معأناة الافارقة في قارتهم وقارتهن

معأناة الأفارقة في قارتهم/ن
أين ما وجدت ظروف الحياة الإنسانية بسبب تمركز الثروات وفضاء يسمح بالاستفادة من قسط منها وشروط غير مقيدة للحريات والتعبير، تجذب صوبها الناس، فالإنسان لا يغادر مكان توفرت فيه شروط حياة كريمة إلا اضطراريا نتيجة كوارث طبيعية مدمرة للحياة، أو حروب طاحنة استعملت فيها أنواع الأسلحة الفتاكة، وهذه عوامل مهددة للحياة كلها : الإنسان والحيوان والطيور والأشجار والحشرات...الخ.
لقد تطورت الدول المتقدمة صناعيا وماليا وأسست أنظمة سياسية تحت سيطرة النظام الرأسمالي على حساب شعوب وبلدان أخرى، حصل هذا منذ زمان، الإمبراطوريات والامبرياليات، و يحصل اليوم مع العولمة الرأسمالية؛ إذن الأمر واضح فالقادرين على التحرك يسلكون كل المسالك للوصول حيث تتكدس الثروات والأموال.
ولهذا يصعب تبرير حصار الناس مع ترك كل الأجواء البرية والبحرية والجوية مفتوحة لنقل الثروات من بلدانهم/ن، وكل محاولة تجتهد لمنحه صفة " حماية الجار" تعد مشاركة مع عصابة اللصوص، بغل يدي وقيد الأقدام وتكميم فاه صاحب المحل، ومساعدة اللصوص بنقل ممتلكاته بالنهار مع نور الشمس.
كل الدول الامبريالية القديمة والجديدة تريد هذه الخدمة والمشاركة معها بنهب ثروات افريقيا وحجز سكانها ومنعهم من التململ لأية جهة، إنها عملية إجرامية، إن القارة باختلاف ثقافتها وحضارتها وديانتها، ولغاتها ولهجاتها " العامية" غير المكتوبة، وبألوان بشرة سكانها المختلفة بحاجة لصوت يوحدها يكون مرتفع ومسموع بكل مكان لنصرة الكادحين والكادحات بافريقيا.
لن يستطيع أي احد وقف الهجرة القسرية مهما فعل، فحكام دول شمال افريقيا يريدون ثروات القارة بعدما تطورت الرأسمالية ببلدانهم، ولا يريدون سكانها أن يعبروا الأراضي التي يسيطرون عليها.
يستوجب على الكادحين والكادحات الأفارقة أن يعملوا من اجل وحدة قارتهم شرقا وغربا وشمالا وجنوبا، لان عهود من الاستعمار والإبادات الجماعية والاستغلال الفظيع، والاغتيالات السياسية المحكمة الصياغة والتنفيذ هي سبب التأخر الصناعي والاقتصادي والمالي، لكنها لم تقدر على محو الذاكرة وشحنها بالخرافات " تحديث المجتمعات المتخلفة".
وللأسف الشديد يوجد من يرمي هذه الأفكار السياسية الاستعمارية وسط الشباب، وطمس حضارات إنسانية عتيقة، والتركيز على بروز تطور الرأسمالية الصناعية والمالية واختراع الآلات واكتشاف الطاقات المحركة لها بدل القوة البشرية.
يجب ان تنهار كل الحواجز وتتشابك الأذرع لبناء قارة افريقيا أخوية متضامنة ضد كل الأعداء سوى كانوا أجانب او محليين.