السودان كفاح طويل وعميق ضد القهر والاستبداد
بن حلمي حاليم
الحوار المتمدن
-
العدد: 6092 - 2018 / 12 / 23 - 22:50
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
السودان كفاح طويل وعميق ضد القهر والاستبداد
تفجرت انتفاضات واحتجاجات شعبية بجل المدن السودانية، من شهر دجنبر 2018 وقد انطلقت موازيا مع مناسبة تخليد شعلة نار الثورة التي هزت المنطقة من سيدي بوزيد في تونس يوم 17 دجنبر 2011 .
إن أهمية نجاح الثورة السودانية عظيم، وذلك بسبب ما عاشه الشعب هناك من ويلات ومصائب وقهر وحروب منذ أن تسلطت عليه الأنظمة الاستبدادية وتحالفت ضد تطلعاته وأحلامه كل القوى الرأسمالية والامبريالية والرجعية وحركات الإسلام السياسي بجميع أنواعها بما فيها تلك الأكثر تطرفا، وهم الذين تسببوا للسودان الشقيق في التفقير والتجويع والتشرد، رغما انه بلد غني جداً بثرواته وقادر على إطعام ملايين من جياع العالم وأصبح يستورد غذائه وطعامه من الأسواق الأجنبية.
هذه الثورة المندلعة الآن في السودان، ومن الأعماق والجذور، ما عليها سوى الاستمرار إلى النهاية بدون توقف والبقاء في الميادين والساحات والشوارع وتنظيم الاعتصامات وفرض سلطة شعبية ديمقراطية من خلال انتخاب جمعية تأسيسية وصياغة دستور جديد للسودان ، ان حصر مطالب السودانيين والسودانيات في توفير رغيف الخبز ومواد بنزين ..وغيرهما بسعر اقل مما هو موجود، انه أمر غير مقبول الآن وأصحابه ليس لهم معرفة بتاريخ السودان النضالي لأجل الديمقراطية والحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية والمساواة والعلمانية أو انهم يمارسون سياسة ضد ثورة الشعب السوداني لمصلحة النظام الحاكم الفاسد وحلفائه الرأسماليين والامبرياليين والقوى الرجعية التي خربت البلد وكل المنطقة
مع ثورة الشعوب وتحقيق أهدافها أو مع الأعداء الذين سيطروا على جهاز الدولة و قاموا ببيع ثروات البلد للشركات الكبرى الرأسمالية التي جوعت الشعب السوداني، ليس هناك موقف ثالث.
يتوجب على شباب الثورة تنظيم الذات وبناء لجان الأحياء والمناطق بشكل شعبي ديمقراطي وحماية ثورتهم من اللصوص والمجرمين والمخربين والقيام بالمهام الثورية التي تتطلبها المرحلة ،لان الأحزاب السياسية الليبرالية والرجعية والوسطية المتدبدبة في السودان تبحث عن توافق مع الطبقة الحاكمة وحزبها وأجهزة المخابرات المدنية والعسكرية محليا وإقليميا على إيجاد مخرج للازمة السياسية في البلد، وبعد ذلك تبدأ المتابعات والأحكام والتصفية للمعارضين الفعليين ومتزعمي الثورة. الثورة اندلعت من الأعماق يجب أن تسير الى النهاية
أجهزة الداخلية الآن انهزمت والجيش غير قادر على مواجهة كل الشعب الثائر ، وسيبحث عن متنفس له ، ولن يجده إلا لدى الأحزاب الانتهازية والوصولية وسياسة مصدر البلبلة هو " العدو الخارجي" ويجب الوحدة الوطنية لحماية الوطن وغيرها، إنها الأكاذيب والأضاليل الإعلامية والمناورات البورجوازية التي نهجها سابقا كل من الديكتاتوريين الظالمين والفاسدين والمجرمين زين العابدين بن علي في تونس، وحسني مبارك في مصر، والمجرم الكبير بشار الاسد في سوريا، و المجرم معمر القدافي، في ليبيا، و المجرم علي عبد الله صالح في اليمين، هؤلاء الثلاثة الآخرين استعملوا سلاح الجيش بكل قوة وعنف لأجل البقاء في الحكم والسلطة، إن توجيه أنظار الثوار إلى الخارج يوظفها كل الحكام والملوك الذين يخشون وحدة وقوة الجماهير الثائرة ضدهم .
مستقبل الشقيقة السودان يوجد في نجاح ثورة دجنبر 2018
عاش الشعب السوداني ولتحيا ثورته حتي النصر.