عن ( سواء / فجور النفس وتقواها / بين فساد مبارك وفساد السيسى )


أحمد صبحى منصور
الحوار المتمدن - العدد: 8029 - 2024 / 7 / 5 - 14:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني     

عن ( سواء / فجور النفس وتقواها / بين فساد مبارك وفساد السيسى )
السؤال الأول :
هل معنى سواء فى آية ( فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ (55) الصافات ) هو نفس معناها فى آية : ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ ءأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (6) البقرة )
إجابة السؤال الأول :
يختلف معنى ( سواء ) حسب السياق . نستعرض معانى ( سواء ) ، مع رجاء تدبر الآيات الكريمة .
أولا :
( سواء ) بمعنى المساواة . وتأنى فى السياق القرآنى فى أنه لا فائدة ، أى يستوى إن تفعل أو لا تفعل . قال جل وعلا :
1 ـ ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ ءأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (6) البقرة )
2 ـ ( وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لاَ يَتَّبِعُوكُمْ سَوَاء عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنتُمْ صَامِتُونَ (193) الأعراف )
3 ـ ( وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (10) يس ). يستوى أن تنذرهم أو لا تنذرهم .
4 ـ ( قَالُوا سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنْ الْوَاعِظِينَ (136) الشعراء ). يستوى أن تعظ أو لا تعظ
5 ـ ( سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ (21) الرعد ). يستوى الجزع أو الصبر .
6 ـ ( اصْلَوْهَا فَاصْبِرُوا أَوْ لا تَصْبِرُوا سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ ) (16) الطور ). يستوى أن تصبروا أو لا تصبروا .
7 ـ ( سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ (10) الرعد ). يستوى السّر أو الجهر .
8 ـ ( أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (21) الجاثية ). لا يستوى العُصاة والمتقون.
9 ـ ( سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (6) المنافقون ). لن يغفر الله جل وعلا لهم سواء إستغفرت لهم أم لا تستغفر.
ثانيا :
( سواء ) بمعنى ( جميعا ) على قدم المساواة . قال جل وعلا :
1 ـ ( وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ (58) الأنفال ).
2 ـ ( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ ) (64) آل عمران )
3 ـ ( وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً ) (89) النساء ).
4 ـ ( وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلَى مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَاءٌ ) (71) النحل ).
5 ـ ( فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ آذَنْتُكُمْ عَلَى سَوَاءٍ ) (109) الأنبياء )
6 ـ ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِي ) (25) الحج ). البيت الحرام للجميع ، لمن عاش فى مكة ولمن قطع البوادى راحلا اليه.
7 ـ ( ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلاً مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَوَاءٌ ) َ(28) الروم ).
8 ـ ( وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ (10) فصلت ). موارد الأرض لجميع الباحثين على قدم المساواة
9 ـ ( ضُرِبَتْ عَلَيْهِمْ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلاَّ بِحَبْلٍ مِنْ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنْ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنْ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمْ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (112) لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ (113) يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُوْلَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ (114) وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ (115) آل عمران ). أى ليس أهل الكتاب سواء ، منهم مؤمنون متقون .
ثالثا :
سواء بمعنى الاستقامة أو عدمها ، ويأتى معها ( السبيل ) أو ( الصراط ) حسب السياق .
عن الهداية قال جل وعلا :
1 ـ ( وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ (22) القصص )
2 ـ ( فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ (22) ص )
عن الضلالة قال جل وعلا :
1 ـ ( وَمَنْ يَتَبَدَّلْ الْكُفْرَ بِالإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (108) البقرة )
2 ـ ( وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (1) الممتحنة )
3 ـ ( فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (12) المائدة )
4 ـ ( أُوْلَئِكَ شَرٌّ مَكَاناً وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ (60) المائدة )
5 ـ ( وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ (77) المائدة )
رابعا :
سواء بمعنى أسفل . قال جل وعلا :
1 ـ ( فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ (55) الصافات )
2 ـ ( خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ (47) الدخان )
السؤال الثانى : ما هو المقصود ب ( دسّاها ) فى سورة ( والشمس وضحاها )؟
إجابة السؤال الثانى :
مصطلح ( دسّ ) جاء مرتين فقط فى القرآن الكريم . فى قوله جل وعلا :
1 ـ عن وأد الطفلة فى الجاهلية : ( وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ (58) يَتَوَارَى مِنْ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (59) النحل ) . ( دسّ ) هنا تعنى الدفن فى التراب .
2 ـ عن النفس البشرية : ( وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10) الشمس ).
الله جل وعلا ألهم النفس البشرية الفجور والتقوى ، والفجور فيها مقدم على التقوى . هناك ( النفس اللّوّامة ) أى ما يعرف بالضمير : ( وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ (2) القيامة ) ، وأيضا النفس الأمّارة بالسوء الداعية للفجور ( وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ (53) يوسف ) . هذا ما قالته عن نفسها إمرأة العزيز تعترف علنا بذنبها أمام الملك والملأ . فعلت هذا بإرادتها العليا ، وقد قال جل وعلا عن هذه ( الأنا العليا ) التى ( تنهى النفس عن الهوى ) التى تتطهّر بها النفس وتتزكى : ( وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنْ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (41) النازعات ). إذ إن هناك إرادة عليا تختار الفلاح أو الخسران تجعل الفرد يفلح بتزكية نفسه فيدخل الجنة فى الآخرة : ( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) الشمس ) ، أوتجعله يستسلم للنفس الأمّارة بالسوء بما ينتهى به الى الخيبة والخسران : ( وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10) الشمس ). وعليه فإن ( دسّاها ) هنا تعنى نقيض ( زكّاها ) .
السؤال الثالث :
ما هو الفرق بين فساد مبارك وفساد السيىسى ؟
إجابة السؤال الثالث :
مبارك ترك مصر أنقاضا . السيسى يبيع هذه الأنقاض . !!