سامى لبيب
الحوار المتمدن-العدد: 5849 - 2018 / 4 / 18 - 23:13
المحور:
كتابات ساخرة
أجمل ما فى الإنسان هى قدرته على مشاكسة الحياة فهو لم يرتقى ويتطور إلا من قدرته على المشاكسة ومعاندة كل المسلمات والقوالب والنماذج , وأروع مافيه هو قدرته على السخرية من أفكاره فهذا يعنى أنه لم يخضع لصنمية الأشياء وأن كل الأمور قابلة للنقد والتطور .
فكرة هذا المقال تولدت فى ذهنى منذ الساعة بالرغم من وجود عشرات المقالات الجاهزة للنشر , ليأتى حضور فكرة المقال من سؤال للكاتبة المتميزة ماجدة منصور طرحته على الأخ عبد الحكيم عثمان فى تعليقها , لتتولد فكرة أن أفضل طريقة لحراك العقل وإثارته ومشاكسته تأتى من طرح السؤال وهذا أفضل من سرد عشرات الحجج المنطقية والعقلية التى تؤصل لفكرة محددة . فلندع العقل يفكر ويقوم بالمهمة ولكن فلنتأمل دهاليز السؤال وأعماقه .
سأبدأ بسؤال السيدة ماجدة منصور ثم أتبعها بأسئلتى التى تترجم محتوى الكثير من كتاباتى .
- من كان شيطان الشيطان .
تسأل السيدة ماجدة : حين عصى الشيطان ربه .. من كان شيطانه ؟؟!
- ماذا لو تاب الشيطان
1-هل عصيان الشيطان لربه تم بإرادة الشيطان أم رغماً عنها .. بإرادته طبعاً .
2-هل رحمة الإله ومغفرته محدودة أم لا ؟ طبعاً مطلقة وغير محدودة .
3- من 1 ,2 ماذا لو تاب الشيطان فهل تُقبل توبته .؟!
4- إذا قبلت توبته فمن أين سيأتى الشر وهل ستبقى نظرية الأديان صامدة ؟
5- إذا رفضت توبته فأليس هذا يقوض قدرات الله المطلقة فى الرحمة والمغفرة ويفضح قصة مصدر الشر المتهافته ويدين الإله كمصدر الشر؟!.
- هل الجنه مكان لتحليل القبح ؟!
بماذا تفسر أن الخمر مُحرم وقبيح و شر فى الأرض بينما فى الجنه حلال ومباح ؟
هل تحريم الخمر جاء لقبحه وضرره وإستياء الله من الشاربين أم لأنه يعوق المقاتلين عن القتال ؟
إذا كانت الجنه تعويض البشر عما حرموا منه من لذات وشهوات فى الأرض , فهل سيباح الشذوذ الجنسى والسادية. ؟!
- وإِن مِنكمْ إِلا وَارِدهَا كَانَ عَلَى رَبِكَ حَتمًا مَّقضِياً .
الحياة فى العالم الآخر هى الخلود أى الأبدية اللانهائية ليورد المسلم على النار أولا ثم الجنه .. فهل يمكن تقسيم المستقيم اللانهائى بنقطة تفصل ما قبلها وما بعدها. ؟!
- أليس هكذا صار محدوداً .
فى الحاقة17( الْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ ) . وفى الكتاب المقدس ( قد رايت الرب جالسا على كرسيه و كل جند السماء وقوف لديه عن يمينه و عن يساره) الملوك الأول 22 : 19 .وفي حزقيال حز1 :26 (كان الله يجلس فوق العرش الذي كان على المقبب الذي كان على رؤوس الكروبيم محمولاً على أجنحتها )
أليس هذا المشهد يعنى التشخيص والتجسيد وخيال إنسانى إستعار صورة الملوك والسلاطين ؟! أليس هكذا يجعل الله محدودا ؟!
- الله غير محدود .. إذن لا وجود لنا .
الله غير محدود وهذا يعنى عدم وجودج أى شئ يحد وجوده أى لا الكون ولا الأرض ولا الجبال والبحار ولا الانسان والحيوانات ولا الذرة ولا الجزئ يحد وجوده , أى هو كل الوجود ولا وجود لأى شئ مستقل عنه.!!
- خالدين فيها أبداً .
يؤمن المؤمنون أن البشر سيخلد فى الجنه أو الجحيم للأبد , وبغض النظر أن هذا التصور يتنافى مع أبسط مفاهيم العدل والمنطق عندما يعاقب الإنسان بعقوبة أبدية على أفعال محددة زمنياً , إلا أن هذا المشهد المُغرق فى السادية والإجحاف يفضح المطلق ويبدده , فالنسبى هنا شارك المطلق ماهيته , فنحن أمام تعادل النسبى مع المطلق ومشاركته طبيعته , بإعتبار أن الخلود تعنى الأبدية وهى صفة المطلق ليشترك الإنسان مع الإله فى اللانهائية وتتلاشى الحدود الفاصلة بين النسبى والمطلق , ولتتوقف أمام المعادلة الرياضية التى تقول بأن اللانهائى يظل لانهائى مهما أضفت له أو خصمت منه , وهذا يعنى أن فكرة خلود الإنسان جعله يصير إلهاً .!
- لماذا لحظة الخلق دون عن سواها .
لو سألنا لماذا خلق الله الكون فى لحظة زمنية محددة ولم يخلق قبلها أو بعدها فلا يتصور أحد أننا أمام سؤال ساذج سفسطائى ليقول لو خلقه قبل أو بعد ستتوقف أيضاً وتسأل لماذا خلق فى تلك اللحظة دون غيرها.. نعم سنسأل دوماً هذا السؤال ولكن يبدو ان حضرتك لا تدرك عمق هذا السؤال الذى سينفى الخلق والإله .
عندما نقول لماذا خلق الله الكون في هذه اللحظة بالذات دون سواها ولم يخلق في اللحظة السابقة أو اللاحقة فهذا له معنى عميق ,فمعنى عدم وجود قبل الخلق إن كل اللحظات الزمانية تكون متشابهة بلا أى فوارق ليكون نسبة الفعل فى كل منها متساوياً فما هو سبب تمييز تلك اللحظة عن غيرها لتتميز ليكون تميزها دافعاً لصدور فعل الخلق عندها ؟!.
دعونا نبسطها أكثر فمعنى أن الله خلق الوجود فى لحظة معينة فإما تكون بحكمة أو عبث فسيقول المؤمنون بالطبع لحكمة وماخلقنا عابثين فهذا هو المُفترض من إله كلىّ الحكمة والتقدير لذا سنهمل الخلق بعبثية وبدون قصد , ليكون إختيار لحظة معينة للخلق تم بحكمة وتقدير أي أن الله إختار الظرف المناسب الذى يكون لحظة الخلق قبلها أو بعدها خاطئاً , فالظرف المناسب هو إختيار من عدة ظروف متباينة وهذا يعنى ان الظروف خارج الله ليفاضل بينها ويتحين الفرصة المناسبة للخلق , وهذا يعنى أن الله يخضع للظروف ويتعامل معها والتى هى فى حالة إستقلالية عنه ليقوم بدراستها وإختيار اللحظة المناسبة للإقدام على عملية الخلق مع عدم إغفالنا أن اللحظات متشابهة .!
الله خلق الوجود فى لحظة زمنية محددة فهل كان يقدر على الخلق قبل تلك اللحظة أو بعدها أم أنه مجبر على الخلق فى هذه اللحظة بعينها .أليس لحظة الخلق المحددة تنفى قصة الخلق والخالق .. فكر فيها .
- هل الله رأى فى الخلق شئ حسن فإذا كان كذلك كما يذكر الكتاب المقدس ,فإما أنه يعلم هذا أو لا يعلمه فإذا كان يعلمه فلماذا لم يبدأ الخلق قبل تلك اللحظة فهذا يعنى أن هناك معوقات حالت دون ذلك كما ذكرنا , وإذا كان لا يعلم بأنه سيخلق فهذا يفقده ألوهيته بحكم أن من المُفترض أنه عليم , علاوة أنه أصبح تحت رد فعل الحدث المُستجد الذى يواجهه .!
فعل الخلق بالنسبة للإله إما يكون شئ حسن أو بلا معنى وبلا غاية , فإذا كان بلا معنى وبلا غاية فنحن أمام فكرة عبثية تصب فى رؤية العدميين الملحدين بأن الوجود جاء بلا معنى ولاغاية ولا ترتيب , أما إذا كان الخلق شئ حسن فهذا يعنى ان لديه معرفة للقياس عن كون الأشياء حسنه أو قبيحة ليختار الطيب والحسن منها , ولكن التقييمات لا تكون إلا بعد الحدث ليتكون التقييم من رد الفعل عليه , كذلك التصنيف كونه طيب أو قبيح يأتى وفقاً لتفاعله مع المشهد ليكون منه معنى ..هذا علاوة على إمتلاك الإله خبرات سابقة تجعله يُقيم الاشياء القبيحة والحسنه وهى ردود الفعل الذاتية على الشئ , وهذا يعنى أن الله متأثر بالخارج ليستحسن ويستقبح وفق إنطباعاته الخاصة .. أى أن الأشياء خارجه عن الإله ليتكون لديه إنطباعات إيجابية أو سلبية وهذا يعنى حتمية وجود قبل الخلق ليكون منه خبرات وإنطباعات الحسن والقبيح .!
- الأزلى لا يخلق .
مشهد منطقى آخر ينسف فكرة الخلق ,فالله أزلى أبدى أى لا نهائى فى وجوده بينما الخلق حدث فى زمان ومكان فهل يمكن أن نقول الله قبل الخلق وبعد الخلق , فهذا يقوض الألوهية كون يعتيريها التغيير وتبدل الأحوال ,علاوة على إستحالة وجود نقطة محددة تتحدد فى المالانهاية فهذا مثل الخط مستقيم اللا نهائى لا تستطيع أن تضع نقطة عليه لتقول أنها تنصف المستقيم أو تكون نسبة ما بين المسافة التى قبل النقطة إلى المسافة ما بعد النقطة , فالمستقيم اللا نهائى ليست له نقطة بداية ولا نقطة نهاية بمعنى أن البداية والنهاية ممتدة دوما كحال الأعداد اللانهائية فكلما وصلت لعدد ستجد عدد قبله فى البدايات وعدد بعده فى النهايات فيستحيل أن تتحقق وجود هذه النقطة أى يستحيل أن تتواجد لحظة خلق كما تُبدد هذه الفكرة فى طريقها كمال الله فهو كل يوم بحال بإمتداده اللانهائى .
- الزمن يطلب مكان .
عندما خلق الإله الكون فى ستة أيام فما هو مقياس ورصد اليوم الإلهى الذى يعادل ألف سنه او خمسين الف سنه او حتى مليون سنه من سنيننا فهو زمان فى النهاية يطلب مكان لكى يتواجد الزمان , فكيف يكون هذا قبل خلق المكان..هل هناك زمن بدون مكان؟!
- هل يصح ان يقال بأن الله خالق ومصمم ؟
الخلق هو إنتاج الأشياء كاملة من العدم , والتصميم هو الإستعانة بمواد خام بتركيبها وترتيبها .
- ما علاقة الإله بقوانين الطبيعة لو قلت هى من إبداعه وتصميمه , فهل ترك الكون والطبيعة لتلك العلاقات لتعمل بدون رقابة وهيمنة منه , فلو كان هذا تفكيرك فأنت تقترب من فكر الألوهيين والربوبيين , وإذا رفضت أنه ترك الأمور للقوانين لأن هذا ينتقص من قدراته وهيمنته وعلمه المطلق فما فائدة قوانين الطبيعة إذن .
* أسئلة عميقة فلسفية بسيطة تنسف الوهم نسفا :
- هل الأشياء تحمل معنى فى ذاتها أم أن المعنى إنطباع إنسانى على الأشياء ؟.
- هل توجد غاية للأشياء أى غاية الأكسجين أن يُصدأ الحديد أم أن الغاية فكر وسلوك إنسانى بحت ؟.
- للأرض قمر واحد يضئ ليله , ولكن كوكب المشترى له 64 يدورون حوله , فما الغاية والتصميم والحكمة أن يحوى كوكب مهجور كالمشترى على كل هذه الأقمار بينما الكوكب الآهل بالحياة لا يملك إلا قمراً واحداً , فهل هذا فعل مصمم عاقل ذو حكمة أم فعل الطبيعة التى لا تبحث عن غاية أو حكمة لتخضع فقط للقانون والظرف المادى الطبيعى الذى منح المشترى 64 قمرا وبخل على الأرض بقمر واحد ؟!
- ما الغاية من شروق الشمس على الأرض قبل وجود الإنسان بملايين السنين ؟, وما الغاية وما الجدوى من شروق الشمس على بقية كواكب المجموعة الشمسية الخربة ؟ , وما الغاية والتصميم من شروق ال200 مليار نجم فى كل مجرة على ما يتبعها من كواكب وأجرام .؟!
- هل توجد وظيفة للأشياء أن تؤديها كأن تكون وظيفة الأمطار أن تروى الزرع , فهنا منحنا الوعى والإرادة للأشياء أم هو فعل طبيعى خال من الغاية ؟
- نفرح بوجود الذهب والماس على أرضنا ونتخذ من هذه المعادن النادرة وسيلة للتمايز الطبقى , ولنسأل : ما المعنى , وما الجدوى , وما الغاية وما القيمة من وجود تلك المعادن النفيسة بوفرة فى كويكبات وكواكب مهجورة فى الفضاء . ؟!
هل توجد قيمة للأشياء فى ذاتها وكينونتها أى أن قيمة الذهب فى ذاته أم القيمة إنطباع وإسقاط شعورى وفكرى للإنسان على الأشياء ؟ .
-جبل صخرى على شكل فيل
http://i.myegy.to/images/8f1ae3476529.original.jpeg
كيف تكون ونحت هذا الشكل ؟ هل من الطبيعة أم من الله أم من زيوس أم من إله الجبال ؟.
- نتصور أن النجوم لها سببا ووظيفة ان تكون مصابيح وهداية للملاح , فهل هى كذلك .. هل النجوم كمواقد نووية تعادل حجم الشمس أو أكبر أى أكبر من حجم الارض بمليون مرة لتكون وظيفتها أن تكون مصابيح للزينة أو ترشد ملاح فى رحلته الصحراوية او البحرية .؟! فهل قصة المصابيح أو الإرشاد هى من تخيل وإستدلال إنسان قديم أم هى هكذا .؟!
* أقوى تأمل وفكرة راودتنى وكانت شرارة لادينيتى وإلحادى بآلهة الأديان .
أعتذر بداية عن الإستفاضة فى هذا السؤال فهو أقوى تأمل توقفت عنده ( هذا جزء من مقالى السابق أقوى تأمل وفكرة راودتنى ) .
الأرض كوكب يتبع المجموعة الشمسية التى تتمركز فيه الشمس والتى هى بمثابة موقد نووى متأجج يعادل مليون مرة حجم الأرض , ولك أن تعلم أن شمسنا ليست أكبر نجم فى الكون فهناك نجم (VY Canis Majoris) يعادل نحو ألفي ضعف حجم الشمس , فقطره يعادل نحو 2.89 مليار كيلومتر مقارنة بقطر الشمس البالغ 1.384 مليون كيلومتر.!
- إن شمسنا واحدة من أكثر من 200 مليار نجمة في مجرتنا درب التبانة , وأن مجرة درب التبانة التى نتبعها تمتد طولاً بمائة مليون سنه ضوئية وعرض خمسون مليون سنة ضوئية .( سرعة الضوء فى الثانية 300000 كم وفى السنه 9.331.200.000.000 كم أى أكثر من 9 مليون مليون كم ) .!!
يقول جون جونسون الأستاذ المساعد في علم الفلك والكواكب من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا إن هناك على الأقل مائة مليار كوكب في المجرة , ويقصد هنا مجرتنا فقط , فهل يمكن تخيل إجمالي عدد الكواكب في المجرات الموجودة في الكون. !!
- مجرة درب التبانة واحدة من 225 مليار مجرة موزعة في الكون المرئي observable Universe والمقصود بالكون المرئى هو ما تم رصده وفق للإمكانيات المتاحة , ولتعلم أن كل هذه الأرقام عن المجرات والنجوم هى فى حدود 10% من الكون .!!
- يقول العلماء ليس هناك كون واحد في الفضاء إنما توجد الملايين من الأكوان بجانب كوننا وهذا يعنى أن الفضاء ليس له نهاية و لا بداية . !!
- لك ان تعلم بعد كل هذا أن الارض عليها 8.7 مليون نوع من الكائنات الحية فقد قدرت دراسة "PLos biology" تعداد الأنواع الحية على الأرض بـ 8.7 ملايين نوع , 6.5 ملايين من الأحياء البرية , و2.2 مليون من الأحياء البحرية . وجدير بالذكر أن الدراسة تناولت فقط الأنواع الحية من حقيقيات النواة كالحيوانات والنباتات والفطريات والأوليات دون الأخذ في الاعتبار البدائيات كالبكتيريا , مما يعنى تنوعا مذهلاً فى مملكة الحياة .
أعتذر عن حجم هذه المعلومات التى دونتها إذا كانت قد أصابتكم بالضجر بالرغم أنها لا تمثل قطرة فى توصيف حجم كوننا الهائل , ولكنها تكفى لإنتاج تأمل وفكرة إنبثقت منها لتثير فى المرء الدهشة , والدهشة هنا لا تكتفى بحجم كوننا الهائل بل من تفكيرنا المغرور المغرق فى الفنتازيا والجهل والصلف , لنتصور أن هذا الوجود جاء من أجلنا بل سُخر لنا وأن هناك إله يعتنى ويهتم بنا .!!
كنت أتأمل مقولة أن الله مالك ومدير هذا الكون الهائل بكل مجراته ونجومه (225 مليار مجرة وكل مجرة تحوى 200 مليار نجمة) لتمثل الارض بالنسبة لهذا الكون الهائل حبة رمال فى صحراء شاسعة ممتدة الأطراف بلا أى مبالغة , لأجد أن الإله حسب الفكر الدينى مهتم بحبة الرمال والقاطنين عليها ليوليها عنايته وإهتمامه لتنسب الأديان له عمليات الرصد والمراقبة وتقدير الأرزاق والأقدار لكل فرد من الطفيليات القاطنة على سطح حبة الرمال .!
إله مالك ومدير هذا الكون الهائل بكل مجراته ونجومه ( 225 مليار مجرة وكل مجرة تحوى 200 مليار نجمة) ليتركها بكل مشاكلها من تصادم مجرات وإنهيار وتفجر نجوم وثقوب سوداء تلتهم منتجاته ,ليعتنى برصد كل أفعالك وهمساتك وحماقاتك ونزواتك وضعفك ليدونها فى أجندته حتى يأتى اليوم الذى يكافئك بجنة خمور ونسوان أو يشويك للأبد فى نار حامية الوطيس .!
إله مالك ومدير هذا الكون الهائل بكل مجراته ونجومه (225 مليار مجرة وكل مجرة تحوى 200 مليار نجمة) ليتركها بكل مشاكلها من تصادم مجرات وإنهيار وتفجر نجوم وثقوب سوداء تلتهم منتجاته ليعتنى بشوية بدو على سطح حبة الرمل ليرسل لهم بوعوده وعهوده . ليقول فى تكوين: 15 (في ذلك اليوم عقد الرب ميثاقا مع إبراهيم ، قائلا : سأعطي نسلك هذه الأرض ، من نهر مصر إلى النهر الكبير نهر الفرات ) . وفى تكوين 17: 4 (ها أنا أقطع لك عهدي ، فتكون أبا لأمم كثيرة ، وأُصيّرك مُثمرا جدا ، يخرج من نسلك ملوك ، فأكون إلها لك ولنسلك من بعدك . وأهبك أنت وذريّتك أرض كنعان التي نزلت فيها غريبا مُلكاً أبديا ) .
ولا مانع لإله مالك الكون ومديره أن يتدخل بشكل عنصرى ليفضل السيدة على الجارية ففى تكوين 17 ( وقال الرب لإبراهيم: أما ساراي زوجتك، أُباركها وأُعطيك منها ابنا، سأباركها وأجعلها أمّا لشعوب، ومنها يتحدّر ملوك أمم، إنّ سارة زوجتك هي التي تلد لك ابنا، وتدعو اسمه اسحق وأُقيم عهدي معه، ومع ذريّته من بعده إلى الأبد) .!
إله مالك ومدير هذا الكون الهائل بكل مجراته ونجومه (225 مليار مجرة وكل مجرة تحوى 200 مليار نجمة) ليتركها بكل مشاكلها من تصادم مجرات وإنهيار وتفجر نجوم وثقوب سوداء تلتهم منتجاته , ليعتنى بخلاص البشر من خطاياهم! بعد أن إخترع هو مفهوم الخطية فينزل على الأرض ليُصلب ويَفدى البشر , بالرغم أنه مشغول بإدارة الكون , وبالرغم أن الأمور لا تحتاج كل هذا الإهتمام والرعاية لطفيليات تعيش على سطح حبة رمل فى صحراءه الشاسعة , فلن نقول أن هذا الحل غريب وشاذ للرب وأن الأمور لا تستحق ذلك , بل نقول أن الإعتناء بخطايا البشر ساذج ينال من ألوهية مالك ومدير الكون .
إله مالك ومدير هذا الكون الهائل بكل مجراته ونجومه (225 مليار مجرة وكل مجرة تحوى 200 مليار نجمة ) ليتركها بكل مشاكلها من تصادم مجرات وإنهيار وتفجر نجوم وثقوب سوداء تلتهم منتجاته . ليعتنى بحل المشاكل العاطفية والجنسية لحبيبه النبى فيكون سريع الإستجابة .!( وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين . ترجي من تشاء منهن و تؤوي إليك من تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جناح عليك ) .!!
كما يتدخل إله يمتلك 225 مليار مجرة وكل مجرة تحوى 200 مليار نجمة فى خصومات النبى مع مخالفيه ليسبهم ويلعنهم .!( تبت يدا أبي لهب وتب ما أغنى عنه ماله وما كسب سيصلى نارا ذات لهب وامرأته حمالة الحطب في جيدها حبل من مسد ) .!!
إله يمتلك هذا الكون الهائل يعتنى بالقاطنين على سطح حبة رمل ليرسل ملائكة ذات أجنحة من الريش فى رحلات مكوكية ذهاباً وإياباً من على بعد 1630 مليون سنه ضوئية جدلا كى تخبر هذا النبى بكيفية تقديم ذبيحة ومواصفات فطيرة للرب .. ويرسل لآخر رخصة للزواج بمن يهواها قلبه , ويعتنى بمجموعة من الرعاع ليمنحهم أرض ليست أرضهم ويعتبرهم شعبه المختار , وفى قول آخر فضلهم على العالمين , كما لا يتوانى فى حث مؤمنيه لدرجة الإلحاح على قتل الكفار والمشركين والأغيار الأنجاس وذبحهم ودق أعناقهم وقتل اطفالهم وشق بطون الحوامل ونهبهم وإغتصاب نساءهم .
بعد هذه الرؤية تكللت رؤيتى الجديدة أن الأديان خرافات ورؤية إنسان قديم يعتريها مصالح نخبوية وسياسية وقومية , ولتتشكل ملامح قوية للادينيتى يلازمها ظهور فكرة الألوهية الربوبية لأقتنع حينها بوجود إله , ولكن إله نزيه خالق الكون والحياة كفنان يعشق إنتاج أعماله ولكنه لايطلب من تلك اللوحات أن تعبده وتسبحه أى إله غير مُريد لا يتدخل فى حياة البشر ولا ينتظر منهم أن يعبدوه ويحمدوه , فلا يغضب وينفعل على عصيانه فهو الأعظم النزيه , ولا يجهز إستضافة للبشر فى جنته وجحيمه فالأمور لاتعنيه , فهو من النزاهة والعظمة والغنى أن لا يشغل ذهنه بحفنة من البشر يعيشون على سطح حبة رمل فى صحراءه الشاسعة فهناك ما يشغله فى إدارة هذا الكون الهائل عن الإعتناء برصد حياة البشر الشخصية وما يفعلوه ليدون هذا فى أجندته .
أفتخر اننى وصلت بذهنى الى فكر الألوهيين بالرغم اننى لم أقرأ عنه سطراً واحداً , لذا أعتز بتأملاتى فى فترة الصبا وأحترم قدرة التأمل والعقل فى إنتاج الأفكار , فليس شرطاً أن تفنى عمرك فى الدراسة , وإن كنت لا أسخف البحث والدراسة بالطبع ولكنى أشير الى أهمية الفكر الحر .
إن الأديان تحط من قيمة وعظمة الإله عندما تجعله تافهاً يعتنى برصد البشر وينزعج من هذا المراهق الذى يتلصص لرؤية إمرأة عارية ليمارس العادة السرية أو ذاك الذى إنزلق بفعل قشرة موز قدر الإله أن تنكسر ضلوعه بواسطتها , ناهيك عن إهتمام الإله بغراميات بعض أنبياءه وتحقيق رغباتهم الجنسية أو الدخول فى عداء وسب ولعن من يغضبوهم .
لماذا لا يكون الإله إلهاً نزيها غنياً لا يهتم ولا يعبأ بالأرض والإنسان ؟ فهو خالق فنان لا ينتظر أن تعبده لوحاته التى رسمها , كما أنه مشغول بإدارة كون يحتوى على 225 مليار مجرة وكل مجرة تحوى 200 مليار نجم علاوة على مليارات الكواكب والأجرام .. إله ليس بالتافه حتى يرصد كل خطواتنا وهمساتنا وضعفنا وأفكارنا العشوائية ..هو ليس لديه إمتنان للوحاته ليصنع منتجع سياحى أو ماخور من أجل هذا الإنسان البائس .. كما ليس سادياً منتقماً حتى يثأر من هذا الكائن الضعيف بإذاقته مليارات صنوف العذاب على يد زبانيته إلى المالانهاية من الزمن .
دمتم بخير.
-"من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته " أمل الإنسانية القادم فى عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع .
#سامى_لبيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟