يا أهل غزة فجروا سلاحكم النووي الآن
عدنان الصباح
الحوار المتمدن
-
العدد: 8183 - 2024 / 12 / 6 - 15:41
المحور:
القضية الفلسطينية
منذ أربعة عشر شهرا بالتمام والكمال والمقتلة المطحنة تتواصل على ارض غزة ونحن نواصل إحصاء الشهداء والجرحى ممن يمكن التقاط أجسادهم من تحت الركام ولا نلتفت الى ان من بقوا هناك أكثر بكثير ممن يتم استخراجهم او الوصول إليهم ولا أحد منا يسجل قوائم او احصائيات يموتون من المرض والجوع والعطش وقلة الدواء او من القهر والحزن والوجع وبنفس العقلية نحصي جرحانا ممن أصيبوا بالرصاص او بعض الرصاص ولا نلتفت أبدا لمن جرح في نفسه ولا نريد ان نقتنع ان كل انسان على ارض غزة جريح وأنواع الجروح لا حدود لها.
في غزة نار من ل حدب وصوب وترك موجع من كل جهات الأرض ولا أحد هناك يدري عما يجري في الخارج وكأني بهم يتساءلون هل اندثرت البشرية ولم يبق على الأرض الا ناس غزة واعتقد ان من يسال مثل هذا السؤال هو على حق بسؤاله فلو ان هنا احياء خارج غزة ممن كتبوا ووقعوا ونشروا وقرأوا الإعلان العالمي لحقوق الانسان لما كانوا انتظروا ل هذا الوقت وهم يعلمون ان في غزة مقتلة ومحنة ونقمة.
اين هم الذين يؤمنون بما جاء في الإعلان العالمي لحقوق الانسان والذي يحتفل به العالم يوم العاشر من هذا الشهر من كل عام وهو ينص في المادة الثالثة منه نصا " لكل فرد الحق في الحياة والحرية وسلامة شخصه " وفي المادة الخامسة ما نصه " لا يعرض أي انسان للتعذيب ولا للعقوبات او للمعاملات القاسية او الوحشية او الحاطة بالكرامة "
اين هم الذين يؤمنون بالقرآن الكريم ويحفظونه ويرددونه في اليوم الواحد مرات ومرات الم يقرأوا الآية الكريمة القائلة نصا " من قتل نفساً فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ً" ام ان الايمان عندهم محض قراءة وتسميع للنصوص وان الله أرسل لهم آياته ليتباروا ويقيموا ماراثونات في الحفظ والتسميع لا اكثر ولا اقل
اين هم الذين يؤمنون في الكتاب المقدس عن رسالة الرسول بولس الى اهل غلاطية "لَيْسَ يَهُودِيٌّ وَلَا يُونَانِيٌّ. لَيْسَ عَبْدٌ وَلَا حُرٌّ. لَيْسَ ذَكَرٌ وَأُنْثَى، لِأَنَّكُمْ جَمِيعًا وَاحِدٌ فِي ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ” ام ان المسيحية تأخذ تعاليمها من بايدن وترامب فهم لا يرون ان الناس جميعا واحد في المسيح يسوع
اين هم اليهود الذين يؤمنون بما قاله الحاخام شمعون بن جملائيل في اختزاله للوصايا العشر " يقوم الكون على ثلاثة أشياء: العدل والحق والسلام " ام ان اليهودية اختزلت باقوال سموتريتش وبن غفير
اتباع بوذا ينتظرون عودته للأرض ليعيد السلام اليها وكذا ينتظر المسلمون واليهود والمسيحيون وكل الناس ينتظرون من يأتي ليخلصهم وهو اعلان عجز قاتل وإعلان براءة من وجوب فعل الخير من قبل الانسان بنفسه.
يا اهل غزة لم يأتي المهدي بعد ولم يعود المسيح ولا المشيح ولا بوذا وبالتالي فكل من هم خارج ارضكم وناسكم لا يملكون الا الانتظار لكي يأتي من يخلصكم فهل ستواصلون أنتم الانتظار أيضا.
لم يحن ابدا وقت عودة أحد من السماء فاخرجوا أنتم لملاقاته لعلكم تسرعون طريقه الى اعلان السلام على الأرض فالبشرية المنتظرة عاجزة وغبية فالذين قالوا بوجوب حضور المخلص لم يقصدوا انتظاره بل السعي اليه
يا اهل غزة لا تنتظروا خلف اطبال مقاومتكم ولا تختبئوا خلف دمهم ولا تنتظروا غودو فلم يأتي بعد فغودو أنتم بأنفسكم وأنتم تملكون قنبلة نووية لا يملكها أحد
اخرجوا من بين خيامكم وركام بيوتكم بأسمالكم وجوعكم وواجهوا الدنيا بأكف عارية وصدور واثقة فإما ان تكتشفوا ان خارج غزة لا بشر وبالتالي فان الله اورثكم الأرض وما عليها لأنكم وحدكم من يستحقها واما ان تنطفئ بنادق الأعداء اما بريق عيونكم وبراءة اطفالكم ولعل الرجال خارج غزة ينكسون عيونهم احتراما للثقوب في ثيابكم وحفاظا على قداسة اجسادكم والا فان الموت واحد وإذا كان لا بد منه فالموت في الطريق الى السماء أفضل من الموت تحت الركام
يا اهل غزة لا توجد قوة على وجه الأرض اقوى من السلاح النووي الذي تطلقه اكفكم العارية وامعائكم الخاوية ولن تستطيع كل الأسلحة ان تسلب من قلوبكم ايمانكم بالحياة وإذا استطاع الأعداء قتل مليونا غزي يمشون تحت سماء الله فمعنى ذلك ان هذه الأرض لا تستحقكم وكفى
لا تنتظروا أكثر فلقد أعلن الناس خارج غزة الموت ولم يبق من الاحياء الا أنتم فلا تنتظروا من الأموات اغاثتكم وليس لكم والله الا أنتم ولا أحد سواكم فاخرجوا الآن الآن بذواتكم العارية من زيف حقوق الانسان ونفاق القانون الدولي ولصوصية الأمم المتحدة وكفر منظمة المؤتمر الإسلامي وتشتت جامعة الدول العربية وانتصروا للإنسانية فلم يبق منها الا أنتم ومن قاتل او لا زال يقاتل معكم او من سينضم لكم.