الرد على مقالة الباحث: السيد عبد الحسين سلمان/ 7-20
حسين علوان حسين
الحوار المتمدن
-
العدد: 8251 - 2025 / 2 / 12 - 18:15
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
8. طقوس الديانة الزرادشتية الحديثة
إطلعنا في الحلقة السابقة على المنهج التحريفي لتوم هولند الذي يرفض كل المؤلفات العربية في تاريخ الاسلام بحجة ان أقربها (سيرة ابن اسحق) قد تم تأليفه بعد وفاة محمد بحوالي 140 سنة.
كما قرأنا فريته بخصوص الأصل الزرادشتي للصلوات الخمس في الإسلام عند أهل الكوفة الذي كانوا يمارسون أصلاً الصلوات الست حسب المذهب الحنفي.
السؤال هو: هل طبّق هولند نفس معاييرية التحريفية التشكيكية على ما افتراه من الأصل الزرادشتي للصلوات الخمس؟ طبعاً لا، لكون منهجه التحريفي هذا مفصّل للتطبيق ضد الإسلام فقط لأغراض دنيئة.
من المعلوم أن الأبِسْتاق (الآفستا) هو كتاب زرادشت المقدس الشهير لدى أتباع الديانة الزرادشتية. وتتفاوت كتب التاريخ في تحديد عام ميلاد زرادشت من عام 1400 ق.م إلى 551 ق.م. فما هو تاريخ أقدم نسخة موثقة من الأبستاق واردة إلينا؟
إنه عام 1323 ميلادية!
المصدر: الصفحة الأولى من كتاب:
Boyce, Mary (1984), Textual Sources for the Study of Zoroastrianism, Manchester UP.
وهذا التاريخ يعني أن أقدم نسخة من الأبستاق يلي تاريخ تدوينها ظهور الاسلام بحوالي ستمائة عام، كما أنها تلي تاريخ ميلاد مؤلفها المفترض أنه زرادشت على الأقل بـ 1873 عام!
على الأقل ثمانية عشر قرناً وثلاثاً وسبعين سنة تفصل بين أقدم نسخة من الأبستاق واردة الينا وبين مؤلفها زرادشت ولا يقول هولند بأن هذه المدة هي أطول من أن تسمح للباحث بالركون إلى صحتها، بل بالعكس تماماً: إنه يقطع بصحتها؛ ولكنه يرفض سيرة ابن اسحق لأنها كتبت بعد وفاة محمد بحوالي 140 عاماً فقط! كما أنه يرفض أن يعترف بأن حقيقة كون الابستاق الوارد الينا بعد مضي على الأقل خمسة قرون من تاريخ انتشار الإسلام إنما يعني بالتأكيد أن الزرادشتية هي التي أخذت الصلوات الخمس من الاسلام وليس بالعكس.
وبوسع الدارس للمصادر التاريخية-الحضارية المعتبرة التي تتتبع بدقة وعمق التغيرات الجذرية الكثيرة والمتتالية التي طرأت على الديانة الزرادشتية – ومن أهمها الكتاب الرائع : "إيران في عهد الساسانيين" لآرثر كرستنسن (1875 - 1945)، أستاذ الدراسات الإيرانية في جامعة كوبنهاغن – أن يتوصل الى القناعة التامة بأن تعاليم وطقوس الديانة الزرادشتية الحديثة ما هي إلا اسنساخاً للتعاليم والطقوس الدينية الاسلامية، وهذا الاستنساخ تم بعد سقوط الدولة الساسانية بغية الوقوف بندية ضد الضغط الأديولوجي الاسلامي، مع اجراء بعض التعديلات الشكلية هنا وهناك. هذه التعديلات حوّلت الزرادشتية من دين مثنوي للإلهين أهورا مزدا (وآلهته الصغيرة) وأهريمان إلى دين شبه توحيدي بعد إلغاء قصة الخليقة الزرادشتية وعبادة الهي الشمس والنار، واستعارة بعض الأفكار لرعاية المستضعفين من الدينة المزدكية ومن بعدها قصص القرآن. وقد تمت ترجمة هذا الكتاب من الفرنسية للعربية من طرف يحيى الخشاب وبمراجعة عبد الوهاب عزام، وهو متوفر للتنزيل مجاناً على الرابط:
https://heritage.univeyes.net/academy/history0000/history0101001/history1636--.pdf
كما أن بوسع من يقرأ مقدمة الكتاب المترجم أعلاه أن يتعرف عن كثب على الابحاث التاريخية الأصيلة وعلى المكانة الاكاديمية المعتبرة لآرثر كرستنسن في حقل حضارة وتاريخ إيران القديم.
ونجد في هذا الكتاب أولاً وصفاً حضارياً-تاريخياً متدرجا للممارسات السلبية للديانة الزرادشتية القديمة، ومنها "الزواج بالمحارم الذي يمحوا الكبائر" (ص. 309-11)؛ وزواج الأبدال (ص. 316)؛ ورفض دفن جثث الموتى ومن ثم عرض تلك الجثث في الرخمات (ابراج الصمت، "دخنة" بالفارسية) لتلتهمها جوارح الطير (ص. 341).. وغيرها .. مما جعل هذه الديانة تتهاوى تدريجياً بفعل ضغط الافكار الدينية والفلسفية المحلية والوافدة الأكثر تقدمية منها، مثل الديانة المزدية أو المزدكية (كان الملك الساساني كافاد الأول (488-531) قد اعتنق الديانة المزدكية الاشتراكية المنحى، ونبذ الزرادشتية. وبدعم من هذا الملك، تمكن مزدك من الشروع في برنامج للإصلاح الاجتماعي، والذي تضمن السلمية، ومناهضة رجال الدين ، وبرامج المساعدات للفقراء، كما أمر بإغلاق جميع معابد النار الزرادشتية باستثناء المعابد الثلاثة الكبرى، وما حصل بعدها من ارتداد كافاد الأول للزرادشتية بضغط الأرستقراطية الدينية الزرادشتية، والمذبحة الكبرى لمزدك واتباعه عام 528 على يد أنوشروان (ص 342-7))؛ ومن بعدها انتشار المسيحية في أرجاء الامبراطورية الساسانية (ص. 410-2)؛ وشيوع الفلسفة الهندية (ص. 413)؛ وانتقال أساتذة مدرسة أثينا الفلسفية من القسطنطينية إلى البلاط الساساني في المدائن عام (529م) إبّان عهد أنو شروان؛ وانتشار "كتب الحكمة الشعبية" في مؤلفات برزويه وغيرها، والمعتقدات الدهرية الزروانية (زروان هو إله "القَدَر"، وهو والد آهورا مزدا وأهريمان في الميثولجيا الزرادشتية) التي تؤمن بفكرة الجبر، أي بكون الانسان لا يستطيع مغالبة القدر الذي وحده هو الذي يقرر الخير والشر، والتي تنسف المبدأ الزرادشتي في انتصار إله الخير أهورا مزدا على شقيقه إله الشر أهريمان (ص. 419). كل هذا أدى إلى أن "يتزلزل أساس العقيدة الزرادشتية وينتهى في أواخر العهد الساساني"، حيث "كان الانهيار مروّعاً"، وهو ما دفع رجال الدين الزرادشتيين بعد سقوط الدولة الساسانية - التي كانت الراعية لدينهم - وبفعل ضغط الفكر الاسلامي إلى اجراء سلسلة تعديلات عقيدية وطقسية جذرية بتبني بعض الافكار المزدكية دون التصريح بذلك لتحويل دينهم القديم إلى دين توحيدي جديد قادر على الصمود بوجه الاسلام.
لنقرأهذا النص الواضح جداً من كتاب كرستنسن (ص420-1):
"وأختَتِمُ الكلام بأن سرعة انتشار الإسلام في إيران يرجع لأسباب عديدة من بينها سبب نفساني نراه في ثنايا كُتب الحكمة، وبشكل أوضح في آراء برزويه وهو من أكبر الرجال ثقافة ومن غير شك واحداً من أعظم مفكري إيران في القرن السابق على تدهور الدولة الساسانية.
ونستطيع أن نتبين الخلاف بين الزردشتية كما تصورها الأوست الحالية والآداب البهلوية الدينية التي سُطرت بعد الساسانيين من ناحية، والزردشتية الساسانية التي تدلنا عليها المصادر غير الإيرانية. فإن أساس العقيدة الزردشتية في أواخر عهد الساسانيين كان زُلزل وانتهى، وكان الانهيار مروّعاً. وفي الوقت الذي أدي فيه الفتح الاسلامي إلى أن فقدت الزردشتية عون السلطان وأدرك رجال الدين أن لا بد من مجهود عظيم لمنع هذا التحلل الكامل. وقد بُذل هذا المجهود فعلاً، فنُزعت فكرة زروان من كل الخرافات الدينية الصبيانية التي تتصل بها، وجُعل من المزدية [المزدكية] غير الزروانية عقيدة جديدة. وهكذا تغيّرت الفكرة في خلق الدنيا. وقُضي على فكرة عبادة الشمس [الإله الزرادشتي:"ميترا"] لتقوية فكرة التوحيد في ديانة أهورامزد، وحُدد مركز ميترا (مهر) يساير يشت مهر القديم، وهُذبت التقاليد الدينية أو غُيِّرت، وتُرك للنسيان أو أُخفي جزء الأوستا الذي تأثر بعقيدة زروان مع شروحها. ومن المفهوم، على هذا الضوء، أن نجد الاقسام الخاصة بالخلق قد اختصرت في بضعة أسطر في الدينكرد حتى لا تكاد تبين. وقد جرت هذه التعديلات في القرون الغامضة التي تلت سقوط الدولة الساسانية. ولم تُشِر الكتب البرسية [الإيرانية] إلى هذه التعديلات، بل أنها صوَّرت الدين الزردشتي المعدَّل كأنه الدين القديم بحذافيره. وهكذا وجد رجال هذا الدين أنفسهم قادرين على الجدال عن دينهم بالحجة ضد الأديان الأخرى من غير أن يكونوا أضعف منهم منذ البداية."
انتهى النص المقتبس.
وأذكر باعتزاز وفخر أن أول من لفت نظري لكتاب كرستنسن المهم جداً هذا هو أستاذي الجليل والفيلسوف الماركسي الدكتور حسين قاسم العزيز عندما درّسنا التاريخ في المرحلة الاولى لقسم اللغة الانجليزية بكلية التربية (الملغاة) في جامعة بغداد للسنة الدراسية 1968/9. وقد أوضح لي مدى استفادته من هذا المصدر في اعداد أطروحته للدكتوراه في موسكو بعنوان: "البابكية، انتفاضة الشعب الأذربيجاني ضد الطائفة العباسية". وهو الذي أوضح لي كيف أن رجال الدين الرزادشتين المتأخرين لم يبقوا أي شيء في الاسلام لم ينقلوه لدينهم إبان العهد العباسي - الذي نزع عنهم صفة "أهل الكتاب" التي سبق وأن منحها لهم الخليفة عمر بن الخطاب، فأصبحوا بمثابة "الكفار" ممن تحل مصادرة أموالهم واسترقاقهم - وذلك بغية استعادة منزلتهم السابقة ضمن "أهل الذمة". كما حولوا في أدبياتهم الدينية زرادشت إلى التجسيد المقدس لكل من موسى وعيسى ومحمد. وقد عزى في حينها أستاذي الجليل الدكتور حسين قاسم العزيز الأضطهاد الرهيب الذي واجهه الزرادشتيون في العهد العباسي إلى أطماع خلفائه بثرواتهم نتيجة سيطرة تجارهم الأذكياء على التجارة البينية من ايران والهند والصين إلى بقية أرجاء الدولة العباسية في العراق والشام الجزيرة وشمال أفريقيا. نفس هذه الأطماع الاجرامية الخسيسة هي التي دفعت سلطة عصابات البعث النازية من شقاوات العوجة السفلة الدايحين ومن لف لفهم من خدم الانجليز والأمريكان إلى نزع الجنسية العراقية عن الفيليين الأكراد – المسيطرين بفضل خبراتهم العملية وحسن تعاملهم وأمانتهم على سوق الشورجة منذ اربعينات القرن العشرين – بغية مصادرة أموالهم وتسفيرهم خارج العراق بحجة "تبعيتهم الإيرانية" طوال الفترة (1971-2000) رغم أنهم مواطنون عراقيون مخلصون وأشراف أباً عن جد عكس دهماء العوجة من المقاطيم.
ولمن يرغب في الاطلاع على المزيد من تفاصيل تبني الزرادشتية الحديثة للأفكار والطقوس الإسلامية، احيل إلى الكتاب:
"تحريف الزرادشتيين للديانة الزرادشتية في العصر الإسلامي" لمؤلفه: خالد كبير علال، المتوفر على الشبكة مجاناً.
اما الصلوات الزرادشتية، فإن من المشهور أنهم كانو يقيمون ما يسمونه بـ "الصلوات الأربع الكبرى" – وليس مطلقاً الصلوات الخمس – قبل زيادتها صلاة واحدة وتغيير أوقاتها لتتطابق مع صلوات المسلمين. تقول الويكيبيديا:
خلال الفترة القديمة، كانت أحدى أهم أنواع الصلاة هي المانثرات [الموجهة لإله الشمس مانثرا أو مانترا]، ولا سيما "أهونا فايريا"، و"أشم فوهو"، و"ينغي هاتم"، و"يريامان إيشيا". هذه الصلوات الأربع مكتوبة بالأفستية القديمة مثل غاثا زرادشت. ويفترض أنها من تأليف زرادشت بنفسه أو أتباعه الأوائل.
المصدر
https://en.wikipedia.org/wiki/Zoroastrian_prayer
ليس هذا فحسب، بل أن رجال الدين الزرادشتين قد أخترعوا في العصر الإسلامي (القرن الثالث عشر فصاعدا) صلاة جديدة أطلقوا عليها الإسم العربي الإسلامي: "المناجاة"، وذلك تيمناً بقصة مناجاة موسى لربه الشهيرة في القرآن. وقد مورس تقليد كتابة وممارسة هذه الصلوات ليس فقط في ايران، بل وحتى في الهند. وللأهمية البالغة لهذا الموضوع وحساسيته الدينية، سأنقل النص الأنجليزي التالي للتعريف بالممارسة الزرادشتية لصلاة المناجاة من " الموسوعة الإيرانية " (Encyclopaedia Iranica) التي تأسست عام 1990 في مركز الدراسات الإيرانية بجامعة كولومبيا بهدف "ضمان الاستقلال الفكري للموسوعة الإيرانية وضمان نشرها المستمر في الإصدارات الرقمية والمطبوعة".
TRADITION
The Zoroastrian monājāt tradition probably goes back to the 13th century. First testimonies of Zoroastrian monājāt can be found in the works of the Persian poet and translator Zartošt Bahrām Paždu (Dhalla, p. 460) as the Ardā Virāf-nāma-ye manẓum (ʿAfifi [Ed.], pp. 1-15, p. 66) and the Zartošt-nāma (Rosenberg, ed., pp. 1-2, pp. 78-80 [in the Persian text]). Like the Islamic Persian poets, Zoroastrian writers also used to introduce their literary works with the praise of God and the wish for forgiveness of sins. These doxologies were headlined monājāt, and some of them later became independent prayers, leaving behind their literary context. Four Persian monājāt are attributed to Zartošt Bahrām, of which two are identical with parts of the doxology of the Ardā Virāf-nāma. Early composers of monājāt were also the Zoroastrian scholars Šahmard Malekšah (15th century), who wrote a 12-bayt prayer, and Mollā Rostam Esfandyār (16th century), who composed one of a length of 25 bayt. It was probably the priest Dastur Darab Hormazdyār (17th century) who invented monājāt in the second half of the 17th century as a prayer genre in the Indian Zoroastrian community. After him famous scholars like Dastur Darab Pahlan (ca. 1668-1735), Dastur Jamasp Asa (d. 1753), and Mollā Firuz (1757-1830) are known as authors of several prayers, so that it can be assumed that writing monājāt became a popular art among the learned priests in India. The 19th century can be regarded as the zenith of the production of monājāt in India. Not only the clergy—of whom the most famous representative was Erachji Sohrabji Meherjirana (1826-1900), who composed two prayers—but even lay persons like Sohrabji Jamshedji Jijibhai (1825-1882) appeared as writers of monājāt.
المصدر:
https://www.iranicaonline.org/articles/monajat-i
الترجمة:
يعود تقليد المناجاة الزرادشتية على الأرجح إلى القرن الثالث عشر [الميلادي] . ويمكن العثور على أولى الشهادات على المناجاة الزرادشتية في أعمال الشاعر والمترجم الفارسي زارتوشت بهرام بازدو (دهلا، ص 460) مثل أردا فيراف نامه منظوم (عفيفي [المحرر]، ص 1-15، ص 66) وزرتوشت نامه (روزنبرغ، المحرر، ص 1-2، ص 78-80 [في النص الفارسي]). ومثل الشعراء الفارسيين الإسلاميين، اعتاد الكتاب الزرادشتيون أيضًا تقديم أعمالهم الأدبية بحمد الله والرغبة في مغفرة الخطايا. كانت هذه التسابيح تُعرف باسم المناجاة ، وبعضها أصبح فيما بعد صلوات مستقلة، تاركًا وراءه سياقه الأدبي. وتُنسب أربع مناجات فارسية إلى زرادشت بهرام، اثنتان منها متطابقتان مع أجزاء من تسبيح أردا فيراف نامه. وكان من أوائل مؤلفي المناجاة العلماء الزرادشتيين شاهمرد ملك شاه (القرن الخامس عشر)، الذي كتب صلاة مكونة من 12 بيتًا ، والملا رستم اسفنديار (القرن السادس عشر)، الذي ألف صلاة مكونة من 25 بيتًا . ومن المحتمل أن يكون الكاهن دستور داراب هرمزديار (القرن السابع عشر) هو من اخترع المناجاة في النصف الثاني من القرن السابع عشر كنوع من الصلاة في المجتمع الزرادشتي الهندي. بعده، عُرف علماء مشهورون مثل دستور داراب بهلان (حوالي 1668-1735)، ودستور جاماسب آسا (ت. 1753)، ومُلا فيروز (1757-1830) كمؤلفين للعديد من الصلوات، بحيث يمكن افتراض أن كتابة المناجاة قد أصبحت فنًا شائعًا بين الكهنة المتعلمين في الهند. يمكن اعتبار القرن التاسع عشر ذروة إنتاج المناجاة في الهند، حيث لم يظهر من مؤلفيها رجال الدين فقط - وكان أشهر ممثليهم إيراتش جي سورابجي ميهرجيارانا (1826-1900)، الذي ألف صلاتين – بل وكذلك حتى الأشخاص العاديين مثل سورابجي جمشيدجي جيجيبهاي (1825-1882) كمؤلفين للمناجاة .
يتبع، لطفاً.