(خطة الجنرالات) عن الفاشية الإسرائيلية نتحدث

لم يعد هناك شيء يقصف في غزة، لم تبق بناية او مدرسة او مستشفى او شارع او بيت، هدمت غزة بالكامل واستحالت الى اطلال وخرائب، فماذا يفعل نتنياهو وفريقه الفاشي؟ انهم يريدون الاستمرار بحرب الإبادة، الاستمرار بالقتل؛ هنا يتقدم جنرال إسرائيلي متقاعد "جيورا إيلاند" بخطة إجرامية كاملة، تقضي بمحاصرة شمال غزة بالكامل، حصار تام، فلا يمر أي غذاء او ماء او دواء تماما.

تلقف نتنياهو الخطة بفرح غامر وامر الجيش بإرسال نداء الى مدن شمال القطاع "جباليا، بيت لاهيا، بيت حانون" للمغادرة فورا، وان أي شخص يبقى سيعتبر هدفا للجيش، وبالفعل نفذت الخطة او أجزاء منها كما يقال، فمنذ 30 أيلول تم فرض حصار شامل وخانق لشمال القطاع، منذ ذلك التاريخ لم تدخل شاحنة مساعدات واحدة، هل يتخيل أحد الصورة هناك؟

اربعمئة ألف فلسطيني هم عدد سكان شمال القطاع، يقتلهم الجوع حرفيا، تفتك بهم الامراض والاوبئة، انهم يموتون ببطء، فلا أحد يستطيع ان يصور ما يجري، ولا احد يستطيع ان يعترض على سياسة إسرائيل، مهما كانت إجرامية، فالغرب وامريكا يرددون منذ سنة "من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها بكل الطرق"، وهي لم تخيب ظن سادة الغرب وامريكا، فهي تجري عملية إبادة مكتملة الأركان.

أيام قاسية ومريرة جدا مرت على الفلسطينيين، لقد استخدموا وجربوا عليهم كل وسائل القتل والابادة، لم يبق صاروخ او قنبلة لم يلقوها عليهم، جيل كامل مشوه الأعضاء، نفسيات وقلوب منكسرة ومحطمة، لا ملجأ لهم، لا منقذ لهم، لا مفر لهم، لا احد يتحدث بكارثتهم ومصيبتهم، متروكين امام وحش دموي لا يعرف رحمة وليس لديه ذرة من اخلاق او قيم، انها فاشية سافرة وعلنية، ومن يعترض فأنه يعادي السامية والديموقراطية والليبرالية وحقوق الانسان الغربية والأمريكية.

طارق فتحي