أبو العلاء المعري: رهين المحبسين وفلسفته حول الزواج


حميد كشكولي
الحوار المتمدن - العدد: 8012 - 2024 / 6 / 18 - 03:02
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع     

أبو العلاء المعري، شاعر وفيلسوف عاش في العصر العباسي، اشتهر بتفكيره النقدي اللاذع وآرائه الفلسفية العميقة، والتي شملت موقفه المثير للجدل من الزواج. فقد اختار المعري أن يعيش عازفًا عن الزواج طوال حياته، تاركًا وراءه إرثًا أدبيًا وفكريًا غنيًا، لا يزال يُثار حوله النقاش حتى يومنا هذا.
فقد عانى المعري من العمى منذ صغره، مما ترك أثرًا عميقًا على نظرته للحياة. كما يُقال إنه تعرض لخيبة أمل عاطفية في شبابه، مما عزز من تشككه في العلاقات الرومانسية. وقد اتّسم تفكير المعري بالتشاؤم ورؤيته السلبية للحياة، فكان يرى أن الوجود الإنساني مليء بالألم والمعاناة، وأن الزواج هو جلب المزيد من المسؤوليات والأحزان.
كما كان المعري يعتقد أن إنجاب الأطفال هو إدانتهم للحياة مع ما تحمله من صعوبات وآلام. فكان يرى أن إخضاعهم لمعاناة الوجود هو نوع من الظلم.
وقد كرس المعري حياته لتحصيل المعرفة و التأمل الفلسفي. فكان يرى أن الزواج و تكوين أسرة سيستلزمان منه التخلي عن بعض من وقته و طاقته الموجهة لهذه الأهداف.


"هذا ما جناه علي أبي وأنا لم أجن على أحد"
تُعدّ هذه العبارة، التي أوصى المعري بكتابتها على قبره، ملخصًا لفلسفته حول الزواج. فقد رأى أن والده "جناه" عليه بإحضاره إلى هذا العالم المليء بالألم والمعاناة. فكان رفضه للزواج رفضًا لإنجاب أطفال يعانون من نفس المصاعب.
تأثير أفكار المعري حول الزواج
أثارت أفكار المعري حول الزواج نقاشًا واسعًا خلال حياته وبعد وفاته. فقد رأى البعض فيها تشاؤمًا مبالغًا فيه و نظرة سلبية للحياة. بينما اعتبرها البعض الآخر دليلًا على إنسانيته و حرصه على توفير المعاناة عن الأجيال القادمة.
ختامًا
يظلّ أبو العلاء المعري شخصية استثنائية في تاريخ الفكر العربي. فقد ترك لنا إرثًا أدبيًا وفكريًا غنيًا لا يزال يُثار حوله النقاش حتى يومنا هذا. و موقفه من الزواج هو أحد جوانب شخصيته التي تعكس عمق تفكيره و شجاعته في التعبير عن أفكاره، مهما كانت مثيرة للجدل.

وهناك العديد من الفلاسفة والأدباء الذين لم يتزوجوا لأسباب مختلفة. منهم من اختار، مثل رينيه ديكارت و باروخ سبينوزا، تخصيص حياتهم لأبحاثهم الفلسفية، معتبرين أن الزواج وتكوين أسرة سيستغرق الكثير من وقتهم وطاقتهم.
ومنهم ، مثل فريدريش نيتشه و آرثر شوبنهاور، لم يؤمنوا بقيمة الزواج أو الحب الرومانسي.
وقد واجه بعض الفلاسفة، مثل سورن كيركغارد و جان جاك روسو، صعوبات في علاقاتهم الرومانسية، مما جعلهم يبتعدون عن الزواج.
كما حالت في بعض الحالات، العوامل الاجتماعية، مثل التمييز ضد المثليين (كما في حالة آلان تورينغ) أو التوقعات الاجتماعية للنساء (كما في حالة هايباتيا الإسكندرانية) دون زواج بعض الفلاسفة.
من المهم ملاحظة أن هذه مجرد أمثلة عامة، وأن دوافع كل شخص لعدم الزواج فريدة من نوعها.
بالإضافة إلى الأسباب المذكورة أعلاه، هناك بعض العوامل الأخرى التي قد تكون قد ساهمت في عزوف بعض الفلاسفة عن الزواج:
• الفقر: قد يكون من الصعب على الفلاسفة، الذين كانوا غالبًا ما يعتمدون على رعاية الآخرين، تحمل تكاليف إعالة أسرة.
• المسؤوليات الأسرية: قد يكون لدى بعض الفلاسفة مسؤوليات تجاه أفراد الأسرة الآخرين، مثل الوالدين أو الأشقاء، مما يجعل من الصعب عليهم تخصيص الوقت والطاقة للزواج.
• الصحة: قد يعاني بعض الفلاسفة من حالات صحية تجعلهم غير قادرين على الزواج أو إنجاب أطفال.
من المهم تجنب التعميمات حول أسباب عدم زواج الفلاسفة إذ كانت دوافع كل شخص فريدة من نوعها، وقد تأثرت بمجموعة متنوعة من العوامل الشخصية والاجتماعية.
ويرتبط الزواج غالبا ما عند الشرقيين وخاصة المسلمين بتحريم ممارسة الجنس قبل الزواج بينما من العادي أن يكون للغربي عشيقة خارج مؤسسة الزواج لا اعتقد ان ابا العلاء قد مارس الجنس مع احد:

آراء الديانات المختلفة حول موضوع الجنس قبل الزواج تتنوع وتعكس التعاليم والمعتقدات الخاصة بكل ديانة:
المسيحية: يعتقد الكثير من المسيحيين أن ممارسة الجنس قبل الزواج غير مناسبة، وينظر البعض إليها على أنها خطيئة، بينما يرى آخرون أنها مسألة اختيار شخصي.
الاسلام: يُعتبر الجنس قبل الزواج محرمًا في الإسلام، ويُشجع على الزواج كإطار للعلاقات الجنسية.
اليهودية: تحث التقاليد اليهودية على الزواج وتُعتبر ممارسة الجنس خارج إطار الزواج غير مقبولة في كثير من التفاسير.
الهندوسية: تختلف المواقف داخل الهندوسية، لكن بشكل عام يُفضل أن تكون العلاقات الجنسية ضمن إطار الزواج.
البوذية: تُشدد على أهمية التحكم في الرغبات، وغالبًا ما يُنظر إلى ممارسة الجنس قبل الزواج على أنها تتعارض مع هذه المبادئ.
من المهم ملاحظة أن هذه المواقف يمكن أن تختلف بشكل كبير بين المؤمنين داخل كل ديانة، وأحيانًا حتى بين مختلف المذاهب أو التقاليد داخل نفس الديانة.