حول ندوة الاثنين المعرفي


صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن - العدد: 8120 - 2024 / 10 / 4 - 00:48
المحور: قضايا ثقافية     

الحزن والقهر من مشاهد الدمار والابادة التي تتعرض لها المنطقة ترغمك على الذهاب لكل مكان تجد فيه متنفسا، ينسيك ولو قليلا تلك الفظائع التي ترتكب، تجلس بمقهى ام كلثوم تسمع اغنية ما، تقطع شارع الرشيد ذهابا الى المتنبي، تنعطف قليلا نحو شارع الجمهورية باتجاه الشورجة وسوق الغزل ثم الخلاني، ثم تصل الباب الشرجي، تستريح قليلا بحديقة ساحة التحرير، عندها يهاتفك احد الأصدقاء، يطلب اليك المجيء الى منتدى الاثنين المعرفي في شارع الزعيم، فهناك محاضرة للأستاذ "كامل عبد الرحيم" صاحب رواية "ابن اليهودي" وديوان "اجيد المسيرة وحيدا" وغيرها الكثير من المؤلفات.

كانت محاضرته بعنوان "هويات متداخلة ام متقابلة... هوية اليسار-هوية النظام-هوية تشرين-هوية المعارضة"، مع ان المرء لا يرغب بمثل جدل يقوم على "الهوية"، لكن المحاضر له مطلق الحرية باختيار موضوعه الذي يراه مناسبا.

لم تسر المحاضرة كما يراد لها، فمعد الجلسة "هادي التشكيلي" طلب من المحاضر "كامل عبد الرحيم" ان يتوقف عن القراءة، ويقوم بإلقاء المحاضرة شفويا، حتى لا يدخل الملل والضجر الحضور، فثارت ثائرة أحد الضيوف منفجرا على معد الجلسة طالبا من الأستاذ كامل عبد الرحيم الغاء الجلسة، وبالفعل فان الأستاذ كامل ترك منصة المحاضرة وقال ان هذه فضاضة.

هذا ما جرى في جلسة المنتدى، ابدى العديد من الحضور التذمر من سير المحاضرة، بعد ان اعتذر معد الجلسة عن أي سوء فهم حصل منه، لكن يبدو ان الأستاذ كامل "خلگه" ضيق جدا، فرغم عودته للمنصة الا انه لم تكن لديه اية رغبة بإكمال المحاضرة او الإجابة على تساؤلات الحضور.

حقيقة لا تعرف لم ينزعج المثقف من أي نقد، الأستاذ كامل جاء ليقرأ على الحضور محاضرته، وهذا منهج غير محبذ او مرغوب في القاء الندوات او المحاضرات، فعلى حد تعبير أحد الحضور "تگدر توزعنا محاضرتك المكتوبة واحنا نقراها ونعلق عليها".

حسب الاخبار سيتم غزو لبنان، خمسين ألف جندي معبأ بكل الأحقاد، ترافقهم ألف دبابة ومئات الطائرات والمدفعية، تساندهم أقمار الغرب وامريكا التجسسية، لنرى ويرى العالم مزيدا من القتل والابادة، فقد بات العالم متعطشا لرؤية الدماء اكثر؛ فهل يملك الانسان "خلگ" لنقاش ما؟

طارق فتحي