غزة.... سمفونية الموت والخراب


صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن - العدد: 7994 - 2024 / 5 / 31 - 22:16
المحور: القضية الفلسطينية     

(تنوح ارامل جديدات، ويزعق ايتام جدد، وويلات جديدة تصفع وجه السماء، فترجع السماء كأنها تشعر مع "غزة"، صارخة الفاظ حزن مماثلة) ... مسرحية مكبث.

أحد الشعراء الالمان يقول ان "الكلمة تموت في القلم"، ففي بعض الأحيان لا تسعفك اللغة عندما تريد ان تتحدث عن حدث ما، وغزة اليوم هي نموذج واضح لعجز اللغة، فأية كلمات او عبارات او جمل ممكن ان يعبر بها المرء عما يحدث، هل كلمة مفجعة، مفزعة، مرعبة، مخيفة، مهولة، محزنة؛ هل تكفي هذه الكلمات لوصف ما يحدث؟

نعم، تخرس الالسن وتشل من مشاهدة النقل الحي والمباشر لعمليات القتل والحرق والاغتصاب والتهجير والجوع والعطش والتيه، "لا مكان آمن في غزة" هذا ما تردده كل المنظمات العالمية، وهذا صحيح بشكل تام، فلا يوجد متر مربع واحد في غزة ممكن ان يقال عليه آمن، الة القتل الامريكية-الإسرائيلية مسحت كل ارض غزة.

اجتمع الحقد الطبقي والديني والعرقي لقتل سكان غزة، اجتمع حلف الناتو الأوروبي-الأمريكي والاسترالي والكندي والياباني لقتل وتهجير سكان غزة، حاصروها من كل مكان، برا وبحرا وجوا ومن تحت الأرض، فتحوا كل مخازنهم العسكرية وارسلوها الى مجموعة صهيونية حاكمة متطرفة حد النخاع، قالوا لهم لا تستعجلوا بالقتل، فلكم كل الوقت، اقتلوا ما تشاءون منهم، اغتصبوا وهجروا واحرقوا خيامهم وهدموا بيوتهم وجرفوا شوارعهم ودمروا مستشفياتهم ومدارسهم، بل اطمروا حتى آبار مياههم، انشروا الرعب والخوف والهلع بينهم، ادفعوهم الى النزوح من مكان لآخر؛ لا تخافوا نحن معكم، اموالنا واعلامنا وسلاحنا لكم، ولن يتجرأ احد على محاسبتكم.

وتستمر سمفونية الموت، الحزن والالم يعتصر الناس، لكن لا فائدة، فزعيمة العالم الحر تقف سدا منيعا امام أي تحرك من شأنه ان يوقف الإبادة، لا محكمة عدل دولية، لا مجلس حقوق انسان، لا أمم متحدة، لا منظمة العفو الدولية، لا مجلس امن، لا قانون دولي، كلها عجزت عن إيقاف جريمة الإبادة هذه، هذه الهيئات والمنظمات انتهت تماما، قتلتها الصواريخ الامريكية-الإسرائيلية التي تلقى على غزة، فهذه المدينة تصرخ ببداية عالم اكثر توحشا، عالم بدون قوانين او ضوابط.... ولتحيا ديموقراطية العم سام.

طارق فتحي