فشروااااااااااااا
عدنان الصباح
الحوار المتمدن
-
العدد: 8024 - 2024 / 6 / 30 - 22:11
المحور:
القضية الفلسطينية
فشرواااااااااااا أيا كانوا اولئك الذين يعتقدون ان بإمكانهم ان يحلوا سلطتنا الوطنية الفلسطينية والغائها ان كانوا حقا راغبين بذلك ويسعون اليه فعلا بأيديهم وكانوا لا يدركون واقع حالنا ولا حقيقة تركيبتنا فنحن باختصار شديد أمة تعشق التكاثر العددي ولا تتقن شيئا سواه على الاطلاق وتعتبره واحدا من اهم سماتها وبنيويتها وصورتها التي تباهي بها كل امم العالم وليس اوضح من اننا الامة الوحيدة على وجه الارض التي تملك مثل هذا العدد الكبير من الدول والحبل على الجرار.
فشروااااااااااااااا ان نسمح لهم بفعل ذلك فنحن امة تعتز بذاتها ولا تسمح للغرباء ان يقرروا بشأنها فهي الاقدر على ان تفعل ذلك امة وشعوب ونحن الفلسطينيون لدينا قناعة اننا الشعب الارقى والاكثر فهما ودراية من باقي الشعوب بل اننا بمناسبة وبدون مناسبة نقول اننا من علم شعوب الخليج ومن بنى دولهم وانهم لولانا لكانوا لا زالوا لا يعرفون الالف من كوز الذرة ولا زلنا نعتقد اننا لا زلنا هناك ولا زال العالم يجلس حيث كان ولم يتقدم قيد انملة مع ان واقع الحال يقول عكس ذلك وبالمطلق.
واقع حالنا لا يشي ابدا باعتقاداتنا وما نعتقده او ما ندعيه زورا عن انفسنا ليس هو القائم على الارض واقصد هنا واقع حال سلطتنا الوطنية الفلسطينية التي توقف معها الزمن عند اوسلو " اعلان المبادئ الاولية للحكم الذاتي الفلسطيني " والذي لم يعد له وجود على الارض بعد ان انقض الاحتلال على كل ما يمكن ان نقول عنه انه كان خطوة الى الامام واعادنا الاف الخطوات الى الوراء فنحن قبل اوسلو كنا موحدين على الارض او نبدو كذلك وكان يمكن لهذه ال " يبدو " ان تصبح حقيقة لو اردنا لها ان تكون ولكننا اليوم لسنا كذلك على الاطلاق ففي حين تقاتل غزة حتى اخر قطرة دم لا تجد في واقع الحال من يقف معها كما ينبغي له ان يقف ولم يهرع للوحدة من كان يجب عليه ان يفعل وللمرة الاولى يتحدث الاحتلال علنا انه لا يقبل باي طرف فلسطيني أيا كان ما دام يتحدث ولو بلغة وطنية فلسطينية فقط فهو قطعا يسعى للقضاء على المقاومة ويفعل في سبيل ذلك المستحيل مع انه لا زال يواجه الهزيمة امامها المرة تلو المرة رغم كل ما يلقاه من دعم عملي وعلني ودعم صامت وسري الا انه وحتى اللحظة لا زال الفشل حليفه وهو ايضا ينتظر انهيار السلطة على يد اهلها.
الاحتلال يتصرف ومنذ ما قبل السابع من اكتوبر على قاعدة اضعاف السلطة لا حلها وعلى قاعدة تحويلها الى هزء بكل ما تعني الكلمة من معنى وهو لهذا يتحدث عن رغبته بالتخلص منها ثم يكرر انها مفيدة له وتساعده وكأنه يقول للشارع الفلسطيني انها اي السلطة لا تستحق ثقتك لأنها منا ولنا معنا ولذا لا يقدم للسلطة اي شيء ترغب به او اي شيء يقوي موقفها او يمنحها صورة من يمثل الشعب بل يحاول ان يثبت عكس ذلك وفي كل يتركها حتى تصل غرفة الانعاش ثم يتقدم ويحاول اسنادها قليلا ولا يرغب بان ينقض عليها بنفسه لان ذلك بحد ذاته سيمنحها القوة والالتفاف الشعبي من حولها ويحولها شاءت ام ابت الى اداة مقاومة ولو على قاعدة مرغم اخاك لا بطل ولذا يتركها لحالها وناسها.
السلطة لم تضع اية قواعد او اسس لتعطي ذاتها القدرة على المواصلة والاستمرار ولا التكيف مع كل ظرف وهي تتعاطى مع واقع حالها وحال شعبها بغياب تام واهم ما ينبغي للسلطة ان تهتم به بعد القضية الوطنية وقضايا الشعب هي الديمومة والتطور وحماية مؤسساتها التي تشكل الرافعة الحقيقية لوجودها وثباتها وواقع الحال ينفي عنها هذه الصفة.
السلطة لم تجد في المقتلة على غزة فرصة للقفز في قطار الشعب والمقاومة ورفع رايتها ولو سياسيا فقط لتؤكد بذلك قيامها بدورها الطبيعي الذي من المفترض انها وجدت من اجله وهذا ايضا ما لم تفعله منظمة التحرير الفلسطينية.
السؤال الملح هل يمكن للسلطة ان تعيش بعد رحيل الرئيس الفلسطيني وهل يمكن ان يكون هناك انتقال سلمي للسلطة بغياب كل المؤسسات وبحضور الانقسام وضعف الحال وبحضور الصراعات والانقسامات حتى في داخل الفصيل الواحد والسؤال هو
- هل هناك اجماع فلسطيني على الية للانتقال السلمي للسلطة
- هل هناك اليات دستورية لهذا الانتقال
- هل هناك قائد شخص يجمع كل القوى والشعب من حوله
- هل هناك مؤسسة يمكن لها ان تنتقل فورا لتقديم حل وطني يرضى به الجميع فلا مجلس وطني ولا مجلس تشريعي ولا اية مؤسسة قائمة واذا غاب الرئيس يصبح الشاغر مصدر خطر لا يمكن القفز من فوقه
اذا لم نصنع الان حزام امان لغدنا قائم على الوحدة الجمعية لكل الشعب وقواه واستعادة مؤسسات السلطة والمنظمة لمكانتها ودورها فإننا قطعا ذاهبون بأنفسنا الى تقسيم السلطة الى سلطات والوطن الى اوطان ونكون حقا قد قلنا لهم فشرتم نحن من سيقوم بمهمة تفتيت سلطتنا الى سلطات واضاعة قضيتنا الواحدة تمهيدا لإضاعة الوطن
انم لم نصحو اليوم فان الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيكون اخر رئيس للشعب الفلسطيني يسكن في رام الله قريبا من القدس وحتى لو وجد من سيقول انه كذلك فان ذلك لن يكون له اية مضامين في الواقع وعلى الجميع ان يتذكر انه وحتى اليوم لم يتم الاعلان عن موت الهيئات التالية
- حكومة عموم فلسطين فلا احد اعلن موتها
- الهيئة العربية العليا فلا احد اعلن موتها
فالي اين نحن ذاهبون بمنظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية الفلسطينية غدا الا الى طريق التغييب للمنظمة والتفتيت للسلطة ان لم نصحو قبل فوات الاوان فان الضفة ستصير ضفات وغزة غزات وستصير جزر الجيتوات من نصيبنا بعد ان كانت موطنهم ولن يرحم الدم الفلسطيني كل من غاب او غيب الوطن كل من اغمض عينيه عن الحقيقة وترك الشعب وحده يموت وترك ابطاله ومقاومتهم نهبا لأعدائهم.