شهداء السادس من أيارمنارة في تاريخنا العربي - على جدار ثورتنا المغدورة رقم 268
جريس الهامس
الحوار المتمدن
-
العدد: 6558 - 2020 / 5 / 8 - 23:53
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
شهداء السادس من أيار منارة في تاريخنا العربي - على جدار الثورة رقم. 268
بعد سيطرة المنتسبين للمحفل الماسوني في سالونيك بقيادة الثلاثي ( أنور - ونيازي- وجمال ) وسيطرتهم على السلطان عبد الحميد بعد إنقلاب 1909 وفرضهم سياسة عنصرية تصفوية للتتريك وإلغاء الآخر في الوطن العربي و في الدولة العثمانية كلها قبل الحرب وبعد دخول تركيا الحرب العالمية الأولى إلى جاانب ألمانيا والنمسا ..أرسلت في عام 1915 الجيش الرابع بقيادة جمال باشا إلى بلاد الشام والمشرق العربي كله . لعبور قناة السويس وإحتلال مصر وإعادتها لبيت الطاعة العثماني..وهو ماسمي حرب الترعة أو حرب السويس ..
وفي ليل 2شباط 1915 إخترقت القوات التركية سيناء بجيشها الجائع والمتخلف في صحراء تفتقر لطرق المواصلات وللحياة دون غطاء جوي فكانت تصل إلى القناة مشياً على الأقدام منهكة وجائعة لتحصدها البوارج البريطانية من القناة والطيران البريطاني من الجو ...وهكذا فشل الجيش الرابع بإجتياز القنال وكان ذلك فشلاً ذريعاً للسفاح جمال باشا الحاكم العسكري المطلق على بلاد الشام ...الذي صب جام غضبه على القيادات العربية العسكرية والمدنية وحمّلها مسؤولية فشله .لذلك إستبدل الكتائب العربية المضطَهدة والجائعة في بلاد الشام بكتائب غالبية جنودها من الأتراك ..وفصل الضباط العرب البارزين من وظائفهم .. أو نفاهم إلى مناطق بعيدة .وبدأ بإعتقال الزعماء والمفكرين العرب والتنكيل بهم دون أي مبرر وتعذيبهم حتى الموت ..خصوصا الذين رفضوا سياسة التتريك العنصرية التي بدأوا يمارسونها ضد الكتاب والصحافة والمثقفين العرب ..وإلى جانب إعتقالهم وتعذيبهم والتنكيل بهم حتى الموت وإتهامهم بالتخابر مع العدو وكانت باكورة جرائمه إعدام مجموعتين رئيسيتين من المثقفين الرواد العرب في بيروت ودمشق في السادس من أيار 1916 بعد محاكمة صورية مزيفة تفتقر لأبسط القواعد القانونية للمحاكمة تشبه محاكم النظام الأسدي النازي في عصرنا ..
في محكمة عالية القراقوشية التي أقامها المحتلون الأتراك لمحاكمة الوطنيين العرب بإتهامات باطلة دون توفر حق الدفاع عن المتهمين ودون تحقيق الحد الأدنى من معاييرالمحاكمات القانونية العادلة .. حكم على العشرات من المثقفين والعسكريين العرب بالإعدام ظلمأ وعدواناً ..
وأصر السفاح على إعدامهم صاماً أذنيه عن جميع المناشدات والتدخلات التي سعت لإطلاق سراحهم وخصوصاً مناشدة شريف مكة الشريف حسين الذي ارسل البرقيات وأوفد إبنه فيصل إلى دمشق ولإسطنبول وقابل السفاح ثلاث مرات بدمشق ..ومثله فعل البطريرك المشرقي ( غريغوريوس حداد - بطريرك أنطاكياوسائر المشرق) دون جدوى وأصر السفاح على إعدامهم وتنفيذ الإعدام الجائر بحضوره ضد طليعة شعبنا من المناضلين والمثقفين الوطنيين من جميع أطياف مجتمعنا السوري... ,
وتم إعدام أحرار سوريةولبنان على دفعات بدءأ من شهر آب 1915 بعد مجازر الأرمن والسريان في تركيا إلى السادس من أيار 1916 وسنكمل قوائم الشهداء في القسم الثاني من هذه الدراسة ..مكتفين بالقسم الأول هذا بشهداء السادس من أيار 1616 الخالدين في ساحتي المرجة بدمشق والبرج في بيروت :
شهداء 6 أيار 1916 في دمشق :
وقف السفاح الطاغية جمال باشا على شرفة بناية ( العابد ) التي لاتزال في ساحة المرجة حتى اليوم ثملاً وحوله العاهرات.. ليروي حقده العنصري من العرب وجهله من المثقفين والأحرار ..,قد تم إعدام سبعة شهداء أبطال تحت أنظاره وهم السادة ::
1-شفيق المؤيد العظم من مواليد دمشق 1857عمل مترجما في القصر السلطاني وكان مثقفاّ كبيراأ داعياً لإستقلال العرب ورفض سياسة التتريك..
2 -عبد الوهاب بن أحمد الإنكليزي : ولد في قرية المليحة في الغوطة الشرقية 1878م ولقب بالإنكليزي لأنه يغضب بسرعة.. درس الحقوق في الآستانة ..كان محاميا لامعاً وكاتبا رائعا يتقن عدة لغات قال عنه طلعت باشاالإتحادي ووزير الداخلية أمامه وأمام الجميع : لوكان عند تركيا عشرة رجال من عيارك لأصبحت من أرقى دول العالم وإقترح عليه أن يهرب قبل محاكمته لكنه رفض ..
3 - رفيق بن موسى رزق سلوم : ولد في حمص 1891درس في حمص وبيروت والأستانة مؤلف كتاب ( حقوق الدولة- 800 صفحة )وكتاب (حياة البلاد في علم الإقتصاد ) كما ألف رواية بعنوان ( أمراض العصر الجديد )وكان حقوقياً مارس الصحافة وعضوا[ بارزا في _ الجمعية القحطانية - يتقن عدة لغاة ..ومن مؤسسي جمعية العهد العربية . وكان شاعراً حماسياً يدعو شعبه للإستقلال...أعدم في ريعان شبابه وعمره لايتجاوز الخامسة والعشرين .
4- شكري العسلي من مواليد دمشق 1868 كان عضواً في مجلس الأعيان في الآستانة ومفتشاً درس في الآسية الأرثوذكسية - بدمشق ثم في الأمريكية في بيروت وأتم دراسته في الآستانة..إنتخب في مجلس المبعوثان وعرف بخطاباته الحماسية دفاعا عن إستقلال العرب كان صحفيا وأديباُ بارزاً ..وكان الإتحاديون يخافونه ..ويخافون حصانته البرلمانية التي تجاوزها السفاح لأن الشهيد العسلي كان من أبرز المناوئين للمشروع الصهيوني في فلسطين وأعدمه ظلماُ وعدواناً..
5 -- الشيخ عبد الحميد الزهراوي ::ولد في حمص عام 1855 ..كان طالباً متفوقاً تابع تعليمه العالي في الآستانة ( إسطنبول ) اليوم وفي القاهرة أيضاً .أصدر صحيفة " المنير " في حمص لكن السلطات العثماني صادرتها ومنعت صدورها ..ٍسافر إلى الأستانة وإنتخب عام 1908 في مجلس الأعيان أو ( المبعوثان ) وترأس المؤتمر العربي الأول في باريس عام 1913 - لوحق وإعتقل وأثناء جريمة السفاح بإعدامه في ساحة المرجة بدمشق .قطع حبل المشنقة فيه. فأعاد الجلاد جريمته ونفذ إعدامه ..ودفن في مقبرة الباب الصغير بدمشق ..
6 - رشدي بن أحمد الشمعة:: ولد في دمشق عام 1856 م وهو أحد وجهاء دمشق الوطنيين مشهور بمكارم أخلاقه ..درس في إسطنبول القانون والأدب ..وشغل منصب المدعي العام . ورئيس كتاب الولاية ..وإنتخب نائباً عن دمشق في مجلس ( المبعوثان )..,دعا هناك لمكافحة سياسة التتريك العنصرية والدفاع عن الثقافة العربية ..وكان أحد أعمدة الجمعيات اللامركزية العربية وداعية للإستقلال العربي ..
7 - الأمير عمر الجزائري - حفيد الأمير عبد القادر الجزائري قائد ثورة الجزائر الذي لجأ لدمشق وحمى المسيحيين في دمشق أثناء مذابح 1860 والأمير من كبار الكتاب والصحفيين بدمشق كان مؤيدا للجمعيات العربية اللامركزية ومن أعضاء مؤتمر باريس السوري 1913 ..
هؤلاء شهداء دمشق الخالدين في 6 أيار 1916 لهم الرحمة والخلود وسنتابع شهداء بيروت وغيرها في عهد الإحتلال العثماني الأسود الذي دام 4قرون متواصلة - يتبع - 8 /5 - لاهاي