انتخابات المجالس النيابية والديمقراطية البرجوازية وديكتاتورية الرأسماليين الكبار
بن حلمي حاليم
الحوار المتمدن
-
العدد: 8094 - 2024 / 9 / 8 - 00:47
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
هل سيستمر الفقراء بالسير على الدرب الذي خلقه لهم الأغنياء إلى ما لانهاية؟ طبعاً ستختلف الإجابات حول الموضوع؛ والمؤكد في رائي انه سيرا مستحيلا، فيوما ما سيعرفون انه درب لا يصلح لهم، ويستوجب البحث عن غيره.
ففي هذه الظروف، بمنتصف العقد الثالث من القرن الواحد والعشرين شهدت حياة البشر تطورات كثيرة وعميقة بكل المجالات، وتأزم النظام الرأسمالي العالمي بجميع مؤسساته التي أشرفت على إدارة جل الشؤون الدولية بعد نهاية الحرب الامبريالية العالمية الثانية سنوات 1939 و1945، والتي كلفت الإنسانية والكرة الأرضية كلفة لا تعد ولا تحصى، ويستحيل تعويضها.
تعد المجالس النيابية التشريعية (البرلمانات) من أهم ما خلقه النظام الرأسمالي لتدبير شؤون المجتمعات وتأبيد الاستغلال الفظيع للطبقة المنتجة، وتم ذلك أثناء الاندفاعات القوية للعمال والجماهير الشعبية صوب مراكز السلطة الفعلية، والتوقف عن الاستمرار في الإنتاج، وشل جل الأنشطة الاقتصادية للأنظمة الرأسمالية، باستعمال الأسلحة الوحيدة للفقراء، وهي الإضرابات العامة والشاملة لكل القطاعات الأساسية، والنزول للشوارع والساحات والأزقة وتنظيم التجمعات الشعبية، وفتح النقاشات بالروح التضامنية والإنسانية، ضد ثقافة الفردانية والانعزالية والعدوانية بين المعدمين-ات، والإعلان عن العصيان المدني ضد المؤسسات الرأسمالية التي بواسطتها يتم قهر الفقراء، والتشريع ضد مصالحهم وإصدار قوانين لكبح تحركاتهم-ن، ويستوجب على الفقراء بناء أدوات مغايرة شعبية وديمقراطية.
ففي الولايات المتحدة الأمريكية يغطي المشهد السياسي للديمقراطية البرجوازية تحت سيطرة الرأسماليين الكبار حزبين سياسيين معاصرين، وهما:
الحزب الديمقراطية الذي يتحدر من ( الحزب الجمهوري الديمقراطي) بزعامة كل من توماس جيفرسون، وجيمس ماديسون، وذلك في العام 1828، من طرف أنصار اندرو جاكسون، ويعد من أقدم الأحزاب السياسية في العالم؛ وتطور مع الصراع الطبقي ونحث سياسات " الليبرالية الاجتماعية" وكرس سياسة الدفاع عن " الإصلاحات التقدمية" ودائما تحت سيطرة الشركات الكبرى الرأسمالية والامبريالية، وهي الشعارات ذاتها التي ترويج لها عدة أحزاب في العالم، وكذلك بعض الأقلام والصحف.
والحزب الجمهوري الذي تأسس في العام 1854 من طرف المعارضة الشديدة لقانون " كانساس نبراسكا" الذي ساند وسمح بانتشار سياسة نظام العبودية بالولايات المتحدة الأمريكية لمصلحة الرأسماليين والملاكين العقاريين الكبار، من أهم زعمائه أبراهام لنكولن أول رئيس للنظام الجمهوري الأمريكي، ومنذ الحرب الامبريالية العالمية الثانية مال الحزب صوب اليمين الأكثر رجعية، لكسب أصوات المتدينين المسحيين المتزمتين " الانجليين" وصوب الأمريكيين ذو البشرة البيضاء لكسب أصواتهم وتكريس العنصرية، وتوظيف سياسات لكسب تعاطف سكان الأرياف والأقاصي، وعمل بالأخص ضد الهجرة الاضطرارية نحو أمريكا، العالم الجديد مكان تحقيق الأحلام، بالنسبة لأثرياء العالم صحيح، أما بالنسبة للفقراء كما تنشر الدعايات الواسعة فهو كذب وتضليل.
هذان الحزبان يشتغلان لمصلحة الرأسماليين الأمريكيين الذين يقودون الرأسمالية والامبريالية العالمية التي بدا قسم منها يشكل تحالفات جديدة في محاولة لتقليص الهيمنة الامبريالية الأمريكية والاتحاد الأوروبي على الاقتصاد العالمي بجل قطاعاته؛ حصل هذا في أوائل القرن العشرين مع البرازيل وروسيا والهند والصين (بريك) ثم إضافة جنوب افريقيا (بريكس) وبعد الاتساع لإضافة كل من : الأرجنتين، وإيران والسعودية والإمارات، واثيوبيا ومصر،(بريكس بلوس)؛ وكلاهما معا يعدان أعداء حقيقيين للفقراء، فالعمل نفسه لكل من الصين وروسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا ومن يتحالف معهم، وهو الاستغلال الفظيع للطبقة العاملة ونهب ثروات الشعوب.
الولايات المتحدة الأمريكية ارض الديمقراطية وحقوق الإنسان
انطلقت في أكتوبر/ تشرين الاول2020 الحملات والمناظرات بين مرشحي الحزبين الديمقراطي والجمهوري لرئاسة الولايات الأمريكية وهما : دولاند ترامب عن الحزب الجمهوري، ودجو بايدن عن الحزب الديمقراطي، غلب عليها طابع السخرية والاستهزاء، وإطلاق النعوت على بعضهما، مما خلق مادة للإعلام والصحف والمجلات الليبرالية لنشر ذلك والاتجار والربح من الإعلانات من طرف الشركات الرأسمالية الكبرى؛ وقد استعمل المرشحان وسائل التواصل الاجتماعي للتعبير عن أرائهما حول القضايا المحلية والدولية بدل الوسائل الرسمية المسؤولة مما خلق التباس لدى المتتبعين لما يحدث في أهم دولة في العالم حاليا.
كانت هذه الصورة للمشاجرات الكلامية والتراشق بالأوصاف في ظروف جائحة كرونا – كوفيد 19 التي زعزعت القطاعات الصحية بكل مكوناتها المادية والمعنوية في العالم وكشفت عن جزء من أزمة النظام الرأسمالي وكيف فقدت الإنسانية ملايين البشر نتيجة انعدام وسائل علاجية ووقائية، ففي الولايات المتحدة مات نحو مائتي وثلاثون الف مواطن أمريكي بسبب الوباء.
وكانت ظروف الجائحة فرضت شكل انتخابي يناسبها من اجل التباعد وتم استعمال التصويت عبر البريد لقسم كبير من الأمريكيين-ات، مما جعل شكوك حول نتائجها، ومطالبة باحترام فرز جميع الأصوات ونتائجها.
وفي 14 ديسمبر/ كانون الأول 2020 أعلن رسميا بفوز دجو بايدن في الانتخابات الرئاسية للولايات المتحدة الأمريكية، وفي 6 و7 يناير كانون الثاني 2021 تم التصديق عليه من خلال جلسة مشتركة للكونغرس الأمريكي.
فاز دجو بايدن بحصوله على 74 مليون صوت بينما دولاند ترامب حصل على 70 مليون صوت، وهي نسبة أصوات لكلاهما غير مسبوقة، مما يوضح الديمقراطية البورجوازية تحت هيمنة الرأسماليين الكبار، وقبل الإعلان رسميا عن فوز بايدن ، كان ترامب من جهته أعلن عن نفسه بأنه الفائز الحقيقي في الانتخابات، وزعم بأنها شهدت مخالفات في عملية فرز الأصوات، وقاد حملة عارمة ضد نتائجها بدون أي دليل قاطع على مزاعمه، وقد وظف كل ما استطاع على حملته، ورفع مجموعة من الدعاوى قضائية بعدة ولايات.
وفي محاولة لإلغاء نتائج الانتخابات الرئاسية للولايات المتحدة الأمريكية شجع دولاند ترامب أنصاره وحثهم على اقتحام المؤسسة التشريعية للديمقراطية البورجوازية في البلد/ الكابيتول في 6 يناير كانون الثاني 2021، وشهدت على ذلك المساعدة السابقة كاسيدي هاتشينسون أمام اللجنة التي تحقق في المسالة، بان ترامب وكبار موظفيه كانوا على علم باحتمال اندلاع أعمال عنف.
كان مهمة الاقتحام هي شل عمل المؤسسة التشريعية من المصادقة على نتائج الانتخابات وفوز دجو بايدن بها، فقد اجتمعوا في واشنطن قادمين إليها من عدة ولايات، واحتشدوا، ورفعوا شعار" انقدوا أمريكا" وبعد الاستماع لكلمة ترامب بإمعان، انطلقوا في هجوم منظم ومستعد للمواجهة، وهذا ما حصل ويحصل في اعتد الديمقراطيات البرجوازية، وفي أهم وأقوى بلد في العالم.
فرنسا الرأسمالية والامبريالية والديمقراطية البرجوازية
وبعد فوز اليمين بالانتخابات الأوروبية الأخيرة طالب بارديلا بإجراء انتخابات تشريعية في فرنسا، وقال ماكرون بأنه سيحل الجمعية الوطنية، ويدعو للانتخابات جديدة، وقالت زعيمة اليمين الرجعي مارين لوبين : " نحن مستعدون لتولي السلطة" وفرحت بقرار الرئيس ماكرون الذي كان بين سنتي 2006 و2009 عضواً في الحزب الاشتراكي، وفي ابريل / شباط 2016 خاض الانتخابات تحت حزب " إلى الأمام" وهو حزب وسطي يلعب مع الليبراليين واليمينين الرجعيين العنصريين لخدمة الديكتاتورية الرأسمالية والامبريالية.
فالرئيس الفرنسي مانويل ماكرون وحزبه تلقوا فعلا هزيمة كبرى في الانتخابات الأوروبية، وبذلك أعلن عن تنظيم انتخابات تشريعية فرنسية سابقة لأوانها/مبكرة، زاعما بان ذلك يدل على ثقته في شعب بلده، ونقل الإعلام السمعي، والسمعي - البصري خطابه من قصر الاليزيه في 9 يونيو/ حزيران2024 قال فيه : " أعلن حل الجمعية الوطنية، وسأوقع بعد قليل مرسوم إجراء الانتخابات التشريعية للدورة الأولى في 30 يونيو/ حزيران، والدورة الثانية في 7 يوليو تموز" قام الرئيس الفرنسي بهذه العملية السياسية بعدما فاز اليمين العنصري والرجعي بقيادة الشاب جوردان بارديلا بالانتخابات الأوروبية وحصوله على نسبة تتراوح بنحو 31.5 و 32.5 من الأصوات، وهي نسبة تجاوزت ضعف ما حصل عليه حزب مانويل ماكرون، وقد بينت هذه النتائج الفارق بين نتائج انتخابات العام 2019 التي كانت كما يلي: حزب الرئيس ماكرون 22.42، وحزب التجمع الوطني اليميني العنصري الرجعي 23.34.
كانت مسالة حل البرلمان عملية سياسية بيد الرئيس من اجل ترتيب المشهد السياسي من جديد لفائدة من يعمل لمصلحتهم، وهي عملية متاحة له لمرة واحدة في مدة خمس سنوات على رأس الدولة، وقد نصحوه الرأسماليين الكبار والامبرياليين باستعمالها، فقام بما أمروه بعمله بخشوع وطاعة.
ففي فرنسا أصوات أخرى مناهضة للظلم الاجتماعي
فمنذ بروز العولمة الرأسمالية بدأت جمعيات ومنظمات ونقابات وتيارات سياسية تتصدى للهجمات المتتالية يوميا، مما دفعها إلى بناء أحزاب عريضة متعددة التيارات، وتشكيل تحالفات من اجل حماية الذات، ووقف زحف النيوليبرالية واليمين الرجعي العنصري، وفي هذه المعارك انبثقت أحزاب مناهضة للرأسمالية، لكنها فشلت وانقسمت بعد سنوات من الصراع مع العدو، وكانت خسارة كبيرة للطبقة العاملة والجماهير الشعبية للاسف الشديد.
لكن المعارك الانتخابية للجمعية الوطنية أفرزت تحالف سياسي بعد الإعلان على حلها مباشرة، وقبل الانتخابات إليها، حمل اسم الجبهة الشعبية الجديدة مكون من : الحزب الاشتراكي، وحزب فرنسا الأبية، والحزب الشيوعي الفرنسي، وحزب البيئة الأوروبية/ الخضر؛ ينتمي تحالف هذا الرباعي إلى اليسار الديمقراطي، ولا يسعى إلى نزع الملكية وتأميم كل الشركات، وهدم أسس الدولة الرأسمالية، وبناء على أنقاضها نظاما اشتراكيا ديمقراطي؛ ولهذا لا يمكن وصفه باليسار الجذري، الذي يقصد به الماركسي الثوري؛ أما دعمه ومساندته في معاركه السياسية فهي واجب نضالي لا خلاف حوله.
هذا الشكل من المنافسة بصورة موحدة ضد سياسة الرئيس امانويل ماكرون ووقف زحف اليمين الرجعي العنصري بزعامة مارين لوبين لم يطرحوا حسابه، ففاجأتهم عملية خوضه للانتخابات، وكانت نتائجها غير منتظرة للرئيس ماكرون وحلفائه الأساسيين والمحتملين.
ففي الجولة الأولى من الانتخابات حصلت الجبهة الشعبية الجديدة على المركز الثاني بنسبة 27.99 بالمائة من الأصوات حسب الإعلان الرسمي للدولة، بينما حزب الرئيس ماكرون حصل على 20 بالمائة من الأصوات، وقد تحققت هذه النتيجة رغم كل الحسابات الانتخابية المتحالفة ضد الجبهة الشعبية الجديدة؛ فبدأت المناورات السياسية على تفجير هذا التحالف اليساري من الداخل، ولعبت الصحف المنتسبة للرأسماليين دورا كبير في ذلك، أما الإعلام السمعي والسمعي البصري فانه لم يترك ساعة واحدة بدون البحث عن كيف يوسع الخلافات البسيطة ويمنحها أكثر مما تستحق، وهذه عملية مكشوفة.
أما نتائج الجولة الثانية كانت كما يلي : المركز الأول: تحالف الجبهة الشعبية الجديدة 182 مقعد، والمركز الثاني : لتحالف الرئيس ماكرون "معا" 168 مقعد، المركز الثالث: التجمع الوطني وحلفاؤه 143 مقعد، والمركز الرابع: حزب " الجمهوريون المحافظون" 60 مقعد، والمركز الخامس: أحزاب يسارية 13 مقعد، والمركز السادس أحزاب أخرى 11 مقعد، الأساسي بالنسبة للنتائج هو الثلاث الأوائل حيث يشتد العراك السياسي.
مناورات رئيس خامس قوى عالمية
بعد هذه الهزيمة الانتخابية ظل الرئيس ماكرون يناور في كل الاتجاهات، طبعا السلطة الفعلية بيد دولة الرأسماليين الكبار وهو موظف لديهم ، وهم من يوجهونه ويسطرون له الدرب الذي يجب عليه سلكه، لكن مناوراته السياسية مكشوفة، إلا أنها توضح وضع الانتخابات النيابية التشريعية في ظل الديمقراطية البرجوازية تحت سيطرة الرأسماليين الكبار.
وكل تسويفه وتماطله يهدف بصورة ناصعة بأنه يسعى إلى تفكك الجبهة الشعبية الجديدة، أو جر احد مكوناتها إلى مناوراته السياسية، وهل سيفلح في هذا؟ فالسياسة علم وفن ولا احد يضمن باليقين التام تماسك التحالفات السياسية حتى أخر رمق؛ وانا أتمنى أن ينجحوا في معركتهم/ن ضد خصومهم السياسيين ويتمسكون بتحالفهم-ن.
ففي يوم الخميس 5 سبتمبر/ ايلول2024 كلف الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون السيد ميشال بارنييه بتشكيل الحكومة الفرنسية المقبلة، حصل هذا التكليف بعد عدة مناورات سياسية تحت ذرائع متعددة بما فيه الألعاب الاولمبية، وكانت دائما غايته أن يحصل شرخ ما في التحالف المكون للجبهة الشعبية الجديدة، لقد مرت على الإعلان عن نتائج الانتخابات قرابة شهرين ( 60 يوما)، وهو شخصية شغلت في أجهزة ومؤسسات الدولة الفرنسية والاتحاد الأوروبي، ولا يمكن أن يسهر على تنفيذ برنامج الجبهة الشعبية الجديدة ابدأ، لان تكليفه جاء من اجل خدمة مصالح الرأسماليين لطحن الفقراء.
ففي الديمقراطية البرجوازية مفروض على رئيس الدولة تعيين رئيس الحكومة من الحاصل على أغلبية الأصوات، وفي هذه الحالة، فهو من الجبهة الشعبية الجديدة أو تعيين شخص تزكيه الجبهة وتتفق عليه، و مفروض عليه أن يستجيب لتنفيذ برنامجها الانتخابي، لأن الأساسي والمهم في المعركة السياسية، هو تنفيذ البرنامج الذي يربطها مع المواطنين /ات الذين واللواتي منحوها أصواتهم-ن، هذه الالتزامات في التشريع والقانون ويجب احترامها من طرف الجميع.
إن كل بهلوانية الرئيس ماكرون، وكل تلاعبه لن تفيد في شيء الآن ومستقبلا، لقد حصل أمر لم يكن يتوقعه، وما عليه إلا القيام بما يجب، لان التلاعب بأصوات المواطنين /ات الفرنسيين أمر غير مقبول نهائيا، ومن يناور ضد اختياراتهم يعد عدو حقيقي لتطلعات الفقراء الفرنسيين الذين سحقتهم الرأسمالية ودمرت حياتهم وأسقطت عليهم حشرة البق في الفراش، والصراصير بالحمامات.
إذن الرئيس مانويل ماكرون فقد الشرعية والمطلوب إبعاده عن رئاسة فرنسا الدولة التي ظلت تمثل نموذج الديمقراطية البرجوازية، ولهذا تظل الميادين ساحات المعارك السياسية خارج المؤسسات المنتخبة، والاحتجاجات والإضرابات حتى يتحقق البرنامج الذي صوتت عليه أغلبية الشعب.
الديمقراطية البرجوازية في أهم الدول في العالم توضح لمن يسعى إليها، ويطرحها على أساس أنها أقصى ما يسعى إليه بأنها تحت سيطرة الدول الرأسمالية التي تسحق الفقراء سحقا شديدا.