إلى صيدنايا الأحرار والشهداء- على جدار ثورتنا رقم :: 281
جريس الهامس
الحوار المتمدن
-
العدد: 6619 - 2020 / 7 / 15 - 00:27
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
إلى صيدنايا الأحرار والشهداء:
لا السجن الأسدي معقل الطغاة :
...........
ودعناك دون عناق , ودموع يا أرضنا يا حبنا
وتركنا كتبنا وملاحمنا تحت المطر.
بقيت حروفها على الصخر
أو في بيت صارع العاصفة العاتية طويلاً طويلاً
وبقيت الخابية في الزاويةلمؤونة الشيخ الذي ترك بندقيته ورحل ؟؟
وخابية أصغر للنبيذ وأوانٍ أخرى ملآى هدية للأصدقاء ..
وأختها كان الشيخ يخبئ فيها هدايا للصغار في عيدهم كل عام ..
وبنات خالتها من خوابي التين والدبس والبرغل والزيتون ,. ,ووووو
كسّرها عسكر الطغاة لكنها لم تتحطم ؟؟
كما قيل لنا : لآنها مشوية على النار وتحمل إسم حارتنا ؟؟؟
مالعمل ؟ طاغوتنا يكره الخوابي واللغة القديمة وكل الحارات القديمة ,وكل الأسماء القديمة التي لها تاريخهااالمجيد وأحلامها البريئة وهو لايعترف بأي تاريخ قبل تاريخه.. وبأي حلم غير حلمه بالسلطة المؤبد......
طاغوتنا مودرن منذ لقائه الأول برفقة - فاروق الشرع ( المترجم له ) مع وزير المستعمرات البريطاني ( جورج طومسون ) في مزرعته في ضواحي لندن يوم كان في دورة تدريبية في لندن مع زميله حسين ملحم ": الذي فضح الموضوع ..ومرت الجريمة دون عقاب - كجريمة بيع الجولان ..
.............لهذا كان طاغوتنا فريد من نوعه في التاريخ المعاصريعشق التطورالإستعماري البريطاني وإحتقاركل ماهو شرقي ويرى في أحلام حريتنا كوابيس شرقية يجب الخلاص منها ؟؟؟
...لكن بقي الموقد الطيني الذي بنته أمي " كوكب لطفي " وديعة في الزاوية الدافئة في الشتاء الثلجي..ومازالت أمي تضع إبرةالخياطة في إسطوانة الخيوط على رفه الطيني الذي صقلته بأناملها...
ومازالت حكايا الموقدتذغدغ مخيلة طفولتنا البريئة ومخيلة الأحباء السمّارمن الأقارب والجيران في ليالي الشتاء الصقيعية في قريتنا الجبلية في وادي القديسين العتيق ؟؟؟
حكايا جدتي أنيسةهلالة - أوجدتي ريمة معمر...,أوعمّاتي .. راحيل - وعيدة - ومريم - وذيبة .. وكل المحبين والمحبات في وادي الصيدنة المقدس النقي الذي لوثه وشوه طهارة وجهه اليوم ... كابوس حكم العسكروالمخابرات والقمع الهمجي والوحشي الأسدي و مخالب الجشع والجهل والبلطجة والتشبيح والبطالة المقنعة العامة والتخلي عن الأرض والزراعة وإلغاء الآخر ..في عهد الطغاة العابر...لقد كانت بنات وأبناء الجيل القديم الذي حمى القرية وديرها وأوابدها وأرضها وكرومها كانوانجوماً وفرساناً حموا هذا الوادي وأهله ...ولا تزال حكاياهم وضحكاتهم تعزف لحن الأمل حول الموقد القديم مع أحلام طفولة تبني من جديد مادمره الجهل والتخلف والإستبداد المزمن ..تعزف لحن الحرية والتحرير وتحلّق في جنبات المنزل الهرم تشعل جمرا في كل شتاء ..# يتبع - 14 / 7 - لاهاي