بايدن.. الإسلام السياسي... تقسيم العراق


صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن - العدد: 8060 - 2024 / 8 / 5 - 03:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

بايدن هو صاحب فكرة ومشروع تقسيم العراق على أساس طائفي وقومي، فمنذ أيام ما كان نائبا للرئيس أوباما-وحتى قبل ذلك-وهو ما انفك يلح بقضية التقسيم، فهو يعتبر ان مشاكل العراق لن تنتهي الا بتقسيمه، وقد جوبه بمعارضة من تلك الإدارة، لكنه لم ييأس من المحاولة، فهذه الفكرة بقيت في دماغه، وهو يمني النفس ان في يوم ما يستطيع تنفيذها.

هو يدرك جيدا ان كل أدوات التقسيم موجودة وجاهزة للعمل، فالدستور هو أحد اهم أدوات التقسيم، بمجرد تفعيل مادة الفدراليات "الأقاليم" حتى يكون البلد قد خطى خطوة أولى نحو التقسيم؛ او قانون النفط والغاز، او المادة 140، او المناطق "المتنازع عليها"، كل تلك الملفات وغيرها يستطيع بايدن ان يلعب بها، ما عليه سوى ان يحرك الدمى التي صنعتها الإدارات السابقة والحالية، وهي جاهزة ومستعدة لتنفيذ كل السيناريوهات، بعلمهم او دونه، شاءوا ام ابوا.

لكن هل ان بايدن وفريقه الديموقراطي الليبرالي يعملان او عملوا على سيناريو التقسيم؟

الجميع يعلم ان شكل الحكم الذي أسسه الامريكان في العراق هو طائفي-قومي، رئيس الجمهورية "كوردي"، رئيس البرلمان "سني"، رئيس الوزراء "شيعي"، هذا هو القالب المعروف للحكم، بغض النظر عن سخافة الانتخابات ومن صدق بها، فالنتيجة واحدة، وهي هذه.

هذا التقسيم للدولة هو تمهيد للتقسيم الفعلي للبلد، لكنه مؤجل بمعادلة ان "خدمهم وعبيدهم وذيولهم اذا ما فكروا بالانحراف عن سياستهم فأن هذا السيناريو يفعل، لكن بشكل بطيء، وهؤلاء العبيد هم اليوم في ذروة التمرد على اسيادهم وخالقيهم، فقد وجدوا سيدا آخر وارتموا بحضنه.

الاطار التنسيقي هو اليوم الحاكم الفعلي للبلد، هذا الاطار يسير بشكل حثيث على سكة رسمت له، انه يعمل بمسارين، من جهة سياسية "البرلمان" وسنه للقوانين التي من شأنها تقسيم البلاد "عطلة الغدير، الأحوال الشخصية، حرية التعبير" وفي جعبتهم الكثير من التشريعات الهدامة.
والمسار الثاني هي الميليشيات، التي تأتمر بأوامر دول أخرى غير صديقة لبايدن، بل وتقصف مصالح بايدن وزمرته، بالنتيجة النهائية فهي أيضا على نفس السكة التي رسمت لهم.

قوى الإسلام السياسي هم الالعوبة الكبرى بيد الإدارة الامريكية، فهم ليسوا بالحمقى عندما جاءوا بهذه القوى ونصبوها حاكمة في العراق، فهي الاسهل لهم، يقودوهم حيث يريدون.

في عام 2005 تم تفجير مرقد ديني، ذلك التفجير الذي جر البلد الى حرب أهلية دموية وقاتله، راح ضحية ذلك التفجير عشرات الالاف من الأبرياء، ودخل البلد نفقا مظلما، وصار نداء التقسيم يخرج من هنا وهناك؛ أدوات اللعبة هم ذاتهم موجودين، فمن يضمن ان لا يعيدوا ذلك السيناريو القبيح؟

طارق فتحي