سورة الإسراء


كامل النجار
الحوار المتمدن - العدد: 6364 - 2019 / 9 / 29 - 20:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني     

سورة الإسراء هي السورة السابع عشرة في المصحف العثماني، وترتيبها حسب النزول هو خمسون، وهي سورة مكية. وبما أن عدد السور المكية التي أتى بها محمد في الثلاث عشرة سنة التي قضاها في مكة هو أربع وثمانون سورة، فهذا يعني أنها أتت حوالي العام العاشر من بدء الجهر بادعاء النبوة، وبعد أن يئس من أهل مكة الذين رفضوا رفضاً باتاً تصديق أنه نبي مرسل من إله السماء. ولما لم تكن لمحمد أي معجزات يحاول بها كسب أهل مكة لدعوته، استقر رأيه أن يحاكي الديانة المانوية أو الميثولوجيا الفارسية والميثولوجيا البابلية التي كانت قصة إسراء أنبيائهم إلى السماء لمقابلة ذلك الإله الذي لا تدركه الأبصار ولا تسمع صوته الآذان، ولا يعرف عنه عبيده شيئاً، جزءاً مهماً من الإيمان بتلك الديانات. فأذاع محمد أن ربه أرسل له جبريل ليلاً مع حصان ذي أجنحة، اسمه البراق، ليحمله من مكة إلى القدس، ثم إلى السماء السابعة ليقابل ربه، وعاد به إلى مكة في نفس الليلة.
ربما تكون سورة الإسراء ذات المائة وإحدى عشرة آية، أكثر سورة بالقرآن المحمدي تحتوي على خزعبلات وركاكة في حبك القصة. ومع أن السورة مكية، فقد ادخلوا عليها عشر آيات مدنية، وهي الآيات 26، 32، 57، 73- 80. فإذا كان محمد يقصد بها معجزة من ربه، فقد أخطأ محمد أو ربه لأن الغرض من المعجزة هو تخويف الأشخاص الذين يرونها فيؤمنون برب السماء. والقرآن نفسه يقول لنا في سورة الإسراء هذه: (وما نرسل الآيات إلا تخويفاً) (الإسراء 59). فإذا كان الغرض هو تخويف أهل مكة، يكون من الغباء حدوث المعجزة أو الآية ليلاً والناس نيام، مما يعني أنهم لم يروا الآية ولذلك لم تخوفهم ولم يؤمنوا بها.
لم يتفق المفسرون على أين كان محمد عندما أتاه جبريل مع البراق ليسري به. الطبري يعطينا ثلاث روايات مختلفات عن مكان وجوده ( تفسير الطبري لسورة الإسراء):
الرواية الأولى: وقد ذُكر لنا أن النبـيّ ]...[ كان لـيـلة أُسري به إلـى الـمسجد الأقصى كان نائما فـي بـيت أمّ هانىء ابنة أبـي طالب. ، وأنها كانت تقول: ما أُسري برسول الله ]...[ إلاّ وهو فـي بـيتـي نائم عندي تلك اللـيـلة، فصلـى العشاء الاَخرة، ثم نام ونـمنا، فلـما كان قُبَـيـل الفجر، أهبّنا رسول الله ]...[، فلـما صلـى الصبح وصلـينا معه قال: «يا أُمّ هانِىءٍ لَقَدْ صَلّـيْتُ مَعَكُمُ العِشاءَ الاَخِرَةِ كمَا رأيْتِ بهَذَا الوَادِي، ثُمّ جِئْتُ بَـيْتَ الـمَقْدِسِ فَصَلّـيْتُ فِـيهِ، ثُمّ صَلّـيْتُ صَلاةَ الغَدَاةِ مَعَكُمُ الاَنَ كمَا تَرَيْنَ».
هذه الرواية من الواضح أنها مفبركة. أم هانئ تقول إن محمداً صلى بهم العشاء ثم ناموا، فأتى وصلى بهم الفجر. الصلاة لم تكن قد شًرعت للمسلمين إلا بعد قصة الإسراء هذه، ربما بعد عدة شهور حتى نزلت آيات الصلاة.
الرواية الثانية: يروي لنا أنس بن مالك ما رواه له مالك بن صعصة، فيقول " عن أنس بن مالك، عن مالك بن صعصعة، وهو رجل من قومه قال: قال نبـيّ الله ]...[: «بَـيْنا أنا عِنْدَ البَـيْتِ بـينَ النائمِ والـيَقْظانِ، إذْ سَمِعْتُ قائلاً يَقُولُ، أحَدُ الثلاثَةِ، فأتِـيتُ بطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ فِـيها مِنْ ماءِ زَمْزَمَ، فَشَرَحَ صَدْرِي إلـى كَذَا وكَذَا» قال قتادة: قلت: ما يعنـي به؟ قال: إلـى أسفل بطنه قال: «فـاسْتَـخْرَجَ قَلْبِـي فغُسلَ بِـمَاءِ زَمْزَمَ ثُمّ أُعِيدَ مَكانَهُ، ثُمّ حُشِيَ إيـمَانا وَحِكْمَةً، ثُمّ أتِـيتُ بِدَابّةٍ أبْـيَض»، وفـي رواية أخرى: «بِدَابّة بَـيْضَاءَ يُقالُ لَهُ البُرَاقُ، فَوْقَ الـحِمارِ وَدُونَ البَغْلِ، يَقَعُ خَطْوُهُ مُنْتَهَى طَرْفِهِ، فحُمِلْتُ عَلَـيْهِ، ثُمّ انْطَلَقْنا حتـى أتَـيْنا إلـى بَـيْتِ الـمَقْدِسِ فَصَلّـيْتُ فِـيِه بـالنّبِـيّـينَ والـمُرْسَلِـينَ إماما، ثُمّ عُرِجَ بِـي إلـى السّماءِ الدّنْـيا»
فها هو محمد يقول إنه كان بين النائم واليقظان في الكعبة عندما أتاه جبريل وأجرى له جراحة قلب مفتوح بدون تخدير ثم أتاه بالبراق ليطير به إلى بيت المقدس، دون الحاجة إلى فترة نقاهة من جراحة القلب المفتوح. فهذه الرواية تثبت أنه لم يكن نائماً عند أم هانئ، كما زعمت. ولم تكن هذه أول مرة تُجرى له جراحة قلب مفتوح دون تخدير. فقد حدث نفس الشئ عندما كان محمد طفلاً عند مرضعته حليمة السعدية
الرواية الثالثة، حسب شرح الطبري، فهي للزوجة الشابة عائشة " حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلـمة، عن مـحمد، قال: ثنـي بعض آل أبـي بكر، أن عائشة كانت تقول: ما فقد جسد رسول الله ]...[، ولكن الله أسرى بروحه". عائشة تقول إنه كان نائماً عندها وإنها لم تفقد جسده طوال الليل، وبالتالي لا بد أن يكون الإسراء قد حدث بروحه فقط.
والآن دعونا نرى ماذا تقول الآيات: (سُبْحَانَ الّذِي أَسْرَىَ بِعَبْدِهِ لَيْلاً مّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَىَ الْمَسْجِدِ الأقْصَى الّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَآ إِنّهُ هُوَ السّمِيعُ البَصِير) (1).
الإسراء هو السير ليلاً. وكما ذكرنا أعلاه فإن أي معجزة لا تظهر نهاراً حتى يراها المخاطبون تكون معجزة لا قيمة لها. أين كان المسجد الحرام أيام نزول الآية؟ الكعبة لم تكن مسجداً في تلك الحقبة لأنها كانت دار شرك مليئة بالأصنام، وكان العرب يحجون إليها في موسم الحج. وإذا كان المسجد هو مكان الاجتماع، كما يقول المفسرون، فأهل مكة كانوا يجتمعون في دار الندوة وليس في الكعبة. وإذا قصد المفسرون أي مكان يجتمع فيه الناس، يصبح سوق عكاظ، أو المربد، مسجداً. وبالتالي لم يكن هناك مسجدٌ حرام ليسري منه محمد. أما المسجد الأقصى فلم يكن موجوداً في ذلك الوقت. حتى معبد سليمان الذي يقف في مكانه مسجد الصخرة الآن لم يكن موجوداً لأن الرومان حطموه عام سبعين للميلاد وساوه بالأرض. أما قوله (الذي باركنا حوله) فقول ليس له داعٍ في هذه السورة لأن القدس في فلسطين التي وهبها رب السماء لبني إسرائيل وباركها كلها وقال وقتها (وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ) (الأعراف 137)
الآية الثانية: (وَآتَيْنَآ مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لّبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلاّ تَتّخِذُواْ مِن دُونِي وَكِيلاً) (2). وبما أن محمداً كان يطمع في تأييد اليهود لنبوته كان لا بد من إدخال موسى وبني إسرائيل في السورة بدون مناسبة. ولكن الغريب في قرآن محمد أنه يستعمل أداة التعريف (ال) في غير موضعها. (ال) تستعمل لتعريف إنسان أو حيوان أو جماد لنميزه عن الأخرين لكثرتهم وتشابههم. فعندما نقول "الرجل الطويل" فنحن نشير إلى رجل أطول من الرجال الأخرين في المجموعة. فعندما يقول محمد (وأتينا موسى الكتاب) فهذا يعني أن هناك كتاباً واحداً بين كل الكتب، قد أعطاه إله السماء لموسى.
ولكن محمد عندما يتحدث عن القرآن يقول (وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ فَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمِنْ هَؤُلَاءِ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الْكَافِرُونَ) (العنكبوت 47). ثم يقول (وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ) (آل عمران 48). فبعد أن أعطى موسى الكتاب، أنزل لمحمد الكتاب. ها هو يقول يعلمه الكتاب والحكمة والتوراة. فالتوراة لم تعد الكتاب المعرّف بالألف واللام. أصبح القرآن هو الكتاب بدل التوراة.
(وَقَضَيْنَآ إِلَىَ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنّ فِي الأرْضِ مَرّتَيْنِ وَلَتَعْلُنّ عُلُوّاً كَبِيراً * فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لّنَآ أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مّفْعُولاً) (4-5). كعادة الفرآن لا تحديد للزمان أو المكان. فعندما فسدوا أول مرة بعث عليهم عباداً له يجوسون خلال الديار. وكالعادة كذلك اختلف المفسرون في تعريف هؤلاء العباد الذين يجوسون خلال الديار، فقال بعضهم إنهم جيش بختنصر وقال أخرون أنهم سنحاريب وجنوده. ونحن نتساءل هنا لماذا يخاطب رب القرآن الناس بلغة قابلة لعدة تأويلات، وهو يقول لنا إنه أنزل القرآن بلسانٍ عربي مبين؟ فالكلام الذي يحتمل عدة تأويلات ليس من البلاغة في شيء.
(عَسَىَ رَبّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً) (8). رغم أن السورة عن إسراء محمد إلا أن القرآن هنا يخاطب بني إسرائيل. ولكن الغريب أنه يتحدث معهم كما يتحدث رئيس عصابة فيقول لهم إن عدتم إلى سلوككم القديم عدنا لكم بعقاب أكثر من الأول

(وَجَعَلْنَا الْلّيْلَ وَالنّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَآ آيَةَ الْلّيْلِ وَجَعَلْنَآ آيَةَ النّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُواْ فَضْلاً مّن رّبّكُمْ وَلِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلّ شَيْءٍ فَصّلْنَاهُ تَفْصِيلاً) (12). منتهى الجهل بكروية الأرض ودورانها حول نفسها ليتعاقب الليل مع النهار. والعرب الذين كان محمد يخاطبهم لم يعلموا عدد السنين بمتابعة الليل والنهار وإنما بالأهلة. ومحمد نفسه قال ذلك في قرآنه عندما سألوه عن الأهلة، فقال (يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس وَالْحَجِّ) (البقرة 189). وقال كذلك (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ) (يونس 5).
(وَكُلّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنْشُوراً. اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَىَ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً) (13-14).
عرب ما قبل الإسلام كانوا يتطيرون بالغراب أو أي طائر أخر إذا طار عن يسار الرجل الذي ينوي فعل شيء معين في يومه ذاك، فيلغي ما كان ينوي فعله إذا طار الطائر عن يساره. فكانوا يقولون طار طائره عن يساره. وجاء القرآن ليقول لنا كل إنسان ألزمناه طائره في عنقه. يقول الطبري إن الله كتب على كل شخص من قبل أن يولد هل سوف يفعل الخير ويكون سعيداً ويدخل الجنة أم العكس. وهذا ما عناه كاتب القرآن عندما قال (كل إنسان ألزمناه طائره في عنقه). والمدهش أن كل شخص سوف تعطيه الملائكة كتابه ليقرأه ويعرف مصيره. العالم الآن به سبعة مليارات من البشر، فإذا حسبنا الناس منذ بدء حياة الإنسان على الأرض إلى أن تقوم القيامة فسوف يكون العدد مئات المليارات من الناس، فلا بد لإله السماء من إيجاد مطابع تطبع هذا العدد الهائل من الكتب لتوزعها على الناس. ومع أن القرآن بدأ بسورة إقرأ، فإن رسوله كان أمياً، كما يزعمون، وأكثر من نصف المسلمين ما زالوا أميين في القرن الحادي والعشرين، فكيف يقول إله السماء لهؤلاء الأميين (إقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا).
(وَإِذَآ أَرَدْنَآ أَن نّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمّرْنَاهَا تَدْمِيراً) (15)
إله حاقد، منتقم، جبار، يتسلى بهلاك خلقه. إذا ضجر من فراغ حياته، يأمر المترفين أن يفسقوا في المدينة ثم يهلكها بفسقها. الفقراء دائما يدفعون ثمن أخطاء الأغنياء وثمن أخطاء ربهم.
(انظُرْ كَيْفَ فَضّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىَ بَعْضٍ وَلَلاَخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلا) (20)
إله القرآن إله بدوي معتاد على الفخر والمدح وتفضيل بعض الناس. ويأتي رسوله المزمع ليقول لنا "المسلمون سواسية كأسنان المشط" أو "لا فرق بين عربي وعجمي إلا بالتقوى". ولكن الإله نفسه يفضل البنين على البنات، ويفضل الرجال على النساء، ويفضل بعض النبيين على البعض الأخر. فها هو يقول: (وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ) (النمل 15)
وكذلك (وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا) (الإسراء 55)
وكذلك (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّـهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ) (البقرة 253)
وكذلك (وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّـهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ) (آل عمران 42) ويتضح تفضيل مريم على نساء العالمين من أن الله نفخ في فرجها لتلد يسوع. فهي المرأة الوحيدة التي نفخ الله في فرجها.
(وَلاَ تَقْتُلُوَاْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيّاكُم إنّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئاً كَبِيراً) (31)
إدعاء فارغ من إله القرآن. ليس هناك شخص في هذه الدنيا يقتل أولاده خوف الفقر. نفس الادعاء أتى به سابقاً عندما قال (إذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت). أراد محمد أن يظهر نفسه كرسول مثالي يدافع عن الفقراء وعن النساء، لكن ليس هناك أي دليل على ادعائه هذا
(وَلاَ تَقْتُلُواْ النّفْسَ الّتِي حَرّمَ اللّهُ إِلاّ بِالحَقّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيّهِ سُلْطَاناً فَلاَ يُسْرِف فّي الْقَتْلِ إِنّهُ كَانَ مَنْصُوراً) (33)
نفس عقلية الثأر التي كانت سائدةً في القبائل العربية. فمن قُتل مظلوماً جعل إله القرآن لوليه سلطاناً أن يقتل من قتله ولكن لا يُسرف في القتل، أي لا يقتل أكثر ممن قتلوا ابنه أو أخاه.
) وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنّ السّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلّ أُولـَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً) (36).
لا تقف يعني لا تتبع ما ليس لك به علم. محمد كان يخشى أن يسأله أحد الأعراب سؤالاَ يحرجه لذلك قال لأتباعه (لا تسألوا عن أشياء إن تبدى لكم تسوءكم). ولذلك خيّم الجهل بين المسلمين لأنهم ممنوعون عن السؤال عما لا يعرفون. وهنا يقول لهم لا تتبعوا ما لا تعلمون. فإذا كنت لا تعلم كيف يتكون السحاب، فلا تتبع هذا الشئ لأن بصرك وسمعك وجلدك سوف يشهد عليك يوم القيامة.
(أَفَأَصْفَاكُمْ رَبّكُم بِالْبَنِينَ وَاتّخَذَ مِنَ الْمَلآئِكَةِ إِنَاثاً إِنّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلاً عَظِيماً) (40)
هذه الآية تظهر تعصب رب القرآن ضد المرأة، وقد قال في سورة أخرى (أَمْ لَهُ الْبَنَاتُ وَلَكُمُ الْبَنُون) (الطور 14). وقال في سورة الصافات (فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ) (الصافات 149)

(تُسَبّحُ لَهُ السّمَاوَاتُ السّبْعُ وَالأرْضُ وَمَن فِيهِنّ وَإِن مّن شَيْءٍ إِلاّ يُسَبّحُ بِحَمْدَهِ وَلَـَكِن لاّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً) (44)
كلمة سماء كلمة مبهمة المعنى في التراث الإسلامي. المفسرون القدماء قالوا إن هناك سبع سماوات وحددوا المسافة بين كل سماء والتي تليها، وجعلوا لكل سماء أبواباً طرقها جبريل عندما اصطحب محمداً في رحلة الإسراء. وعندما جاء العلم الحديث وأرسل المركبات الفضائية لتجوب أجواء الفضاء، وقد تعدت بعضها حدود مجرتنا الشمسية ولم تعثر على أي سماء ولا أبواباً، اجتهد المفسرون المعاصرون وقالوا إن كلمة "سماء" تعني كل ما ارتفع فوقنا. وهذا يعني أنه لا توجد حدود فوقنا لنقول هناك خمس أو سبع سماوات. القرآن لا بد قال سبع سموات لأن العدد سبعة يكاد يكون مقدساً في الإسلام، فهناك سبع سماوات وسبع أرضين، ونزل القرآن على سبعة أحرف، وأرسل إله السماء الريح الصرصر على قوم عاد سبع ليالي، والجنة لها سبعة أبواب، وكذلك جهنم. ومهما كان عدد السماوات فإن من فيهن ومن في الأرض حتماً لا يسبحون بحمد إله السماء، كما يزعم كاتب القرآن. فلو كان الأمر كذلك لوجد المفسرون إشكالاً كبيراً في التوفيق بين القرآن وحديث محمد الذي يقول إن الملائكة لا تدخل بيتاً به كلب. فالكلب، لا شك، من ضمن الأشياء الموجودة على سطح الأرض، فهو حسب الآية يسبح لإله السماء، فكيف تمتنع الملائكة عن دخول أي بيت به كلب. ولماذا يقطع الكلب الأسود الصلاة إذا مر من أمام المصلين، مع انه يسبح لله أثناء مروره من أمامهم. (يتبع)