|
غلق |
|
خيارات وادوات |
مواضيع أخرى للكاتب-ة
بحث :مواضيع ذات صلة: حسن خليل |
100 عام علي ثورة اكتوبر الاشتراكية
أن عمر الإنسان مثلا 70 سنة لا يكفي للحكم علي التبدلات الاجتماعية الكبري. يحتاج الإنسان لعمر 400 أو 500 سنة ليري بنفسه كيف تبدلت الأمور . فما الذي حدث في روسيا عام 1917 مازال أمرا غامضا رغم أطنان الكتب غامضا ليس في الاحداث و أنما في تداعياتها. يتناول المؤلفين لماذا انتهت هذة الثورة بتفكك الدولة التي أنشأتها ؟ و الكثيرين يتناولونها من داخل الافكار الاشتراكية و ليس مما جري في الواقع . لكن هناك نقاط يجمع عليها حتي أشد أعداء الثورة و هو أنها كانت ثورة شعبية – أو انقلاب شعبي - و أنها كانت بقيادة الطبقة العاملة المتحالفة مع فقراء الفلاحين و الجنود و أن شعاراتها – الارض للفلاحين و المصانع للعمال و السلام و تقرير المصير – تتماشي تماما مع مصالح هذة الطبقات . فلما لم تحكم الطبقة العاملة الاتحاد السوفييتي بعد أن استولت علي السلطة ؟! أن علامة الاشتراكية هي أن تحكم طبقة العمال أن تحكم الجماهير مباشرة كما تؤكد روزا لكسمبرج أن تستبدل طبقة البرجوازية بطبقة العمال و ليس بأي طبقة أخري. لماذا لم يتحقق شعار كل السلطة للسوفييتات ؟ لما حل الحزب محل الطبقة؟ لكن بدلا من النصائح النظرية يجب أن نسأل أين كانت الطبقة العاملة عام 1920 بعد 3 سنوات من الثورة . كانت قد تحطمت تماما و فقد الحزب الشيوعي أهم كوادره في صراعه مع عدوان التدخل الإمبريالي. و المجاعة تفرض ظلالها علي البلد كله . كانت الطبقة العاملة في روسيا حوالي 3 مليون قبل الثورة في بلد هو الاكبر في العالم . و رغم ذلك فالحديث عن "تخلف" روسيا غير دقيق. حاول لينين إنقاذ الوضع أولا عن طريق صلح بريست ليتوفسك مع المانيا التي فقدت فيه روسيا مليون كم لصالح المانيا و سماه لينين نفسه صلح مذل مهين . ثم عن طريق سياسة النيب اي السماح للطبقة البرجوازية و خصوصا أغنياء الفلاحين بالعمل و التملك لامداد المدن بالحبوب أي بالتراجع عن الاشتراكية و إنهاء مرحلة الحرب الشيوعية. هذة هي الصورة الواقعية التي حدثت . و كما يقول تروتسكي لولا أن روسيا بلد شاسع المساحة لم يكن من الممكن الاحتفاظ بالسلطة السوفييتة و هذا سيتأكد مرة أخري في الحرب العالمية الثانية. الحصار و قلة الموارد .. أن هذا الوضع هو الذي جعل من الحزب بديلا لطبقة العمال و جعل ستالين بديلا للحزب . لا يمكن أن تقوم ثورة اجتماعية و تكون ديمقراطية في الوقت نفسه حتي مع هؤلاء الذين قامت الثورة باسمهم. ليس فقط الثورة الاشتراكية بل كل الثورات و هو ما يؤكده التاريخ. لأن الطبقات القديمة و الافكار القديمة ستستغل الديمقراطية لاستعادة الماضي . و ثورة حمقاء هي التي تضحي بنفسها من أجل ما يسمي الديمقراطية. و لو كان تروتسكي لفعل الشيء نفسه بل أنه يقول أنه من وضع خطة التصنيع الطموحة بعد الثورة . خطة التصنيع التي تعني اعتصار الريف لبناء صناعة ثقيلة أي فض التحالف بين العمال و الفلاحين. خاصة أن الثورة فقدت قائدها التاريخي لينين رجل النظرية و رجل الدولة أيضا. إذن خنقت الثورة بعد ميلادها مباشرة و النقاش حول هل يمكن ظهور الاشتراكية في بلد واحد نقاش عقيم تماما مثل نظرية الثورة الدائمة. خاصة بعد انهيار انتفاضات المانيا و المجر و ايطاليا التي كان يأمل لينين فيها كي تمد يد العون للسلطة الجديدة. و فعل ستالين بالاقتصاد ما فعله تروتسكي من قبله في الجيش . استعاد تروتسكي الرتب العسكرية التي الغتها الثورة و الضباط النبلاء الذين حاربتهم الثورة و الانضباط العسكري الصارم و حتي ابشع الاساليب وحشية كي يتمكن من الانتصار علي أعداء الخارج و الداخل الكثر. أما ستالين فقد واجه قضية اللحاق بالدول الإمبريالية الكبري صناعيا و عسكريا بالاستبداد المطلق ذو الطابع القيصري و حسنا فعل فهذا ما انقذ الاتحاد السوفييتي من آلة الحرب النازية . و يجب أن نتذكر أن الحرب العالمية الثانية في أوخر العشرينات لم تكن سوي حدث متوقع خصوصا بعد الانهيار الرأسمالي عام 29 و صعود النازية. القفزة الصناعية و كهربة روسيا انتجت طبقة عاملة جديدة غير التي قامت بالثورة. و طبقة فلاحية مقهورة و لكنها متحررة من القنانة. أننا أمام وضع أصيل يلعب فيه الابطال دورهم في التاريخ بالرغم عنهم. و رغم ذلك فكل مؤرخ موضوعي يجب أن يري في قرار الحزب الشيوعي بقيادة الطبقة العاملة للاستيلاء علي السلطة في أكتوبر 1917 قرارا حكيما قدر ما هو شجاعا فهذا القرار أنقذ مئات الملايين من المذبحة. و يتغافل الكثيرين عن دور الثورة الوطني فقد تحررت روسيا بفضلها من هيمنة بيوتات المال الاجنبية و ارتهان سياستها الخارجية و ربما هذا من اهم مكاسب الثورة الذي مكنها من الصمود في وجة الحصار. و كان دور الثورة في الهوامش أكبر و أوسع تأثيرا و أبقي من دورها في المتون. فبدون الاتحاد السوفييتي و دعمه المباشر علي كل الاصعدة لم يكن لثورة الزعيم ماو تسي تونج في الصين أن تنتصر و يتحرر مئات الملايين من البشر رغم خيانة السوفييت الفاضحة فيما بعد للصين. نفس الشيء عن عشرات الشعوب في مختلف الاقطار التي نالت استقلالها الوطني مستندة للسوفييت . هل يمكن تصور حرب 73 بدون السوفييت !! أو النصر الفيتنامي عام 75 علي الإمبريالية الأمريكية !! بل أن الدولة الروسية الحالية القوية هي من هوامش الاتحاد السوفييتي فكل سفينة او صاروخ تصنعه هو من الارث السوفييتي الهائل.
|
|
| ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد | نسخ - Copy | حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | اضافة موضوع جديد | اضافة خبر | | |||
| نسخة قابلة للطباعة | الحوار المتمدن | قواعد النشر | ابرز كتاب / كاتبات الحوار المتمدن | قواعد نظام التعليقات والتصويت في الحوار المتمدن | | غلق | ||
المواضيع المنشورة لا تمثل بالضرورة رأي الحوار المتمدن ، و إنما تمثل وجهة نظر كاتبيها. ولن يتحمل الحوار المتمدن اي تبعة قانونية من جراء نشرها |