لبنان الشعب العظيم وبيروت الصامدة ضد الأعداء من كل الأصناف


بن حلمي حاليم
الحوار المتمدن - العدد: 6648 - 2020 / 8 / 16 - 12:36
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية     

إلى أرواح شهداء بيروت ضحايا انفجار 4 اب / أغسطس / غشت2021.
أبان الشعب اللبناني، بعد هذه الفاجعة المؤلمة التي تسببت فيها السياسات الرأسمالية التبعية، والنظام الطائفي الحاكم والمسلط على البشر، عن وحدته وأخويته وتضامنه، النابعين من عظمة شعب ظل يقاوم كل الأعداء والمصائب منذ تأسيس الدولة التي حكمته بالقوة والسلاح، موظفة بالأساس في ذلك المذاهب الدينية ومؤسساتها الرجعية.
مباشرة بعد هذه الجريمة الكبرى وبصورة إنسانية عفوية، كون اللبنانيين واللبنانيات خصوصا في بيروت لجان شعبية تضامنية وديمقراطية فعلا من الأسفل.
وقد ردد الناس المساهمين والمشاركين في بنائها من كلا الجنسين إناثا وذكور: " نحن الذين واللواتي نزيل الركام وننظف الأحياء ونجمع الطعام والملابس والأدوية ونوزعها على الضحايا من أهالنا وجيراننا.. نحن هم الدولة في غياب الدولة ، اين الدولة ؟ " هكذا عبر هؤلاء اللبنانيين واللبنانيات.
إن توسيع هذه الأشكال الجوهرية لتأسيس لبنان الحر والمستقل، وتقرير مصير شعبه وفرض سيادته على أرضه، أمر ضروري ، ومن واجب طلائع الثورة اللبنانية ثورة 17 تشرين الأول / اكتوبر2020 المساهمة فيها بروح أممية وأخوية .
لقد سقطت حكومة المناورة والالتفاف على الثورة الآن، وبالنضال المستمر، طويل النفس، والصبر النضال والاستفادة من الدروس والأخطاء، ستسقط الدولة الطائفية بعد حكومة الرجعية وأزمة مجلس نواب السياسات الطائفية، وسيتشكل لبنان الذي يحلم به شعبه العظيم، وهذا ما تخشاه الامبريالية والقوى الإقليمية الرجعية التي بدأت تبعث مجرميها إلى المناطق المنكوبة بميناء بيروت والأحياء المحيطة به في الأسبوع الأول على الانفجار و الجريمة.
اتفاق الطائف والنظام السياسي الطائفي
ان فرض السياسات الرأسمالية على الشعوب بالقوة من خلال الاتفاقيات والمعاهدات، لن تدوم أبداً، خصوصا إذا ثار ضدها شعب ما ، وهذا ما يحصل ويجري في لبنان ، إن سياسة التحكم في الجماهير من خلال توظيف المؤسسات الرجعية الدينية والقبلية والعشائرية من طرف الطبقة الرأسمالية المسيطرة على كل شيء، تخاف من التضامن الشعبي الواسع، وتكوين اللجان الشعبية من التحت على قواعد ديمقراطية، جوهرها الإنسان المواطن، به تتأسس لخدمة مصلحته، أما انتخابات الدولة البرجوازية الطائفية فقد بدأت جماهير واسعة تنبذها وتكرهها إلى حد ما ، ولذلك ستحارب الطبقة الحاكمة هذه الأشكال وتبعث من يحاول نسفها وإجهاضها، ولن تتركها تتطور، لأنها ستحفر قبر الدولة الطبقية الحاكمة بالطائفية التي أسستها القوى الاستعمارية الامبريالية وحمتها الرجعية العربية والإيرانية والتركية، وهي القوة التي تعقد اتفاقيات ومعاهدات مع العدو الصهيوني ودولته الإسرائيلية القاعدة الدينية العسكرية العنصرية لخدمة مصالح الامبريالية العالمية بالمنطقة.
ان التمسك والدفاع عن هذه اللجان التي ولدت مع ثورة 17 تشرين الاول2020 ، وزادت تطورت بعد فاجعة 4 اب/اغسطس2021، تعد مسالة مصيرية في بناء لبنان القرن الواحد والعشرين، لبنان فصل الدين عن الدولة، لبنان الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية.
للثورة وسائلها وأدواتها والشعب اللبناني يبني إحدى أهمها.
إلى الأمام، والنصر حليف الشعوب المظلومة، وهو قادم لا ريب في ذلك.
عاشت ثورة لبنان واللعنة على من خانها.