دراسة منهجية للقرآن- الفصل الأول - لغة القرآن
كامل النجار
الحوار المتمدن
-
العدد: 7379 - 2022 / 9 / 22 - 10:07
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لأن حروف القرآن لم تكن منقطة، وكانت الكلمات خالية من الألف في وسط الكلمة، أصبحت قراءة القرآن من الصعوبة بمكان استدعى حفظ القرآن بالتلقين بدلاً عن الاعتماد على القراءة. ونسبةً لكثرة القراءات المختلفة بسبب عدم التنقيط، اضطر الخليفة عثمان بن عفان لحرق جميع المصاحف المختلفة عن مصحف عثمان الذي جمعه زيد بن ثابت. وضرب وعذب من امتنع عن تسليم مصحفه، كعبد الله بن مسعود الذي ضربوه حتى كسروا أضلاعه لأنه رفض أن يسلمهم مصحفه ليحرقوه . واستمر استعمال العنف والضرب لمن يقرأ بقراءة مختلفة عن مصحف عثمان. يُحكى أن القارئ المشهور أحمد بن أيوب، المعروف بابن شنبوذ، كان يقرأ (فاليوم ننجيك بندائك) بدل (فاليوم ننجيك ببدنك) (سورة يونس 9). فأمر الوزير ابن مقلة بحبس ابن شنبوذ، وعُقدت له محكمة أمرت بجلده سبع درر. فاضطر أن يتوب بعد الجلد ولا يقرأ بغير مصحف عثمان
استمرت الخلافات في القراءة في الدولة العباسية وظهر سبعة قراء، وهم:
عبد الله بن كثير الداري المكي ت 737م
عبد الله بن عامر اليحصبي الشامي ت 736م
عاصم بن أبي النجود الأسدي الكوفي ت 745م
أبو عمرو بن العلاء البصري ت 770م
حمزة بن حبيب الزيات الكوفي ت 772م
نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم المدني ت 785م
أبو الحسن علي بن حمزة الكسائي الكوفي ت 805م
وزادت القراءات بعد ذلك إلى عشر ثم إلى عشرين.
واختلاف القراءات ناتج من عدم تنقيط الحروف مما يجعل الحرف "ت" مثلاً يقرأه بعضهم "ب" بينما يقرأه البعض الأحر "ي". أو لأن بعضهم أحطأ وقرأ الحرف "ل" كالحرف "ر". فمثلاً نحد:
(وجعلوا لله شركاء الجن وخلقهم وخرقوا له بنين وبنات بغير علم سبحانه وتعالى عما يصفون) (الأنعام، 100) واضح أن الكلمة "وخرقوا" مفروض أن تكون "وخلقوا"، لكن المفسرين بدلاً من الاعتراف بأن الناسخ قد أخطأ وكتب خرقوا بدل خلقوا، نجدهم يدورون في حلقات مفرغة ليبرروا الخطأ. فمثلاً نجد الطبري يقول في تفسير هذه الآية:
حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال: حدثنا محمد بن ثور عن معمر عن قتادة قال: وخرقوا له بنين وبنات بغير علم، خرصوا له بنين وبنات.
حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَناتٍ بغيرِ عِلْمٍ قال: خرقوا: كذبوا لم يكن لله بنون ولا بنات، قالت النصارى: المسيح ابن الله، وقال المشركون: الملائكة بنات الله، فكلّ خرقوا الكذب. وخرقوا: اخترقوا.
لسان العرب لابن منظور يقول: الخرق يعني الشق في الحائط أو الثوب. وخرقه، يخرقه خرقاً يعني شقه، يشقه، شقاً. وكذلك: خرقوا، واخترقوا، وخلقوا، واختلقوا، واحد. والقرآن نفسه يقول (ولا تمشِ في الأرض مرحاً إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولاً) (الإسراء 37). أي لن تشق الأرض.
---------
في سورة الأعراف الآية 145، عندما كان إله القرآن يتحدث عن موسى: (وكتبنا له في الألواح من كل شيء موعظة وتفصيلاً لكل شيء فخذها بقوةٍ وأمر قومك يأخذوا بأحسنها سأوريكم دار الفاسقين).
من الواضح أن سياق الآية يتطلب أن يكون أخرها (سأورثكم دار الفاسقين) لأن إله القرآن كان قد وعد بني إسرائيل أنه سوف يمنحهم الأرض المقدسة لتكون لهم ولأحفادهم من بعدهم إلى يوم القيامة.
ولكن الطبري يقول " القول فـي تأويـل قوله تعالـى: سأُرِيكُمْ دَارَ الفـاسِقِـينَ.
يقول تعالـى ذكره لـموسى إذ كتب فـي الألواح من كلّ شيء: خذها بجدّ فـي العمل بـما فـيها واجتهاد، وأمر قومك يأخذوا بأحسن ما فـيها، وانههم عن تضيـيعها وتضيـيع العمل بـما فـيها والشرك بـي، فإن من أشرك بـي منهم ومن غيرهم، فإنـي سأريه فـي الاَخرة عند مصيره إلـيّ دار الفـاسقـين، وهي نار الله التـي أعدّها لأعدائه. وإنـما قال: سأُرِيكُمْ دَارَ الفـاسِقِـينَ كما يقول القائل لـمن يخاطبه: سأريك غدا إلام يصير إلـيه حال من خالف أمري علـى وجه التهديد والوعيد لـمن عصاه وخالف أمره.
وقال آخرون: معنى ذلك: سأدخـلكم أرض الشأم، فأريكم منازل الكافرين الذين هم سكانها من الـجبـابرة والعمالقة.
حدثنا بشر بن معاذ قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة: سأُرِيكُمْ دَارَ الفـاسِقِـينَ: منازلهم.
حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى, قال: حدثنا مـحمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة: دَارَ الفـاسِقِـينَ قال: منازلهم.".
واضح أن الناسخ لم يضع نقاطاً فوق أو تحت الحروف عند كتابة النص وقرأها بعضهم
"سأريكم" بدل "سأورثكم"
----------------------
(ألم تر إلى الملأ من بني إسرائيل من بعد موسى إذ قالوا لنبي لهم ابعث لنا ملكاً نقاتل في سبيل الله قال هل عسيتم إن كتب عليكم القتال ألا تقاتلوا قالوا ومالنا لا نقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا (البقرة 246)
وأضح أن هل "عسيتم" ليست الكلمة المعنية في الآية، بل الكلمة المعنية هي هل" حسبتم" إن كُتب عليكم القتال ألا تقاتلوا. خاصةً أن مؤلف القرآن استعمل "حسبتم" ثلاث مرات في سور مختلفة:
(أمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّـهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ) (آل عمران 142)
(أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّـهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّـهِ وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللَّـهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) (التوبة 18)
(أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّـهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّـهِ قَرِيبٌ) (البقرة 214).
هناك كلمات كثيرة غيّرها ناسخو القرآن لأن قراءة الكلمات غير المنقطة غالباً ما تؤدي إلى أخطاء. وقد قال ابن مجاهد: "إذا شك القارئ في حرف هل هو بالتاء أو بالياء فليقرأه بالياء فإن القرآن مذكر وإن شك في حرف هل هو مهموز أو غير مهموز فليترك الهمز وإن شك في حرف هل يكون موصولاً أو مقطوعاً فليقرأ بالوصل وإن شك في حرف هل هو ممدود أو مقصور فليقرأ بالقصر وإن شك في حرف هل هو مفتوح أو مكسور فليقرأ بالفتح لأن الأول غير لحن في موضع والثاني لحن في بعض المواضع."
فمثلاً نجد في سورة مريم عندما تحدث الملاك إلى مريم قال لها (إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاماً زكياً) (مريم 19)، قرأها بعضهم (ليهب لك غلاماً زكيا). يقول ابن حزم: "كلا القراءتين تتحدث بنقل الكلام عن رسول الله [...] عن جبريل [...] فإذا قرئت بالهمز فهو إخبار جبريل رسول الله [...] الروح فهو من إخبار جبريل عن الله لأن الله تعالى هو الواهب.
مفسرو القرآن في القرن التاسع أو العاشر الميلادي لم يكن في مقدور أذهانهم أن تتصور أن هناك أخطاء بالقرآن لأنه كلام الله، ولذلك قاموا ببذل مجهود كبير ليجدوا تفسيراً مقبولاً للأخطاء النصية. فمثلاً (إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون) (الأنبياء 98). فأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال (حصب جهنم) حطب جهنم بالزنجية. كأنما الزنج في جميع أنحاء العالم لهم لغة واحدة. وبالطبع فإن الحل الأمثل كان الاعتراف بأن الناسخ قد أخطأ وقرأ حرف الصاد بدل الطاء، والكلمة كان يجب أن تكون (حطب جهنم).
-------------
(يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ) (الأنبياء 104). يقول ابن عباس السجل هو الرجل بلغة الحبشة. ويبدو أن ابن عباس كان يتمتع بخيال خصب. فهو لم يزر الحبشة، ولم يبيّن لنا كيف تعلم لغة الحبشة، ولم يذكر لنا المصدر الذي علم منه أن الكلمة حبشية. ولكن ابن جني في كتابه "المحتسب" يقول: السجل تعني الكتاب.
(وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) (النحل 67). فالقرآن يخبرنا أن العرب كانوا يصنعون الخمر من ثمار النخيل ومن العنب. ولكن لإبعاد الشبهة عن القرآن بأنه اعترف بشرب الخمر والسُكر، يقول ابن عباس، تُرجمان القرآن، إن "السُكر" تعني الخل بلسان الحبشة . قد أتى ابن عباس ببهلوانيات لا لزوم لها.
الله يخاطب موسى فيقول له (فلبثت سنين في أهل مدين ثم جئت على قدر يا موسى. واصطنعتك لنفسي) (طه 40-41). يقول الطبري: "وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي" اذْهَبْ أَنتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلاَ تَنِيَا فِي ذِكْرِي اذْهَبَآ إِلَىَ فِرْعَوْنَ إِنّهُ طَغَىَ). وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي أنعمت علـيك يا موسى هذه النعم، ومننت علـيك هذه الـمنن اجتبـاء منـي لك، واختـيارا لرسالتـي والبلاغ عنـي، والقـيام بأمري ونهيـي اذْهَبْ أنْتَ وأخُوكَ هارون بِآياتـي يقول: بأدلتـي وحججي، اذهبـا إلـى فرعون بها إنه تـمرّد فـي ضلاله وغيه" . واضح من سياق الآية أن المقصود هو (واصطفيتك لنفسي) ولكن الناسخ أخطأ وكتب واصتنعتك.
(يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتاً غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ذلكم خير لكم لعلكم تذكرون) (النور 27). مرة أخرى يتضح خطأ الناسخ. يقول الطبري في تفسير الآية: "اختلف أهل التأويـل فـي ذلك، فقال بعضهم: تأويـله يا أيها الذين آمنوا لا تدخـلوا بـيوتا غير بـيوتكم حتـى تستأذنوا. حدثنـي يعقوب بن إبراهيـم, قال: حدثنا هشيـم، عن أبـي بشر، عن سعيد بن جبـير، عن ابن عبـاس، أنه كان يقرأ: «لا تَدْخُـلُوا بُـيُوتا عيرَ بُـيُوتِكُمْ حتـى تَسْتَأْذِنُوا وَتُسَلّـمُوا عَلـى أهْلِها» قال: وإنـما «تستأنسوا» وَهَمٌ من الكُتّاب."
(وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو ولعب وأن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون) (العنكبوت 64).
من الواضح أن كلمة الحيوان كلمة خاطئة لا مكان لها في هذه الآية. يقول الطبري: " حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قَتادة، قوله: وَإنّ الدّارَ الاَخِرَةِ لَهِيَ الـحَيَوَانُ لَوْ كانُوا يَعْلَـمُونَ حياة لا موت فـيها.
حدثنـي مـحمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثنـي الـحارث، قال: حدثنا الـحسن، قال: حدثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد، قوله لَهِيَ الـحَيَوَانُ قال: لا موتَ فـيها. حدثنـي علـيّ، قال: حدثنا أبو صالـح، قال: ثنـى معاوية، عن علـيّ، عن ابن عبـاس، فـي قوله وَإنّ الدّارَ الاَخِرَةَ لَهيَ الـحَيَوَانُ يقول: بـاقـية."
مرة أخرى يتضح خطأ الناسخ. فالكلمة أصلاً هي "الحياة" ولكن تكتب "الحيوة" بالخط السرياني المعرب، مثل "الصلوة" للصلاة، و"الزكوة" للزكاة. ولأن التاء المقفولة لم تكن منقطة، وربما لم تكن مقفولة تماماً في النسخة التي نسخ منها الكاتب، فقد كتب "الحيون" بدل "الحيوه" لأن الألف في وسط الكلمة لم يكن يُكتب في اللغة السريانية المعربة. وبالتالي تكون الآية (وإن الدار الآخرة لهي الحياة لو كانوا يعلمون).
-----------
نجد في سورة يس (ولقد أضل منكم جبلاً كثيراً أفلم تكونوا تعقلون) (يس 63).
واضح من الآية أن المقصود هو "جيلاً" ولكن الناسخ غيّر الياء إلى ب لأن الحروف لم تكن منقطة. فبدل جيلاً كتب "جبلاً". فالآية يجب أن تكون (وأضل منكم جيلاً كثيرا).
-------------
عندما تحدث القرآن عن الحوريات في الجنة، قال: (لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ) (الرحمن 74). وبما أن الطمث تأتي في التفسيربمعنى الحيض، فواضح أن كلمة يطمثهن غير صحيحة. الكلمة الصحيحة هي "يطئهن" وبالتالي الآية مفروض أن تكون (لم يطئهن إنسٌ قبلهم ولا جان).
---------------
(وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ) (هود 108). كلمة "مجذوذ" هنا كلمة نشاز لا تتماهى مع بقية الآية، وتذكر السامع بجذ الخراف لصنع الخيام من صوفها. يخيل إليّ أن الناسخ الذي كان يكتب دون نقاط على الحروف، تحمس أكثر من المتوقع للنقاط بعد أن أدخلها أبو الأسود الدؤلي على المصحف، فنقط كل الحروف التي يمكن أن تقبل النقاط وكتب "عطاءً غير مجذوذ" بينما الصحيح أن تكون "عطاءً غير محدود".
هناك عدة قراءات للقرآن تفوق العشرين قراءة، وكلها تختلف عن بعض بتغيير بعض الكلمات. فنجد مثلاً في رواية حفص (وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) (الأعراف 57). بينما في رواية قالون وورش نجد كلمة بُشرا تغيرت إلى نُشرا (وهو الذي يرسل الرياح نُشرا بين يدي رحمته).
وفي رواية حفص (وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ) (الزخرف 19). تغيرت كلمة "عباد" إلى "عند" في رواية قالون وورش (وجعلوا الملائكة الذين هم عند الرحمن إناثاً).
وكذلك نجد في رواية حفص (لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَمَنْ يُطِعِ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَنْ يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَابًا أَلِيمًا) (الفتح 17).
بينما نجد في رواية قالون أن كلمة "يدخله" تغيرت إلى "ندخله" فتصبح الآية (لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَمَنْ يُطِعِ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ نُدْخِلْهُ جَنَّات)
(وإن كنتم على سفر ولم تجدوا كاتباً) (البقرة 283)
قرأ ابن عباس وأبي بن كعب ومجاهد والضحاك وعكرمة: ولم تجدوا كتاباً
(الذين يؤلون منكم من نسائهم) قرأها أبي بن كعب " الذين يقسمون " ( المغني لابن قدامة، الإيلاء)
(وعلى الذين يطيقونه) ، يطيقونه قرأتها عائشة " يطوّقونه " مثل مجاهد وابن عباس وقال بعضهم " يطوفونه"
-----------
تعتمد كلمات المصحف على مستوى الناسخ وتمكنه من حروف الهجاء في اللغة العربية. فعلى سبيل المثال نجد في القرآن ست آيات كُتبت فيها كلمة "سُنّة" بالتاء المقفولة:
(لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ) (الحجر 13)
(سُنَّةَ اللَّـهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّـهِ تَبْدِيلًا) (الأحزاب 62)
(سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلًا) (الإسراء 77)
(سُنَّةَ اللَّـهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّـهِ تَبْدِيلًا) (الفتح 23)
(مَا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّـهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّـهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّـهِ قَدَرًا مَقْدُورًا) (الأحزاب 38)
(وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلًا) (الكهف 55)
وهناك ثلاث آيات كُتبت فيها بالتاء المفتوحة، مثل:
(قل لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ) (الأنفال 38)
(فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّتَ اللَّـهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ) (غافر 85)
(اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّـهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّـهِ تَحْوِيلًا) (فاطر 43)
------------
وهناك خمس آيات كُتبت فيها "كلمة" بالتاء المفتوحة:
(إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ) (يونس 96)
(كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا أَنَّهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ) (يونس 33)
(وَكَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ) (غافر 6)
(وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (الأنعام 115)
(وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ) (الأعراف 127).
----------
وهناك أربع عشرة آية كُتبت فيها كلمة "بينة" بالتاء المقفولة:
(وَلَقَدْ تَرَكْنَا مِنْهَا آيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) (العنكبوت 35)
(أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ) (محمد 14)
(وَقَالُوا لَوْلَا يَأْتِينَا بِآيَةٍ مِنْ رَبِّهِ أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَى) (طه 133)
(لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّـهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ) (الأنفال 42)
(قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَكَذَّبْتُمْ بِهِ) (الأنعام 57)
(قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي رَحمةً) (هود 28)
(سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُمْ مِنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّـهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ) (البقرة 211)
(قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً) (هود 63)
(قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا) (هود 88)
(وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّـهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ) (الأعراف 85)
وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّـهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ) (الأعراف 73)
(أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً) (هود 17)
(أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ) (الأنعام 157)
بينما نجد في سورة فاطر أن الناسخ كتب بينةً بالتاء المفتوحة:
(قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكَاءَكُمُ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّـهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَابًا فَهُمْ عَلَى بَيِّنَتٍ مِنْهُ بَلْ إِنْ يَعِدُ الظَّالِمُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا إِلَّا غُرُورًا) (فاطر 40)
ونجد في سورة الروم أن الناسخ كتب "فطرة" بالتاء المفتوحة:
(فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّـهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا) (الروم 30)
أما كلمة "نعمة" فقد كتبها الناسخ بالتاء المفتوحة ثماني مرات:
(يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّـهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُون) (النحل 83)
(فَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّـهُ حَلَالًا طَيِّبًا وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّـهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ) (النحل 114)
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّـهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَار) (إبراهيم 28)
(وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّـهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ) (إبراهيم 34)
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّـهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ) (فاطر 3)
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ) (المائدة 11)
(وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّـهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا) (آل عمران 103)
(وَلَا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّـهِ هُزُوًا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ) (البقرة 231)
بينما كتب نفس الكلمة بالتاء المربوطة ست عشرة مرةً:
(وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى) (الليل 19)
(نِعْمَةً مِنْ عِنْدِنَا كَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ شَكَرَ) (القمر 35)
(وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ) (الصافات 57)
(لَوْلَا أَنْ تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ) (القلم 49)
(وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ) (الشعراء 22)
(وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّـهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّـهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) (النحل 18)
(وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّـهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ) (النحل 53)
(لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ) (الزخرف 13)
(ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّـهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ) (الأنفال 53)
(وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُمْ بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاتَّقُوا اللَّـهَ) (المائدة 7)
(وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا وَآتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِين) (المائدة 20)
(سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُمْ مِنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّـهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ فَإِنَّ اللَّـهَ شَدِيدُ الْعِقَاب) (البقرة 211)
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا) (الأحزاب 9)
(وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّـهِ أَنْدَادًا) (الزمر 8)
(فَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ) (الزمر 49)
(وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنْجَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ) (إبراهيم 6)
--------------
وهناك ست آيات كُتبت فيها كلمة "امرأة" بالتاء المفتوحة:
(وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) (القصص 9)
(وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) (يوسف 30)
(قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ) (يوسف 51)
(إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (آل عمران 35)
(ضَرَبَ اللَّـهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّـهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ) (التحريم 10)
(وَضَرَبَ اللَّـهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ) (التحريم 11)
بينما كُتبت نفس الكلمة بالتاء المربوطة ثلاث مرات:
(إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ) (النمل 23)
(وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ) (النساء 12)
(وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَير) (النساء 128)
-------------
كُتّاب الوحي كثيراً ما يخلطون بين التاء المفتوحة والتاء المقفولة. فنجد أحدهم يكتب "معصيت" بالتاء المفتوحة بينما بكتلها أخر "معصية"
(ألَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ ُ) (المجادلة 8)
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ) (المجادلة 9)
تخبط القرآن في الأفعال والضمائر:
كاتب القرآن كثيراً ما يخلط الفعل الماضي مع الفعل المضارع في نفس الآية. فمثلاً نجده يقول:
(إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ) (الشعراء 4)
بما أن "نشأ" فعل مضارع، كان يجب عليه أن يقول "فتظل" أعناقهم لها خاضعين بدل "فظلت".
(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّـهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّـهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ) (الحج 63)
فبما أن الله "أنزل" من السماء ماءً فعل ماضي، كان يجب على مؤلف القرآن أن يقول "فأصبحت" الأرض مخضرة، بدل "تصبح"
(لقد جاءكم بينةٌ من ربكم) الأنعام 157)
نلاحظ هنا أن الكاتب استعمل الفعل المذكر "جاءكم" مع الفاعل المؤنث "بينةٌ"
(والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيينا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون) (البقرة 164)
نلاحظ هنا أن الكاتب استعمل "أنزل الله" بضمير الغائب، ثم كتب "فأحيينا" بضمير المتحدث، ثم رجع إلى ضمير الغائب وقال "بث فيها".
ومثال أخر من سورة طه (الذي جعل لكم الأرض مهادا وسلك لكم فيها سبلا وأنزل من السماء ماءً فأخرجنا به أزواجاً من نباتٍ شتى) (طه 53). نلاحظ هنا أن المؤلف بدأ الجملة بضمير الغائب، "جعل لكم" ثم "سلك" ثم "أنزل" وفجأةً انتقل إلى ضمير المتحدث "فأخرجنا".
الضمير لا بد له من مرجع يعود إليه ويكون ملفوظًا به سابقًا مطابقًا نحو {ونادى نوح ابنه} {وعصى آدم ربه} {إذا أخرج يده لم يكد يراها} أو متضمنًا له نحو {اعدلوا هو أقرب} فإن الضمير "هو" عائد على العدل المتضمن له اعدلوا {وإذا حضر القسمة أولو القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه} أي المقسوم لدلالة القسمة عليه.
ولكن القرآن يأتي بالضمير دون أن يكون هناك أي ذكر لشيء يرجع إليه الضمير. فمثلاً في سورة الواقعة نجد: (إنه لقرآن كريم. في كتاب مكنون. لا يمسه إلا المطهرون. تنزيل من رب العالمين. أفبهذا الحديث أنتم مدهنون. وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون. فلولا إذا بلغت الحلقوم. وأنتم حينئذ تنظرون (الواقعة 77 – 84). فالقرآن هنا، وبدون أي مقدمات يقفز بنا من الحديث عن القرآن إلى بلغت الحلقوم دون أن يذكر الروح قبل الضمير (التاء في بلغت).
(أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي) (طه 39). الضمير الأول في أقذفيه عائد على موسى، والضمير الثاني عائد على التابوت، بينما الضمير الثالث "فليلقه اليم بالسحل، غير معروف هل هو عائد على موسى أم التابوت. وقد عابه الزمخشري وجعله تنافراً في القرآن وبلاغته.
(وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ) (الشورى 25)
كيف يقبل الله التوبة عن عباده؟ أنا يمكن أن أقبل الجائزة عن ابني لأنه لا يستطيع أن يحضر الحفل. ولكن الله يقبل التوبة من عباده، وليس عنهم.
ويكرر نفس الخطأ ويقول (أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّـهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) (التوبة 104). ويزيد في الأخطاء ويضيف الضمير الذي لا حاجة له في الآية. ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة. فلا داعي للضمير "هو".
(عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّـهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا) (الإنسان 6). وطبعاً الصحيح أن يقول عيناً يشرب منها عباد الله.
(لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ) (آل عمران 128). مرة أخرى يخطيء مؤلف القرآن فيقول "أو يتوب عليهم". والمفروض أن يقول "أن يتوب عليهم" فتصبح الآية (لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ).
أكثر سورة توضح تخبط القرآن في الضمائر هي سورة النجم. يقول (والنجم أذا هوى [1] ما ضل صاحبكم وما قوى [2] وما ينطق عن الهوى [3] إن هو إلا وحيٌ يوحى [4] علّمه شديد القوى [5] ذو مرةٍ فاستوى [6] وهو بالأفق الأعلى [7] ثم دنى فتدلى [8] فكان قاب قوسين أو أدنى [9] وأوحى إلى عبده ما أوحى [10] ما كذّب الفؤادُ ما رأى [11] أفتمارونه على ما رأى [12] ولقد رآه نزلةً أخرى [13] عند سدرة المنتهى [14]). فمن هو الذي أوحى إلى عبده ما أوحى؟ هل هو جبريل أم الله؟ ومن هو الذي تدلى فصار قاب قوسين أو أدنى؟ ومن هو الذي رآه مرة أخرى عند سدرة المنتهى. يبدو أن مؤلف القرآن ترك الحبل على الغارب للمفسرين ليسرحوا ويمرحوا.
[القرآن يستعمل الفعل الماضي "كان" كثيراً دون أي حاجة لذلك سوى متطلبات السجع. ونظرا لكون القرآن كتاباً ترتيلياً تجويدياً تعبُّدياً ليتورجياً فإنه من الطبيعي أنْ يُعطيَ أهميةً كبيرة للفاصلة، أيْ للكلمة التي تقع في نهاية الآية (السجع). فالفواصلُ في القرآن هي بمنزلة القوافي في الشعر. فالقرآنُ كلام مسجوع
نلاحظ أنَّ الفاصلة الغالبة في سورة الأحزاب هي كلمة منصوبة، بينما الفاصلة الغالبة في سورة الحج هي كلمة مرفوعة أو مجرورة. فإذا أخذنا الآية 55 من سورة الأحزاب (إن الله كان على كل شيء شهيداً) نجد أن القرآن أدخل الفعل الماضي الناقص "كان" ليحصل على كلمة منصوبة "شهيداً" لتتماهى مع قافية السورة، بينما لم يكنْ بحاجة إلى قافية منصوبة في سورة الحج فلم يستخدم الفعل "كان" في الجملة نفسها، وقال (إنَّ اللهَ على كُلِّ شيءٍ شهِيد) (الحج 17).
وهناك أمثلة أخرى كثيرة تؤكِّد على أنَّ الهدف من استخدام القرآن للفعل "كان" في كثير من الجُمَل ذات القافية المنصوبة هو الحصول على الفاصلة المناسبة للآية، مقابل استخدامه للجُـمَـل نفسِها مِن دون الفعل "كان" في سُوَر أخرى قافيتُها مرفوعة أو مجرورة. ومن هذه الأمثلة:
"إنَّ اللهَ كان علِيّاً كبيراً" (النساء، 34)؛ مقابل: "وأنَّ اللهَ هو العَلِيُّ الكبير" (الحج، 62)؛2 "فإنَّ اللهَ كان غفوراً رحيماً" (النساء، 129)؛ مقابل: "إنَّ اللهَ غفورٌ رحيم" (المائدة، 39، والأنفال، 69)؛
"وكان اللهُ غفوراً رحيماً" (الأحزاب،5)؛ مقابل: "واللهُ غفورٌ رحيم" (المائدة، 74، والتوبة، 27)؛
"وكان اللهُ غنيّاً حميداً" (النساء، 131)؛ مقابل: "فإنَّ اللهَ غنيٌّ حميد" (لقمان، 12)]
ويبدو أن مؤلف القرآن مغرمٌ بالفعل الماضي الناقص "كان"، فنجده في سورة مريم يقول على لسان زكريا، الذي لم يكن له أبناء وقد دخل في خريف العمر (قال ربِ إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا ولم أكن بدعائك ربِ شقيا. وإني خفت الموالي من ورائي وكانت امرأتي عاقراً فهب لي من لدنك وليا) (مريم 4-5). (وكانت امرأتي عاقراً) تعني أنها كانت عاقراً في الماضي لكنها قد ولدت وقت دعاء زكريا ربه، ولم تعد عاقراً. لكنه دعا الله أن يهب له وليا، مما يدل أنها ما زالت عاقراً وقت الدعاء، وبالتالي نجد أنه استعمل الفعل الماضي "كانت" استعمالا في غير محله، وكان المفروض أن يقول: إنّ امراتي عاقرٌ"
مؤلف القرآن في بعض الأحيان يعكس ترتيب الأفعال، فمثلاً في سورة "المؤمنون" نجده يقول (أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم تراباً وعظاماً إنكم مخرجون. هيهات هيهات لما توعدون. إن هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما نحن بمبعوثين) (المؤمنون 35 – 37). وهو هنا يتحدث عن مجموعة من الناس لا تؤمن بالبعث، فيقولون: إن هي ألا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما نحن بمبعوثين. فالكاتب هنا عكس الفعلين "نموت" و "نحيا". وكان المفروض أن يقول "نحيا ونموت وما نحن بمبعوثين، لأنهم أصلاً لا يؤمنون بالبعث بعد الموت. ونجد كاتب القرآن قد كرر نفس الخطأ في سورة الجاثية، فقال: (وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا ألا الدهر وما لهم بذلك من علم إن هم إلا يظنون) (الجاثية 23).
وفي سورة النحل، عندما يتحدث كاتب القرآن عن قارون، نجده يقول (إنّ قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم وآتيناه من الكنوز ما أن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة) (النحل 76). وهنا كذلك يعكس الأفعال ويجعل المفاتيح، وهي جماد، تنوء بالعصبة أولي القوة، بينما العكس هو الصحيح، وكان يجب أن يقول (إن مفاتحه لتنوء بها العصبة أولى القوة).
(قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (الزمر 53). وهنا كذلك أخطأ مؤلف القرآن فقال لمحمد قل يا عبادي. كيف يقول محمد يا عبادي؟ هل المؤمنون عباد محمد. واضح أن الآية مفروض أن تكون (قل لعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم).
ومرة أخرى يكرر القرآن نفس الخطأ وفي نفس السورة، فيقول (قل يا عبادِ الذين آمنوا اتقوا ربكم للذين أحسنوا في هذه الحياة الدنيا حسنةٌ وأرض الله واسعةٌ إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب) (الزمر 10).
ولسبب غير معروف نجد القرآن يجعل للمؤمنين عباداً كما لله عباد (وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّـهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) (النور 32). أكيد أن مؤلف القرآن أراد أن يقول (إنكحوا الصالحين من عبيدكم) فهفا وقال من عبادكم. والعباد هم الذين يعبدون الله ولذلك هو يقول يا عبادي.
كاد، يكاد:
كاد فعل ماضي ناقص، ويكاد فعل مضارع ناقص. كلاهما من أخوات كان. يدخلان على الجملة الإسمية فيرفعان المبتدأ وينصبان الخبر. أخرج ابن أبي حاتم من طريق الضحاك عن ابن عباس قال: كل شيء في القرآن كاد وأكاد ويكاد فإنه لا يكون أبداً. يعني عدم حدوث الفعل.
وقيل إنها تفيد الدلالة على وقوع الفعل بعسر وقيل نفي الماضي إثبات بدليل {وما كادوا يفعلون} ونفي المضارع نفي بدليل لم يكد يراها مع أنه لم ير شيئاً والصحيح الأول أنها كغيرها: نفيها نفي وإثباتها إثبات.
فمعنى كاد يفعل: قارب الفعل ولم يفعل وما كاد يفعل.
ومع هذا نجد القرآن يقول (إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى) (طه 15). فقوله "أكاد أخفيها" تعني أنه لم يخفها وهي ظاهرة للعيان، مع أنه يقصد العكس، وأن علامات الساعة مخفيه وكان يجب أن يقول "أكاد أظهرها".
المراجع
جلال الدين السيوطي، الإتقان، ص 141
ابن حزم الأندلسي، الفصل في الملل والأهواء والنِحل، ج2، ص 44
جلال الدين السيوطي، الإتقان، مصدر سابق، ص 179).
نفس المصدر، ص 180
الطبري، محمد بن جرير، مصدر سابق، سورة طه
نفس المصدر، آية 64 من سورة العنكبوت
سامي الذيب، الحوار المتمدن، بتصرف https://www.ahewar.org/m.asp?i=5388
السيوطي، الإتقان في علوم القرآن، مصدر سابق، ص 236
محمد علي عبد الجليل، أخطاء القرآن اللغوية والإنشائية، الحوار المتمدن (بتصرف)