عن : طائفة من ( الأحاديث) الصوفية المصنوعة فى العصر المملوكي


أحمد صبحى منصور
الحوار المتمدن - العدد: 8016 - 2024 / 6 / 22 - 02:31
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني     

كتاب : أثر التصوف المعمارى والثقافى والاجتماعى فى مصر المملوكية
الفصل الثانى :( أثر التصوف الثقافى فى مصر المملوكية )
اثر التصوف فى العلوم : فى تزييف الحديث
عن : طائفة من ( الأحاديث) الصوفية المصنوعة فى العصر المملوكي :
الصوفية يضعون ( يفترون ) الأحاديث
1 ـ صنف أبو شامة كتاب ( الباعث..) ذكر فيه الأحاديث النبوية الموضوعة في صلاة ليلة النصف من شعبان وقال عن الوضّاعين ( حمّلوا عباد الله بالأحاديث فوق طاقتهم ) .
وهناك فقيه مجهول كتب رسالة فى الأحاديث الموضوعة فى العصر المملوكى ـ لا تزال مخطوطة لم يتم نشرها بعد ـ وقد كتبها بدون أن يكتب إسمه عليها ، والسبب معروف ، وهو خوف الاضطهاد . وقد قال فى رسالته أن هناك أحاديث وضعوها في فضائل شهر رجب وليلة الرغائب .
وأورد الأبشيهي فى كتابه ( المستظرف ..) احاديث في فضل سور القرآن ، وعدها المؤلف المجهول لرسالة الأحاديث الموضوعة ضمن الأحاديث الموضوعات . ويذكر أن صوفيا كان يروي حديثا في قراءة سورة يس صيغته طويلة مهلهلة مختلفة عن الصيغ الأخرى ، مما يدل على أنه وُضع في وقته . ومع ذلك قيل في أحدهم انه كان (يداوم على قراءة سورة يس في كل حال ويسند فيها حديثا موضوعا ) ...
2 ـ ووضع الصوفية احاديث نبوية في فضل الصوفية مثل صلة ابن أشيم الذي يدخل الجنة بشفاعته كذا وكذا ) واويس القرني الذي يدخل في شفاعته مثل ربيعة ومضر ،) . وهذه الشفاعات ميزة للصوفية حرموا منها الصحابة انفسهم حتى في الموضوع من الحديث.
3 ــ ومن خلال كتاب السيوطي (اللأليء المصنوعة فى الأحاديث الموضوعة ) نجد اغلبها في المناقب ثم الزهد والمواعظ والذكر والدعاء ،وتلك موضوعات التصوف . وأغلب الاحاديث الضعيفة في الجامع الكبير للسيوطي ـــ وهو سجل للأحاديث المتداولة في العصر المملوكي ــ ترتب الثواب الجزيل على الأعمال السهلة ولاسيما الذكر باللسان . ويوجد فى (الجامع الكبير) للسيوطى حوالى مائة ألف حديث، منهما تسعون ألفا من الأحاديث الموضوعة فى العصر المملوكى فقط .
4 ــ وبعض الأحاديث النبوية السائدة فى العصر المملوكى تصرخ بأن واضعيها صوفية ، حيث وضعت في أمور تعبر عنهم كأفضلية السراج والقناديل في المسجد ، وحديث (من خرج من بيته قاصدا الحج ومات قبل ان يخرج فان الله جل يوكل ملكا ينوب عنه بالحج في كل عام الى يوم القيامة ) ، ومثله ــ في وضوح الانتحال ــ حديث رواه فخر الدين الفارسي أحد أصحاب المنامات يقول فيها بإسناده( من ادعى مناما ليضحك الناس ويل له ويله ويل له ) وأظنه انتحل هذا ليبعد الشبهة عن نفسه كأشهر الناس في ادعاء المنامات فى عصره.
5 ــ ونمثل بأحاديث وضعها الصوفية تعبر عنهم ونشروها فى العصر المملوكى :ـــ
العزلة: روى اليحمودي شيخ التصوف بسنده هو (يأتي على الناس زمان لو سمعت باسم رجل خير لك من ان تلقاه ، ولو لقيته خير لك من أن تجربه، ولو جربته لابغضته وبصقت عليه )
العلم اللدني : إفتروا هذا الحديث ونشروه وشهروه ، وهو :( من اخلص لله أربعين صباحا فجر الله ينابيع الحكمة من قبله على لسانه )
الزهد (حب الدنيا رأس كل خطيئة الدنيا جيفة وطالبيها كلاب) (الدنيا قنطرة فاعتبروا ولا تعمروها) ( ومن تكلم بكلام الدنيا في المساجد أحبط الله اعماله أربعين سنة) (الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر) (الفقر فخرى وبه افتخر) (صاحب القميصين لا يجد حلاوة الايمان) ( خير الناس بعد المائتين ـ أي بعد ظهور التصوف ــ الخفيف الذي لا أهل له ولا ولد )
واحاديث الصلاة على النبي والحقيقة المحمدية كثيرة .ومنها (من صلى علىّ مرة لم يبقى من ذنوبه ذرة)( من شم الورد الأحمر ولم يصلّ علىّ فقد جفاني) (الورد الأحمر من عرق النبي) (أنا أكرم على الله من أن يتركني في التراب الف عام ) ، (لولاك لولاك ما خلقت الأفلاك ) .
وأقيمت لهم الولائم قبل وفى العصر المملوكى فصنعوا لها أحاديث مثل : ( الوضوء قبل الطعام ينفى الفقر ويصحح البصر) (الأرز منى وأنا من الأرز) (خلقت الأرز من بقية نفس ) ( لو كان الأرز حيوانا لكان آدميا ولو كان رجلا لكان صالحا ولو كان صالحا لكان نبيا ولو كان نبيا لكان مرسلا ولو كان مرسلا لكان إماما) (من أكل الأرز أربعين يوما ظهرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه ) ( عليكم بالعدس فإنه مبارك، فقد بارك فيه سبعون نبيا في اخرهم عيسى ابن مريم) ، (لا تقطعوا الخبز واللحم بالسكين كما تقطع الأعاجم ولكن انهشوه نهشا)
ومنها الأحاديث الموضوعة في تفضيل البطيخ والباذنجان والكرفس والثوم والبصل وقولهم (الباذنجان لا آكل له ) (ولقد سئل عبد الله ابن مبارك عن من قدّس العدس من الأنبياء قال ولا نصف نبي )
وفى تنفيرهم من الاعتراض إخترعوا حديث : (من عيّر اخاه بذنب لم يمت حتى يُصاب به ).
الحشيش ) (ان في بلاد الهند أوراق مثل آذان الخيل فكلوا منها فإن فيها منفعة) واقاويل أخرى تروي في أكل الحشيش لم يثبت منها شيء
الزعم بعلم الغيب أو الكشف: ( اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله )
ومارس بعضهم التسول فقالوا حديثا : (الحياء يمنع الرزق ).
وأظهر التصوف العقائد الفرعونية ، ومنها تقديس القطة ، فصاغوا حديث (حب الهرة من الإيمان).
وعن الشذوذ ، صاغوا حديث : (اطلبوا الخير عند حسان الوجوه)
ونشروا الاعتقاد فى جدوى التفاؤل والتشاؤم، فانتشرت أحاديث تعبر عن هذا مثل : (من بشرني بخروج صفر بشرته بدخول الجنة) ، (البلاء موكل بالمنطق).
السياحة الصوفية : (سافروا تصحوا) .
ولم ينس الأشياخ خدامهم فوضعوا لهم الأحاديث (خادم الفقراء يحشر مع الأولياء).
ومن الموضوع قولهم بمسخ ستة عشر حيوانا كالقرود والدب والعقرب والضبع والسلحفاة والخنزير وغير ذلك . وهذا المسخ او التشكل بين الحيوانات والجان والآلهة القديمة عقيدة فرعونية وضعت فيها الأحاديث، ونشر الصوفية هذا ضمن كراماتهم التى أسموها بالتطور .وقد ذكر بعضها في ( آكام الجان ) و( حياة الحيوان ) .