دعوة حميد الياسري.... صراع اقطاب السلطة ذاتها


صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن - العدد: 8004 - 2024 / 6 / 10 - 16:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

المهلة التي حددها رجل الدين حميد الياسري ل "طرد الفاسدين من محافظة السماوة" تنتهي الأربعاء، بعدها يصار الى تظاهرات واعتصام، وحميد الياسري هو امر لواء "44" حشد أنصار المرجعية او حشد العتبات، وقد طالب بغداد بأرسال "قائد عسكري" ليحكم المحافظة.

السماوة من أكثر المحافظات فقرا في العراق، نسبة الفقر فيها تجاوزت الخمسين بالمئة من سكانها، تفتقر لأبسط مقومات الحياة، مجرد زيارتك لهذه المدينة والسير في اقضيتها ونواحيها تصدمك مشاهد البؤس والفقر، هذه المدينة ذات المساحة الهائلة، فهي ثاني اكبر مدينة في العراق، لا توجد فيها اية مشاريع تنموية من أي نوع كان، لم يذكرها احد من السياسيين او النواب او الوزراء، فقط وزارة التخطيط تراقب نسبة زيادة الفقر فيها، وتنشر لنا البيانات؛ اما عن سكانها فالفقر ينعكس سلبا على حياتهم ومعيشتهم وتعليمهم، الامية متفشية فيها، فقد بلغت 20% من سكانها المليون نسمة، وسلطة الإسلاميين تحافظ على هذه النسب، فالجهل والفقر سلاحان ماضيان في يد سلطة الإسلام السياسي.

فجأة يخرج رجل دين، من داخل العملية السياسية، يلتفت لمدينة السماوة، بعد عشرين عاما من تسلمهم السلطة في تلك المحافظة، الياسري يطالب ب "طرد الفاسدين"، ولا نعرف ما الذي حصل لهذا الرجل، قد نتبع السردية الشعبية "نزل عليه الوحي"، أو نذهب الى رؤية أخرى، وهي ان هناك صراع كبير بين اقطاب السلطة ذاتها، فاليوم سلطة الإسلام السياسي تحكم بقطب واحد "الاطار التنسيقي"، وهذا "الاطار" أخرج وهمش جميع شركائه، وهؤلاء يشعرون ب "الحيف" الى ما آلت اليه امورهم، فتراهم يبتكرون او ينتجون او يخلقون الذرائع للضغط على هذا "الاطار" لتفجيره، وما دعوة الياسري الا احدى تمثلات هذا الصراع.

المشكلة ان الكثير انساق خلف هذه الدعوة، رغم ان الجميع يدرك ان الياسري هو أحد أبناء العملية السياسية، لهذا فان مطالبه سوف لن تتعدى اية "خطوط حمر" مرسومة، وستكون هناك مفاوضات بين الأقطاب، وستحل جميع الإشكالات فيما بينهم، وسيترك "الحالمون" لحلمهم، الى ان يستيقظوا ويجدوا الواقع كما هو.

"تجارب متكررة" في احدى المظاهرات في بغداد، ذهب جمع من "المثقفين" الى القول بأن رجل الدين "مقتدى الصدر" هو المنقذ، فخلقوا ما سمي وقتها ب "الكٌتلة التاريخية"، كان أحدهم يكرر القول ((مقتدى الصدر هو من سيحقق شعار "وطن حر وشعب سعيد"))، ما الذي حصل لهؤلاء بعد ان أجهضوا الانتفاضة الأولى؟ حصلوا على "كَتله تاريخية"، وتكررت هذه التجربة المرة 2015، 2018، 2019، احباط أثر احباط، ولا أحد يعرف متى سيتوقف هذا الفهم الصبياني

طارق فتحي