الرد على مقالة الباحث: السيد عبد الحسين سلمان/ 2-20
حسين علوان حسين
الحوار المتمدن
-
العدد: 8240 - 2025 / 2 / 1 - 10:15
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
3. نبذة مختصرة جداً لتاريخ الممالك العربية قبل الإسلام
يرد أول ذكر موثق نصياً لمفردة "العرب" في المدونات الآشورية التي يعود تاريخها إلى القرن الثامن قبل الميلاد. ففي عهد الملك الآشوري "شلمنصر الثالث"، تشير السجلات الآشورية المدونة على مسلة حجرية إلى مجموعة بشرية باسم "العرب" في سجل يعود إلى عام 853 قبل الميلاد. حيث تؤرخ هذه الوثيقة لهزيمة الزعيم العربي المتمرد الذي يدعى جنديبو (جندب) ملك قيدار على يد الجيش الآشوري. ويعد هذا السجل من أقدم الشواهد على العرب كشعب بارز في السجلات التاريخية.
ويؤكد الآشوريون في هذه المدونه أنهم يعترفون بالعرب كشعب متميز له تطلعاته الاجتماعية والسياسية الخاصة. ويظهر النص الآشوري أيضًا أن العرب كانوا منخرطين في الديناميكيات الجيوسياسية للمنطقة في ذلك الوقت، وشاركوا في الحروب وشكلوا التحالفات. وتوفر السجلات الآشورية معلومات قيمة عن التاريخ المبكر للشعب العربي وتفاعلاته مع الحضارات المجاورة.
ويتكون النقش الآشوري الذي يذكر العرب، والذي يحتوي على أحكام معاهدة آشورنصربال الثاني وابنه شلمنصر الثالث، من لوحتين تذكاريتين. وقد اكتشف المنقب الآثاري "جون جورج تايلور" هذا النصب التذكاري في عام 1861م في ديار بكر بتركيا (وأسم هذه المدينة العربي العائد لقبيلة بكر بن وائل العربية باق نفسه لحد الآن )، وهو موجود الآن في المتحف البريطاني. كما توثق مسلة الملك الأشوري شلمنصر الثالث من عام 853 ق.م. ذكرى مشاركة الملك العربي جنديبو في التحالف الأرمني الحاصل وقتئذ ضد التوسع الآشوري، والذي يعرف أيضاً باسم "المسلة السوداء لشلمنصر الثالث" وهو موجود اليوم في المتحف البريطاني كأحد المدونات الآشورية.
المصدر مع صورة المسلة:
https://www.facebook.com/photo.php?fbid=1033631961752707&id=100053177378434&set=a.634059298376644
إذن، فمدونة هذه المسلة الآشورية تقطع على نحو بات بكون العرب كانت لهم مملكة اسمها "مملكة قيدار" بقيادة ملك يدعى جندب، الذي كان يشن الحروب على الآشوريين ويتحالف مع أعدائهم في مملكة أورارطو الأرمينية، على الأقل، منذ القرن الثامن ق.م...
وتاريخ هذه الوثيقة يثبت كذلك أن العرب كانت لديهم ممالكهم قبل الفرس الأخمينيين بثلاثة قرون، وقبل الفرس الساسانيين بأكثر من ستة قرون. وهو ما يثبت أيضاً أن قول أبن المقفع الفارسي (724-759م): "....أن العرب حكمت على غير مثال مثل لها ولا آثار أثرت , أصحاب إبل وغنم وسكان شعر..." إنما ينطبق على أجداده هو، وليس على العرب. وقد كان الأجدر بكاتب المقالة التثبت من صحة هذه الفرية قبل الاستشهاد الباطل بها كي لا تصبح سبّة عليه. علماً بأن هذا التوثيق النصي الآشوري للشعب العربي مشهور ووارد في عدة كتب تاريخية، ومنها كتاب " العراق القديم" للدكتور جورج رو الذي أمضيت ست سنوات في ترجمته، وظهرت طبعته الأولى عام 1982، وهو متوفر مجاناً على الشبكة العنكبية.
هذا في شمال شبه الجزيرة العربية؛ أما في جنوبها، فإن تاريخ أولى الممالك العربية هو أقدم من القرن الثامن ق.م.، حيث تأسست الدولة السبأية في اليمن منذ بداية الألف الأول ق.م. واحتل السبأيون – أهل سد مأرب – الحبشة وأريتريا. وسادت الدولة المعينية من القرن الثامن ق.م. وحتى القرن الأول الميلادي، والى جوارها مملكتي قتبان (القرن الثامن ق.م. – القرن الثاني الميلادي) وحضرموت (القرن الثامن قبل الميلاد- القرن الثالث الميلادي) قبل أن يتوحّد اليمن من جديد في عهد المملكة الحميرية (110م-530م).
أما في غرب الجزيرة، فقد تأسست مملكة لحيان/ديدان (القرن الخامس ق.م.- القرن الأول الميلادي)، وفي الحجاز، أسس العرب مملكة ثمود (القرن الثامن ق.م – القرن الخامس الميلادي)، ومن بعدها مملكة كندة في نجد وعاصمتها قرية الفاو في العراق (القرن الثاني ق.م.- القرن السابع الميلادي) وآخر ملوكها هو إمريء القيس الشاعر المشهور. ولا داعي لذكر مملكتي الغساسنة والمناذرة العربيتين اللتين بقيتا حتى القرن السابع الميلادي.
المصدر:
https://en.wikipedia.org/wiki/Pre-Islamic_Arabia
ومن المعلوم أن التاريخ المجيد لكل هذه الممالك والدول العربية قبل الاسلام يتعلمه الطالب العراقي في بداية المرحلة المتوسطة؛ وقد قيل: العلم نور، والجهل ظلام.
يتبع، لطفاً.