ثأر الأحرار وعقوبة الإنتظار


عدنان الصباح
الحوار المتمدن - العدد: 8064 - 2024 / 8 / 9 - 13:50
المحور: القضية الفلسطينية     

قال سماحة السيد حسن نصر الله في خطابه الأخير بعد رحيل القائد فؤد شكر " الحاج محسن " ان انتظار العدو للرد جزء من العقوبة والانتظار وقد سمعت وقرات بعض السفهاء كلاما لا ينم الا عن الجهل وعدم الادراك بل وحتى عدم فهم الف باء السياسة والحروب ولذا اردت ان اعود الى معركة ثأر الاحرار التي بدأت يوم التاسع من ايار عام 2023 باغتيال الاحتلال لقادة الجهاد الاسلامي طارق عز الدين وجهاد غنام وخليل البهتيني وفوجئ جيش الاحتلال بصمت مخيف فلم ترد حركة الجهاد الاسلامي على اغتيال قادتها فورا كما هي العادة ومضى على الصمت 36 ساعة حتى وجد جيش الاحتلال نفسه مجبرا على ان يكسر الصمت بنفسه.
بعد اغتيال القائد اسماعيل هنية في طهران والقائد الحاج محسن في بيروت " الضاحية الجنوبية " وشهداء الحديدة لم ترد المقاومة ولا الجمهورية الاسلامية في ايران مع ان الاعلان بان الرد آت صدر عن كل الاطراف وبالتأكيد فان لهذه الاطراف قدرات بالرد يعرفها الاحتلال وسيده وعدم الرد المباشر يمنح المقاومة بكل جبهاتها موحدة ومنفردة ميزة قد تكون واحدة من اهم مراحل طوفان الاقصى وللأسباب التالية:
- ان الرد لم يأتي وهو حتمي وبالتالي فان جهوزية الانتظار لا بد ان تتواصل من قبل الاحتلال
- هذه الجهوزية يجب ان تطال كل شيء وكل مكان وهي برسم كل الاحتمالات
- هذه الجهوزية تعتمد على عدم اليقين وانعدام احتمالية الاستثناء والتوقع
- هذه الجهوزية ليس بالضرورة ان تطال الاحتلال في فلسطين فقط بل هي مفتوحة على كل جهات الارض وكما فعل الاحتلال بالوصول الى القائد الاول في حركة حماس في طهران فان الابواب لدى المقاومة ايضا مفتوحة لتطال الاحتلال في اي مكان وهذا يعني استحالة الجهوزية لان الاهداف هنا لا حصر لها.
- ساعات الانتظار في معركة ثأر الاحرار لم تكن على الرد فقط ولكن كانت على من سيرد وكيف يرد واين يرد وهو ما تعيشه دولة الاحتلال الان فالأسئلة كبيرة وكثيرة حول ذلك فها سترد قوى المحور مجتمعة ام منفردة ... متوازية او متتابعة ... في الداخل ام في الخارج ام بكلاهما معا
- هل سيطال الرد مصالح من شاركوا بالاغتيال ام دولة الاحتلال وحدها
- هل سنرى فعلا مشابها من استنكاف جهة عن الرد كما فعل بصمت حركة حماس في معركة ثار الاحرار مما ساهم في صناعة التعمية الاكبر على جيش الاحتلال.
برايي ان كل هذه الاسئلة واردة الان في ذهن الاحتلال وسيده وهو لا يملك اية اجابات وليس لديه القدرة على كسر الصمت هذه المرة ولا القدرة على الوصول حتى لبعضها لان القرارات الاخيرة عادة ما يملكها من لا تتسرب من لديه الاسرار وبالتالي فان الاحتلال الان رغم بشاعة ما انجزه في دمنا وارضنا وناسنا ورغم كل الخذلان الذي منحه العالم لفلسطين واهلها الا انه قوى المقاومة نجحت في جعله مرة اخرى يدور حول نفسه كثور الساقية مرة اخرى وهذه المرة بلا مكان ولا زمان محدد وهي اصعب حالة يمكن ان تعيشها جهة على وجه الارض.
فما هي الخيارات امام دولة الاحتلال
الخيار الاول: ان تنتظر الى ما لا نهاية وهو ما لا يحتمله احد
الخيار الثاني: ان تبادر هي الى تعميق الوضع بتوجيه ضربات جديدة او اغتيالات جديدة استعجالا للرد
الخيار الثالث: ان تقوم عبر عملائها بضرب واحدة من المصالح الامريكية بما يكفل اندفاع امريكا للرد
الخيار الرابع: ان تقبل بعرض المقاومة شبه المعلن بإيقاف الحرب والخروج من غزة وباقي الثوابت التي اعلنها الشهيد اسماعيل هنية كثوابت
وقد يكون هذا هو الخيار الوحيد المتاح للاحتلال وسيده للانتهاء ولو مؤقتا من ورطة الانتظار وورطة الدوران حول الذات في مقتلة غزة بلا نتائج كانت او ستكون ففيما عدا انهار الدم والاف اطنان الركام واستقدام الامراض التي اختفت وضرب جدار حديدي من التجويع على غزة فانهم ابدا لن يتمكنوا من الوصول الى ما يريدون ولا خيار امامهم سوى القدوم الى مربع شروط المقاومة بهذا الشكل او ذاك.
والسؤال الان هل تلعب قوى محور المقاومة الان في ادارة معركة الرد المنتظر نفس الدور الذي لعبته قوى المقاومة من خلال معركة ثار الاحرار وصنعت تعمية لم تنتهي الا صباح السابع من اكتوبر ام ان الاحتلال وسيده غير قادرين على احتمال 7 اكتوبر جديد وقد بات على الابواب وسيذهبون فورا الى مربع المقاومة وشباكها الذي ترك مفتوحا لهم للهروب منه وهو القبول بشروط الشهيد اسماعيل هنية الخمسة والاستماع الى ما قاله سماحة الامين العام لحزب الله توقفوا عن المقتلة وغادروا غزة ثم تعالوا لنتكلم.