سامى لبيب
الحوار المتمدن-العدد: 3477 - 2011 / 9 / 5 - 22:09
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
مقدمة .
فى تأملات سابقة أوردت هاذين التأملين ..
" إزدواجية العقلية والثقافة العربية أنها تدين الإستعمار قديما ً وحديثا ً ولا تبرئه بل تستقبحه وتلعنه, ولكن الإستعمار والغزو البدوى لمصر والشام والمغرب والعراق هو فتح مبين !!...عندما نمتلك رؤية التاريخ بمنظور واحد نزيه بعيدا ً عن الإزدواجية , وعندما نتعامل مع الأمور بموضوعية وبنظارة واحدة حينها سنعرف الطريق نحو منهجية متقدمة ."
وفى تأمل آخر " الفكر الدينى يخرب الإنسان ويشوه قيم الخير والحق والجمال ويمنح الإنسان إزدواجية غريبة فلا تندهش من المؤمن عندما يمجد ويعظم مذابح وحشية همجية لموسى ويشوع ومحمد وخالد بن الوليد ومن يمتلك منهم بعض الخجل سيُبرر ..والبعض الآخر سينصرف ليصرفك لوحشية أمريكا وإسرائيل وهتلر .. عندما نمتلك نظارة واحدة واضحة وشفافة فى رؤيتها سنتقدم ."
بالطبع ما طرحته هو تشخيص لحالة الإزدواجية الفكرية والكيل بمكيالين التى تعترى الشخصية الدينية الراهنة ولكن ماذا عن الشخصية الدينية القديمة صاحبة الحدث وصانعة التاريخ , هل مارست الإزدواجية أيضا ؟!.
بالتأكيد أنهم اصحاب رؤية مزدوجة مثلنا , فيرون غزوهم حقا ًوعملا ًمباركا ً أما غزو القبائل الآخرى لهم هو الظلم والعدوان بعينه ..لا يَهمنا هنا إن كانوا إزدواجيون أم لا , ولكن نريد أن نبحث فى ذهنية ونفسية هؤلاء الغزاة , فهل ممارساتهم لعمليات الغزو من أجل قضية وفكر أم من أجل نهب وسطو على ممتلكات الآخرين ومصالح وأطماع أرادت أن تتحقق .
لا يوجد شئ اسمه قتال من اجل فكرة مجردة من حاجات ورغبات , فالإنسان لا يتحرك ولا يتفاعل إلا من أجل الحاجة والإشباع فيمارس كل نشاطه وصراعه الحيوى من أجل إيفاء إحتياجاته الأساسية من إشباع جسد وتأمين حاجات ترتفع أسقفها لتصل للرغبة فى الإستئثار والإستحواذ على المزيد من الحاجات ولو على حساب ما فى أفواه الآخرين .
الحياة منذ البدء تقوم على هذا الصراع ,فالصراع ليس شئ وارد أو مُستحدث تعامل معه الإنسان فى الحياة بل هو طبيعة الوجود ذاته ومنهجية حياة , فلا حياة بلا صراع ولاصراع بدون حياة فالصراع حتمي بحكم أن الحصول على الحاجات الحيوية بالنسبة للإنسان دائمة ومستديمة وستتصادم مع قوى خارجه عنه سواء طبيعة أوآخر إنسانى
الصراع بالنسبة للإنسان لا يتوقف عند الدخول فى صدام مع الطبيعة الواهبة لحاجاته فحسب ولكن يتخذ أيضا صراع مع الآخر الإنسانى بحكم أنه كيان مُنتج للحاجات الأساسية التى يأملها , فيمكن القول أنه سطو على جهد إنسانى ترجم قيمة عمله فى مُنتج .. أى سطو على الجهد المبذول فى صراع إنسان آخر مع الطبيعة.
الصراع الإنسانى الإنسانى إبتدأ من بدايات الوجود ليجد حضوره من قلة الموارد والتنافس عليها أو مع تبلور الملكية فى مراحل تالية لتترجم وترسخ الطمع الإنسانى فى الإستحواذ والإستئثار بأكبر قدر من خيرات الطبيعة .. لذا إذا كنا نريد أن نصل بالصراع المتوحش إلى أقل منسوب له فعلينا أن نُبدع لتوفير الموارد والحاجات وشطب الملكية والإستحواذ من قاموس الفكر البشرى .
لا يوجد صراع من أجل قيمة ومعنى إنسانى مجرد , بمعنى أن الإنسان لا يتحرك من أجل معانى كالحرية والشرف والعقيدة .. فكلها شعارات تخفى ورائها حاجات مادية أصيلة ومفهوم حيوى للإنسان , هى فى أحسن الأحوال رايات تُرفع لتحقيق شحن معنوى يحرك الجماهير لتحقيق حاجات ورغبات فى الإشباع والبقاء سواء لذاتها أو لنخب .. وقد تكون وسيلة معقدة لتحقيق الحاجات مثل النضال من اجل الحرية والديمقراطية كسبيل متقدم للحصول على حاجات .
منشأ أى قيمة أو سلوك هو لتحقيق حاجة ومصلحة ولا تتكون أى مفردة سلوكية من ذاتها بدون غاية وحاجة .. فمفهوم الشرف مثلا ً جاء من أجل مصالح تعرضت للخطر أو فى سبيلها لذلك , فالمرأة التى تحب وتتزوج من خارج العشيرة يعتبرونها جالبة للعار ولكن السبب الحقيقى الخالق لفكرة العار ليس كونها أحبت بل الخشية من إنهاك قوة الجماعة وخصم من رصيدها الإنتاجى .. فهذه المرأة هى وعاء إنتاجى للأطفال الذين سيكونون رصيد وقوة إنتاج تضاف إلى القبيلة مستقبلا ً , فخروجها عن إطار الجماعة يعنى خصم حقيقى من الجماعة وإضافة إنتاجية لرصيد جماعة أخرى منافسة , لذا جاء الغضب والثورة من الجد الأكبر بناء على المصالح التى تضررت ليتم تصدير وتوريث هذا الغضب والحمية من مثل هكذا حدث مستقبلا ً ويتم نسيان السبب الرئيسى الدافع للرفض والثورة , فلا يتبقى فى الوعى سوى ثقافة وتربية إستمدت مفرداتها من تراكم صور لغضب الأباء والأجداد الأوائل لتختزل الصورة فى الأجيال اللاحقة بمفهوم الشرف المعلق فى رحم المرأة .. ولكن يبقى السبب البدئى مع الجد الأول الباحث الحقيقى عن مصلحة القبيلة .
هكذا الأديان نتوهم أنها رسالات لهداية البشر بينما الأمور لا تزيد عن حاجات ومصالح نخبوية أرادت أن تتحقق ويكون لها وجود لتصيغ إحتياجاتها من خلال منظومة إجتماعية غلفتها بوهم المقدس حتى تحظى على الإحترام .
فى مقالات سابقة تناولنا المشروع السياسى الذى طلب إبداع نصوص وأفكار وتشريعات أطلق عليه دين لتسويق مصالح يتم تحصينها بإضافة هالات قدسية تخلق ميديا عالية تكرس من وجوده , وبالطبع مازلنا عند رأينا فى الهدف السياسى المؤسس للمشروع الدينى ولكن يأتى هذا من باب الترفق فى القول واللفظ , فالنص والتاريخ من فجاجته لن يسمحا لنا بهذا التهذب كثيرا فنحن أمام حفنة لصوص ومنهجية نهب بشع وفج فى التعاطى , ثم يقولون لك بعد ذلك أنها نصوص مقدسة وتاريخ مضئ .!!
عندما نقول بأن الأديان تحمل بين جنباتها مشروع هوية تريد أن تتحقق لتوحيد مجموعة بشرية محددة فى نيل تواجدها وتحقيق أحلامها ومصالحها وتأمينها من خلال رمز يستوعب الكل يتمثل فى إله ونبى ووحى ومقدس وشريعة فسنجد هذا الأمر ماثل للعيان , ولكن الأمور ليست نقية هكذا فنحن أمام فعل بشرى يظهر فيه الصراع الإنسانى بكل أطيافه لنصل إلى أبشع صوره عندما يتخذ السلب والنهب والإغتصاب سبيلاً فيصبح الدين بمثابة مظلة شرعية تترجم وتمرر ممارسات همجية فى الصراع .
نحن بصدد الغوص فى ذهنية ونفسية المقاتل العبرانى والإسلامى القديم وماذا يُحركه ويُشكل تفكيره مُجردين الصور التقليدية من هالاتها المزيفة لنرى المشاهد واضحة جلية تُثقب العيون الغافلة أو التى تريد أن تتغافل عن حقيقة سلوكيات المقاتلين والمجاهدين الأوائل نحو تحقيق أطماعهم ونهبهم , لتتحرر الصورة من المساحيق الثقيلة التى تحاول محاولات بائسة إخفاء وجهها القبيح المُتزين بشعارات زائفة عن تحقيق إرادة الرب والجهاد فى سبيله .
تأتى الغنائم كقضية محورية فى جهاد ونضال مقاتلى ومجاهدى الرب فما يدفعهم ليس تحقيق الوعد الإلهى بالأرض أو نصرة دين الله فكل هذه الأمور لا تحركهم خطوة واحدة ليقاتلوا ,ولكنه السعى نحو الأطماع بالفوز بالغنائم والنساء والعبيد فهذا هو كل المُبتغى , لذا لم يتورع مُسطر النص أن يراعى رغبات هؤلاء المقاتلين المرتزقة ليسمح بكل اشكال النهب والسلب والإغتصاب فى نصوص وتراث تفوح منه رائحة اللصوصية والهمجية ليصبح قولنا أن الدين يمثل مشروع سياسى وإجتماعى هو من باب التلفظ المهذب فحسب .!!
* اليهودية .
التراث العبرانى فى كل ملامحه وثناياه تعبير عن مشروع إستيطانى إستعمارى قام على إغتصاب أرض كنعان وفلسطين .. فكل الملحمة العبرانية جاءت لهذا الغرض فقط , فبعد الإنتهاء من الإصحاح الأول بسفر التكوين الذى يتناول أسطورة الخلق تبدأ فصول الفرز العنصرى للوصول إلى إبراهيم كأب بطريركى يحظى على الوعد بالأرض الموعودة والإصطفاء هو ونسله عن باقى البشرية .
لا تظن أن الأرض الموعودة كانت أرض فضاء كما ظننت فى طفولتى بأنها بمثابة أرض تخلو من البشر لذا إختارها الرب أن تكون لإبراهيم ونسله ..فقبل أن يطأ إبراهيم هذه الأرض مرتحلا ً من " أرو " كانت هناك شعوب وقبائل كنعانية وفلسطينية متواجدة على هذه الارض .
التوراة كلها تدور حول محور الأرض الموعودة فهو حجرالزاوية ليتم البناء الدينى من قصص وأساطير عليه بصورة فجة لا ترهق الذهن الباحث فى تلمس كافة ملامح المشروع ومراميه .
لن نخوض فى سرد القصص التى تؤسس لهذا المشروع وتسخير فكرة الإله فى ترسيخ المشروع الإستيطانى المأمول , ولكن ما يهمنا هنا هو ذهنية ونفسية وسلوكية المقاتل العبرانى القديم وما يجول فى خاطره وما يحدوه من آمال ورغبات .. فهل يقاتل من أجل تحقيق وعد إلهى بالأرض الموعودة بالرغم أن هذا يُمكن إعتباره هدف مادى يحقق رغبة واضحة الملامح فى العيش ببحبوحة فى أرض سخية ذات خيرات مستقبلا , أم أن القتال فى نظر العبرانى القديم يطلب تحقيق مصالح قريبة مأمولة فهو مدفوع شأنه شأن إنسان زمانه فى الحروب نحو النهب والسلب والسبى فهذه هى الإحتياجات الإنسانية القريبة والمُدركة .. أن ينهب خيرات الآخرين ليشبع , وينال من نسائهم ليتلذذ , ويسترق العبيد لينعم بالراحة فى تسخير قوى إنتاج لإشباعه وخدمته .
العبرانى القديم لا يعنيه ان يناصر الإله يهوه ضد الآلهة الأخرى ولا حلم الأرض الموعودة بالرغم انها تحقق خيرات مستقبلية بذات اهمية بل أن المصالح والشهوات القريبة هى الدافع الحقيقى لإنخراطه فى عمليات القتل والذبح .
مُسطر النص التوراتى من الذكاء والفطنة ليدرك ذهنية ونفسية هؤلاء المرتزقة فكان سخيا ً فى تمرير تشريع النهب والسلب والسبى فى ملحمة النص لتسأل هنا ما علاقة الغنائم وإغتصاب النساء فى الإيمان والعبادة للإله يهوه دونا ًعن الآلهة الأخرى ؟!! .. وما معنى نهب الشعوب فى تحقيق وعد إلهى ؟! .. ولكننا لن نحتار كثيرا عندما نرى أن الدافع الحقيقى هو شهوات وأطماع مجموعة من المرتزقة وجدت حاجتها وشبعها من هكذا فعل .
نحن نقول من باب التهذب أن المشروع العبرانى هو مشروع إستيطانى يبنى وجوده على تأسيس وطن لشعب عاش على الهامش وأراد أن يحقق حلمه فى وطن متدثراً بقصة ساذجة مُختلقة عن وعد إلهى وأرض موعودة ولكننا بالفعل أمام حفنة لصوص تبحث عن سطو ونهب أملاك الإخرين .
لن يحقق المشروع إلا أفراد القبائل العبرانية والذين لن يحركهم فكرة شعب الله المختار بل سيدفعهم للقتال والذبح هو حجم ما يستفدونه مباشرة من غنائم وسبى فقصة الشعب المختار لن تفيده فى شئ بل سيفيده ما يحظى من غنائم تُشبعه وإمرأة جميلة يعتليها يفرغ فيها شهواته .
تعالوا نرى النص فى سذاجته عندما يفضح نفسه ...
(( وَأَمَّا النِّسَاءُ وَالأَطْفَالُ وَالْبَهَائِمُ، وَكُلُّ مَا فِي الْمَدِينَةِ مِنْ أَسْلاَبٍ، فَاغْنَمُوهَا لأَنْفُسِكُمْ، وَتَمَتَّعُوا بِغَنَائِمِ أَعْدَائِكُمُ الَّتِي وَهَبَهَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ لَكُمْ )) تثنية 20 : 14
((وسبى بنو اسرائيل نساء مديان واطفالهم ونهبوا جميع بهائمهم وجميع مواشيهم وكل املاكهم. 10 واحرقوا جميع مدنهم بمساكنهم وجميع حصونهم بالنار. 11 واخذوا كل الغنيمة وكل النهب من الناس والبهائم)) العدد31: 9
((أما النهب فضلة الغنيمة التي اغتنمها رجال الجند من الغنم ست مئة وخمسة وسبعين الفا. 33 ومن البقر اثنين وسبعين الفا. 34 ومن الحمير واحد وستين الفا. 35 ومن نفوس الناس من النساء اللواتي لم يعرفن مضاجعة ذكر جميع النفوس اثنين وثلاثين الفا)) العدد31: 22
-عندما نتأمل هذه النصوص ستظهر لنا عورة التراث العبرانى وفجاجته فالله العبرانى تم تسخيره للتصريح بالنهب مع حثه لليهود على التمتع بغنائم الأعداء التى هى هبه منه . !!
من سفر التثنية 20 : 10 ، 14 : " وَحِينَ تَتَقَدَّمُونَ لِمُحَارَبَةِ مَدِينَةٍ فَادْعُوهَا لِلصُّلْحِ أَوَّلاً. فَإِنْ أَجَابَتْكُمْ إِلَى الصُّلْحِ وَاسْتَسْلَمَتْ لَكُمْ، فَكُلُّ الشَّعْبِ السَّاكِنِ فِيهَا يُصْبِحُ عَبِيداً لَكُمْ. وَإِنْ أَبَتِ الصُّلْحَ وَحَارَبَتْكُمْ فَحَاصِرُوهَا فَإِذَا أَسْقَطَهَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ فِي أَيْدِيكُمْ، فَاقْتُلُوا جَمِيعَ ذُكُورِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. وَأَمَّا النِّسَاءُ وَالأَطْفَالُ وَالْبَهَائِمُ، وَكُلُّ مَا فِي الْمَدِينَةِ مِنْ أَسْلاَبٍ، فَاغْنَمُوهَا لأَنْفُسِكُمْ، وَتَمَتَّعُوا بِغَنَائِمِ أَعْدَائِكُمُ الَّتِي وَهَبَهَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ لَكُمْ. "
- تمتعوا بالغنائم التى وهبها الرب إلهكم لكم .!!!.. شئ فج ويُمر هكذا .!!
(( وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى : انْتَقِمْ مِنَ الْمِدْيَانِيِّينَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ، وَبَعْدَهَا تَمُوتُ وَتَنْضَمُّ إِلَى قَوْمِكَ». 3فَقَالَ مُوسَى لِلشَّعْبِ: جَهِّزُوا مِنْكُمْ رِجَالاً مُجَنَّدِينَ لِمُحَارَبَةِ الْمِدْيَانِيِّينَ وَالانْتِقَامِ لِلرَّبِّ مِنْهُمْ. . . . فَحَارَبُوا الْمِدْيَانِيِّينَ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ وَقَتَلُوا كُلَّ ذَكَرٍ؛ 8 وَقَتَلُوا مَعَهُمْ مُلُوكَهُمُ الْخَمْسَةَ: أَوِيَ وَرَاقِمَ وَصُورَ وَحُورَ وَرَابِعَ، كَمَا قَتَلُوا بَلْعَامَ بْنَ بَعُورَ بِحَدِّ السَّيْفِ. 9 وَأَسَرَ بَنُو إِسْرَائِيلَ نِسَاءَ الْمِدْيَانِيِّينَ وَأَطْفَالَهُمْ، وَغَنِمُوا جَمِيعَ بَهَائِمِهِمْ وَمَوَاشِيهِمْ وَسَائِرَ أَمْلاَكِهِمْ، وَأَحْرَقُوا مُدُنَهُمْ كُلَّهَا بِمَسَاكِنِهَا وَحُصُونِهَا، 11 وَاسْتَوْلَوْا عَلَى كُلِّ الْغَنَائِمِ وَالأَسْلاَبِ مِنَ النَّاسِ وَالْحَيَوَانِ ))
-مازالت الدعوات الحثيثة بالسلب والنهب وسبى النساء تتكرر ويستوقفك هنا الرخصة المقدمة بإغتصاب النساء والتمتع بهن لتسأل هنا لماذا يكرر الله العبرانى بإلحاح هذا الأمر !! فالأمور لا تزيد عن رغبات جنسية محمومة همجية تم تمريرها من تحت عباءة إله أو قل أن مُبدع النص مُدرك لرغبات مقاتلية الشرهة فخلق الإله الذى يمررها.
"ويقف الأجانب ويرعون غنمكم. ويكون بنو الغريب حرّاثيكم و كرّاميكم. أمّا أنتم فتُدعَون كهنة الرّبّ. تُسمّوْن: خدّام إلهنا. تأكلون ثروة الأمم وعلى مجدهم تتأمّرون " .اشعيا:61/5
-تأكلون ثروة الأمم وتتآمرون ... هكذا هى نصوص مقدسة !!!
"كل من وجد يطعن وكل من انحاش يسقط بالسيف. وتحطم أطفالهم أمام عيونهم وتنهب بيوتهم وتفضح نساؤهم" . سفر أشعيا (13: 15، 16)
-النهب وعرفناه والهمجية وأدركناها بتحطيم رؤوس الأطفال أمام عيون الأباء ولكن ما معنى فضح النساء سوى إغتصابهن وكسر كرامتهن .!!.. لا أعرف كيف يؤمنون بهكذا آلهة ..أليست الأمور واضحة !!
تعالوا نتأمل هذه القصة عندما إنساق مُسطر النص وراء رغبات وأمانى حفنة لصوص همج فلم يشرع لهم النهب فحسب كما سبق وأوردنا , بل سخر يهوه ذاته فى التخطيط والحث على السرقة فوظف الإله ليمارس دور مُخطط ومُيسر لعملية السطو بمنحه نعمه للشعب العبرانى فى عيون المصريين حتى تتم عملية السرقة بيسر .. لقد جعلوا الإله لصا ً .!!
" وأعطى الرب نعمة لهذا الشعب في عيون المصريين . فيكون حينما تمضون أنكم لا تمضون فارغين . بل تطلب كل امرأة من جارتها ومن نزيلة بيتها أمتعة فضة وأمتعة ذهب وثياباً وتضعونها على بنيكم وبناتكم فتسلبون المصريين " سفـر الخـروج (3 : 21 – 22)!!
" وفعل بنو إسرائيل بحسب قول موسى . طلبوا من المصريين أمتعة فضة وأمتعة ذهب وثياباً . وأعطى الرب نعمة للشعب في عيون المصريين حتى أعاروهم . فسلبوا المصريين " سفـر الخـروج (12 : 35 – 36)!
يكفى ان تعلم معلومة طريفة أن ما يقال عنهم المجاهدين الأوائل للشعب العبرانى لم يبغوا التبشير بالإله يهوه ودعوة البشر إلى الإيمان به فهذا الأمر لن نقول أنه لا يعنيهم بل هم رافضون أصلا ً لإلتحاق أى نسل وشعب آخر إلى العبادة للإله يهوه فهو إلههم الخاص الملاكى لا يشاركهم الأنجاس فى الإيمان به إلا أصحاب النسل الإبراهيمى .!!
هل بعد هذه النصوص ينتابنا الشك أننا أمام حفنة لصوص إفتقدت للكياسة فمررت سطوها وهمجيتها بفجاجة وغلفتها ببجاحة بنص يُدعى مقدس ..نحن هنا لسنا أم رسالة إلهية مُفترضة ودعوة للإيمان تريد التواجد والإنتشار بل حفنة من اللصوص .
* التراث الإسلامى
نأتى للتراث الإسلامى والذى هو ليس أفضل حالا ً من التراث العبرانى فهو مارس أيضاً عمليات القتال والقتل وتكللت جهوده بنهب القبائل والشعوب دون أن يُمارس حقيقة ً عمليات تطهير عرقى واسعة كما فى التراث العبرانى فهو أراد الإنسان إما دافعا ً للمال أو مقاتلا ً فى صفوفه لإستجلاب المال أو خاضعا ً لهم يدفع مال .!
إذا كانت التوراة مارست القتل والنهب تحت دعوى تأسيس وطن موعود .. فالإسلام جاء هو أيضا كمشروع سياسى توسعى ليمارس الغزوات ونهب القبائل المجاورة قبل أن ينطلق خارج الحدود ليغزو تحت يافطة الجهاد فى سبيل الله ورفع راية " لا إله إلا الله " وكأن الإيمان لا ينتشر إلا بالسيف ..ولتندهش أيضا ًمن علاقة الغنائم والسلب والإغتصاب كمكمل لعمليات الجهاد.!
الإسلام يُسمى سرقة ونهب الشعوب الأخرى بالغنائم " فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا واتقوا الله ان الله غفور رحيم "
ولا تصل الأمور إلى حد تحليل الغنائم والنهب بل يتم إرسال تشريع من السماء لينظمه بعد حدوث حالات فوضى عند تقسيم الغنائم عقب غزوة بدر فنجد أن المقاتلين ثلاثة أقسام : قسم واجه العدو , وقسم من ورائهم، وأولئك الذين جمعوا الغنائم.!! وقسم حاط العريش الذي كان به نبى الإسلام وهو يدير المعركة , ثم إختلفوا فيما بينهم بشأن توزيع تلك الغنائم .!!
فقال من جمع الغنائم: "هو لنا".. وقال الذين كانوا يقاتلون العدو: "والله لولا نحن ما أصبتموه , فنحن شغلنا عنكم القوم حتى أصبتم ما أصبتم"...وقال الذين كانوا يحرسون رسول الإسلام: "والله ما أنتم بأحق به منا، لقد خفنا على رسول الله كرة العدو فقمنا دونه، فما أنتم بأحق به منا".!!
ليتحرك الوحى سريعا ً أمام هذه المشكلة فى توزيع النهب !!..فهل للذين يقاتلون أم الذين كان عملهم جمع الغنائم !! ..أم أولئك من كانوا يحرسون القائد !!.. فتنزل آيات بينات تعالج هذا الخلاف العويص !!!.. فنزل القرآن بالتشريع الذي يحسم الخلاف : "يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنْفَالِ قُلِ الأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ" [الأنفال: 1].
ثم أوضح القرآن أسلوب تنفيذ هذا التشريع : "وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" [الأنفال: 41]
الإسلام مشروع سياسى يقوم على التوسع والتمدد فبناء الدولة الوليدة جاء من عمليات غزو للقبائل المجاورة كخطوة أولية وأساسية لتكوين بنية الدولة وما شعار التوحيد إلا المحتوى الذى يصهر كل التعددات فى كيان واحد تحت راية مُجمعة ومنها إنطلقت الدولة الوليدة على هذا النهج وليرتفع شعار "إسلم تسلم ".
بغض النظر أن النهج الإسلامى " إسلم تسلم " مُنتهك لحرية وكرامة الإنسان فى الإعتقاد فليس هناك خيار للوثنى والمشرك إلا الإيمان مكرها ً أو رقبته مقابل رفضه .. فهنا سنقول هل هكذا يريد الله شكل الإيمان والعبادة ومامعنى الحرية المزعومة وما فائدة الثواب والعقاب إذا كانت الامور تتم بالإجبار .. ثم أن الثقافات والفلسفات والمعتقدات والأساطير إنتشرت فى العالم وراجت قبل ظهور الإسلام بدون القهر بحد السيف .!
شعار " إسلم تسلم" أو " نصرة الله " الذى يحتاج للنصر ! هى شعارات تخبئ الرغبات الحقيقية للنهب والسطو على القبائل والشعوب لسلب ممتلكاتها وإغتصاب نسائها .. فإذا كانوا مجاهدين فى سبيل نشر رسالة الإسلام وإعلاء شعار "لا إله إلا الله " فما معنى عمليات النهب والغنائم الواسعة المصاحبة للغزو , وما علاقة ممارسة الزنا و إغتصاب النساء المسبيات مع هذا الشعار .. فأنت دخلت البلاد وتسيدتها فما علاقة أن تنهب وتغنم وتسبى فى ظل رسالة تريد الدعوة لها ؟!.
الطريف أن عمليات الغزو لم تكن ترفع إلا شعار ضبابى بلا معنى عن هوية الرسالة فلا الشعوب المنهوبة تم تقديم لها نسخ من القرآن كحملة توعية بالدين الجديد , بل المقاتلين ذاتهم لم يمتلكوا نسخ من المصاحف فى أيديهم !! هم حملوا سيوفهم وحرابهم واحلامهم فى النهب والسبى فقط .!!
القضية أبسط من أن نحتار فهى واضحة الملامح ترسم خطوطها ببساطة ولا تحتاج أبداً للدهشة فنحن أمام مشروع إرتزاق من القتال ولتتوراى كل الشعارات الجوفاء .. فيؤكد رسول الإسلام القضية والمعنى والمغزى بشكل لا يقبل الإلتباس ولا يسمح للمهرجين أن يُبرروا بقوله : جعل الله رزقي تحت ظلّ سيفي" !!!..بل وصلت الأمور إلى الحد الذى زجر فيه المسلمين من إحجامهم عن الغزو بأن قال : من لم يغزو ولم يفكر بغزوة مات ميتة جاهلية .!!.. لهذه الدرجة يكون رزقنا فى ظلال سيوفنا وبنادقنا ودباباتنا ..!! وألهذه الدرجة من لم يغزو أو يفكر فى الغزو يخرج من دائرة الإيمان ويموت ميتة جاهلية .!!
لا يُخيب الأتباع وصيته فصالوا وجالوا وغزوا فلم يكن الأمر عبأ ً أو سخيفا ً بل كله منافع وغنائم ونهب لقبائل وشعوب أخرى لتمتلأ خزائنهم وبيوتهم بأموال ونساء تم سلبها وسبيها من أمم عاشت أمانها لتتحول إلى المجاهدين الجدد أو بمعنى أدق الناهبين الجدد .
كان الرشيد يستلقي على ظهره وينظر إلى السحابة مارة ويقول : اذهبي إلى حيث شئت يأتني خراجك (من كتاب صبح الأعشى في صناعة الإنشا )!!
ويُذكر أن ثروات خمسة من كبار الصحابة أسماؤهم لوامع هم جميعاً مبشرون بالجنة وهم من الستة الذين حصر فيهم عمر الخلافة ، وأحدهم هو الخليفة المختار ، وهم عثمان بن عفان ، والزبير بن العوام ، وسعد بن أبي وقاص ، وطلحة بن عبيد الله وعبد الرحمن بن عوف ( الطبقات الكبرى لابن سعد ) .
يقول ابن سعد بسنده :
( كان لعثمان ابن عفان عند خازنه يوم قتل ثلاثون ألف ألف ( الألف ألف هي المليون ) درهم و خمسمائة ألف درهم وخمسون ومائة ألف دينار ( الدرهم عملة فارس والدينار عملة الروم) ...وكانت قيمة ما ترك الزبير واحد وخمسين أو اثنين وخمسين ألف ألف .. وكان للزبير بمصر خطط وبالإسكندرية خطط وبالكوفة خطط وبالبصرة دور وكانت له غلات تقدم عليه من أعراض المدينة .
وتذكرعائشة بنت سعد ابن أبي وقاص فى نفس المصدر: مات أبي رحمه الله في قصره بالعتيق على عشرة أميال من المدينة ، وترك يوم مات مائتى ألف وخمسين ألف درهم ...أما طلحة بن عبيد الله فقد ترك عقارات وأموال كما ترك من الناض ثلاثين ألف درهم ، وترك من العين ألفى ألف ومائتى ألف دينار ، والباقي عروض ... و ترك عبد الرحمن بن عوف ألف بعير وثلاثة آلاف شاة بالبقيع ومائة فرس ترعى بالبقيع ، وكان يزرع بالجرف على عشرين ناضحاً ، وكان فيما ترك ذهب قطع بالفؤوس حتى مجلت أيدي الرجال منه وترك أربع نسوة فأخرجت امرأة من ثمنها بثمانين ألفاً .
و قد ذكر المسعودى تقديرات مقاربة لما سبق من ثروات مع اختلاف في التفاصيل ، واستند طه حسين في كتابه الفتنة الكبرى لتقديرات ابن سعد ، وذكر ابن كثير أن ثروة الزبير قد بلغت سبعة وخمسين مليونا وأن أموال طلحة بلغت ألف درهم كل يوم .
إنه حديث الملايين والقناطير المقنطرة التى حازوا عليها من نهب وسرقة البشر فلم يكن يملك هؤلاء الغزاة يوم أن وطئوا هذه البلاد غير أقدامهم وسيوفهم ورغباتهم النهبة الشبقة .. ولن يصح أن تسأل من أين جاءوا بهذه الثروات سوى أن رزقهم كان تحت أسنة رماحهم .. وعذرا ً لا تحدثنى كثيرا عن الجهاد فى سبيل الله .!
المجاهد الإسلامى لو لم يحظى بحصته من الغنائم والنساء فلا يلزمه ان يقاتل .. نعم سيحترم الأسطورة التى توعده بالجنه والطعام والنساء ولكن سيفه لن يرتفع من أجلها فهو يريد ما هو ملموس من إشباع ولذة قريبة تلوح أمام عينيه .. يريد الإستمتاع بالطعام والزاد الذى فى يد هذه الشعوب .. يريد أن يعتلى هاتى النساء الجميلات ويستمتع بهن ليشبع شهواته الشبقة ولندع حلم الحوريات مستقبلا ً فنساء الأرض أمامنا تسيل اللعاب .
لك أن تسأل ماهى علاقة الغنائم والسبى بنشر دين الله أو تحقيق وعد الله بالارض الموعودة .. فهل لا تكون الدعوة إلا بالقتال وأين ذهب اللسان وكيف نفسر إنتشار فلسفات ومعتقدات قديمة بدون حد السيف .. وما علاقة الغنائم والسبى بقصة الجهاد والنضال .. فهل المجاهد يناضل من أجل قضية أم من إجل طمع وجشع فى الإستئثار .
يقولون لك هكذا نهج الحروب فى ذلك الزمن وأرى أنهم يقرون بحقيقة ظرف موضوعى تاريخى حتى يتجاوزوا تناقض وأزمة ولكنهم ينسون أو يتناسون أننا أمام ناموس إلهى كما يَدعون يُفترض أن يكون نهجا ً أكثر رقيا ً وليس ناموس نستقبحه ونتقزز منه بعد ذلك , بل لا نجرؤ على تفعيل مشاهده مرة أخرى فقد إمتلكنا وضعية حضارية تجاوزت شرائع ومناهج الإله المفترض !!.
لن يكون مناسبا ً أن تقول ألم يكن من الأفضل أن يهب الله النعمة والبركة والخير بدون نهب وإغتصاب ولكن هذه الملاحظة ليس له مكان من الإعراب فنحن أما فعل وتاريخ بشرى قام به مجموعة من الطامعين ولا مجال لفكرة الإله هنا فهو خيالنا الذى نستدعيه لتمرير وتظليل أطماعنا وشهواتنا .
التراث الدينى العبرانى والإسلامى يترجم الصورة بشكل واضح تصل لحد الفجاجة فنحن أمام مشاريع توسعية إتخذت النهب وسيلة والسطو منهجا ً .. فلا تقل بحث جماعة بشرية عن تحقيق وعد الإله بالأرض الموعودة أو نشر الدين فى ربوع الأرض بل هناك قيادة ونخب تريد تحقيق مشاريعها الإستيطانية والتوسعية وتعلم جيدا ً أن الجنود لن تدفعهم شعارات ممجوجة عن نصرة الإله وطاعته إلى القتال فهذه الشعارات لن تحركهم خطوة واحدة , كما أن الوعود السخية بالجنات الحسية لن تجعلهم ينطلقوا فهى ترسم صور خيالية فنتازية فحسب , بل ما سيدفعهم هو الأمل القريب الملموس والمُعاين فى أن ينالوا ويستحوذوا على الغنائم والسبى ..أننا بالفعل أمام مجموعة من اللصوص والمرتزقة يكون مصدر رزقها هو تحت ظل سيفها .
هذا التراث يمكن أن نفهمه بعيون مفتوحة بسهولة فلن نحتاج لمجهود ذهنى كبير فى إداركه وتحليله فالصور واضحة الملامح تكاد تنطق من وضوحها ... فنحن أمام فكرة بشرية الهوى والهوية تتأكد من خلال تحليل سرقة ونهب الآخر تحت مسمى الغنائم فتسقط القيمة والمعنى فى لحظة واحدة وليُمارس الإنسان إزدواجيته ونهمه وطمعه فلا يتورع أن يعطى لها مظلة مُقدسة بإدعاء أن الإله القابع فى السماء يحث أحبائه المجاهدين والمقاتلين لغزو القوافل والقبائل والشعوب الأخرى والتمتع بالنهب والإغتصاب حلالاً طيبا ً .!!
يظهر تناقض وهشاشة وإزدواجية الفكرة عندما نجد الله ينزعج من سرقة إنسان نعجة جاره فيهدده بالعذاب الأليم فى شوايته المُفترضة ويوصى أتباعه المؤمنين التقاة بقطع يده كعقاب له ليصبح مشوها ً ويلحقه العار والتجريس طيلة حياته ... هذا الإله الذى شرع تحريم السرقة لا يتورع أن يحث أتباعه المؤمنين بسرقة الشعوب الأخرى ونهبها ليأكلوا مما غنموا حلالا ً طيبا ً وبالهنا والشفا .!!
هل لنا أن نتصور آلهة مُفترضة بهذه الصورة الفجة أما الأمور لها معنى آخر ... بالفعل الأمور لا تكون بهذه السذاجة والسخافة فلا توجد آلهة لتشرع بتحريم السرقة هنا وتحليلها هناك , بل الإنسان هو الذى يحلل ويشرع ويرسم آلهته ليحافظ الملاك على أملاكهم بتحريم السرقة , وليتجه اللصوص فى النهب والسطو على ممتلكات الآخرين رزقا ً حلالا ً وغنيمة طيبة .
نحن نخلق آلهتنا ونشكلها وفقا ً لرغباتنا ونزواتنا وأطماعنا .. نرسمها بأيدى خشنة وألوان وخطوط قاتمة و نريدها هكذا لتعبر عن أطماعنا ووحشيتنا , لذا من السخف ان نتصور أن تاريخ النهب والغزو والإغتصاب إرادات ورؤى إلهية نستنكف الآن أن نمارسها .. بل تاريخ حفنة من الطامعين واللصوص لم يكتفوا بنهبهم بل دثروه بالمقدس وإمتلكوا الجرأة أن يدونوه .
بئس الإنسان الذى يتصور كل هذه اللصوصية عمل جهادى .. أن يتوهم أن الرعيل الأول كانوا مجاهدين مخلصين ضحوا بأروحهم لتحقيق الوعد الإلهى بالأرض الوعودة أوالنضال ضد الكفار والمشركين لتكون كل الأرض لله .. نحن أمام تاريخ كتبت كل حروفه حفنة من اللصوص والمرتزقة .
عذرا ً على الإطالة ودمتم بخير .
- "من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته " حلم الإنسانية القادم فى عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع .
#سامى_لبيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟