(وسقطت في بحر العسل)


صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن - العدد: 8108 - 2024 / 9 / 22 - 00:11
المحور: المجتمع المدني     

عن أحلام اللامي نتحدث

يبدو ان حكومة الإسلام السياسي كريمة جدا مع من يتقرب منها او يكون مداحا لها، نرى الكثير من المطبلين والمهللين لها وقد اكرمتهم بسخاء كبير، وقد توزع كرمها على عدة اشكال، منهم من اعطته رئاسة نقابة ابدية، ومنهم جعلته على رأس جامعة او كلية، ومنهم من ملكتّه شبكة الاعلام، ومنهم "ارأسته" على بعض المؤسسات "السجناء، الشهداء"؛ وكل أولئك النقباء والرؤساء يدينون بالولاء التام لهذه السلطة.

هذه المناصب والمراكز تدر أموالا طائلة، فضلا عن السفريات والرحلات الباذخة، أيضا فان هذه المناصب "مقدسة" عند السلطة، فلا تسمح بنقدها او التجاوز عليها، مثل ما حصل قبل أيام من انتقاد على مجلس القضاء، فجميع من في السلطة رفضوا بشكل مطلق الانتقادات الموجهة للقضاء.
السيدة أحلام اللامي نقيب المحامين أدركت اللعبة جيدا، وتساءلت مع نفسها: هل أبقى محامية عادية، اجلس بباب المحاكم، وانتظر قضية طلاق او زواج او ارث، ام "أسقط" في بحر العسل الإسلامي؟

السيدة أحلام حسمت امرها بأن تبقى في منصبها ما بقيت القوى الإسلامية في الحكم، لكن كيف تظهر ولاءها وتبعيتها لهذه القوى؟

اثارت القوى الإسلامية المتخلفة والرجعية قضية التعديلات على قانون الأحوال الشخصية، انبرى مجموعة مخلصة ومدنية ومتحضرة من المحامين والمحاميات لرفض هذه التعديلات الذكورية؛ هذه كانت الفرصة الذهبية للسيدة أحلام لإظهار تبعيتها الكاملة للقوى الإسلامية، ومن باب "اشهدوا لي عند الأمير"، قامت بتشكيل "مجالس تأديبية" بحق المحاميات والمحامين الرافضين للتعديلات الإسلامية.

السيدة أحلام امرأة لا تلبس الحجاب "سافرة"، وهي تعرف جيدا ان هذه القوى ماضية بتشريع القوانين الأكثر تخلفا، وقد يشرعون شكل الزي للمرأة، فهل ستعترض على ذلك؟ ام انها ستقوم بترحيل بناتها الى دول أوروبا ليعيشوا بحرية، وهي ستستمر بمحاكمة المحاميات والمحامين الذين سيعترضون، حتى تحافظ على سقوطها في بحر العسل الإسلامي.

ملاحظة: "وسقطت في بحر العسل" فيلم للكاتب الكبير احسان عبد القدوس وإخراج صلاح أبو سيف، والبطولة ل محمود ياسين ونبيلة عبيد؛ انتاج عام 1977.

طارق فتحي