لدعم إسرائيل عسكريّا إذا وجّهت لها إيران أو أيّة جهة تتحرّك باسم إيران ضربة ما كردّ .
لذا بينما لم تنقُد الولايات المتّحدة التصعيد الإسرائيلي الكبير ، مضت في هجوم دبلوماسي ضد إيران . و في بيان أصدرته الولايات المتّحدة مع بريطانيا و فرنسا و ألمانيا و إيطاليا ، طالبت إيران ب " التخفيض من تهديداتها الجارية بهجوم عسكري ضد إسرائيل " ، و حذّرت من التبعات الجدّية لو لم تستجب إيران لما يُطلب منها . (3)
و في 13 أوت ، صادقت الولايات المتّحدة على 20 بليون أخرى من مبيعات الأسلحة لإسرائيل ، مرسلة إشارة واضحة بأنّ الولايات المتّحدة ستدعم إسرائيل إلى أقصى الحدود في أيّ نزاع . (4)
" الدفاع عن النفس " و " ردع العدوان " ؟ لا ، قوى مجرمة بلا رحمة تضع الإنسانيّة في خطر !
يزعم المسؤولون في الولايات المتّحدة و في إسرائيل بأنّهم يتحرّكون " دفاعا عن النفس " و بحثا عن " ردع العدوان " . هذه أكبر قوّة إجراميّة في العالم – أمريكا – و حليفتها المقرّبة إسرائيل هما اللذان أطلقا حمّام الدم الكبير في غزّة و هما اللذان يهدّدان بأكثر من ذلك في المنطقة و ذلك لأجل الحفاظ على هيمنتهما الإمبرياليّة على الشرق الأوسط و العالم .
هناك خطر حقيقيّ بأنّ حربا أوسع نطاقا يمكن أن تندلع نتيجة هذه التحرّكات ، حربا قد تتوسّع عبر المنطقة و ربّما أبعد منها ، و يمكن أن تتصاعد على نحو يخرج عن نطاق التحكّم فيه ، بما في ذلك إمكانيّة حرب نوويّة . و مثلما كتب حديثا موقع أنترنت revcom.us :
" إن إندلع أيّ نوع من الحروب الأوسع نطاقا ، تتحمّل الولايات المتّحدة – و بوجه خاص جو بايدن الإبادي الجماعي و كمالا هاريس القاتلة بدم بارد – مسؤوليّة مباشرة عن ذلك . بإمكانهم أن يتحدّثوا عن إيقاف إطلاق النار كما يحلو لهما، و هاريس بصفة خاصة يمكن أن تذرف دموع التماسيح على الشعب الفلسطيني ، إلاّ أنّهما قد ساندا إسرائيل طوال كامل هذه المقتلة الإباديّة الجماعيّة . أعمالهم تتكلّم بصوت أعلى من أقوالهم . و الجمهوريّون الفاشيّون يقفون بالضبط هناك إلى جانبهما ، و ترامب يستخدم إسرائيل " لإتمام المهمّة " و الكنغرس – الجمهوريّون الفاشيّون و الديمقراطيّون – يستقبلون نتن النازي الملطّخ بالدماء ليتشدّق بخطاب أمام الكنغرس .
و مرّة أخرى ، كلّ هذا منبعه نظام – النظام الاقتصادي و السياسي الرأسمالي- الإمبريالي الذى يتطلّب وجود هؤلاء الوحوش الباحثة عن الهيمنة على العالم و التقاتل على من يكون في القمّة . و هذا النظام هو الذى يحرّك هؤلاء الإمبرياليّين ليخاطروا بإضمحلال الإنسانيّة ، المرّة تلو المرّة . القبول بتواصل هذا ضرب من الجنون !
لقد قال بوب أفاكيان ، القائد الثوريّ و مهندس الشيوعيّة الجديدة :
" " نحن شعوب العالم ، ليس بوسعنا بعدُ القبول بمواصلة هيمنة هؤلاء الإمبرياليّين على العالم و تحديدهم لمصير الإنسانيّة. يجب الإطاحة بهم في أقرب وقت ممكن . و إنّه لواقع علميّ أنّه ليس علينا أن نعيش على هذا النحو . "
و الآن حان وقت المشاركة في هذه الثورة و التفاعل مع هذا القائد.
ليس هناك تماما أيّة لحظة نضيعها . "
هوامش المقال :
1. U.S. to Send More Combat Aircraft and Warships to Middle East, Officials Say, New York Times, August 2, 2024.
2. U.S. deploys submarine to Middle East Israel anticipates -dir-ect attack from Iran, Washington Post, August 12, 2024. Meanwhile, Israel continued its assassination campaign by killing yet another Hamas commander in the Lebanese city of Sidon.
3. Western leaders urge restraint amid expected Iran response towards Israel, Al Jazeera, August 12, 2024. There are also reports that the U.S. has privately warned Iran of very grave consequences if it takes any steps toward producing a nuclear weapon.
4. US approves -$-20 billion in weapons sales to Israel amid threat of wider Middle East war, Associated Press, August 13, 2024.