عن ( يونس ذو النون / المحو والاثبات وأم الكتاب / مبلغ كاش فى منزلى / شاب قرآنى لبنانى )


أحمد صبحى منصور
الحوار المتمدن - العدد: 8028 - 2024 / 7 / 4 - 14:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني     

السؤال الأول :
من هو النبى ذا النون ؟ وما هو الظلم الذى وقع فيه فقال : ( لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنْ الظَّالِمِينَ (87) الانبياء )؟ وما هو الدرس المستفاد لنا من هذه القصة ؟
إجابة السؤال الأول :
أولا :
1 ـ قال جل وعلا : ( وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنْ الظَّالِمِينَ (87) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنْ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ (88) الانبياء ).
2 ـ ( ذو النون ) : ( ذو ) بمعنى صاحب . تقول ( ذو مال ) أى صاحب مال . وجاءت ( ذا النون ) منصوبة بالألف لأنها مفعول به لفعل محذوف هو ( أذكر ) أى أذكر ذا النون . ( النون ) يعنى ( الحوت ) . وتفسير ( وَذَا النُّونِ ) هو ( صاحب الحوت ). وجاء هذا فى قوله جل وعلا : ( فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ (48) لَوْلا أَنْ تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ (49) فَاجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنْ الصَّالِحِينَ (50) القلم ).
ثانيا :
1 ـ قوله ( إِنِّي كُنتُ مِنْ الظَّالِمِينَ ) : نفهم نوعية الظلم من قوله جل وعلا عنه: ( وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ ) . المفهوم إنه هرب من قومه خوفا منهم عاصيا أمر ربه يظن أن ربه جل وعلا لا يقدر عليه .
2 ـ ونفهم شدّة الغضب عليه من وصف الله جل وعلا له : ( وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنْ الْمُرْسَلِينَ (139) إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (140) فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنْ الْمُدْحَضِينَ (141) فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ (142) فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ (143) لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (144) فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ (145) الصافات ) . قال ( َأبَقَ )ولم يقل ( هرب ) .والإباق للعبد . وقال ( مِنْ الْمُدْحَضِينَ ) أى المهزومين . ولم يأت هذا فى القرآن الكريم إلا مرة واحدة فى حق ( يونس ) و ( وَهُوَ مُلِيمٌ ) أى مستحق للّوم . وجاء هذا فى وصف فرعون وقومه. قال عنهم جل وعلا : ( فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ (40) الذاريات ) . وقال عنه : ( فَنَبَذْنَاهُ ) من ( النبذ ) ولم يقل فأنقذناه أو أخرجناه ، وهو نفس ما قاله جل وعلا عن فرعون وقومه : ( فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ ( 40) القصص ) وجاء التحذير للنبى محمد والأمر له بالصبر حتى لا يكون مثله : ( فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ ).
ثالثا :
1 ـ الدرس المستفاد هو قوله جل وعلا : ( فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنْ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ (88)) أى كذلك ينجى الله جل وعلا ويستجيب دعاء من يدعوه بتضرع وإخلاص معترفا بذنبه يرجو رحمة ربه . قال جل وعلا : ( أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ ) (62) النمل ).
2 ـ اللهم إستجب لدعائنا يا أرحم الراحمين .!
السؤال الثانى :
ما معنى المحو والإثبات وأم الكتاب فى قوله تعالى :( يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ (39) الرعد )؟
إجابة السؤال الثانى :
عن هذه الآية الكريمة نتوقف مع معنى ( أم الكتاب ) . يعنى :
1 ـ الأصل الذى أتت منه الكتب الإلهية ، وخاتمها القرآن الكريم . قال جل وعلا : ( وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (3) وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ (4) الزخرف ).
2 ـ الآيات المحكمة فى القرآن الكريم والتى تشرحها الآيات المتشابهة . قال جل وعلا : ( هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُوا الأَلْبَابِ (7) رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (8) آل عمران ).
3 ـ كتاب الحتميات من الموت والمصائب والميلاد والرزق ، والذى يتعرض للمحو والإثبات بارادة الرحمن جل وعلا . قال جل وعلا : ( لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ (38) يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ (39) الرعد ).
السؤال الثالث :
اعيش فى ولاية أمريكية واشتريت منزل وكان محتاج تصليحات كثيرة ، وقمت بها بنفسى ، وأثناء عملى عثرت على كيس فيه مبلغ كاش . المنزل كان يملكه شخص وتوفى وباعه الورثة لى . هل المال الذى عثرت عليه حق لى باعتبارى انا الذى اشتريت المنزل بما فيه حتى من أثاث ؟ أم هو للورثة ؟ لم أفتح الموضوع مع أى حد محامى ، وأريد رأيك من الناحية الشرعية . أعتقد أن المنزل وما فيه أصبح ملكا لى .
إجابة السؤال الثالث :
طالما تعتقد ذلك فلماذا تسألنى ؟ واضح انك فى قرارة نفسك ترى أنه ليس حقا لك أن تأخذ هذا المال ، وتريد منى تأييد رغبتك ليرتاح ضميرك . أقول لك : إنك إشتريت المنزل من الورثة بمال دفعته لهم ، وهذا يشمل كل مافيه . والمنزل وكل ما فيه هو سلعة . وأنت إشتريت هذه السلعة بمال . ما وجدته لاحقا فى المنزل ليس سلعة بل هو مال ، ولا يصح أن تشترى المال بنفس المال. المال الذى عثرت عليه ليس حقا لك ، هو حق للورثة ، ويحرم عليك أن تستولى عليه لنفسك .
السؤال الرابع :
أتمنى أن تصل الرسالة الى حضرتكم.
أنا شاب في الرابع و العشرين من العمر من عائلة شيعية في لبنان. أنا كنت كافر و غير مؤمن منذ الصغر و لكنني استيقظت من سنة تقريبًا و آمنت بربي وحده لا شريك له و بدأت بقراءة القرآن و بدأت بالصلاة و ابتعدت عن المحرمات و الحمد لله و رفضت أي حديث بعد القرآن الكريم و نفرت من العقيدة الشيعية و تخاريفها و أساطيرها و هجصها و أصبحت كرهاً لي. و من الطبيعي النفور أيضاً من العقيدة السنية المبنية على الأحاديث. منذ بعض الوقت قرأت عنكم و تفاجئت حقيقتاً بأن هناك من يؤمن بما أؤمن به و يتشارك معي العديد من الأفكار و الآراء. أتمنى معرفة اذا كان هناك أحدًا من جماعتكم هنا في بيروت. هناك الكثير من المواضيع و المسائل للحديث عنها خاصة و أن هذا النوع من الناس أقلية بل ظننت حتى أنها معدومة. الحمد لله.
إجابة السؤال الرابع :
سعدت بالتعرف اليك ، وأدعو الله جل وعلا أن يحفظك من كل سوء . من أسف أنا لا أعرف أحبتى من أهل القرآن معرفة شخصية. نحن نتواصل عبر موقعنا أهل القرآن و الفيس بوك . هم كثيرون وفى كل العالم تقريبا كتيار وليس كطوائف وجماعات . ولا أنصحك بالجدال مع أحد . إقرأ وتفقّه وإحتفظ بعقلك واعيا . لا تعط عقلك لأحمد صبحى منصور أو لغيره. ربما فى المستقبل تكون أفضل من أحمد صبحى منصور.