|
غلق |
|
خيارات وادوات |
مواضيع أخرى للكاتب-ة
بحث :مواضيع ذات صلة: حسن خليل |
ديناميكات الصراع حول فلسطين
منذ انطلاق انتفاضة طوفان الاقصي في غزة و دوامة من الصراعات و التناقضات تعصف بالمنطقة و تتوسع حتي شملت كل المنطقة تجر ورائها تقريبا كل دول العالم سواء علي مستوي العمل العسكري او النضال الجماهيري لايوجد في التاريخ حركة كتلك منذ حرب فيتنام. قبل الغوص في تفكيك هذا الصراع العالمي بحق لابد أولا من ازاحة مفاهيم خاطئة و احيانا معكوسة شاع استخدامها. مثلا ان الولايات المتحدة تدعم إسرائيل كل هذا الدعم بسبب النفوذ القوي للوبي الصهيوني فيها. الواقع هو العكس أي أن النفوذ الهائل للوبي الصهيوني في أمريكا هو أحد نتائج الدعم الامريكي لقاعدته الإسرائيلية في منطقتنا مما يعكس الاهمية المحورية للمنطقة في المواجهة الشاملة بين أمريكا و باقي العالم. يرتبط بذلك فكرة أن الرؤساء الامريكيين يتملقون اللوبي المذكور طمعا في أصوات الناخبين اليهود. لو كان هذا صحيحا لكان عليهم تملق المكسيك فالامريكان من أصل مكسيكي و لاتيني بشكل عام أكبر بما لا يقاس من اليهود. علاوة علي أن اليهود الامريكيين حسب استطلاعات الرأي منقسمين بين التأييد المطلق لإسرائيل و بين تأييد مبدأ حل الدولتين في فلسطين ناهيك عن اليهود الذين يعارضون بكل قوة إسرائيل و الصهيونية من منطلقات دينية بحتة. و لا يجب أن ننسي أن اليهود كانوا فئة مضطهدة في النصف الاول من القرن ال 20 لاسباب متعددة في الولايات المتحدة ذاتها. نستنتج من ذلك مباشرة أن عملية 7 أكتوبر تماثل من حيث النوعية الهجوم بمسيرة علي قاعدة التنف الامريكية مؤخرا فكلاهما هجوم علي قاعدة أمريكية بصرف النظر عن الاحجام. وضمن المفاهيم المغلوطة مفهوم العنصرية فهذة الصفة ليست حكرا علي أشخاص أو مجموعات بعينها مثلا نتنياهو أو هذا الشخص أو ذاك بل هو حالة تشمل كل إسرائيل مع الاعتراف بأن بعض أو حتي معظم الإسرائىلين ليسو كذلك. فحلول مجموعة بشرية مكان مجموعة أخري في نفس المساحة لابد أن تعني العنصرية. فالاوروبي الذي هاجر للعالم الجديد أمريكا بحثا عن أرض يزرعها ليس عنصريا بطبيعته لكنه بشكل ما شارك في إبادة سكان أمريكا الاصليين المعروفين بالهنود الحمر أحد أكبر و أفظع العمليات العنصرية في التاريخ مع الاعتراف بالمكانة الخاصة لقادة الاتجاه. يترتب علي ذلك إنكشاف المأزق الاستراتيجي التاريخي المحيط بإسرائيل. فكل الحالات التي أفرزت عنصرية علي مستوي الدولة تم حلها بالابادة كمثل امريكا و استراليا. لكن إسرائيل لم و لن يمكنها إبادة الفلسطينيين مهما فعلت و حرب غزة الآن أحد الادلة. فجوهر حربها علي غزة هو الابادة كما توصلت لذلك تقريبا محكمة العدل الدولية و المقاومة و الصمود و الدعم العربي و العالمي بما فيه الدعم العسكري يحول بينها و بين ذلك. بل أن في السبعينات ظهرت فكرة القنبلة الديموغرافية أي العدد الفلسطيني. بالاضافة أن عوامل مقاومة الابادة فلسطين تمتلك ناصية التاريخ لانها تسير في سياق التحرر الانساني و بالتالي تحكم طوق مأزق إسرائيل الاستراتيجي أكثر و أكثر.
|
|
| ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد | نسخ - Copy | حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | اضافة موضوع جديد | اضافة خبر | | |||
| نسخة قابلة للطباعة | الحوار المتمدن | قواعد النشر | ابرز كتاب / كاتبات الحوار المتمدن | قواعد نظام التعليقات والتصويت في الحوار المتمدن | | غلق | ||
المواضيع المنشورة لا تمثل بالضرورة رأي الحوار المتمدن ، و إنما تمثل وجهة نظر كاتبيها. ولن يتحمل الحوار المتمدن اي تبعة قانونية من جراء نشرها |