يحيى حسن إسماعيل


عدنان الصباح
الحوار المتمدن - العدد: 8134 - 2024 / 10 / 18 - 16:13
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية     

بالتأكيد ليس اسم لرجل ولا اسم لوطن ولا اسم لشعب انه اسم لزمن مختلف عن ازمان سابقة غابرة, انه اسم لمثلث اركانه رسمت دربا يحتاج فقط لمن يمكنه ان يقرأه لا لمن يغني ويستغني, اسم لزوايا البناء الذي شيده هؤلاء الرجال الرجال بوعيهم قبل كفهم, وهم لذا يحتاجون لمن يستطيع ان ينقل لنا ما ارادوا ان يقولوه لنا وهو من الغزارة ما لا يستطيع شخص واحد او جهة واحدة بمفردهم ان يفعلوه.
لن اكتب عن وعيهم الذي نحتاج ولكني اكتب عن صعودهم الذي يبقى, صعودهم الذي كان رصاصا اطلقوه بأجسادهم على رواية الاعداء ومن ينقلها او يروج لها او يعتقدها بالقول اكان يدري ام لم يكن يدري وفي الحالتين جريمة فان كان لا يدري فالصمت لمن لا يعلم علم وان كان يدري فالجريمة تستحق العقاب لا الثواب.
الزاوية الاولى من اسم مثلث النهوض " الشهيد القائد يحيى السنوار " ومعناه الحياة اطلق رصاصته على الاختراع الفاشي للاحتلال ومن رددوه من بعده بحسن او بسوء نية انه كان في الانفاق مختبئا ومحتميا بالأسرى حفاظا على حياته ليلقاهم واقفا ممتشقا سلاحه مقبلا لا مدبرا بل ان الصورة الاخيرة له قالت ان اخر كلمة كانت مواجهة الطيارة نفسها بما ملكت يداه من اداة, ورغم الجراح التي اثخنته لم يئن ورفع خشبته بيده الباقية من جسده واطلقاها على الاعداء بصورة طائرة كانت ترقبه وكانه يقول لمن ارسلها سابقي يحيى واقاوم فالذراع التي نبتت من الارض لا تموت, فماذا تقول الان ابواق الذل والعار والهزيمة لرجل يعرف القيم والقتال والاخلاق والمواجهة فلا يحتمي بضعيف بل يحميه حتى لو كان عدوه.
الزاوية الثانية من اسم مثلث الوعي " الشهيد القائد سماحة السيد حسن نصر الله " وهو الذي ارسى وعيا لا ادري متى سنفهمه وندركه فالأعداء منهم قالوا عنه انه مختبئ ولا يتصل بأحد فرددت ابواقهم منا ذلك ومع اننا كنا نستمع اليه في كل مناسبة ومفصل وكان في كل مرة يعلمنا الف درس جديد الا اننا لم نتعلم لأننا اصغر من ان درك ما الذي اراد له ان يصل لنا وحين صعد كان صعوده من غرفة العمليات للمقاومة يقود ويقرر ويرشد ويصنع الغد مع رفاقه فماذا يقول الان من لا يدركون قيمة الوعي الذي ابقاه لنا لانهم لا يريدون ان يدركوا عجزهم ولا جبنهم ولا خوفهم الذي قاله لهم سماحته مرات ومرات بالكلمة وفي السلوك واخير عبر روحه الطاهرة.
الزاوية الثالثة من اسم مثلث الصدق " الشهيد القائد اسماعيل هنية " اما لماذا الصدق فلانه صدق في سلوكه وقوله ما لم يصدقه الجبناء معتقدين ان لا احد يمكن ان يكون بمثل هذا الصدق والشجاعة فقبل صعوده غطى الانذال اعينهم وهو يودع ابنائه واحفاده وعدد من افراد عائلته على ارض غزة لا في شركات الاستثمار في قطر وتركيا وحين نعاهم اكتفى بالقول ليسوا اغلى من دم ابناء شعبنا واستشهد وهو يجوب الدنيا حشدا للقضية والشعب والوطن.
هذه هي الاركان الثلاثة لبناء شامخ وعظيم تآمرت عليه / عليهم كلا قوى الشر على وجه الارض ولم يغتالهم كما يروج السطحيين من كتاب وصحفيين ومحللين واشباه مثقفين ان القاتل مجرد شخص فاسد وفاشل لا يريد من هذه الحرب الا استمراره في الحكم والابتعاد عن السجن وهو لا يريد ارض فلسطين ولبنان وراس المقاومة في كل الجبهات وراية الكرامة عند كل شعوب المنطقة وخزائن الخيرات في كل جهات الارض بعد ارضنا.
يحتاج مثلثنا العظيم منا ان نرتقي الى مستوى وعيه الذي ادرك قبل الغير ما الذي يحاك لكل بلادنا ومنطقتنا والعالم ولم يفهم الا ابنائهم المقاتلين الذين لا زالوا في الميدان لا اولئك الذين يظهرون على شاشات التلفاز لقولوا ما يراد لهم ان يقولوا وليقزموا قضيتنا الى حكاية شخص فاسد ومصلحة شخصية ويقدموا شهادة اخلاء طرف لكل اطراف العصابة ويرددوا كالببغاوات ما يقوله اعلام العدو وسادته واتباعهم.
بعد كل شهيد يبدأ المطبلين والمزمرين نحيبهم وعوائهم عن البوصلة والفراغ والاتي القاتم مع ان كل مرة كانت الخطوة للأمام بعد الشهيد تتسع ولا تضيق وبعد كل شهيد تبدأ الاتهامات وتكرار روايات الاعداء عن من باع من ومن تخلى عن من وعند كل مفصل من مفاصل المسيرة تنهال التصنيفات عن طوائف ومذاهب ومصالح مع ان العالم منقسم الان الى طائفتين طائفة الحق الذي يمثلها مثلث " يحيى حسن اسماعيل " وطائفة الباطل التي يمثلها المثلث الصهيوني " امريكا والقاتل الماجور واتباعهم " فهل سنصحو ويصحو الاعلام الذي يمنح القاتلة مساحة تفوق احيانا المساحة التي تبدوا وكأنها لصالح امتنا ولصالح المقاومة وهي مجرد تكرار ممل وقراءة رديئة لخزعبلات الاعداء واكاذيبهم ليساهموا في تحويلها الى حقائق فهنا من يعمق كذبة وساطة امريكا وخلافاتها مع قاتلها المأجور ومن يعمق فكرة الخلافات داخل الكيان الماجور ويبرئ الكيان وسيده من كل جريمة بهذا الاستغفال والهراء الذي يتكرر في اليوم الاف المرات.
ما نحتاجه اليوم خلف ابناء القادة الذي صدقوا قادتهم, ولا زالوا يقاتلون بقوة وهمة اعلى وفاء لمن صدقوهم, نحتاج اليوم صورة للوعي ترقى الى مستوى المقاومة, فتصنع الخبر المقاوم والكلمة المقاومة والصورة المقاومة, ولا تكرر ما يلقى لها بوعي او بغير وعي من لغة وصور وشخوص يشوهون وعينا حين نرى وجها على شاشة حق مرة والف مرة على شاشة باطل فيصير ما يقوله حق ونساهم بصناعة وعي مشوه وحين يرى العالم عربي يناقش عربي احدهم صهيوني وعضو كنيست والاخر يدعي دعم المقاومة فيرضى من يجعل الامر مجرد اختلاف راي, او نستمع لكل ما يبثه اعلام جيش العدو وننقل شاشتهم ووجوههم ومؤتمراتهم مرات ومرات ولا نرى على شاشات الاعداء ثانية واحدة تنقل روايتنا ان كان لنا رواية اصلا فاستفيقوا على وقع صوت سماحة السيد ورصاصات القائد في الميدان وصدق من جاب الدنيا ليحمي المقاومة لا ليحمي مقعده.