شذرات من مذكراتي مع التاريخ -ا- على جدار الثورة السورية رقم:285
جريس الهامس
الحوار المتمدن
-
العدد: 6631 - 2020 / 7 / 30 - 23:17
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
شذرات من مذكراتي مع التاريخ-1 - على جدار ثورتنا المغدورة رقم 285
عندماسمعت عبر سنين ثورتنا السورية العنقاء والرائدة التي نهضت نقية وسلمية في سبيل أبسط حقوق الإنسان وحق الحياة بكرامة .. من تحت رماد نصف قرن من العبودية والإستبداد المبرمج إستعماريأ وإسرائيليا لحكم الطاغية والعميل حافظ الأسد وعائلته .وبعدمجابهة مطالب شعبنا السلمية بالرصاص.والدبابات ومعاناة أبناء شعبنا الذين فروا من الموت والغدروالإحتلال الخماسي الإستعماري العنصري الهمجي إلى جميع أصقاع العالم ..وكانت معظم الدول ترحب باللاجئين السوريين المنكوبين ..بإستثناء حكومة المقبور ( بوتفليقة ) طاغية الجزائر - التي رفضت منح مئات العائلات السورية اللاجئة والمشردة حق اللجوء إلى الجزائر ...وأعادتهم إلى بيروت.أو طردتهم إلى صحراء المغرب ...
هالني ما حصل لشعبنا في الجزائر وكتبت مقالات عدة تحت عنوا ن ( تباً لك يابو تفليقة .وياحكومة الجزائر) تقفون مع الطاغية الخائن بشارقاتل شعبه وبائع وطنه ,,وتتنكرون للشعب السوري الذي ضحى بكل مايملكه في سبيل إنتصار ثورتكم وتحرركم من الإستعمار الفرنسي ..نساء سورية تبرعن بكل مايملكن من ذهب من أيديهن الوطنية وقدمنه تبرعاً لإنتصار ثورتكم وإستقلالكم عام 1955....
* * *
أذكرفي الأول من نيسان 1955نشر في صحيفة (الرأي العام ) الدمشقية - لصاحبها الأستاذ ( أحمد عسة) - نبأ تصدير وزارة الزراعة السورية صفقة من القمح السوري إلى فرانسا التي كانت تستعمر الجزائر منذ مئة عام وتعمد لفرنستها وتقتل شعبها..والشعب الجزائري العربي والأمازيغي موحد يدعم ثورة الجزائر البطلة ثورة المليون شهيد التي حظيت بتأييد شعوب العالم ..
كان يومها السيد ناظم القدسي رئيس حزب الشعب - رئيساً للوزراء ..ورزق الله إنطاكي أستاذنا في كلية الحقوق - الصف الثالث - وزيراً للزراعة....
نظمنابالإتفاق مع البعثيين والإشتراكيين العرب وإتحاد الطلبة .. مظاهرة وطنية ضخمة ..إنطلقت من جامعة دمشق وإنضمت لهاثانويات المدينةةقطاعات بسيطة من شبان المدينة ..وكانت هتافاتنا تحية لثورة الجزائر- ويسقط الإستعمار الفرنسي - الأمريكي وشعارات : تسقط حكومة حزب الشعب - يسقط ناظم القدسي - يسقط وزير الزراعة الإنطاكي....إجتازت المظاهرةشارع البرلمان وبوابة الصالحية بسلام لم يعتدِ عليها شرطي أومخبر أو جندي .بل كانوا يحرسونها ..ثم إتجهت التظاهرة إلى إلى شارع بورسعيد نحو جسر فيكتوريا بإتجاه وزارة الزراعة التي صدّرت القمح لفرنسا وكانت في مبنى العباسية بعد سينما دمشق....
هنا كان على الشرطة حماية الوزارة فشكلوا حاجزاً لمنعنا من دخول الوزارة دون جدوى..بعد تطويق المتظاهرين للوزارة طلب وزير الزراعة ( رزق الله إنطاكي ) تشكيل وفد من المتظاهرين لمقابلته وشرح مطالبه ..
شكلنا وفداَ من عشرة طلاب أصبح أمام مكتب الوزير أكثر من عشرين .. وكان الوزير أستاذنا في كلية الحقوق كما قلت سابقاً...
نفى الوزيرإرسال أي قمح للجزائر...وإتهمنا بالتزوير وشتمنا بأننا مخربين ولسنا طلاباً وأن طلاب فرانسا أفضل منا وطردنا من مكتبه ....هتفنا ضده وضد حكومته كما هتفنا للثورة الجزائرية ..وضد الإستعمار الفرنسي للجزائر وخرجنا نكمل المظاهرة في الشارع ..وبعد أيام قليلة سحب البرلمان السوري ثقته من الحكومة ....وسقطت حكومة اليمين السوري دون رجعة ....
كان معظم أعضاء الوفد الذي دخل مكتب وزير الزراعة - الإنطاكي - في مبنى العباسية من البعثيين والشيوعيين المناضلين أذكر منهم السيدات والسادة :
بادية أتاسي - هاجر صادق - محمود الجيوش - جريس الهامس - نور الدين أتاسي - توفيق آستور -- سمير الأسعد -- جمال مدلجي -- بشار الموصلي -- منذر قولي --إبراهيم ماخوس -- خالد الكردي -- سليمان شكّور -- لطفي الحاج حسين - عطا الله قوبا - عدنان قولي - عدنان عرابي....وغيرهم
..وكنا :أنا وخالد الكردي - ومحمود الجيوش - وسمير الأسعد - وعدنان عرابي - وتوفيق آستور من طلاب السيد الوزير الإنطاكي في مادة التجارة البرية - في الصف الثالث من كلية الحقوق .وكان علينا بعد إجتيازنا الإمتحان الكتابي في هذه المادة ... إجتياز إمتحان شفهي أمام سيادته في هذه المادة وجهاً لوجه فماذا حصل ؟؟؟وإلى الحلقة القادمة ...-30 / 7 - لاهاي